نفسيتي تنهار
السلام عليكم لا أدري كيف أبدأ هذه الرسالة ولا كيف أنهيها ولكني أريد أن أخبركم أن مثل هذه الرسالة التي قد تكون طويلة، بعض الشيء، لم تأتي إلي بعد سنوات من التفكير المضني والحيرة وانعدام أي سبيل إلى الخلاص.
بداية لن أسمي نفسي ولكن يكفي أن تعرفوا أني فتاة كفيفة تبلغ من العمر 24 سنة، من أسرة فوق المتوسطة مادياً ولكن الأب، والأم غير متعلمين، على عكس الأخوات ذوات الشهادات العليا، اللاتي يعمل بعضهن أعضاء هيئة تدريس أما أنا فقد تخرجت في إحدى الكليات الأدبية المرموقة، أعمل مترجمة وأكمل بالدراسات العليا أعاني من بعض المشاكل الصحية البسيطة; فعندي فقرة في الظهر تميل قليلا عن مكانها، ولكني أعالجها بفضل الله ثم بالتمارين الرياضية المخصصة لمثل هذه المشكلات أعاني كذلك من زيادة ليست كبيرة في الوزن، ما يقل عن 10 كج، ولكنه أمر متغير تبعا للحالة النفسية السيئة وأعاني من أنيميا Anemia ليست حادة ولكنها تؤثر على شعري، ولعلكم تفهمون كم يكون هذا الأمر مؤثراً في حياة الفتاة لا أعتبر كف بصري مرض، فهو مجرد ظرف يجعلني أفعل كل شيء في الحياة على طريقتي الخاصة جداً، كما أنه ليس كلي، حيث أن لدي نسبة قليلة من النظر.
نأتي إلى صلب المشكلة وهو ما أعتبره مرضا عضالْ....، فعندما كنت في التاسعة سعت أمي، سامحها الله، باستدعاء ما تدعي نفسها طبيبة، تداوي ولا تمرض، لختاني، اعتقادا بأنه كالفدية أو القربان لله لإعادة بصري، وتعالى الله عن هذا علواً كبيراً وبالفعل تم هذا تحت بنج كلي وحدث لي ما حدث لأخواتي جميعاً، باستثناء 2، علماً بأنهم أكبر سناً، بارك الله لهما في عافيتهما وكف عنهما الشر.
عندما بدأت أنضج وأدرك الدنيا من حولي بدأت أسمع نكت من أمي عن مثل هذا الأمر الوحشي، بحيث وصل بها الحال أن تهزأ من أني كنت أزوم تحت تأثير البنج بعد ما تمت تلك العملية الوحشية كما بدأ العالم الافتراضي ينفتح أمامي، فقرأت على الإنترنت، وليتني ما قرأت، عن أضرار تلك العملية قرأت كثيراً جداً باللغتين الإنجليزية والعربية، وقد جرتني مثل هذه المواقع الإنجليزية إلى استكشاف المواقع الإباحية بدأت بالقراءة ولكني لاحظت شيء غريب يحدث بداخلي عند قراءة التجارب السادية، خاصة التي تتعرض لتجربة مماثلة بدون تخدير أو حتى بتخدير موضعي وللأسف فقد وصلت لأول Orgasm إرجاز"!" في الحرام، عبر تلك القصص.
عندما وصلت لتلك المرحلة بكيت لأني أعلم أني أخذت متعة ليست سوية ولا مشروعة، ولكني بكيت دموع التائهة في المحيط عند رؤية أرض صلبة فقد كنت في أشد الحاجة لما يثبت لي أني أنثى سوية، نعم أشبههن في المظهر والملبس والصوت، لكني كنت أشعر أني مجرد منيكان يعجب بعلمها وجمالها الناس ولا يعلمون أنها هيكل بلا جوف أشعر بالنقص كلما ذكرت هذا الأمر، بالرغم من أن من أعرف ومن لا أعرف يرى في إنسانا قويا واثقا بنفسه، ناجح، طموح، مثقف، مرح، وخلوق ولا أخفيكم سراً، فأنا أشعر أنني قوية وواثقة بنفسي، ولكني لست جديرة بأن أكون خلوقة كما يعتقدون.
فبالرغم من أني أحرص على ارتداء الحجاب الشرعي دائما، ولا أتحدث مع زملاء عمل من الذكور إلا عند الضرورة، فأنا أشعر أني منافقة لأني أفتح مثل تلك المواقع، وإن كنت أفعلها من حين إلى حين فقد يمر علي الشهر والشهرين دون أية مواقع إباحية، وهذا الغالب.
