أرسل صاحب استشارة: أسئلة محيرة السحر والطلاسم يقول:
ساعدوني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، بادئ ببدء أشكركم جزيل الشكر أيها الدكتور العزيز على إتاحتكم لنا جسرا للتواصل، والله يجازيكم بخير ويكثر من أمثالكم يا رب لأنكم تخففون علينا، فشكرا لكم، أما بعد؛
أنا حمزة عمري 28 سنة، والآن أعيش حياة مريضة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أصبحت تراودني أفكار تنغص علي حياتي، في السابق شككت فيها بسرعة ولكن قلت لا لم يحصل لي شيء واستمريت أعيش حياتي عاديا والآن بعد حوالي ربما 10 أو 11 عاما أصبحت هذه الأفكار تقتلني في مرات عديدة، وبعض المرات أغلبها وأقطع الشك باليقين وما يمر يوم أو يومان حتى ترجع وبحدة أكثر من الأول، هما قصتان سأسردهما عليكم، ولكم في الأخير واسع النظر.
- القصة الأولى: أنا قبل تقريبا 10 أو11 سنة، تخاصمت مع الوالد وقررت الهرب من المنزل، وقصدت ليلا إحدى المدن المجاورة، وكانت هذه أول مرة أبيت فيها لوحدي خارج المنزل وبقيت أتجول إلى تقريبا منتصف الليل عندها كنت جالسا في الحديقة العمومية أتصفح الجريدة إلى أن أتى رجلا قصير القامة، تنبعث منه رائحة الخمر ولكنه ليس ثملا، أراد أن يشاركني قراءة الجريدة وأعطيته بعض الصفحات، وجلس بقربي، وبقينا نتحدث وتعارفنا، ثم بعد فترة قررنا أن نتجول قليلا، وقصدنا البحر، وعندما وصلنا إلى البحر قال لي هيا ننزل إليه، قلت له لا داعي لأنني بصراحة شكيت بأنه سيقوم ربما بتهديدي بالسلاح ومن بعد سيغتصبني، لأن البحر به صخور كثيرة وكبيرة وثانيا الظلام الحالك، تنفست الصعداء لأنه لم يعارض، أكملنا تجولنا إلى أن تعبنا وتوجهنا إلى أحد المدارات وهو مدار كبير على شكل حديقة به نباتات وأعشاب، ثم استلقينا هناك وهو استلقى بعيدا عني بحوالي 2 إلى 3 أمتار.
- القصة الثانية: قبل 9 أو 10 سنوات تقريبا، ذهبت إلى أحد أصدقائي، وفوجئت بأنه اتفق هو وأصدقائي على أن يشربوا الخمر، وأنا لم أكن أعلم من قبل، صعدت عند السطح وشاهدت صديقي يشرب الخمر هو والجميع، وجلست بالقرب من أحد المدعوين وبقينا نتحدث في جميع المواضيع، وعلى فكرة أنا أدخن ولا أشرب، ومر الوقت وقلت لا بد أن أجربه، وبالفعل فتح ذلك الشاب قارورة وقبل أن يشربها قلت له أريد أن أجربه، وشربت جرعة صغيرة جدا نقول لها هنا جغمة ولم أكمل لأنه مر ولأن ضميري ونفسي لم تتحمله.
الآن بعد سردي لقصتي، تساؤلاتي وحيرتي هم؛ بالنسبة للقصة الأولى تأتيني أفكار تقول لي بأنك عندما تعارفت مع الرجل قلت له اسم والديك ولقد قام بسحر وطلاسم وفقدت الوعي عندما كنت مستلقيا وقام باغتصابك، وأنا لم أعد أذكر هل قلت له اسم والديَّ بالفعل أم لا، وأفكار تقول لي لقد وضع مخدرا أو بنجو في منديل وقام باغتصابك.
ونفس الشيء بالنسبة للقصة الثانية، هذه الأفكار تقول لي بأن صديقي وضع لي عدة مخدرات قوية لأفقد وعيي وقاموا باغتصابي كلهم، هذه الأفكار تعممت على الكثير من الأحداث التي عشتها بنفس الطريقة المخدرات والسحر والطلاسم ولكن الحمد لله تغلبت عليها ومن بين تلك الأحداث التي تغلبت عليها يوجد بينهم أخي أيضا، كل الأفكار تغلبت عليها إلا هاتين القصتين لم أقدر على تجاوزهما والتغلب عليهما لأنهما ربما أساس تلك الأفكار.
