هل أعاني من اضطراب بالهوية الجنسية، أم ماذا؟
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكرا لكم وجعل الله مبادرتكم في موازين أعماله..
أنا فتاة بيولوجيًا في التاسعة عشر.. بكر والدي، ولدي أخوة وأخوات
لدي وسواس قهري وإنسانة حساسة ودقيقة وأتأثر بعمق، إذا مثلا وبختني والدتي أتأثر وآخذ الأمر بمآخذ أكبر فأنا لوامة لنفسي بعض الشيء ولدي رهاب اجتماعي قليلا..
بهذه الشخصية تكون لدي ضعف وكنت خوافة في طفولتي بشكل مثير للسخرية، وأتأثر بالكلمة رغم أني لم أكن أحقد وكنت أتأثر من مآسي البشر بشكل كبير جدا حتى أنه كان يصيبني فزع وأصرخ عندما أسمع دوي انفجار أو سقوط شيء وأنا نائمة، إذا فلم أنشأ على شخصية شجاعة قوية كالنساء القويات!
لذلك حصل لدي لبس بسبب أنني أتمنى أن أكون ذكرا منذ الطفولة! منذ أن وعيت للدنيا وأنا أعجب بشدة بالأولاد وبشكل عميق، كنت مهتمة بهم ويملؤو عقلي، رغم أني أكره عنفهم خاصة أني هادئة.
في الروضة "قبل المدرسة" كذبت على الأطفال كي يأتوا للعب معي، مع ذلك أنجرح لأية كلمة، ألعب بألعاب الجنسين كلهم، وكنت متعلقة بوالدي وأحب الذهاب معه وأرتاح للجلوس مع والدي وأصحابه أكثر من مجالس النساء، رغم أني كنت أتمنى أن أكون أما وأعتقد أن الأم هي القائد لأطفاله!
كان يجب علي الاهتمام والإعجاب بالإناث في هذا الوقت حتى تنمو أنوثتي في ذاتي!
والحمد لله على الحال..
في سن المراهقة (12-15) كنت وقتها كأي مراهق يريد تحقيق حلمه ورغبته وذاته! فكنت أقص شعري، وأسترجل، وكانت اهتماماتي ذكورية، مثل السيارات والكورة.
بعد هذا السن حصلت لي هداية الحمد لله، فأصبحت أطول شعري حتى أني لا أرتدي بنطالا! ولم يبقى بيني وبين حلمي إلا الأمل في عقلي رغم يأسي منه بسبب اختلافه في الذكور عن الإناث، والأهم أنني تخليت ومع مرور الوقت عن ما يشعرني برجولة في داخلي أو إحساس بذكورتي مثل بعض الموديلات وقصات الشعر وتسريحاته، فأنا إلى هذا العمر كثيرا ما أنظر إلى تفاصيلي وأشعر بأنها لذكر فأقطع تفكيري، أشعر بعدم استيعاب عندما أرى فتاة يدها أكثر خشونة من يدي أتساءل لا شعوريا كيف تشعر بأنوثتها؟،
أجبرت نفسي لأكون أنثى عند هدايتي، إلا أن الأثر على نفسي كان كبيرا، كان يتملكني الأسى واليأس رغم سعادتي وفرحي بالله وتقبلي، لكن هذا شيء في داخلي في عروقي في أسلوبي في تفكيري في قيادتي لنفسي يجب تغييره لأنه ذكر!، كنت أرى نفسي أنني في ذلك ذكرا، فكنت أقيم سلوكي وفكري إلى هذا الوقت، والآن أخاف كثيرا من الشذوذ الجنسي.
دائما أخاف بانكشاف سر لم أميز ماهو إلا مؤخرا، وهو أني أخاف انكشاف أمر ذكورتي، لأن هناك شيء يخرج مني عشوائيا حتى في صمتي، رغم أنوثتي، وارتحت كثيرا عندما اكتشفت أن حتى صديقاتي لا يرين الذكورة التي تخفيها نفسي حتى عني!
