عروس بفستان الزفاف على الصراط
هل الإنسان يشعر بأجله أم أنها وساوس
السلام عليكم الدكتور الفاضل وائل أبو هندي أشكرك على الرد على رسالتي فوالله كم تحسنت نفسيتي بعدها وأرشدتني بعدما كنت ضائعة وفرحت كثيرا عندما قرأت وفي انتظار متابعتك للاطمئنان جزاك الله خيرا على كل ما تفعله لشباب العالم العربي من إرشاد وعلاج وجعله في موازين حسناتك.
يا دكتور أفكر في الموت كثيرا لدرجة أن تفكيري يفقدني كل متعة أمر بها وأحيانا أخاف لماذا أفكر في الموت كثيرا أيكون هذا علامة قرب الأجل وأحيانا يجيني شعور أن أجلي قريب فأشعر بالرعب والخوف من أن يكون هذا الشعور صحيحا!، كانت تأتيني فكرة من العام الماضي أني سأموت في عام 1435 ترعبني هذه الفكرة كثيرا وأكثر فكرة تقضي علي وأفكر فيها طول الوقت هل هي صحيحة أم لا؟
أقول لا أحد يعلم متى سيموت ولكن سمعت مقطع لشيخ في النت أن الإنسان قد يشعر بقرب أجله وأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) عرف العام الذي سيموت فيه وأذكر أن أحد أقربائي كان يقول لوالدته يا أمي كيف الناس اللي تموت في العيد كيف يعيدوا أهاليهم؟ فتوفي ثاني العيد في حادث، فأصبح تفكيري مشتتا طوال الوقت هل ما يصبح معي وسواس أم إحساس بالأجل،
وأحيانا يجيني شعور خوف من الصيف القادم وأقول لماذا هذا الخوف ؟
هل لأني سأموت فيه.
01/11/2013
رد المستشار
الابنة الفاضلة "هند"... أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على متابعتك، مبارك زواجك الذي لا يبدو أنه أثر في سطورك، فبينما قدمت استشارتك السابقة بأن زواجك بعد أسبوعين من تاريخ الاستشارة -13 سبتمبر 2013 .... يعني تقريبا منذ ستة أسابيع أو أكثر- نجد أن سطور متابعتك لم يحتلها إلا السؤال عن الموت أي نفس المحتل القديم! الذي يملأ سطور استشارتك الأصلية.
لعلك نسيت إشراكنا في أنباء زواجك وهو ما يعني مشكلة في ذاته... لأن الطبيعي أنك ما زلت عروسا في شهرها الثاني لكن لا شيء يشغلها إلا الموت وما قد ينبئُ به!، أو لعلك لم تنسي لكنك رأيت قصر سؤالنا في ما يخصنا بعد ما قدمت من شكر ومديح جعلنا الله أهلا له، .......
حكايا الشيخ وحكايتك عن قريبك هي أمثلة على حكايات نسمعها من حين لآخر عن أن فلانا يرحمه الله كان يحس دنو أجله فقال كذا أو فعل كذا! هذه الحكايا لا تشغل أحدا إلا الموسوسين، يسمعها كل الناس فيسبحون الله وربما تعجبوا... ثم هم ينسونها لكن الموسوس بالموت يبقى يوسوس!
لا تصح المقارنة بين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبين أحد وما يكون له صلى الله عليه وسلم من بعض المعرفة التي يمنحها له الله سبحانه وتعالى من لدنه لا يصح أن تتحدثي عنها يا ابنتي فأنت كحالنا إنسانة غلبانة كما نقول في مصر.
أستطيع من خلال رؤيتي لأسئلتك الجديدة في المتابعة أن أؤكد لك أنك لم تقرئي ما أحلناك إليه من ارتباطات داخل مجانين... لو قرأت فعلا كما هو المطلوب لما سألت هذه الأسئلة.... ورغم ذلك...
كل عام وأنت بخير بمناسبة بداية العام الهجري الجديد 1435... الذي لا أدري إن كان أحدنا سيموت فيه ولا أحب أن أعرف ولا رعب يرتبط عندي بأن أموت ولله الحمد... إذا أردت البقاء في رعبك منتظرة فهذا اختيارك، لكن تأكدي أن أحدا لا يستطيع التأكد التام 100% من أنه سيموت أو لن يموت المؤكد بنص القرآن هو أن أحدا لا يعرف قبل الموت على وجه اليقين أنه سيموت {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} صدق الله العظيم [لقمان:34].... لعل يفيدك أن تقرئي ردنا القديم الخوف من الموت: بين الطبيعي والمرض
لا معنى للسؤال هل هو وسواس أم بدنو الأجل أحساس؟ ولا للسؤال هل الخوف من الصيف القادم خوف أم؟؟
أنت توسوسين وتحاولين الاطمئنان كل حين وحين وعليك إن لم تتمكني من الكف عن هذا التفكير المستمر في الموت وأيضًا السلوك المستمر في طلب الطمأنة أن تطلبي العون بعد الله من طبيب نفساني...
التعليق: أحيانا يكون سبب الخوف من الموت هو تناقض الفعل مع ما الاعتقاد، بمعنى أنك قد تتمنين تحقيق مستوى معين في علاقتك بالله سبحانه وتعالى ولكنك تفعلين أمورا هي في عرف الناس عادية ولكن من داخلك تريدين التوبة منها قبل الموت، وبالتالي تصبحين خائفة من أن يأتي بغتة قبل التوبة.
ولكي تخرجي من ذلك فلك أن تحسمي الأمر بالتفقه والدعاء ثم افعلي ما تريدين الموت عليه من الآن ولا تؤجليه.
وأيضا من أسباب الخوف من الموت أنه مصير مجهول هل إلى عذاب أم إلى نعيم؟ وأيضا قد يكون حائلا بيننا وبين متع الدنيا، ولكن ذلك في حق الجاحدين بقدر الله سبحانه وتعالى، فالله يعاقبهم لحظة الموت بالبعد عن ملذات الدنيا كما قال تعالى: "وحيل بينهم وبين ما يشتهون".
أما المؤمن فإنه لا يخشى الموت لأنه راحة من تعب الدنيا، فوجودنا في الدنيا مجرد امتحان ليميز الله الخبيث من الطيب ولتوفى كل نفس ما عملت، فالدنيا ممر لدار الخلود، فالجنة هي سكننا الأصلي إن شاء الله تعالى فهي دار أبينا آدم، وأبشرك ببشرى النبي صلى الله عليه وسلم :
"إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت".