الأفكار السوداء والوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- أعاني من وسواس في الدين بنسبة 70٪ ولمدة 6 سنوات.
- أعاني من وسواس في غير الدين بنسبة 30٪ ولمدة 4 سنوات.
- إجمالي سنوات مرض الوسواس القهري هو 6سنوات، أي معنى كنت أعاني من وساوس دينية وغير دينية في نفس الوقت.
الموسوس ربما يعرف أنه يعاني من تكرار سؤال ويعرف أنها وسوسة ولكن من الحذر يجب أن يتأكد ولربما تكون هذه المرة ليست وسوسة ربما تكون حقيقة..
عموما مشكلتي أني أصبحت محبطة أعاني من الاكتئاب والقلق وأفكر بالموت وليس بالانتحار يعني أقصد أتمنى أن أموت.
وهي أنني بعد صدمة حصلت لي في الأول متوسط وهي مرض أختي، أصبحت شديدة الالتزام بالتحصين وكذلك بالصلاة في وقتها على الرغم أنني كنت أصلي في صغري...
وبعد أن شُفيت أختي ولله الحمد في مدة قصيرة (ما زلت في الأول متوسط)،،، أصبحتُ جداً ملتزمة لدرجة الوسوسة وبدلا من أتحصن من المرض أصبحت أخاف من عذاب الله والنار فعندها كنت أعيد الصلوات والوضوء وكانت الحالة متذبذبة أي معنى شهران يقوى الوسواس وشهران يخف ولكن يوجد حذر وهكذا،،،،
فقد كنت مضطربة بين الخوف والقلق وهذه شخصيتي... وكذلك في ثاني وثالث متوسط متذبذبة بين وساوس الرياء والكفر والشرك والصلاة... بمجرد أن أسمع الآذان نبضات قلبي تزداد بسبب خوفي من الفشل في الصلاة
وصرت في الثانوي ومازلت في هذه الوساوس بل ازداد حجمها بل وانصدمت حينما عرفت ماهو المذي وما الودي والمني فصرت أقضي كل صلواتي في المتوسطة مع صلواتي الحالية بحجة أنه كانت تنزل مني إفرازات في المتوسط وكنت لا ألتفت لها بل كنت أقول أنها طاهرة ويا ليتني ما أفتيت لنفسي يا ليتني سألتُ عنها لا أعرف ما الذي جعلي أعتبرها طاهرة من الفطرة فكنت أرى أنها لا إرادية وأن المرأة لا تستطيع التحكم بها وللأسف كنت أشاهد المسلسلات الرومانسية فما يدريني هل نزل في تلك اللحظة مذي أم لا...
ولا صرت أعرف هل أنا أعتبر جاهلة السنوات التي مضت أم متعمدة أم جاهلة مقصرة
حيث لو كنت جاهلة لا يجب علي الإعادة على أكثر قول العلماء
فأصبحت أسأل عن حكم (الشك في الجهل) أي معنى أنني ناسية هل خطرت في بالي وتركتها أم أصلا لم يخطر ببالي سؤال عن هذه الإفرازات...
أما وساوس السرقة والقتل أصبحت أكثر ما أعانيه في الوقت الحالي... فأنا جداً حزينة لأنني في السنوات التي مضت لبست حذاء أختي الجميل دون أن أستأذن وكذلك آخذ مكياج أختي وأحيانا إكسسواراتها وأحيانا أحاول أن أجرب أرقام من عندي لكي أفتح الشبكات المؤمّنة من الجيران أو في العمارة كل ذلك جعلني أفكر في قطع كفِّي لكن أمي تقول لي تعوذي بالله من الشيطان وادرسي هذه لا تعتبر سرقة...
وأنا الآن خائفة أنظر إلى يدي وأنا حزينة ونادمة أقول في نفسي هل سيقتصون من يدي اليمنى أم اليسرى حيث لا أتذكر أي كف فعلت بها ذلك...
أما القتل هيهات فهذا شيء رهيب عندما يشعر الإنسان أنه مجرم وأنه يجب أن يقدم نفسه للمحكمة وهو لا يعرف المبرر إنما ضميره وأفكاره تجبره أن يسترجع كل ثانية حصلت في حياته حتى يتأكد هل حاول أو فكر في قتل أحد..
