أفكار تسلطية أم ماذا؟؟
السلام عليكم, أنا شاب أبلغ من العمر تسعة عشر سنة.. حياتي كلها مدمرة ومحطمة, بدأت مشكلتي منذ حوالي 7 سنين تحديدا عند بداية دخولي المرحلة الإعدادية حيث كنت مقيما في بلد عربي غير بلدي الأصلي دخلت هذه المدرسة وأنا كنت متوترا وقلقا عن ما سمعته عنها من عنف طلابها ومشاجراتهم اليومية العنيفة, وعند ذهابي في أول يوم دراسي كنت أشعر بقلق شديد وأتصبب عرقا في الطابور الصباحي ومر أول يوم لي وأنا أشعر بقلق غامر ورجعت البيت ضجرا وعندما سألني أهلي عن أحوال المدرسة أجبت بأني لا أشعر بالراحة فيها أبدا ولا أود أن أكمل فيها دراستي, ولكني أجبرت أن أكمل فيها.
ومع الأيام كان قلقي وتوتري يزداد أكثر وحيث أن كان أخي الأكبر لا يهتم بنظافته الشخصية بعض الشيء فكانت تصدر عنه رائحة عرق غير طيبة, لقد خشيت أن أصبح مثله فحافظت على الاستحمام يوميا واستعمال مزيلات العرق والعطور ولكن حدث ما كنت أخشاه حيث أصابني العرق الشديد أيضا لا أدري لماذا كنت أتعرق هكذا مهما فعلت ولكن كنت أشعر أني أتعرق بسبب تعاطفي وقربي من أخي وأحسست وقتها أني لا أستطيع أن أغير من الأمر شيئا ويئست, وفي هذه الفترة كان بمجرد رجوعي إلى البيت فإني أشعر بهدوء تام وعدم تعرق ومرت الأيام حتى أنهيت العام الدراسي وبقيت على ذلك الحال.
بدأت العام الدراسي الجديد وزاد العرق والتوتر كثيرا.. ولكن تلك الأفكار والوساوس لم ترحمني وتكتفي بذلك فقط ففي يوم من الأيام كنت أجلس في الغرفة وشد انتباه أختي عيناي وقالت لي من باب المدح ما أجملهما فبعدها بيوم جاءت لي وسواس أخرى في عيناي حيث كنت أحولهما يمينا ويسارا وأشعر بضغط شديد عليهما وينتهي الأمر بالصداع ولا أرى بهما جيدا وكنت أفكر في هذا الشيء وأبرر تلك الأفعال أنه من مبدأ أني كنت أتوتر وأتعرق كثير ولا أتحكم في شيء فإني سأؤلم عيناي أيضا وأخربهما.
وتطور الأمر حتى فقدت قدرتي على لعب البلاي ستيشن حيث كانت يداي تؤلمني بشدة وأشعر بشد فيهما بمجرد تفكيري في اللعب مع الأصدقاء وتوالت واستمرت الحالات النفسية على هذا النحو من عرق وقلق وتوتر وألم شديد في عيناي وفقدت قدرتي أيضا على لعب كرة القدم حيث كنت أصاب بوجع وألم في العضلات وسخونية في الرجل وخشونة في المفاصل بمجرد التفكير في الأمر, تحولت حياتي إلى جحيم وعذاب أليم لا يطاق بدون أن يقف أي أحد إلى جانبي حيث أني لم أطلب الاستشارة من أحد بسبب إحراجي مما أنا فيه.
كنت متفوقا دراسيا في مرحلتي الأولى والثانية إعدادي حيث حصلت على المراكز الأولى دائما إلى أن جاء آخر امتحان في نهاية العام الدراسي وأنا أدرس اقتحمت دماغي أفكار وسواسية لكي تعوق دراستي وتفكيري ولكني لم ألقي لها بالا وخرجت من الامتحان ولم يؤثر علي شيء ما, ولكن في الإجازة الصيفية وحيث كان صديقي يشاهد فيلما قصته معقدة بعض الشيء قال لي لن تفهمه أنت يا غبي فذكرني بالوساواس الدراسية فشعرت بإحساس غريب وعدم تركيز.
بعد اقتنائي لبعض الكتب الدراسية استعدادا للدراسة وأنا أفكر أن أبدأ دراسة شعرت بعدم تركيز ودوخة خفيفة ولا يساعدني عقلي على الفهم والحفظ بسبب الوسواس تلك فأصبحت أنفر من الكتب والقراءة بعدما كنت أحبها وبمرور الأيام زادت الحالة سوءا حيث كنت عندما أفكر في المذاكرة فقط أشعر بألم شديد جدا في أسفل دماغي مع رقبتي يصل إلى ظهري وفي بعض الأحيان في أوقات الامتحان من شدة الألم أشعر بطعم دم في فمي ودوخة ومع كل هذا تحملت ومرت السنة ونجحت ولكن مستواي الدراسي قل وفقدت طعم الراحة وبدأت مرحلة الثانوية وحدث تحول غريب حيث كان يخيل لي عقلي أن ذلك الوسواس (التعرق الغزير) فقط حدث لي مرة قبل المرحلة الإعدادية عند ذهابي إلى المدرسة فصرت أتعرق أكثر وأكثر وأشعر بتعب غامر وزادت الوسواس الدراسية جدا، فكرت عديدا في الانتحار بشكل جدي.