من جانب الميول أنا bisexual ، عزلت نفسي عن مشاهدة الرجال واهتماماتهم وحتى بعض شخصيات الأفلام الكرتونية الذكرية، لأنه يعتريني شعور قهري كأن رجولتي تخرج مني إلى السطح كان هذا خاصتا في سن 16، وأنا الآن أشعر أني عندما أميل للرجل أو عندما أراهم، يكون ميلي شبيه بشعور الإعجاب، كأن نقص عندي ولأنه ترسخ كثيرا بأن مالديهم يستحيل لدي أصبح شعور الإعجاب هذا لا يخرج رجولتي كثيرا، أما ميلي للنساء فهو مختلف، كأنه حاجة لطيفة وأشعر باختلافهم عني.
أود التطرق لأمر رغم خجلي الشديد منه، أنا عندما أتصور ممارسة الجنس مع رجل، بصراحة شديدة أشعر وكأنني أتلذذ بجسدي أنا، فهل هذا شيء طبيعي؟ أن تكون المرأة تتلذذ بأنوثتها؟ أم فقط تأخذالحنان والإشباع من الرجل، حتى أنني مرة لم أستطع السيطرة على نفسي، كنت متزينة لحفل في المساء ذهبت أنظر لنفسي في المرآة وأتحسس أنوثتي في عواطفي، وعندها ذهبت إلى فراشي ملتوية على نفسي ألتمس من أنوثتي حنانا!.. أتمنى منكم تخبرونني هل مافعلته كان طبيعيا عند كل أنثى؟؟
أنا الآن لا أشعر بأني أنثى كاملة الأنوثة، وميولي الحقيقة ورغبتي هي بأن أكون ذكرا، لكن لست أدري إن كان شعور نفسي بأنها ذكرا، فأنا أيضا لا أملك رجولة كافية، وكثيرا ماأفقد ثقتي من أن لا أكون ذكرا!، إذا لم أكن أنا ذكرا، من إذا الذكور! إذا الذكور ملائكة!>>هكذا رأسي تداهمه الأفكار
شككت بوجود انفصام في شخصيتي..
قرأت عن وجود بعض الناس يكون لديهم لبس، فلا يعرفون هل هم رجال أم ذكور! "gender confusion" مع عدم جزمي بأني ذكرا إلا أنني أشعر بانتماء وانسجام أكبر معهم، رغم بيئتي المحافظة وعدم اختلاطي معهم إلا بشكل رسمي في مواقع التواصل تويتر.
أرى أني كرجل فنان، كالمصممين، ولكن اهتمامي بالجانب العلمي أكبر.
أعتذر بأني لم أستطع صياغة مشكلتي بطريقة جيدة وكافية فالأمور مختلطة ومترابطة والبوح استصعب علي..
فأنا متحيرة كيف سأستطيع الاستقرار عندما أتزوج؟ لأن لدي شخصية أو تفكير لا يصلح لدور الأنثى عاطفية وعمليا،
وكيف سأصارح أهلي بمشكلتي وعدم قدرتي على الزواج؟
جمعنا الله بكم في فردوسه ووالديكم والمسلمين..
09/07/2013
رد المستشار
مناقشة
شكراً على استعمالك الموقع السؤال في بداية الرسالة هو: هل أعاني من اضطراب بالهوية الجنسية، أم ماذا الإجابة على هذا السؤال هي كل المصابات باضطراب الهوية الجنسية لديهن اعتقاد لا يقبل النقاش بأنهن ذكور في جسد امرأة أما التوجه الجنسي فهو مثلي وإن كان هذا الأمر ثانويا بالنسبة لهن.