تساؤلاتي هي ماذا يحدث لي في دماغي، وهل فعلا اغتُصِبت، وهل يوجد سحر أو طلاسم يفعلها لك شخص ما وهو للتو تعرف عليك، وهل يوجد بالفعل سحر أو طلاسم يفعلها لك شخص ما ويقوم باغتصابك وأنت لا تدري ولم تستطيع أن تشاهد شيئا أو تحس به لا قبل الاغتصاب ولا بعد، وهل إذا أشممك شخص ما بِنجو أو مخدرا وأنت مستلقيا هل تشعر به أم لا، وهل جرعة صغيرة جدا من قارورة إذا افترضنا بها مخدرات قوية هل تؤثر بالشخص إلى درجة أنه يفقد وعيه وعندما يستفيق لم يعد يذكر أنه فقد الوعي وأنه استفاق من الغيبوبة؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
أريد يا أيها الدكتور الكريم أن تجاوبوني على تساؤلاتي مشكورين ورأيكم مهم جدا لي والله العظيم لأنني والله شاهد على ما أقول أني أصبحت كالحي الميت في نفس الوقت وهذه الأفكار تأكلني بهذا المعنى وأخاف أن أصاب بالجنون، وهل أنا مريض أم تلك القصص بالفعل وقعت لي،
أنا أعول عليكم بعد الله، جزاكم الله كل الخير.
أخوكم من المغرب حمزة.
10/6/2013
رد المستشار
الاستشارة تتميز بغياب بيانات شخصية في غاية الأهمية للوصول إلى استنتاج سليم في هذه الحالة، وخاصة أن هناك حدثاً في غاية الأهمية حول الرحيل عن البيت قبل 10 – 11 عاماً.
القصتان يمكن حصرهما في إطار الذكريات تفاصيل الذكريات هي ما نسميه في الطب النفسي المحتوى يمكن ملاحظة ما يلي:1- رغم أن الذكريات التي تطرق إليها مستشير الموقع أحداث في غاية الأهمية ولكنه في عين الوقت لا يستطيع القول بصورة قاطعة بأنها جرت قبل 10 أو 11 سنة للحدث الأول أو 9 -10 سنوات للحدث الثاني هناك نوع من الانتشار الذي يثير الشك حول إطار هذه الذكريات.
2- محتوى الحدث الأول لا يخلو من الغموض بدون الشك، وهذا الغموض عينه يصاحب الحدث الثاني في محتواه كذلك.
3- رغم مرور ما يقارب العقد من الزمن لا يزال مستشير الموقع يفكر في ما حدث ويتمسك بها برباط شخصي للغاية.
4- الذكريات بدأت تؤثر عليه بصورة سلبية ويعبر عنها بكل صدق بأنها تأكله.
من جراء ذلك يمكن الاستنتاج بأن هذه الذكريات قد تكون حقيقية وليست زائفة في محتواها الأهم من ذلك هو إطارها الذي يمكن وصفه بالإطار الوهامي خلاصة الأمر هو أن هذه الذكريات هي ما نسميه في الطب النفسي بذكريات وهامية Delusional Memories بسبب الإطار دون المحتوى.
قد يقول البعض بأن هذه الذكريات مجرد أفكار حصارية (وسواسية) ولكن هذا غير صحيح لشدة تأثير هذه الذكريات على حالته الوجدانية وزمن حدوثها.
ليس هناك مفر من مراجعة طبيب نفسي لفحص الحالة الوجدانية والعقلية للفرد أميل إلى وجود اضطراب ذهاني ولابد أولاً من تعاطي عقاقير مضادة للذهان وربما عقاقير مضادة للاكتئاب.
التوصيات Recommendations
٠ شكراً على استعمالك الموقع.
٠ قد يكون الرد أعلاه مخيباً للآمال ولكني أجبت عليك كطبيب نفسي.
٠ لا تتأخر في مراجعة طبيب نفسي وتلقي العلاج وإلا لاحقتك هذه الذكريات طوال عمرك.
وفقك الله ورعاك.