في حيرة من أمري..!؟
السلام عليكم ورحمة الله؛ أنا فتاة متخرجة من الجامعة كان هدفي الوحيد هي دراستي فقط رغم معاناتي النفسية التي مررت بها من اكتئاب وقلق خلال فترة دراستي الجامعية بفضل الله وفقت وتخرجت وكتب الله لي الشفاء من الخوف والقلق والاكتئاب، وكانت حياتي منحصرة في الدراسة فقط ولم أهتم بالحب الذي كان مصدر اهتمام كل البنات من جيلي استخدمت الإنترنت لسنوات وكانت لي علاقات صداقة فقط وكنت أعرف ألاعيب الرجل المراوغ فأقم بحذفه فلم أتعلق أو أحب شخص آنذاك ولم أخطئ يوما في استعمال مواقع التواصل الاجتماعي والحمد لله، لكن بعد أشهر تعرفت على شاب من منطقة بعيدة عن منطقتي عبر الفيس بوك تعارفنا من باب الصداقة؛
وكنت كلما أحسست بضيق أو مشكلة أستشيره وهو نفسه يعرفني عندما أكون حزينة تطورت العلاقة بمكالمات هاتفية كان مهتم لمعرفتي أكثر ولولا ثقتي به لما أعطيته رقمي ولا تعمقت بالتعرف إليه وعدني بأن يأتي لمنطقتي لكي نرى بعض فإذا حصل إعجاب بيننا يتقدم لخطبتي حتى اليوم لم نلتقي بعد، مما لا يشعرني بالاستقرار لأن خطبته لي في نظري معلقة على شرط وهي حصول الإعجاب وأنا الحمد لله أتميز بالجمال خلق وأخلاق لكني لا أشعر بالأمان مادامنا لم نرى بعض ومما أقلقني أكثر هو تصرفاته الأخيرة بعد أن كان يتصل كل يوم ويبعث مسجات كل صباح ومساء أصبح لا يبعث ولو مسج واحد في اليوم ولا يتصل بـ 3 أيام يغيب فترة ثم يرجع مما يتركني في حيرة من هذا الغياب ودائما أواجهه وأصارحه بقطع العلاقة والابتعاد عني بحجة أني غير مرتاح والعلاقة في حالة إنعاش لم تتقدم خطوة إلى الأمام لكنه يغضب لما قلته ويقول لا تكرري هذا أبدا.
أصبحت دائمة الشك وعدم الثقة فيه أصبحت أعامله ببرود وجفاء لا أهتم لوجوده ظاهريا وفي داخلي حب له وشوق كبير وألم وحزن لتصرفاته تلك وما أقلقني أكثر وشتت أفكاري هو تقدم أحد لخطبتي لا أكذب على نفسي فرصة لا تتعوض رجل ذو علم ومال وأشياء كنت أحلم بها في زوجي المستقبلي لم أسأل عنه كثيرا ولم أحاول أن أبحث عن مايخص هذا الخطيب، فعقلي وقلبي معلق بذلك الرجل الذي رغم إمكانياته المادية وظروفه إلا أنه رجل متفهم وواعي وطموح وحنون رقيق المشاعر إنسان اختاره قلبي رغم مستقبلي المجهول معه.
فأرجو منكم مساعدتي فأنا في حيرة من أمري
وآسفة على الإطالة.
