إغلاق
 

Bookmark and Share

عمرو خالد: على خطى الحبيب ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 16/10/2005

برنامج جديد يعود به "عمرو خالد" إلى جمهور "نلقى الأحبة" وبقية برامجه في هذا الاتجاه الذي كان قد تركه ليدخل في مساحة التفعيل والتنمية عبر "صناع الحياة"، ويزعجني حجم وكمية النقد الموجه له كرجل يبدو أنه سيدفع فاتورة نجوميته، وإعجاب الناس به لفترة قد تطول !!!

الطريقة التي نتعامل بها مع الأشخاص والأحداث حبا أو نقدا تشبه الطريقة التي نتعامل بها مع الحاضر والمستقبل، فنحن مثلا نسأل أو نفكر:
هل نحن متشائمون أم متفائلون ؟!

فإذا انتقد أحد واقع حياتنا أو سلبيات تفكيرنا الجماعي، أو استفحال الفساد والاستبداد، يصاب الناس بالتوتر، ويعتبرون أن هذه سوداوية مرفوضة، أو تشاؤم، ونظرة مزعجة، وإذا جاءت هذه الآراء من أجنبي فهي مؤامرة لتحطيم معنوياتنا، والنيل من ثوابتنا، وكأن الفساد والاستبداد وانعدام الإنتاجية وخلل التفكير والسلوك قد أصبحوا ثوابتنا !!!

وإذا تحدثنا عن "عمرو خالد" مثلا ذهب الناس فورا إلى سؤال الحب والكراهية، فمن محب له شكلا أو أسلوبا إلى كاره لسبب أو لآخر، أما إمكانية تعميق النظرة لأبعد من ذلك فلا تسأل عنها، فنحن نحب أو نكره، نتفاءل أو نتشاءم تاركين التفكير والتحليل والمراجعة والنقد، والتطوير والتعديل لأمم غيرنا!!!

كنت في ندوة مؤخرا، وجاءت سيرة "عمرو" وقالت إحداهن وهي أكاديمية مصرية أصلا، تعمل في إحدى الجامعات الأوربية أن خطاب "عمرو خالد" من شأنه تكريس التفكير المحافظ سياسيا، أي إبقاء الوضع على ما هو عليه بعيوبه فيما يخص التوجهات السائدة في التعامل مع النساء، أو عدم مواجهة نواحي الخلل المستفحل في حياتنا، وكان ردي عليها أن الإنجاز الأهم "لعمرو" ليس في خطابه السياسي ولا تنظيره الفكري ولا في أجندته الثقافية أو الاجتماعية، إنما في تحريره للطاقات المعطلة، وتحريكه لقطاع كبير من الجمهور، والشباب خاصة من السلبية إلى نوع من الإيجابية، ومن التدين العادي أو الراكد إلى التدين النشيط أو الفاعل، ومن الفردية المنعزلة إلى الجماعية التي نشكو من غيابها غالبا، ومن الممكن دائما أن ننظر لكل فرد أو ظاهرة بعيدا عن رغبات التدمير أو نزعات التقديس، بالإمكان أن نستخدم عقولنا أو هكذا أعتقد.

تظل الموجات التي أحدثا "عمرو خالد" بظهوره وحركاته ودروسه وتصريحاته في أمس الحاجة إلى من يستثمرها، ويتابع تشغيلها وتوظيفها في مسارات محددة تستعيد تقاليد تفاعل الناس مع بعضهم، ونهضتهم على مشكلاتهم اليومية بجهودهم، وإعادة ربط كل هذا بالدين والتدين الذي يبدو أحيانا وكأنه طلسم غامض أو حمال أوجه، لعل التفكير والتطبيق الذي يعزل المسلم عن الحياة أو يدفعه إليها بمثالية طوباوية لا محل لها ولا مجال في عالم البشر، لعل هذا التفكير والتطبيق الشائع ينحسر، ليعود الأمر إلى أصوله من حيث أن خير الناس أنفعهم للناس، ومن حيث معاني التكافل الواسعة من المساندة النفسية إلى التعاون على البر والتقوى، والنهضة والتنمية، إلى متابعة ومواصلة الجهود في مجالات مثل التعليم، والدفاع عن حقوق الناس، والتصدي للفساد والاستبداد، والتخلف بأنواعه.

هذه أجندة استثمار وتوظيف لهذه الفوضويات والموجات من المتحمسين والمتحمسات بدلا من البقاء أو التراجع تحت ضربات النقد، ومحاولات التثبيط وما أكثرها في أوطاننا المسكينة.

شعرت أننا نحتاج إلى مائة من عينة عمرو خالد، وربما نفس العدد من انس آخرين قادرين على استثمار نتائج جهوده بدلا من التشاؤم أو التفاؤل، أو الحب أو الكراهية.. هل هناك أمل في أن تعمل عقولنا بدلا من الصدأ ؟!!

اقرأ أيضا:
بائع الورد : قراءة في شخصية عمرو خالد

 



الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 16/10/2005