مرت المرحلة الثانوية والتحقت بجامعة خاصة في مصر ولكني فشلت في الترم الأول وانسحبت من الامتحانات لعدم قدرتي على التركيز أبدا بسبب تلك الأفكار الملعونة وعند وصولي إلى نصف العام فكرت أن أعيد الترم الأول مرة أخرى لكني لم أعاود الدراسة لأني رأيت أنه لا زالت تلك الأفكار تأتيني وتحججت لأهلي ببعض الحجج حتى لا أكمل دراستي هذا العام وأفكر في حل جدي لمشكلتي ولكن مع إلحاح أهلي علي لأدخل معهدا لتعلم الإنجليزية لم أقدر, حتى صارحت والدتي بمرضي الشديد وذهبت إلى طبيب نفسي وشخصني بقلق مزمن ووصف لي "سيبرالكس وليكسوتانيل" لكني لم أقتنع بكلامه أبدا حيث أنه حتى لم يلقي لي بالا ويسمعني جيدا فقررت أن لا آخذ الدواء واسمتريت في مرضي حتى حاولت أن أعالج نفسي بنفسي وأخرج مما أنا فيه فأصبحت أفكر كثيرا في حل لمشكلتي وما تعرضت له حتى تحسنت قليلا بعض الشيء من خلال محاولة تغير أفكاري وعدم الاكتراث لها وحديثي مع نفسي.
ولكن العقبة الكبرى الآن إني أصبحت أتخيل أن بعضا من تلك الوساوس كانت تأتيني قبل المرحلة الإعدادية فتزداد تلك الوساوس والأفكار والحالات أكثر وأكثر فعادت الحالة إلى سابقتها وأشد حتى ذهبت إلى طبيب نفسي آخر وشخصني بمرض يدعى "pseudo neurosis" ووصف لي أدوية serpass و librax ودواء آخر للاكتئاب لا أتذكره للأسف، أكبر مشكلة تواجهني الآن أنني يخيل لي أن تلك الوسواس كانت تحدث لي قبل المرحلة الإعدادية ولا أستطيع التأكد من الحقيقة فأشعر بشدة الوسواس وبآلام بدنية شديدة.. مع العلم أيضا أن والدي يعاني من وسواس قهري في الوضوء والصلاة منذ فترة طويلة جدا.
أنا الآن أتناول دواء cipralex من مدة أسبوع تقريبا ولا أشعر بأي تحسن بتاتا.
أرجو منكم مساعدتي قدر المستطاع حيث أني أشعر أن حياتي تضيع أمامي ولا أقدر على فعل أي شيء.
31/07/2013
رد المستشار
مناقشة عامة
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء العاجل.
في بداية الأمر لابد من توضيح ما يعنيه طبيبك النفسي بمصطلح العصاب الكاذب Pseudo – neurosis ، هذا المصطلح القديم لا يزال شائع الاستعمال والمقصود به أن الأعراض العصابية التي تشكي منها تخفي عملية وجدانية شديدة الحدة أو عملية ذهانية مع أفكار وهامية وتسلطية. لا أظنه أخطأ بل أصاب في تشخيصه.
الأمر الثاني هو العقار المضاد للاكتئاب أو السيبرالكس. لا تتوقع فعالية لهذا العقار بعد أسبوع ولا يمكن تقييمه إلا بعد أربعة أسابيع على الأقل مع احتمال زيادة جرعة العقار لتظهر النتيجة.
أما المسار الطولاني لحالتك المرضية فهو مزمن وبدأ في بداية أعوام المراهقة. ليس هناك شك في وجود الأعراض التالية:
1- قلق شديد الحدة.
2- اكتئاب مزمن.
3- هلاوس ذواقة Gustatory Hallucinations (طعم الدم)
4- أعراض جسمانية متعددة.
5- الإشارة إلى أفكار حصارية (وسواسية) غير معرفة تماماً.
6- أفكار وهامية Delusional Thoughts .
7- تفسير وهامي لأحداث طبيعية (تعليق الأخت على العينين).
8- تدهور المستوى الدراسي.
9- التفكير بالانتحار.
هناك إشارة إلى إصابة الوالد بداء الوسواس القهري وربما اضطراب وجداني أو آخر مزمن.
التشخيص:
حالياً: اضطراب اكتئاب كبير مع ميزات ذهانية غير منطبقة مع المزاج.
Major Depressive Disorder With Mood – incongruent Psychotic Features
التوصيات:
0 لابد من مراجعة طبية منتظمة والرجاء الاستمرار على زيارة الأخصائي الأخير.
0 لكل طبيب رأيه وأعلمهم من فحصك. ربما تحتاج إلى جرعة أكبر أو عقار مضاد للاكتئاب آخر أو عقار مضاد للذهان.
0 لا بد من إعلام طبيبك النفساني بالأفكار الانتحارية.
0 الشفاء من هذا الاضطراب مضمون ولكن عليك بالمراجعة الطبية والاستماع إلى نصيحة الأخصائي.
وفقك الله ورعاك.