وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل! م3
الدكتور سداد،
كيف الحال؟ بعد أن تمّت إحالتك إليّ عبر الدكتور العزيز وائل، كنت أتوقّع أن تضع النقاط على الحروف وتوضّح الاختلاف في وجهات النظر... لكنت زدتني ضياعا (لا أعرف إذا كان الأستاذ وائل يوافقك الرأي) عندما أنهيت ردّك بالفصام، يا له من شيء مرعب بصراحة!
كما أنّك عزّزت (من غير قصد طبعا) شعوري بالذنب عندما قلت "هذه الحادثة ليس من السهل القبول بها في أي مؤسسة جامعية وفي أي بلد من بلاد العالم..."، على العموم، أودّ أن أعقّب وألفت نظرك إلى الأمور التالية لعلّني أوضّح الصورة أكثر ولعلّك تعاود اعتبار تشخيصك.
1) أوّلا، تقول أنّك راجعت كل استشاراتي السابقة منذ عام 2010، حسنا ولكن لربما غفلت عنك ما أنهيت به مداخلتي الأخيرة للدكتور وائل: "على كال حال، أموري في العمل، في المال وفي الإبداع والفن، كلّهم إلى الأمام وفي حالة تطوّر... رغم،
صدّقني رغم الألم النفسي المستمر ليلا ونهارا... "فهل تعتبر ذلك" تدهور في الآداء المهني والاجتماعي للفرد."؟ أما الحالة الاجتماعيّة، فلقد ذكرت أيضا في استشاراتي السابقة أنّني فعلا أعاني من الوحدة ولكنها نتيجة لظروف عملي وسكني وهذا، كم ذكرت أيضا،
لا يمنع أن أخرج برفقة صديق أو صديقة في العطلة وأمارس حياة طبيعيّة. (وأيضا ذكرت عن مدى سعادتي وتحسّني خلال الإجازة نظرا إلى وجودي قرب الأصدقاء وخروجي معهم...) كما أنني أنشر روح الضحك والنكتة والمساعدة والمبادرة في العمل ومع الزملاء... فهل هذا تدهور اجتماعي؟
2) اعذرني إذا لم أتكلّم كثيرا عن وسواسي القهري فلم أعد أعيره أهميّة منذ وقوعي بنوبة اكتئابي الأخير، عموما لدي بعض الأفعال القهرية مثل التأكّد من إغلاق الباب جيّدا وعد المال وبعض النظافة وهوسي بمظهر شعري (الذي يصل لظهري) وتجنّب بعض الأمور ولكن مع مقاومة صغيرة أستطيع أن أتخلى عن ممارسة هذه الأفعال...
وأما الأفكار السحريّة فلم أكن أنا أصلا من أطلق هذه التسمية بل وضع (من قبل المستشارة رفيف؟) كعنوان لاستشارتي التي أسميتها أنا أصلا "وسواس قهري مزمن من دون أفعال قهريّة"، فهذه الوساوس العقلية هي مفصّلة في تلك الاستشارة، فهل فعلا اطّلعت عليها؟
ثم أنّني ذكرت لك في استشارتي الأخيرة لك: "بل أفكاري التي ترسّخت في عقلي ومعظمها مرتبطة بالأخلاق والمبادىء"، أتعرف لماذا ترسّخت؟ لأنني أقاومها منذ عام 2008 بلا جدوى فانتصرت علي وبدأت أصدّقها فضعفت بصيرتي وأصبحت ضلالات!
3) أما وهام العظمة، فبحق السماء، أين ادعيت أنّني أعلى من أي مخلوق أو أنّني أقوى أو أملك معرفة أو قوّة خفيّة أو بعض السمات الخارقة؟ نعم، إن محتوى وساوسي أو ضلالاتي هو ذو شأن عظيم ولكن بالنسبة لي، لتفكيري مع نفسي، لي أنا، وليس لأحكم على البشر أو أضع لهم معايير.(http://psychcentral.com/encyclopedia/2008/delusion-of-grandeur)
4) أما ما تقول عن حادثة الجامعة أنّها ذكرى وهاميّة، هل تعني أنّني كنت أهلوس أو أتخيّل أنّها حدثت معي؟ علامتي ما زالت موجودة على موقع الجامعة، ما زلت أذكر الدكتور ومنزله، ما زلت أذكر ذلك النهار عندما اعتذرت من تلميذي لعدم قدرتي على تعليمه وذلك لأذهب إلى منزل الدكتور...
