لا يمكنني البوح..!؟
أنا من سنتين أعاني من هذه المشكلة أحب فتاة صغيرة تصغرني بـ 8 تقريباً, وهي أخت لأحد أفضل أصدقائي على الإطلاق لكن لا أعرف ماذا تفعل بعد ظهور هذا الشعور, الغريب مثلا كل يوم أحلم بيها أثناء النوم بأحلام جميلة ومغامرات ويهمني إسعاد الفتاة كثيرا حيث أحضر لها الهدايا باستمرار بغرض إسعادها..
فقط بحكم قربي من الأسرة وفي بعض الأحيان أعطي الهدايا لأخيها ليوصلها للفتاة دون معرفتها أن الهدية مني ماذا أفعل البنت لا تعرف أني أفكر بهذه الطريقة أبدا ولا يمكنني البوح بأي شيء لأخيها.
ماذا أفعل لهذه المشاعر؟؟
09/01/2014
رد المستشار
الحب.... ما هو؟، سؤال مهم حتى تتمكن من التعرف على مشاعرك ومن ثم التعامل معها، فالحب أقوى مشاعر يتذوقها القلب إن تمكنت المشاعر منه؛ فيكون طاقة، وسعادة، وسلام نفسي، وعطاء محبب، واستمتاع بالتشارك والتبادل لكل هذا بين الطرفين، فإن نقص التبادل بين الطرفين اختل توازن تلك المشاعر ولم تعد حبا ولكن تتحول لاستنزاف للمشاعر، لذا ليس هناك ما تم التعارف عليه بين الناس بالحب من طرف واحد!.... وكذلك رغم أن سبب الحب لشخص ما دون آخر أمر لا نملكه ولم يخضع لعوامل ولا أسباب رغم المحاولات الكثيرة التي قام بها علماء النفس والاجتماع والشعراء، إلا أن هناك قصص تلتصق بالحب وهي ليست كذلك ونعرف فيها السبب!؛
فمثلا: شاب لم يتعانل مع إناث قبل ذلك وحين تعرض في وقت من حياته للتعامل مع فتاة بسبب العمل، أو أي ظروف حياتية ماذا سيحدث في الغالب؟ سيحبها، أو يتصور حبها والسبب ليس حبا لها هي كإنسانة بمواصفاتها الحقيقية، ولكن لأنها أول أنثى في حياته بعد أمه وأخته ويكتشف بعد وقت طال أو قصر أنها ليست الشخص الذي يتمناه، أو فتاة لا تجد في أسرتها من يفهمها ويقدر مشاعرها واحتياجها لمن يسمعها ويراها كفتاة، ووجدت شابا يتحدث إليها عن جمالها ورقتها، ويسمع مشكلاتها مع زميلاتها أو أهلها فستتصور أنها تحبه وستتمسك به ولكن في الحقيقة كان السبب ليس هو كشخص تحبه كما هو ولكن لأنه يمثل احتياج تحتاجه وتفتقده ممن حولها؛
وهناك مراهق يخاف على ذاته وجرحها من عدم احتواء مشاعره وتناقضاته، وأفكاره التي قد تتمزق إربا إن تعرضت للسخرية والنقد،أو الاستهزاء فبدون وعي منه يحب فتاة من بعيد، فلا يحدثها ولا يتفاعل معها ويعيش قصة حب كبيرة تكون هي بطلتها دون أن يحدثها ولو لمرة واحدة ولا يعرف حتى كيف تفكر ولا كيف تتصرف، ولا يعرف أتحب آخر من الأساس أم لا، فهو يكتفي برؤيتها من وراء نافذه، أو تسير في الشارع ويترجم نظراتها ترجمة تتوافق مع المشاعر التي يغذيها نفسه بنفسه دون وعي منه لأنها هكذا وبوضعها بعيدا عن التواصل معها ستكون أكثر أمانا على ذاته من الجرح!، أو يتجه لطفلة لا تعي من أمر الحياة ولا المشاعر شيء لأنها تمثل وجود أنثى في حياته بشكل آمن له هو، فلا شخصية تبلورت، ولا أفكار ولا رؤية، ولا مستقبل، ولا حتى مشاعر انثوية تجاه رجل!؛
..... فالحب فيه مشاعر دافئة بين محبين، وتناغم كالأصدقاء، وتوافق كالبشر، وتبادل في كل مساحات الانسان، فأين قصتك من هذا كله؟، هل أنت نفس الشخص منذ عامين فقط؟، فكيف ستكون هي بعد عامين؟، فالتعرف على أنفسنا عن قرب وفهم مشاعرنا وتسميتها بالإسم الصحيح لها، والتعرف على الفارق الرقيق جدا بين أن نحب أحدا وبين أن نحب شيء جميل فيه يحتاج لتدريب وقرب صادق مع النفس ومعرفتها، فلتبدأ البداية الصحيحة؛ وتتعرف على نفسك عن قرب حتى تتمكن من اختيار شريكة حياتك الحقيقية التي تناسبك أنت تحديدا في الوقت المناسب في الظرف المناسب.... وفقك الله.