عايز أعرف أنا عندي إيه
اسمي يوسف،
المهنة لحام عام آبار بترولية، أعمل في وظيفتي بشركة الحفر المصرية.
لا أعلم من أين أبدأ ففي هذا الخطاب أنا أتحدث مع نفسي وأريد أن أعرف ما حقيقة ما يدور حولي أنا أشعر دائما أني مضطهد وأن كل من حولي يحاولون السخرية مني وأنا لا أعلم إن كان هذا يحدث أم لا أنا دائما بمفردي لا يوجد لي أصدقاء والباقيين منهم هم اثنين وتمت مقاطعتهم فأنا سريع الغضب وأتلفظ بأبشع الألفاظ عندما أغضب مهما كان الشخص الذي أمامي أنا من الأشخاص الذي يمكنهم خسارة أقرب الأقربين بمنتهى البساطة بخلفية أنهم لم يقفوا معنا بعد وفاة والدي رحمه الله وأنا في الرابعة عشر من عمري وبدأت الظروف القاسية تحيط بأسرتنا وكنت أعمل وأنا في هذا السن أعمال شاقة جدا لي أخوة من أم ثانية في ذلك الوقت كانوا دائمي الشجار مع أمي ودائما الخوف كان في قلوبنا منهم لسنوات لطردنا من بيتنا بدافع الورث هذا غير الضرب وأبشع الألفاظ لنا جميعا ونحن أطفال.
ثم بدأت في التفكير منذ ذلك الوقت أن أكون قويا ماديا حتى لا أظلم أو يظلم من بعدي وأعوض أمي وإخوتي سنوات الفقر بعد وفاة والدي وبالفعل نجحت في ذلك وتعلمت وتدرجت في تخصصي وسافرت للخارج بكبرى شركات حفر آبار البترول في العالم وحققت مكاسب جيدة وأثبت لنفسي أني قادر على النجاح ثم عودة إلى الاستقرار في مصر للزواج وفي كل هذا الوقت الفائت لا توجد لي صداقات كلها مجرد زمالات تنتهي بانتهاء العمل ومن خلال معاشرتي للجنسيات الأجنبية المختلفة بدأت أن أتصف بصفاتهم الجيدة في التحضر وما إلى ذلك لأكون شخص مثالي قدر المستطاع مفيد لي ولأسرتي وأبنائي القادمين في المستقبل.
تزوجت من فتاة جميلة من أسرة طيبة وغنية ومتدينة جدا جدا ولكنها مطلقة بعد شهر من زواجها لعدم قدرته الجنسية وكان يتعاطى المخدرات فتم الطلاق وقالت لي أنه لم يمسسها إطلاقا وكانت الفاجعة يوم دخلتي أنها ليست بنت وحوصرت منذ ذلك اليوم بالألم والتعاسة وأنا لازلت أحبها وأعشقها عانيت معها لسنتين زواج بطفلين توأم متحملا بدون أي كلام حرصا على كرامتها كانت بحكم قربها لي كزوجة تقول لي أشياء أنا لم أقلها من قبل أو أقول أنا أشياء تقال للمرة الثانية أوامر منزلية على سبيل المثال وهي تقول لي إن هذا يقال للمرة الأولى وأنه لم يحدث فكدت أجن من ذلك توسعت المشاكل ختمت بالطلاق.
تركت عملي بالخارج براتب 12000 جنيه بالشهر وجلست وحيدا في شقة بمفردي خارج محافظتي لشهور أحاول ترتيب أوراقي ولا أعلم هل أنا على الصواب أم هم الصواب فكل مننا مقتنع بما في عقله عملت بوظيفة أخرى بعد 6 أشهر من العزلة تعرفت بسيدة أخرى مطلقة ولديها أطفال وذلك لعدم تحملي الحياة بدون امرأة وبدأت حياة جديدة وسعيد بها لأنها تعتني بي جيدا ولكني لا أحبها أنجبت لي طفل هو كل ما أملك من حب تجاهه وهي الأخرى تقول لي نفس العبارات أن هذا حدث وأنا نسيت ولا أتذكره على الإطلاق والآخر لم أقوله ولكني متأكد من حدوثه أخشى على نفسي من الانخراط في دوامة أني أفعل أشياء خارجة عن إرادتي لذلك أنا وحيد حتى لا يكتشف أحد أني أعاني خلل في شيء ما.
منذ أسبوع تشاجرت مع زميل لي في المطار لا أعرفه جيدا ويصغرني سننا قام بالمزاح معي داخل الهليكوبتر وعندما وصلنا إلى البر قمت بصفعه على وجهه متناسيا في ذلك الأضرار المادية والمعنوية التي تقع علينا نحن الاثنين وأن ذلك ممكن يضعنا في قائمة الممنوعين من السفر على خطوط البترول الجوية فهناك إجراءات صارمة خلاف الشركة إذا علمت بذلك تقوم بفصل الاثنين معا بدون تحقيق ضاربا بكل هذا عرض الحائط فأنا لم أعد أتحمل المساس بكرامتي فكنت في السابق مهان كثيرا حتى أصل إلى ما أنا فيه الآن وقيل لي في هذا الوقت من أحد زملائي الشاهدين على الواقعة إنت ليه يا يوسف دايما حاسس إن إحنا بنضطهدك وواخد جنب مننا.
ومنذ هذا الوقت وأنا تأكدت يقينا أني أحتاج إلى الرعاية النفسية حيث أني في فترة سابقة عندما كنت أتناول الكحوليات والمخدرات خارج مصر كنت اجتماعي وجريء وصريح مع الجميع وكنت متفوق جدا جدا عن الآن وكان لي حضور والجميع يحب أن يستمع لي ولأفكاري المتميزة في مجال تخصصي وأخرى فكنت في فترة من عمري أملك الدنيا في يدي أما الآن فأنا تعيس أعمل في مهنة يعتبرونها في مصر مهنة وضيعة مجرد لحام وعندما أقدمت على أخذ قرض المجتمع والحكومة حاربتني فهناك تعليمات من البنك المركزي بعدم التعامل مع هذه الفئة من العاملين نظرا لخطورة عملهم وأنهم مقتولين في أي وقت خلاف وضعنا الاجتماعي المتدني هذا ما قيل لي من المستعلم عندما ضغطت عليه أن يقول لي الصراحة.
صدري دائما ضيق وتنفسي سريع دائم التعرق من أقل مجهود أشعر بألم مزمن في أسفل العامود الفقري بعض التشنجات وأحيانا أتحدث وأنا نائم وأصوات مثل آه من الداخل بقوة معظم عائلتي في خلاف معي وفي عملي أيضا الكثير يكرهونني لسوء معاملتي لهم إما بالتكبر أو الشجار وفي ذلك أنا أشعر بالراحة النفسية والأمان في البعد عن هؤلاء جميعا وأن أبقى وحيدا حتى لا أكون مكشوفا لأحد, وشكرا لسيادتكم لمساعدتي.
24/07/2013
رد المستشار
غالبا ما يكتسب المرء نمطا من الشخصية يخبرها بقوة بالغة في ظل أوضاع أسرية على نحو غير سوي... تزداد وضوحا في فترة المراهقة وما بعدها. ومثل هؤلاء الأشخاص يجدون أن الآخرين مصدر إزعاج لهم, ويتصرفون تجاههم بطرق متباينة ومتضاربة. فأحيانا يمتثلون للآخرين ويذعنون لهم بدرجة مبالغ فيها, وأحيانا تجدهم عدوانيين وأحيانا تجدهم منعزلين عن الآخرين (أنا دائما بمفردي لا يوجد لي أصدقاء..... أنا أشعر بالراحة النفسية والأمان في البعد عن هؤلاء جميعا وأن أبقى وحيدا حتى لا أكون مكشوفا لأحد).
