إغلاق
 

Bookmark and Share

الهلع.. دليل المساعدة الذاتي (2) ::

الكاتب: أخوكم حسام
نشرت على الموقع بتاريخ: 20/09/2005

الهلع.. دليل المساعدة الذاتي (1)

ثانيًا: فهم الهلع ما الذي يسبب نوبات الهلع وما الذي يجعلها تستمر..؟

إن كل أعراض الهلع المشار إليها في الجزء الأول من هذا الدليل ليست سوى إحساس مفرط بالخوف. إن الخوف هو استجابة طبيعية لأجسامنا في المواقف المثيرة للخوف. يتدرج الخوف من التوتر البسيط (الذي يمكن أن يكون مفيدًا عندما يكون هناك هدف يسعى المرء لتحقيقه، مثل اجتياز امتحان) إلى الهلع الكبيروالشعور بالخوف يعد من التجارب الاعتيادية التي لا يمكن لأحد تجنب المرور بها. ولا يقتصر الشعور بالخوف على مجتمع بعينه ولا حتى على الإنسان، بل يتعداه إلى عموم الكائنات الحية صغيرة كانت أو كبيرة.

ولكن لماذا نشعر جميعنا بهذا الخوف في حين أنه شعور بغيض؟ إن الخوف يشبه إلى حد بعيد الشعور بالألم. فإذا كسر كاحل قدمك، فإنك سوف تشعر بألم شديد. وهذا سيكون تحذير لك بعدم المشي على قدمك. إذا سمعت ضجة في البيت بمنتصف الليل، فإنك سوف تشعر بالخوف. وهذا سيكون تحذير لك بأخذ الحيطة و الحذر في التعامل مع هذا الموقف الخطر. إن الخوف مفيد جدًا. إذ إنه يجهز جسمك للعمل بأقصى طاقه. و هذا ما يدعو مفهوم "المواجهة أو الهرب". و لذلك فإنك حين تشعر بالخوف فإن ما يحدث هو أن جسمك يستعد للمواجهة أو الهرب من هذا الشيء الذي تسبب لك بهذا الخوف، أو ربما الصمود والانتظار حتى يمر هذا الخطر.

فالخوف عبارة عن عاطفة تنتج عن استشعار الكائن الحي لخطر واضح أو كامن يتربص به، مما يدفعه لتجنب هذا الخطر والحفاظ على حياته أو صغاره أو ممتلكاته أو غير ذلك مما يعتبر مهمًا لهذا الكائن أو ذاك.

إذا أخذنا مثال الضجة في البيت بمنتصف الليل، ودعنا نفترض أنه كان لصًا، تمامًا كما توقعت. ربما ترغب بالبقاء ساكنًا تمامًا دون حراك، للحيلولة دون أن يهاجمك هذا اللص. أو ربما تريد أن تذهب وتتحداه. أو ربما تحتاج للهرب بعيدًا وربما يلحق بك. إن الخوف سوف يساعدك في أي من الحالات السابقة. فأنت حين تشعر بالخوف سوف يصبح تنفسك أسرع وهذا سيعطيك المزيد من الأوكسجين الذي تحتاجه عضلاتك. وكذلك سوف تزداد دقات قلبك وذلك لزيادة ضخ الدم لجسمك. جهازك الهضمي سوف ينقطع عن العمل وذلك للسماح لجسمك بالتركيز على الخطر الداهم. إن هذا هو رد الفعل الطبيعي لجسمك في المواقف التي يشعر فيها أنه واقع تحت تهديد، إن هذا هو جهاز الإنذار في جسمك، فمن قدرة الله تعالى وحكمته أن هيأ أجهزة الجسم المختلفة لتؤدي وظيفة الحماية المطلوبة للبقاء والدفاع عن النفس؛ فتتسارع نبضات القلب وتزداد سرعة التنفس لتوفير أكبر كمية من الأوكسجين تكفي لحاجة الجسم في هذا الوضع المتحفز. كما يزيد إفراز العرق من غدده لتبريد الجسم وتسهيل الهرب والتملص من الخطر، وتتسع حدقة العينين لإعطاء مجال أوسع لرؤية المكان بهدف تحقيق الاستفادة القصوى مما هو موجود في متناول اليد واستغلال المخارج للنجاة.

إن المشكلة مع نوبات الهلع هي أنها عادة تحدث عندما لا يكون هناك أي تهديد واضح على الإطلاق. إن جسمك يستجيب على أساس أنه على وشك التعرض للهجوم بينما في الحقيقة ليس هناك أي تهديد. وبعبارة أخرى يكون هذا عبارة عن إنذار خاطئ. أنه يشبه إلى حد بعيد الإزعاج الذي يتسبب به جهاز إنذار الحريق الذي يعمل في الأوقات الخاطئة، و ذلك بسبب أنه حساس جدًا لقدر قليل من الدخان. أو مثل جهاز الإنذار ضد السرقة في المنزل الذي يعمل عند مرور قطة. أو حتى أكثر إزعاجًا من ذلك مثل جهاز الإنذار ضد السرقة في السيارة الذي ينطلق بسبب هبة ريح. هذه كلها إنذارات خاطئة تنطلق عندما لا يكون هناك خطر حقيقي. نفس الحالة يمكن أن تصيب جهاز الإنذار في جسمك. في بعض الأوقات يمكن أن ينطلق عندما لا يكون هناك أي خطر حقيقي.

