يقولون ويرددون الجيش حمى الثورة البيضاء السلمية، من بحار الدم... واليوم أقول الجيش محى الثورة ولم يحمِها قط، هم يقولون لم يوجهوا الرصاص لصدورنا... ونقول لا... بل وجهوا الرصاص الحي والمطاطي والقنابل السامة منتهية الصلاحية وغير معروفة التركيب والمحرمة دوليا، واستخدموا الطائرات الحربية للترهيب، ومزقت مجنزراتهم أجساد المدنيين... عذبوا، اعتقلوا، قتلوا الثوار، فأين هي الحماية يا سادة إذن؟
فليقل لي صوت عقل موطن الحماية في كل هذا... هم حموا المخلوع ومن اتبعه من القوم، والدليل يتضح من محاكمات هزيلة وسخيفة لم تكن محاكمات ثورة ولا محاكمات من أجل ثورة وحق شهداء وبلاد مخربة بل محاكمات شكلية.
يحاكمون الثوار عسكرياً ويحاكمون الفساد وأهله مدنياً يا لها من حماية.
إغلاق صحف وقنوات واعتقال ناشطين والاعتداء على مصابين ومعتصمين ومنع الإعلاميين من الظهور... هي حرية الثورة التي حققها بإنجازاته.
لتقل لي كيف حميت الميدان في موقعة الجمل مثلا وإن كانت موقعة الجمل في قلب الأيام الأولى من الثورة؛
كيف حميت المتظاهرين السلميين في ماسبيرو والعباسية والتحرير؟!!
كيف حميت الملايين والبلطجة قائمة في كافة أرجاء البلاد؟!!
كيف تحمي والدم يسيل على الطرقات بغير حساب... منك أو من غيرك؟!!
قامت ثورة على مبارك وتم تسليم الحكم لمجلس أصدقاء مبارك، قامت ثورة على نظام فاسد فعظم الفساد وزاد البلاء، قامت ثورة على إهدار الكرامة واليوم تهدر الكرامة والأرواح أكثر مما كانت.
ماذا يريد المجلس العسكري من بلد أصبحت كالأطلال بسببه وبسبب نظام تستر عليه؟
بعدما حدث أول أمس من اعتداء الشرطة العسكرية على القضاة وتعذيبهم بالصواعق الكهربية والسب والإيذاء وضياع هيبة القضاء وأهله، وبعد حالة الفوضى والبلطجة وإثارة الفزع في كافة أرجاء البلاد، وبعد خطف النشطاء والعامة وتعذيبهم عن طريق أجهزة الداخلية والشرطة العسكرية السادية وعلى طريقة حبيب العادلي وجهاز أمن الدولة، واستخدام التلفزيون الوطني لترويج الشائعات والفوضى، وجعل من كان يدعو للثورة بالنجاح يلعنها، فأنت يا مجلس العار ماحيها ولست حاميها.