ونمط الشخصية التي يكتسبه المرء قد يكون بمثابة حماية أو دفاع. وقد يصبح نمط الشخصية يشكل عقبة إضافية له. وقد يصبح الشخص غير قادر على اكتساب إحساس واضح بهويته وغير قادر على إجابة تساؤلات أساسية يطرحها على نفسه مثل: من هو؟ وماذا تتوقع أسرته ومجتمعه منه..؟ فأي دور يقوم به بينهم؟ ماذا يظنون به؟
وتجده مشغول البال بمسائل في حدود علاقته الخاصة بالآخرين, إذ يشعر بأنه ينساق وراء لا شيء وأنه غير قادر على أن يجد نفسه, إذ يظل دائب البحث عن دوره في الحياة وقد يفشل في ذلك. ويظل محتفظا بطموحه رغم الإحباطات المتزايدة (بدأت في التفكير منذ ذلك الوقت أن أكون قويا ماديا حتى لا أظلم أو يظلم من بعدي وأعوض أمي وإخوتي سنوات الفقر بعد وفاة والدي وبالفعل نجحت في ذلك وتعلمت وتدرجت في تخصصي وسافرت للخارج بكبرى شركات حفر آبار البترول في العالم وحققت مكاسب جيدة وأثبت لنفسي أني قادر على النجاح) التي يتعرض لها وتتزايد هذه الصعوبات كل ما امتد نطاق فشله في اكتشاف دوره من دائرة الأسرة (تزوجت من فتاة جميلة........ توسعت المشاكل ختمت بالطلاق........ وزواجك بأخرى مطلقة... ولكنك لا تحبها.... معظم عائلتي في خلاف معي) إلى الدائرة الأوسع التي تشمل الأقارب والزملاء وأفراد المجتمع الذي يعيش فيه (تركت عملي بالخارج.... ثم الالتحاق بعمل آخر... وفي عملي أيضا الكثير يكرهونني لسوء معاملتي لهم إما بالتكبر أو الشجار).
وحينما يلتحق بعمل ما, يجد نفس المشاعر تتسلل في صورة عدم قدرة على الإحساس بالانتماء لمهنته أو لعمل معين وتتزايد تلك المشاعر بتأثير الجو الذي هو محاط به, وعلى الرغم أننا نجد تلك المشاعر لدى العصابيين, إلا أنها تتخذ صورة أشد كثيرا لدى الشخصية العاصفية.
وذوي الشخصية العاصفية كثيرا ما يكونون طيبين إلى حد الرضوخ الكامل وأحيانا أخرى يكونون عدوانين شاعرين بالعداء للآخرين (تشاجرت مع زميل لي في المطار لا أعرفه جيدا ويصغرني سننا قام بالمزاح معي داخل الهليكوبتر وعندما وصلنا إلى البر قمت بصفعه على وجهه متناسيا), وفينة أخرى أقل ينسحبون إلى برج زجاجي من العزلة, وما أن يخرجوا من عزلتهم يصبحون شديدي القلق الذي يستحوذ أو يسيطر على حياتهم, وهم إلى ذلك شديدي الاستعداد للاضطراب, فلربما ترى حدثا تافها يفجر لديهم أزمة ما وتصبح حياتهم سلسلة من الأزمات, غالبا. ولكن ذا الشخصية العاصفية يعيش في جو مشحون بالكوارث لكن يظهر قدرة عالية على الوقوف من أزمتهم ويستعيدون قوتهم ومعنوياتهم بسهولة.
لكنهم لا ينجحون عموما في إخفاء قلقهم الكامن وراء موقفهم الظاهري المتسم بالسطحية والصخب. على أنهم حينما يصبحون في حالة مزاجية طيبة نسبيا, تظهر لديهم تخيلات عظمة أو ميول للشعور بالاضطهاد (أنا أشعر دائما أني مضطهد وأن كل من حولي يحاولون السخرية مني......... أنا تعيس أعمل في مهنة يعتبرونها في مصر مهنة وضيعة مجرد لحام...... والحكومة حاربتني..... الكثير يكرهونني لسوء معاملتي لهم إما بالتكبر أو الشجار). وأنهم سيصبحون ناجحين لو أنهم منحت لهم الفرص, وهم يميلون للتطرف في كل شيء, فهم يرون الأمور إما بيضاء أو سوداء.
فالقبول يعني لديهم الحب والتفاني وعدم القبول يعني الرفض والكراهية, والتغيرات التي تحدث في الحالة المزاجية (فكنت في فترة من عمري أملك الدنيا في يدي.... أما الآن فأنا تعيس أعمل في مهنة يعتبرونها في مصر مهنة وضيعة مجرد لحام) وفي مواقف أولئك الأشخاص لا تخفف من معانتهم.
والبعض منهم يلجأ لتعاطي العقاقير والكحوليات (كنت أتناول الكحوليات والمخدرات خارج مصر كنت اجتماعيا وجريئا وصريحا مع الجميع وكنت متفوقا جدا جدا عن الآن وكان لي حضور والجميع يحب أن يستمع لي ولأفكاري المتميزة في مجال تخصصي), وغالبا ما تسبب الأزمات إضعاف قواهم بصورة متزايدة وتتضخم مشاعر الدونية (فأنا تعيس أعمل في مهنة يعتبرونها في مصر مهنة وضيعة مجرد لحام) وتتضخم لديهم مثل تلك الشخصية العاصفية التي تستثير لديهم لا شعوريا مواقف مماثلة في طفولتهم (فأنا لم أعد أتحمل المساس بكرامتي فكنت في السابق مهانا كثيرا حتى أصل إلى ما أنا فيه الآن) كانت مصدر قلق لهم.