ليس هذا هو لب الموضوع، فأنا أعتقد أن المشكلة وصلت لذروتها عندما تقدم لي أكثر من شاب للزواج الأول لم يكن مناسب مادياً ولا عقلياً، يبدو أنه أثار بداخلي تساءل مرير: كيف سأتزوج وأنا هكذا، فأنا أعتبرها خيانة أن أتزوج شخص مسكين يتوقع أن تكون زوجته ذات المكانة الفكرية والمادية الجيدة جسد خاوٍ بلا روح.
وقد تناسيت الأمر بعد حين وقلت أنه، على أية حال، ليس الشخص المناسب وكان هذا عزائي لنفسي إلى أن جاء، شاب متفتح، مثقف، ملتزم بدينه، حالته المادية جيدة جداً.
شعرت أنه يفهمني ويقدرني، يعاملني كطفلة مدللة، يعلمها المشي وفي الوقت نفسه لا يقلل من قدرتها على الوقوع ثم القيام آسفة إن كنت أكتب بلغة شعرية أحياناً، ولكني أجدها الأكثر تعبيراً.
كان يقيم عثراتي ويحدثني عن سعادته بالحديث معي، كنا نرسم مستقبلنا، ليس كزوجين ولكن كصديقين يتمنيان لبعضهما الخير وقد سمحت لنفسي أن أتحدث معه لساعات عبر الهاتف والإنترنت لمدة عامين، تغيرت خلالهما كثيراً، فقد كنت صغيرة عندما بدأنا علاقتنا (18, 19 سنة)، كنت مجرد طالبة بالمدرسة أو في الجامعة، وأصبحت أكثر ثقة وعلم ولباقة، أصبحت كذلك فتاة اجتماعية غير خجولة أبحث دائماً عن فرص أكبر مني كي أصعد معها.
وبقي هو كما كان: عاقل، مهذب، ملتزم ولكنه لديه علاقات كثيرة بزميلات بل صديقات، كان يحدثني عن إحداهن التي لم تقبل الزواج منه لأنه أصغر منها بثلاث سنوات، وبالرغم من ذلك فقد قبل أن يكونا صديقين مقربين.
كنت أغتاظ عندما يحكي عن حبه لها، ولكني لم أكن أظهر شيئا أبداً، فحتى عندما تركته لم أشعر أني قد أحببته يوماً.
كان في البداية لا يتصل إلا كل شهر أو اثنين للسؤال عن الحال وطرح فكرة عمل أو كورس جديدة، ولكنه في الفترة الأخيرة، كان يتصل كل أربعة أو خمسة أيام، بدون سبب، ويتحدث لساعات وساعات عن أمور قد قالها مراراً لم أكن أرد على كل تلك الاتصالات فقد كان يتصل 4 مرات في الأسبوع، وكنت أرد على واحدة فقط أو لا أرد أصلا ولكني كنت غالبا أستسلم وأرد للتخلص من الحمل الذي كنت أحمله كلما رأيت اسمه على الهاتف. كانت لدي قناعة منذ مرحلة المراهقة أن الله خلقني جوهرة مصونة لا يجب أن أكون متاحة إلا لمن يخاف الله في ويحبني، لذا كنت أشعر أني ممتهنة ورخيصة، used؛
ونتيجة لهذا الشعور كنت أكره نفسي وأشعر أني حقيرة أصبت بالتأتأة وأصبحت كلمات أخرى غير التي أريد تخرج من فمي، بعد أن كنت لبقة جدا أحب أن أشرح شيء على الstage أو أناقش الحضور في شيء وأصبحت أمشي بطريقة غريبة وأتخبط حتى في شقتي التي أحفظها شبر شبر، كما أصبحت أنام كثيراً وأترك العمل وأسعى أن أفعل فقط ما علي فعله قبل معاد التسليم بوقت محدود جداً.
المهم أني أحسست أن هذا الشخص كان على وشك طلب الزواج مني، وقد كان هكذا فعلا، فبدأت أتصيد له أمر يجعلني أنهي تلك العلاقة التي لم أكن راضية عنها أصلا قبل أن تحدث الكارثة ويضعني في مواجهة نفسي من جديد وقد جاءت من عند الله، عن طريق أمر هام في السياسة كان لدي فيه اعتقاد قوي، وكان هو مجرد شخص skeptic، يسير بتريقة جميعهم كلاب كذابون مخادعون، فلنلتفت لأمورنا الشخصية شعرت أن كلمة رجل كبيرة عليه وأن ربما البطة التي تأكل وتشرب ثم تموت خيراً منه، فهي على الأقل تفيد آخرين بأكلها وشربها هذا وقد بدت أمامي الحقيقة جلية، فقد بنيت اعتقاد في أنه مثقف لأني لم –أنا حالياً عازفة عن الزواج لأني أخشى المواجهة مع نفسي أولاً ثم مع هذا الرجل الذي أسميه بالمسكين، فما ذنبه هو بتفكير أمي.
لم أكن أقرأ أو أشاهد برامج مفيدة عندما تعرفت عليه، وقد بدا متفتح لأني عرفته قبل أن أعرف ديني حقاً لأعرف أنه مجرد رجل لا يفعل كما يأمره الله، في بنات الناس لكني حتى الآن لا أزال أشعر بحالة من عدم التوازن العقلي، فآلام الظهر وشعوري بالنقص نتيجة الختان، وتذكري لما فرطت فيه من ثوابتي مع هذا الشخص، يجعلوني أأنب نفسي وأحزن كثيرا وبالتالي أتأتئ وأشعر بصعوبة في خروج الكلمة المناسبة، وأخشى أن أتحدث أثناء نومي فيسمعني أحدهم.
ملاحظة: التأتأة تكون لأن لساني يخونني وينطق كلمة بينما عقلي يريد أن يخرج الكلمة الصحيحة والمناسبة.
- علمت أن الــ إرجاز"!" Orgasm بدايتها من العقل، ولكني أعلم كذلك أنها يجب أن تنتهي من الجسد لذا لا أزال أشعر بالنقص
- بالنسبة لي، الجنس هو تعبير جسدي مادي عن الحب يكتمل إذا كان الرجل يحب المرأة لروحها التي لا تبلى ولا تشوه، ولكن ما يدريني أن أكثر الرجال حب لي قد يتغاضى عن هذا الأمر ولا يعايرني به يوماً أو حتى يهجرني.
أأسف على طول الرسالة وعلى عدم ترتيب الأفكار فقد كنت أحاول أن أختزل ضغطا نفسيا رهيبا استمر لسنوات في عدة أسطر وجزاكم الله خيراً كثيراً.
"!" = مضافة من الموقع
15/08/2013
رد المستشار
مناقشة عامة
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح والسعادة دوماً.
الرسالة لا تخلو من الغموض كاستشارة طبية وهناك بعض الأعراض النفسية التي تثير القلق وهي:
0 الشعور بالحزن.
0 الشعور المفرط بالذنب من جراء تجربة شعور بمتعة جنسية.
0 وجود اضطراب في العلاقات مع الآخرين.
0 الشعور بالنقص.
0 الصعوبة في العثور على الكلمات أحياناً Word finding Difficulty .
0 أعراض جسدية ناقصة التعريف مثل فقر الدم وتساقط الشعر والألم.
تشيرين في الرسالة إلى تجربة ختان الإناث هذا الطقس الوحشي يشارك العالم العربي الإسلامي فيه القبائل الوثنية الإفريقية ولا يزال واسع الانتشار حسب تقارير الأمم المتحدة التي صدرت قبل شهرين رغم أن هذا الطقس الوحشي قد يؤدي إلى اضطراب كرب ما بعد الصدمة Post-traumatic Stress Disorder ولكنه في الغالبية العظمى من النساء يؤدي إلى الشعور النفسي بعدم الكمال Incomplete . تضاعف هذا الشعور مع وجود ضعف البصر وهذا الشعور النفسي قد يكون السبب في أعراضك النفسية وإسرافك في التوجه ضد النفس (Turning against self (TAS .
قد يميل البعض إلى تشخيص الاكتئاب في حالتك من جراء تجاربك الشخصية السابقة هذا التشخيص يصعب التأكد منه لعدم الإشارة إلى أعراض اكتئاب كافية والتفسير النفسي الحركي Psychodynamic أسلم في هذه المرحلة.
التشخيص
اضطراب غير معرف متعلق بصدمة أو ضغط Unspecified Trauma and or Stress related Disorder 309.9.
التوصيات
0 ليس هناك أفضل من مراجعة طبية نفسية وجلسات علاج نفسي في هذه المرحلة.
0 لا تزالين في مقتبل العمر وهناك بعض الأمور التي لابد من حسمها في مسألة العلاقات الشخصية وهذا الشعور المفرط في تأنيب الذات التوجه نحو النفس في التعامل مع الآخرين وأزمات الحياة هو نمط كارثي ولا يؤدي إلا للشعور بالحزن ولابد من وضعه جانباً وخاصة أنك على درجة عالية من الذكاء وبإمكانك الانتباه إلى هذا الجانب من شخصيتك.
وفقك الله ورعاك.