يعني عندما أكون غاضبة على أختي وأضربها ثم أذهب إلى غرفتي وأفكر هل كانت نيتي من ضربها القتل لا لا يا ليتك لم تضربي أحدا.. هل قلت لأختي عندما كنت أضربها (صدقيني لأقتلك لو فعلت كذا وكذا) يا للجريمة!!
وأما في غير الدين تحصل عندما لا أعاني من وساوس في الدين.... وهي تضايقني أكثر من وساوس الدين لأنها عبارة عن أفكار لا أستطيع أن أفهمها ولا أبوح بها ولا هناك فتوى ترجح أصل الفكرة وتريح ضميري كالوساوس الدينية
مثل أفكار التنفس فأنا أوسوس كيف يكون الزفير والشهيق وأسأل أمي هل أنتِ تتحكمين في تنفسي أم هو يحصل لا إراديا فأخاف أن لا أتحكم به فأموت...
كذلك أفكر كيف يأتي النوم والنعاس وكيف ينام الشخص وأخاف من الأرق علما أنني لا أعاني من الأرق..
لا أعرف أن أركز عندما أحد يتكلم معي فأنا أتشتت بسبب أنه يرمض عينه فأنظر إلى عدد رمضات عينه علما أنه لا يهمني أنه يرمش أو لا ولكن هي أفكار تعاندني أنا لا أريدها ولكن هي موجودة رغم أنفي..
وكذلك صوت تنفس الأستاذة وحركات يدها تجعلني أتشتت كثيرا ولا أركز معها...
أخيراً
آسفة على الإطالة ولكن هذه الحقيقة المرة التي أريد أن أتعالج منها أصبحت أخاف من دماغي أخاف أن أصبح مجنونة يا ليتني إنسان آخر ذو تفكير جميل...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
12/09/2014
رد المستشار
الابنة الرائعة "ريم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، بداية أحييك على هذا الطرح الجميل المتقن لمشكلتك والذي يستحق صفة الطرح التحليلي ولا يمكن أن ينتج إلا عن تفكير جميل ولغة قوية... فمنذ بداية طرحك قسمت وساوسك وبينت مدتها وتزامنها فعلى مر سنوات مرض الوسواس القهري وهي 6 سنوات تقولين:
- أعاني من وسواس في الدين بنسبة 70٪ ولمدة 6 سنوات.
- أعاني من وسواس في غير الدين بنسبة 30٪ ولمدة 4 سنوات.
أول ما أود التعليق عليه هو قولك أن الموسوس (يعرف أنها وسوسة ولكن من الحذر يجب أن يتأكد ولربما تكون هذه المرة ليست وسوسة ربما تكون حقيقة..) الحذر أو الاحتياط فخٌ سحيق للموسوسين، يلجأون إليه طالبين الاطمئنان والتأكيد فتكون العاقبة شك جديد، وفي مثال لعلها هذه المرة حقيقة يمكن أن يستمر التأكد والتحقق وتكرارهما إلى الأبد بلا راحة ولا طائل فمن فخ التحقق أنها وساوس إلى الشك في الذاكرة إلى الشك في المشاعر المباشرة بكل ما يستتبعه ذلك من عذاب وضيق وأفعال تحييدية وقهورات.
ويظهر هذا النوع من الوساوس مصحوبا بقهورات التحقق/التكرار في أنواع الوساوس كلها دينية وغير دينية، ومما يفيد هنا بيان القدرة الحقيقية للإنسان بكل ما يستطيع اتخاذه من تدابير في التأثير على القدر، ومن المستهدف هنا إيضاح محدودية قدرتنا على التحقق 100% أو التأكد 100% وصولا إلى أن بإمكاننا الاكتفاء بما هو في مقدور الإنسان من التدابير مثلا الاكتفاء بأن الكأس أو الملعقة تبدو نظيفة فلا ضرورة لغسلها، وأما في الوساوس الدينية فإن أجمل ما قرأت في احتياط الموسوسين كان عبارة في نص لشيخنا الجليل القرضاوي (الاحتياط واجب إذا وافق السنة فإن خالف السنة فالاحتياط هو ترك ذلك الاحتياط)، كما تمكن مقاربة المفهوم من باب التعمق المذموم.