وأحيانا تحدث الأزمات بسبب مواقف عصبية. حيث تقدم الشخصية العاصفية بدافع القلق على تصرفات غير محسوبة مثل زواج متعجل, وظيفة غير مناسبة, انفصال أو طلاق مفاجئ. ويظل هؤلاء بسماتهم الشخصية ما لم تتدخل عوامل أخرى طول حياتهم ومعظمهم ينجحون في أن يعيشوا في حياة اجتماعية وإن لم تكن حياة مرضية (وبدأت حياة جديدة وسعيد بها لأنها تعتني بي جيدا ولكني لا أحبها).
ولأسباب عديدة منها ظروف العمل والبحث عن مكانة مناسبة في عالم يسوده التنافس يشكل ضغوطا خطيرة على سماتهم الشخصية ذات الطبيعة الدفاعية. وعلى الرغم من تجرده الانفعالي, فإنه يشعر باستياء إزاء حقيقية أن كلا من الأسرة والمجتمع يطلبون منه التخلي عن عزلته وانسحابه. ويوقن المرء أن لا أمل له في مستقبل وأن المستقبل يمكن أن يكون أكثر وحشة تحيط به من كل جانب مثل أن يشعر بعدم الانتماء أو أنه غير مرغوب وغير محبوب وغير محب وغير كفء وقليل الشأن مرفوض مهان غير قادر على اتخاذ مسار.....
وهنا يكون المرء أسهم في صنعها إلى حد كبير. فحساسيته الناشئة من خبرات الماضي (بعد وفاة والدي رحمه الله وأنا في الرابعة عشر من عمري وبدأت الظروف القاسية تحيط بأسرتنا وكنت أعمل وأنا في هذا السن أعمال شاقة جدا...... لي أخوة من أم ثانية في ذلك الوقت كانوا دائمي الشجار مع أمي...... ودائما الخوف كان في قلوبنا منهم لسنوات لطردنا من بيتنا بدافع الورث هذا غير الضرب وأبشع الألفاظ لنا جميعا ونحن أطفال)...... وصدمات الحاضر (وكانت الفاجعة يوم دخلتي أنها ليست بنتا وحوصرت منذ ذلك اليوم بالألم والتعاسة) ومن الدفاعات النفسية التي عرقلت نموه بدلا من أن تؤازره, فيدرك واقعه بصورة مشوهة, وهذا التشوه قد يأخذ صورة إسقاط اضطهادية (أشعر دائما أني مضطهد وأن كل من حولي يحاولون السخرية مني..... أنا دائما بمفردي لا يوجد لي أصدقاء..... الكثير يكرهونني.... فأنا تعيس أعمل في مهنة يعتبرونها في مصر مهنة وضيعة مجرد لحام...... فأنا لم أعد أتحمل المساس بكرامتي فكنت في السابق مهانا كثيرا حتى أصل إلى ما أنا فيه الآن). وتتضخم لديهم مثل تلك الشخصية العاصفية التي تستثير لديهم لا شعوريا مواقف مماثلة في طفولتهم كانت مصدر قلق لهم.
مع إحساس بالكرب وحساسية زائدة وخوف وقلق وألم نفسي (صدري دائما ضيق وتنفسي سريع دائم التعرق من أقل مجهود أشعر بألم مزمن في أسفل العمود الفقري وبعض الشنجات وأحيانا أتحدث وأنا نائم), ويصبح لديه شعور بأنه غير مقبول.
وهو يشعر بأنه مبعد ووحيد ويصبح حتى غير مقبول حتى من نفسه وتلك هي المأساة الحقيقية. والخوف الذي خبره المرء في طفولته يظل ساكنا ليجد نفسه غير قادر على فعل أي شيء. قد يلجأ المرء لعملية إسقاط ويصرح بأفكار اضطهادية فيحس بمشاعر عداء غامضة تحيط به من كل جانب.
لا تتأخر بالذهاب إلى أقرب طبيب نفساني وتابعنا بالتطورات.