إذا افترضنا أنّ عقلي كان يتخيّل، فمن يضمن لي أنّني أتخيّل الآن أو أهلوس في مراسلتي لموقع مجانين وأنا مستريح في غرفتي بعد يوم عمل عادي؟ ثم إن هل شعوري بالذنب مبرّر إذا انطلقنا من قولك "هذه الحادثة ليس من السهل القبول بها في أي مؤسسة جامعية وفي أي بلد من بلاد العالم..."،؟
5) لم أستعمل في حياتي مطلقا أيّ مواد محظورة، لا بل لم أشرب حتى خمرا ولم أدخّن في حياتي مطلقا. كما أنني بعيد عن المأكولات الجاهزة والكافيين... ولكنني، كما ذكرت سابقا، تناولت العديد من الأدوية النفسية. ثم يا دكتوري العزيز، أين وضعت لك "بعض الشروط حول رد المستشار"؟
نعم، لقد طلبت في استشارتي للدكتور وائل التالي: "وأرجوك لا أريد ردّا دينيّا عليها بل أخلاقيا وطبّيا"، فهذا لأنّني لست "ملتزما دينيّا" بالمعنى الأرثوذكسي للكلمة. فهكذا نوع من الردود الذي أراه كثيرا على الموقع هنا لا يعنيني. (مع كل الاحترام)
فهل هذا أسلوب غير ناضج؟
بعض الأحداث الأخيرة:
سينتهي دوائي قريبا (الذي هو ديزفينلافاكسين على فكرة وليس فينلافاكسين، أي Pristiq وليس Effexor كما ذكرت في ردّك)، أصل هنا إلى بعض الارتباك، لأنّني قدّ مرّ علي أسبوعين هادئين وذلك لأنّني ابتدأت أتابع جدّيا دروس العلاج المعرفي السلوكي (سأضع الرابط للموقع الرائع لكل الذين لا يملكون كلفة المعالج النفسي)،
لقد تعلّمت الكثير، لقد تعلّمت أساليب تفكيري الخاطىء، مثلا: "ارتكبت خطأ في كيفيّة نجاحي في المادة الجامعية في حادثة "الجامعة" الشهيرة أعلاه، كل تعليمي وتخرّجي باطل..."، هذا النوع يطلق عليه تفكير All-or-None Thinking فصحيح أنّني ارتكبت خطأ،
ولكن هذا لا يعني أنّ كل حياتي باطلة... لقد تعلّمت كيف أعنون أفكاري الخاطئة وأتحدّاها... ولكنني ما زلت في البداية وطبعا أحتاج المزيد والمزيد للتحسّن... فدوائي سينتهي ولن أجدّده وسنرى كيف المعرفي السلوكي (الذي بدأت أؤمن به فعلا) سيساعدني. فقد يكون الدواء فعل فعلته ومهّد لي الاندفاع للعلاج المعرفي السلوكي. الرابط هو (بعد أخذ إذكم طبعا):
أستاذي سداد، أرجو أن تتقبّل مني بكل رحابة صدر ما ذكرته أعلاه، وأنتظر ردّك بفارغ الصبر... فهل ما زلت مصرّا على الفصام؟
ومن فضلك أرسل تحيّاتي للدكتور العزيز وائل.
30/04/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع مرة أخرى وتمنياتي لك بالنجاح.
يراجع المستشار محتوى الرسالة ويضع ما ورد فيها في إطار معين. هذا الإطار يحدد الأعراض النفسية ويتم جمعها للوصول إلى تشخيص طبي نفسي. هذه المهمة قد تكون صحيحة أو خاطئة وصعوبتها تكمن في عدم مقابلة المستشير وجها لوجه وفحص الحالة العقلية عن طريق توجيه أسئلة معينة.
على ضوء ذلك خير من يصل إلى التشخيص الصحيح هو الطبيب النفسي الذي تراجعه ومن الأفضل توطيد علاقتك الطبية معه واستشارته بين الحين والآخر.
1. إذا كنت راضياً عن آدائك الاجتماعي وحصل كل هذا التطور المهني والمالي والفني فبصراحة لماذا كل هذا العناء لمراسلة الموقع واستشارات طبية نفسية منذ عام 2010. إذا كانت حياتك طبيعية فخير ما أنصحك به هو خلع ملابس المرض والمضي قدماً في طريق التطور. بعبارة أخرى لك الخيار بطلاق الصحة النفسية والعقلية.
2. إذا انتصرت الأفكار عليك وتحولت من جراء ضعف المقاومة إلى ضلالات مع وجود حالة وجدانية اكتئابية فهذه إشارة إلى وجود مرض نفسي. لا أميل إلى تشخيص الاكتئاب لأسباب تطرقت إليها في الاستشارة السابقة.
3. تشير إلى محتوى الوساوس والضلالات عظيم وهذا يشير إلى عملية ذهانية.
4. الحادثة التي تشير إليها في الجامعة يصعب القبول بها وقد تكون ذكرى مزيفة. إذا كانت حقيقة فآخر ما يمكن أن تتمسك به هو حصولك على شهادة جامعية من هذه المؤسسة الدونية.
5. الشروط الذي وضعها زميلي الأستاذ وائل هو انتظار قراءة رده على الاستشارة وكما تلاحظ هناك اختلاف في الرأي. لا أرد على أي استشارة بإطار ديني أو أخلاقي إلا في التصدي لأكاذيب بعض الاستشارات ومنع عشاق الغلمان في استعمال الموقع. الإشارة إلى عدم النضوج كان المقصود منها النضوج المعرفي ولم يكن قصدي التجريح بك فأنت على درجة عالية من الأخلاق.
6. لا يوجد أي فرق بين ديزفينلافاكسن والفينلافاكسين في المفعول ومن قال لك غير ذلك فلا تصدقه. المسألة تتعلق أكثر بالتسويق التجاري للعقاقير وليس مفعولها السريري.
7. اعمل بنصيحتي إن شئت وتناول عقارا مضادا للذهان مع الفينلافكسين ويمكنك أن تضع الأول في إطار عقار موازن للمزاج. فكر بهذا الاقتراح وإن عملت به جربه لستة أشهر وراجع الموقع. لا تتوقف عن مراجعة طبيبك النفساني ولا تتوقف عن ممارسة تمارين نفسية تراها مفيدة.
ومن الله التوفيق.
ويتبع >>>>>>>>>: وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل م4 تعقيب