فضفضة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكر القائمين على هذا الموقع، وأقدر جهودكم المبذولة مع الآخرين، والتعب، فكل شخص يرسل رسالته ينتظر منكم رداً خاصاً، بل يتأمل، أن يكون الرد أن يفتح له بابا، وأن ينور بصيرته.
لدي عدة مشكلات وسأتحدث باختصار.
- بصراحة، تعبت وأنا أنتظر عريس الغفلة أقصد شريك الحياة، فأنا أشعر بوحدة داخلية قاتلة، وأريد شخصا أن يشاركني حياتي وهمومي، لكن هيهات تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فأنا لي 5 سنوات أنتظر هذا الشريك، أي منذ أن كان عمري 17 عاما وإلى الآن أنا مكانك راوح.
- أعاني من اضطراب بالأكل ليس شديدا، وكنت آخذ دواء ساليباكس وأوقفت الدواء، لكن لاحظت تزامن توقيف الدواء مع اضطراب الدورة فهي لم تعد كما في السابق تأتي يوم واحد فقط، وتتأخر أنا أشعر أن نفسيتي سيئة بسبب تأخر الدورة واضطرابها فأنا أشعر بصداع على فترات زمنية متقاربة، وأشعر بحساسية شديدة على أتفه الأسباب
- أعاني من ضغوطات نفسية فأنا أدرس ماستر وأعمل أخصائية نفسية، ولست مرتاحة في المكان الذي أعمل به وأريد أن أغير مكاني وتقدمت بوظيفة في الجامعة، وأشعر بالقلق الشديد، لأني فعلا أتمنى أن أقبل فيها ولأن مجتمع العمل الذي أعيش فيه تفكيره محدود.
- أنا دائما مريضة، ودائما أشعر بآلام متفرقة في جسمي ولا يمر شهر إلا وأنا عند طبيب متخصص، حتى أعالج ما بي من آلام، لكن دائما أظهر أنني سليمة خالية من المشاكل العضوية
- أشعر أنني إنسانة غبية، وفاشلة، لا تعرف التحدث، ولا أستطيع المدافعة عن نفسي، دائما ما ألتزم الصمت، ولا أحب الجدال والنقاش في جميع الأمور، فأنا أعيش على مبدأ ثْلُث العيش تغافل، لكن بدأت أشعر أن هذا الشيء يجعلني أنظر الآخرين غبية، لكن طبيعتي هكذا قليلة الكلام، لا أحب التحدث في كل شيء، ولا أحب الضحك بصوت عالي، بل دائما أكتفي بالابتسام، المشكلة أحيانا عندما يحصل موقف وأحتاج إلى تبرير، أقف وقفة الشخص الذي كأنه لا يعرف شيئا، أتكلم جملا مبتورة حتى أن الذي أمامي يحتاروا أحيانا أكتفي بالابتسامة وقول لا أدري، فأنا لا أحب الخوض في عراك مع الآخرين.
26/12/2013
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بنيتي "فراولة" تعانين من عسر مزاج واضح يجعلك غير قادرة على التكيف مع ضغوط الحياة العادية بما فيها انتظار وصول الشريك المناسب عسر مزاجك الواضح قد يكون مزمنا وبالتالي تعانين من بعض أعراض الاكتئاب وهي كما تعلمين درجة أعلى من عسر المزاج; وينتج عنها بالتالي معاناتك من اضطرابات نفسجسدية وهي شكواك من الألم مع غياب ما يبرر هذه الآلام عبر التحاليل والفحوص فأساس معانتك نفسي.
كيف يمكن لجامعية حاصلة على درجة وتعمل للحصول على أخرى أن تكون فاشلة; ينبغي أن تصححي مفهوم ذاتك وتجنبي جلد الذات وتعلمي من الآن أن تقدري لنفسك إنجازاتها ومميزاتها استخدامك لاستراتيجة التجنب جيد ولكن يبدو أنك بالغت في استخدامها فطغت على باقي استراتيجيات التعامل مثل المواجهة والتوكيدية;بداية يمكنك أن تستخدمي طريقة الكتابة للتعبير ومن ثم قراءة ما تكتبين بصوت مرتفع كي تعتادي سماع صوتك، لا علاقة بين كونك شخصية هادئة قليلة الكلام وبين ضعف الشخصية غير القادرة على التعبير عن نفسها فالأولى تنوع طبيعي بينما الثانية اضطراب اعملي على تصحيحه عزيزتي; راجعي من على الموقع ومن بين كتبك التوكيدية وتدربي على أساليبها.
لا تظني أن العمل في الجامعات نعيم مقيم فهي مثل باقي الأماكن تحوي جميع شرائح وأساليب الناس بعضها لطيف وبعضها قادر على أن يسبب للمتابعين اضطراب نفسي عميق;من الجميل أن يكون لديك طموح وأحلام ولكن فقط لا تجعلي سعادتك متوقفة على حالة واحدة.
عسر مزاجك مسئول عن عجزك عن الانتظار لشريك الحياة فما زلت من ناحية العمر صغيرة بغض النظر عن مدى رغبتك في الاستقرار ومع ذلك لم تذكري ما الذي تفعلينه لتقصير فترة الانتظار هذه; الزمي الاستغفار عزيزتي والدعاء والصدقة بنية أن يرزقك الله ما تشتهين، ولكن تذكري أن من ركائز الصحة النفسية القدرة على تحمل الإحباط والتعامل معه.
لم تذكري شيئا في خانة الهوايات وأشجعك أن تطوري شيئا منها;اختاري شيئا يناسبك ويخرجك من نمط حياتك المنسحب;عليك بهوايات تعتمد على التفاعل الجماعي; وتفتح المجال لك للتعبير عن نفسك وتجديد طاقتك.
لم تذكري شيئا عن علاقتك بأسرتك فإن كانت جيدة اطلبي منهم مساعدتك للخروج من معاناتك وإن كانت سيئة فهي نقطة جيدة للبدء بإصلاح ما يشوبها من خلل. لا يستطيع سوى من بيده الأمر كله أن يغير من حال عباده; ثم يأتي دور الإنسان في السعي لإصلاح ما يزعجه في حياته أو على الأقل أن يحاول فالسعي بحد ذاته إنجاز بينما كل ما أملك للمستشير أن أخبره أن غدا إن أتى سيكون أجمل بالتأكيد إن شاء الله.