وسواس المثلية دمر حياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
- أولا وقبل كل شيء أود أن أشكر العاملين في هذا الموقع الخيالي الذي أتاح لي وأتاح لكل شخص كسر حاجز الصمت والتحدث عن معاناتهم النفسية التي لا يعلم بها إلا الله عز وجل.
بداية قصتي مع الوسواس منذ شهرين كنت أشاهد التلفاز كأي إنسان على الأرض لمحت فيلما أجنبيا يتحدث عن الجنس طبعا طبيعة البشرية هي الفضول، ثم بدأ يتحدث أحد الأشخاص (القذرين الوقحين) فقال "أعجبت بشكل القضيب فأصبحت شاذا" (العياذ بالله)، حينها شعرت كأن قلبي سقط من صدري أصبحت مثل المشلول لم أعرف ماذا أصابني، انفجرت لدي وساويس كالقنبلة الذرية بأنني شاذ (بصعوبة قمت بكتابة هذه الجملة)
كانت الوسيلة الوحيدة التي قمت باللجوء إليها هي الإنترنت لكن للأسف زادت حالتي سوءا لأنني لم أجد ما يسكت همي ووسواسي بل انفجرت أفكار أخرى أكبر وأكبر وازداد قلقي ووسواسي حيث بدأت أنظر على أن كل شيء من حولي هو عبارة عن ذلك المرض الشيطاني (العياذ بالله)،
قرأت مقالات عديدة عن وسواس المثلية وعن أشخاص يدققون في مشاعرهم وقشعريرة.....، أصبت بجميع الوساويس التي قرأت عنها قرأت عن انجذاب عاطفي لرجل نحو رجل (العياذ بالله)، بدأت أشكك في أبسط الأشياء كحبي لأبي وحبي لعائلتي ولأصدقائي حتى الدخول إلى المرحاض (أعزكم الله) لم يسلم من وحش الوسواس والوهم،
حياتي أصبحت اشمئزازا وخوفا بدأت تأتيني تخيلات شاذة أشمئز وأرفضها حتى أنني أريد أقتل من يفعلها، ثم انفجرت بالبكاء وزادت حالتي واكتئابي سوءا بدأت أفكر في الانتحار، لجأت إلى الله عز وجل فلم يخيبني بدأت حالتي تخف وتخف حتى زال اكتئابي لكن أفكاري الوسواسية لم تذبل ولم تمت.
- هل يمكن لهذه الأفكار أن تؤثر علي؟
- ما هي الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة الشيطانية؟ (إذا كانت مثيرة لوسواس فلا أريدها)
- كيف يمكنني أن أزيل نهائيا هذه الأفكار المشوهة من عقلي؟
- هل تلك الجملة من الفيلم حقيقية؟
- كيف أعيش حياة طبيعية من دون وسواس؟
29/08/2013
رد المستشار
الابن العزيز "هشام علي" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، أصبت حقا في تشخيص حالتك أنها وسواس الشذوذ الجنسي أو وسواس المثلية.. فأنت لم تتعذب فقط بهكذا وسواس وإنما تصرفت كل تصرفات الموسوس التي من شأنها أن تعقد الأمور أكثر فأكثر.
حقيقة فإن كل ما يمكن تقديمه بشكل عام لمريض وسواس الشذوذ الجنسي قد فصلناه في مقالنا عن: الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية..... وأنصحك بتكرار قراءته حتى تستوعبه تماما ثم تبدأ في تطبيق خطوات العلاج فإن لم تستطع التخلص منه تماما فإن طلب المساعدة من متخصص يصبح واجبا.
وإنما يتبقى لي أن أرد سريعا على تساؤلاتك التي ذيلت بها إفادتك:
- هل يمكن لهذه الأفكار أن تؤثر علي؟
إذا كان المقصود بتأثيرها أنها يمكن أن تجعلك شاذا أو تجعل الآخرين يظنونك شاذا فمستحيل أن تكون لها هذه القدرة، لكنها يمكن أن تؤثر عليك حين تصدقها وتتصرف تبعا لإملاءاتها عليك فتنسحب من المجتمع وربما أدمنت الجنس الإليكتروني وربما اكتأبت...إلخ.
- ما هي الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة الشيطانية؟
الأسباب هي نفس أسباب مرض الوسواس القهري فموضوع الشذوذ ليس إلا محتوى للظواهر الوسواسية في هذا المريض.
- كيف يمكنني أن أزيل نهائيا هذه الأفكار المشوهة من عقلي؟
يمكنك إزالة هذه الأفكار نهائيا بالعلاج الناجع للوسواس القهري... ويقصد بالإزالة النهائية التتفيه للفكرة وإهمالها تماما... ومن تلقاء نفسها بعد أن يتوقف تأثيرها على سلوكك سوف تتلاشى هذه الأفكار.... وهي بالمناسبة أفكار عادية كأي أفكار وإنما التشوه جاء في استجابتك أنت لها والتي اتسمت بالرعب الشديد ومحاولة التخلص من الفكرة وإنكارها وإثبات خطئها إلخ... من استرتيجيات تؤدي كلها إلى زيادة إلحاح تلك الفكرة.
- هل تلك الجملة من الفيلم حقيقية؟
حقيقة أنا لم أشاهد الفيلم... ولكنني أعرف أن إحدى أفخاخ الموسوسين هي محاولة تذكر الأمر الذي بدأ عنده الوسواس ثم الشك في هل هو حدث فعلا وهذه ذكرى أم أنه لم يحدث وكان خيالا... وعدم الثقة في الذاكرة هو أحد سمات الموسوسين خاصة في أوقات الكرب،... ثم أن كون الجملة قيلت حقيقة أو لا لا يسبب أي فارق في الوضع الحالي والذي تحتاج فيه إلى العلاج.
- كيف أعيش حياة طبيعية من دون وسواس؟
لا توجد حياة طبيعية من دون وسواس... هذه ليست للبشر بشكل عام ولكن توجد حياة طبيعية مع وساوس يستجيب لها الناس استجابة طبيعية فلا يجدون صعوبة في إهمال ما هو حري بأن يهمل... وتصل إلى ذلك إن شاء الله بالدخول في تجربة العلاج المعرفي السلوكي وإذا كتب الله لك النجاح فإنك تستطيع أن تعيش حياة طبيعية.
أخيرا أنصحك بسرعة التحرك لأن نتيجة العلاج غالبا ما تكون أفضل كثيرا عند اللجوء له في بداية الاضطراب النفسي... وأهمس في أذنك بأن شهرين مدة أهون كثيرا من أن تدمر حياتك خاصة وأنت في هذه المرحلة المبكرة من حياتك... تابع علاجك وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.