لقد تم تصميم أجهزة الإنذار في أجسامنا منذ سنوات عديدة، عندما كان الإنسان يكافح ضد المخاطر في سبيل البقاء. أما في أيامنا الحاضرة فإننا نادرًا ما نواجه تهديدات بالموت أو نوع من الحياة مثل تلك الحياة التي كان أسلافنا يعيشونها من قبل. إن لدينا اليوم تهديدات مختلفة جدًا، ترتبط بشكل رئيسي بالضغوط: المشاكل المالية وضغط العمل والانتقال من منزل إلى آخر والطلاق... إلخ، كلها يمكن أن تكون عوامل ضغط، و يمكن أن ترفع مستوى التوتر لدينا إلى النقطة التي ينطلق عندها "جهاز الإنذار" في أجسامنا. إنها تشبه إلى حد بعيد ميزان قياس "الضغط" الذي عندما يصل إلى مستوى معين تكون النتيجة الهلع.

بالرغم من أن نوبات الهلع يمكن أن تكون بغيضة، إلا أنها غير خطيرة. بل على العكس، إنها نظام مصمم لحمايتنا و ليس لأذيتنا.

الخلاصة: فهم الهلع
الهلع هو شكل من أشكال الخوف. أنه جهاز الإنذار في أجسامنا الذي يشير إلى وجود تهديد. والذي يجهز أجسامنا للمواجهة أو الهرب من الخطر. ولكن ليس هناك أي خطر حقيقي إنما هو إنذار خاطئ.
إن نوبات الهلع بغيضة ولكنها ليست خطيرة


ما الذي يتسبب ببداية نوبات الهلع؟
يمكن أن تبدأ نوبات الفزع لعدة أسباب:
الضغوط النفسية:
كما تم الإشارة إليه من قبل، فإن الأحداث الضاغطة يمكن أن تتسبب بزيادة التوتر، الأمر الذي يمكن أن يقود إلى انطلاق جهاز الإنذار الداخلي في الجسم. هل تعرضت لأية ضغوط زائدة في حياتك خلال السنوات القليلة الماضية؟ على سبيل المثال ضغوط في العمل أو أنك أصبحت عاطل عن العمل، أو خسارة أحد الأشخاص الذين تحبهم، أو مشاكل مالية ... إلخ

الرجاء ذكر أية ضغوطات تعرضت لها:

القلق بخصوص الحالة الصحية:
إن نوبات الهلع غالبًا ما تصيب الأشخاص عندما يصبحون مهتمين أكثر من اللازم بخصوص صحتهم. إن هذا يحدث لأسباب متنوعة. في بعض الأحيان يكون الأشخاص الذين يعانون من نوبات هلع قد مروا بتجربة موت مفاجئ لشخص يعرفونه أو مقرب منهم بسبب مرض ما. وعندها يبدؤون بالقلق بخصوص صحتهم، والبحث عن أية إشارات لديهم يمكن أن تتطور إلى نفس المرض. وهم غالبًا يعزون عدم اكتشاف ذلك المرض الخطير لديهم إلى "أخطاء" طبية. وهكذا يصبحون قلقين من أن هناك شيء خطير. وهذا يقود إلى زيادة التوتر لديهم. ثم يبدأون بالاعتقاد أن أعراض التوتر هي دليل على ذلك المرض الخطير، وتكون النتيجة الهلع. عد بتفكيرك إلى وقت بدأت لديك نوبات الهلع. هل تعرف أي أحد مات بشكل مفاجيء، على سبيل المثال بسبب سكته دماغية أو ذبحة صدرية؟

أسباب أخرى متعلقة بالحالة الصحية:
في بعض الأحيان، تحدث نوبات الهلع للمرة الأولى خلال فترة عارض صحي بسيط لدى الفرد. على سبيل المثال بعض الفيروسات يمكن أن تسبب دوخة. الحمل أو انقطاع الطمث لدى السيدات يمكن أن يسبب تغيرات في طريقة عمل أجسامهن مما قد يقود إلى أول تجربة هلع لديهن. استهلاك كمية كبيرة من الكافيين أو انخفاض معدل السكر في الدم يمكن أن تقود إلى الشعور بالإغماء. هل يمكنك التفكير في أي شيء يتعلق بالحالة الصحية لديك يمكن أن يكون السبب في إصابتك بنوبات الهلع؟

الصعوبات العاطفية:
إن نوبات الهلع غالبًا ما قد تحدث عندما يكون لديك مشاعر عاطفية من الماضي أو الحاضر تحاول إخفائها. ربما يكون لديك مشاكل عائلية أو شيء ما من الماضي أنت بحاجة للتعامل معه؟

أسباب غير متوقعة:
في بعض الأحيان نحن لا نعلم ما السبب في بداية نوبات الهلع. حتى أن بعض الناس تصيبهم نوبة الهلع الأولى أثناء النوم! ربما هذا فقط يصيب أشخاص معينين في ظروف معينه حيث ينطلق جهاز الإنذار لديهم عندما لا يكون هناك أي خطر، تمامًا مثل استجابة جهاز الإنذار ضد السرقة مفرط الحساسية في السيارة.

في بعض الأحيان يكون معرفة ما الذي يجعل نوبات الهلع تستمر هو أكثر أهمية من معرفة السبب في بداية تلك النوبات.

مترجم بتصرف عن موقع: http://www.patient.co.uk/showdoc/23069096



الكاتب: أخوكم حسام
نشرت على الموقع بتاريخ: 20/09/2005