"بمجرد أن أسمع الآذان نبضات قلبي تزداد بسبب خوفي من الفشل في الصلاة" أفلم يدفعك هذا إلى التفكير في أن هذا دليلا على خطأ ما تفعلين؟ إذ أنك نتيجة التشديد والاحتياط والانسياق وراء الوسوسة رغبة في إحسان الصلاة أصبح تأثير الصلاة عليك سلبيا، لأنها تذكرك بالمعاناة التي تنتهي إلى الفشل؟ ألا ينقذ من ذلك أن تتأملي قوله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.....) والقاعدة الفقهية الإنسانية "المشقة توجب التيسير" على كل يمكنك أن تقرئي كثيرا عن وساوس الصلاة على مجانين.
أصل بعد ذلك إلى مشكلة الإفرازات المهبلية النسائية حيث تقولين (لا أعرف ما الذي جعلي أعتبرها طاهرة من الفطرة فكنت أرى أنها لا إرادية وأن المرأة لا تستطيع التحكم بها وللأسف كنت أشاهد المسلسلات الرومانسية فما يدريني هل نزل في تلك اللحظة مذي أم لا...) ..... فعلا هي طاهرة وتجدين تفصيل ذلك في الارتباطات التالية:
العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل مشاركة2
ولا داعي لهذا التخوف من نزل مذي أم لم ينزل أيام كنت في المتوسط، وكذلك لا داعي لإعادة الصلوات، واعلمي أن لديك من العذر ما يكفيك لأنك من شدة الوسوسة تشكين في ذاكرتك ومعرضة للشك حتى في خبراتك الحسية كما يظهر قولك وتساؤلك: (فأصبحت أسأل عن حكم (الشك في الجهل) أي معنى أنني ناسية هل خطرت في بالي وتركتها أم أصلا لم يخطر ببالي سؤال عن هذه الإفرازات) وبالتالي فإن التيقن بالنسبة لك يكاد يكون مستحيلا في أشياء كثيرة وهذا يكفي ليكون لك العذر.
لا أظن المبالغة خافية عليك فيما يتعلق بما تسمينه وساوس القتل!... وإلى حد ما وساوس السرقة ولا مفر إن أردت الخلاص من التدرب على إهمال تلك الأفكار والكف عن الاستسلام لها أو محاربتها وهو ما يمكن التعامل معه من خلال طلب المساعدة من معالج سلوكي معرفي.
وأما أفكار التنفس وكيف يأتي النوم والنعاس وكيف ينام الشخص، وكم مرة ترمش عينه ومتابعة صوت تنفس وحركات يد الأستاذة إلى آخره إنما هي خليط من نوع الوساوس الحسية الجسدية والخارجسدية ، وتحتاج بالتأكيد إلى علاج.
الغريب في إفادتك هو أنك على مدار سنوات ست هي عمر اضطراب الوسواس القهري لديك لم تتطرقي لفكرة طلب العلاج وعادة ما تفشل المكافحة الشخصية للوسواس يا "ريم"... ضعي حدا للمعاناة إذن واعرضي نفسك على أقرب معالج نفساني وتابعينا بالتطورات.ويتبع>>>>>>>>>>>>>>> عبر ست سنوات : شتى الوساوس والقهورات م
التعليق: إلى الدكتور أبو هندي أنا اسفة لأني كتبت استشارة أخرى غير الوسواس، تخص أختي الكبرى في مشكلة عائلية، فأنا لم أقرأ أخر سطر في جوابك عندما قلت تابعينا بالتطورات،
ولكن سأعود أكتب عن الوسواس أما أختي سأعمل لها ملف آخر، المهم لا تترك ملفي لهذا السبب، أرجوك فأنا أشعر بتحسن معك، لأنك تفهمني خصوصا في الوساوس القهرية الدينية ،،،،،،
وشكرا