24/10/2013
رد المستشار
اهتممت بالدراسة قبل أن تهتمي بذاتك، فسقط منك التعرف الأصلي والأولي عما هي؟، وكيف هي في السراء والضراء، وما هي مميزاتها وعيوبها؟، وكيف ستنمو وستتطور في مساحات العلاقات ومعرفة البشر والحياة والتنمية، وما هي احتياجاتها،.... الخ؛
ثم بعد التفرغ من الدراسة التي كانت تملأ كل المشهد بداخلك واقتربت من ذاتك لأول مرة بلا قلق ولا خوف على المستقبل الدراسي وقعت في نفس الخطأ ووضعت العربة قبل الحصان؛ فاقتربت "سطحيا" من رجل وتعرفت عليه وأعطيته مشاعرك وعهدك قبل أن تريه حتى على الأقل!، وتصورت أن كلامه، وصوته، وتعبيراته اللفظية هي كل شيء!، فكان الخطأ الأكبر ألا وهو تصورك أنك تحبي هذا الرجل، رغم أن الحقيقة أنك كنت طوال الوقت "تتصورينه" في رأسك وتتعاملين معه على أساس ما تصورتيه أنت من خلال التشات والصوت؛ فلم تريه هو كما هو!؛
فأنت الآن والآن فقط تبدئين التعرف عليه هو كما هو وليس كما نسجت شخصيته من خلال تشات وصوت في خيالك!، ولا أنكر أن جزء من ثقتك فيه ليست مزيفة؛ فقد يكون أكثر من تحدثت معهم احترامًا، أو حفاظًا عليك، ولكن ليس هذا بيت القصيد، فبيت القصيد أن تعرفيه كما هو وليس كما ترينه في رأسك أنت؛ ولأنك لن تتمكني من تحمل ما سأقوله لك في مثل تلك العلاقات؛
لأنك لازلت تعيشين في عالمك أنت وتسقطين هذا التخيل على واقعك للأسف للدرجة التي تجعلك ترفضين رؤية من جاء يدق على بابك متمنيًا أن يكمل مشوار حياته معك فلن يسعني إلا أن أقول لك: أكملي مشوار الواقع مع من تتصوين أنه يهواك حتى تري الأمور على حقيقتها؛ فتتمكني من رؤية تردده، وأنه أكثر واقعية منك؛ لأنه يعلم أنه لم يعرف عنك سوى قشور من خلال فيس بوك، ويعلم أن قرار الزواج ليس قراراً بسيطًا ضمن قرارا الحياة اليومية، فهو يقبع داخل قوقعته ليحسبها جيدًا قبل أن يقدم على خطوة جادة معك.... فهل ستتحملين تلك الفترة؟
بل أكثر من هذا هل ستتحملين رفضه لاتمام العلاقة بالزواج بعد تفكيره؟، بل أكثر من هذا هل بعد تفكيره وحساباته ورؤيته لك وموافقته على تكملة حياته معك هل تضمنين أنك أنت من سيريده كما هو؟، فأنت لم تري وجهه، لم تتعرفي على مذاق شخصيته، لم تتذوقي روحه، لم تختبري قدرته على تحمل المسئولية، لم تتأكدي مثلًا من نظافته الشخصية، هل فكرت في هذا؟.
فالقرار لك، ويبدو أن معظم البشر يصرُون على أن يسيروا نفس الطريق ليصلوا لنفس الكلام الذي نقوله منذ البداية لسنوات!، ولكن يبدو كذلك أن لكل منا تجربته الشخصية التي ستفيده في أمور أخرى غير التجربة في حد ذاتها، أما الشخص المتقدم فلا أرى أن تريه الآن؛ لأن خط المشاعر لديك مشغول للأسف!، وسيقع في مقارنة حمقاء بينه وبين الآخر، ولن تتمكني من الإحساس به ولا التعرف عليه بصدق أيضًا، وأرجو أن تكون تضحيتك بهذا الشخص آخر ما ستقدميه لتلك العلاقة حتى تضعي النقاط فوق الحروف....
وتذكري أن المحب يحب محبوبه بغض النظر عن شكله؛ لأنه لا يراه فقط بعينيه، وأن الحب ليس مشاعر تنطلق في الهواء بلا مسؤولية تجاه من نحب وتجاه إتمام العلاقة، وأن الحب ليس وحده كل ما يبني العلاقة العميقة مع المحبوب.... ينتظرك دور كبير يا ابنتي في التعرف على نفسك عن قرب، وفهمها أولًا، حتى تتمكني من معرفة شريك الحياة المناسب لك ثانيًا سواء كان هذا، أو ذاك.
ويتبع>>>> : العريس والمصير ... العربة قبل الحصان م