تشيرين في بداية الرسالة إلى إصابتك بالوسواس القهري ولوم النفس بشدة رغم ذلك فإن الرسالة لا تشير إلى أعراض هذا الاضطراب أو غيره من الاضطرابات النفسية. تتفاوت الصفات الشخصية في كل إنسان وهناك الكثير من لديهم ميول إلى القلق والشك في توجههم الجنسي وهويتهم الجنسية ولا يختلف ذلك عن الشك والقلق في شتى أمور الحياة.
الرسالة تتطرق إلى تحليلك لشخصيتك والهوية الجنسية كما يلي:
بهذه الشخصية تكون لدي ضعف وكنت خوافة في طفولتي بشكل مثير للسخرية، وأتأثر بالكلمة رغم أني لم أكن أحقد وكنت أتأثر من مآسي البشر بشكل كبير جدا حتى أنه كان يصيبني فزع وأصرخ عندما أسمع دوي انفجار أو سقوط شيء وأنا نائمة، إذا فلم أنشأ على شخصية شجاعة قوية كالنساء القويات! لذلك حصل لدي لبس بسبب أنني أتمنى أن أكون ذكر منذ الطفولة! منذ أن وعيت للدنيا وأنا أعجب بشدة بالأولاد وبشكل عميق، كنت مهتمة بهم ويملؤ عقلي، رغم أني أكره عنفهم خاصة أني هادئة.
هذا السرد طبيعي ولا يتوازى مع اضطراب الهوية الجنسية ما هو واضح في هذا التحليل هو الارتباك الشخصي في تفسير صفات شخصية طبيعية وعدم المقدرة على استيعاب ميولك السليمة في التعاون مع الآخرين فلا أنت راضية بشخصية أنثى قوية ولا شخصية ذكر يميل إلى العنف هذا التحليل ينفي وجود اضطراب في الهوية الجنسية.
لا توجد إشارة في الرسالة إلى علامات اضطراب الهوية الجنسية الاهتمام بالسيارات وألعاب الكرة ظاهرة طبيعية عند الكثير من الإناث هذه الأيام سواء كان ذلك في الشرق أو الغرب رغم ذلك فإن أفكار الشك والقلق لم تودعك تماماً وعادت تجتاح محيط تفكيرك بين الحين والآخر.
تشيرين في الرسالة إلى أنك ثنائية التوجه جنسيا هذا التفسير يتناقض تماماً مع الوصف الذي يتبعه حول إعجابك بالرجال وعدم ميولك إلى النساء هناك ارتباك واضح حول طبيعة مشاعرك الجنسية ولكنها بدون شك ليست مثلية ولا ثنائية التوجه.
الأكثر وضوحاً هو محاولتك البحث عن معنى لمفهوم الأنوثة هذا المفهوم كثير المطاطية ولكنه لا يتعارض مع طموح المرأة للتفوق اجتماعياً ومهنياً وفكريا، ولا يتعارض أيضاً مع اهتمام المرأة بفعاليات رياضية وترفيهية يميل إليها الرجال هذا الارتباك في مفهوم الأنوثة يصبح أكثر وضوحاً في سؤالك عن الذهاب إلى الفراش يوماً ما للبحث عن الحنان في أنوثتك.
أما البحث والاتصال مع المواقع الإلكترونية عبر الإنترنت حول الارتباك في الشخصية الجنسية فلا فائدة منه ولن يزيدك إلا ارتباكاً.
ليس لدي أدنى الشك بأنك ستتجاوزين هذا الارتباك والشك مع الوقت لأنك غير مصابة باضطراب الهوية الجنسية وأنت أنثى في الشكل والروح غير أنك أيضاً آنسة تميل إلى الحساسية والقلق والشك.
التشخيص
لا يوجد اضطراب عقلي.
التوصيات
• لا أنصح بأي علاج نفسي في هذه المرحلة.
• قطع الاتصال بالمواقع الإلكترونية.
• التوقف عن البحث عن تفسير لمعنى الأنوثة والقبول بهويتك الجنسية.