هل كل المجتمع العربي يحتاج لعقاقير نفسيه؟؟؟
السلام عليكم د. سداد جواد التميمي لك كل التحية وجزاك الخير عنا... أقدر ردودك على استشاراتي التي أحيانا تكون قاسية أعلم أنه لمصلحتي فأنا دائما أطمح لتطوير نفسي وتحسين أكثر بنفسي.... لكن وضع الطالب اقتصاديا لا يسمح أبدا بمراجعة طبيب
وإضافة وأهم من ذلك أني أقدر حالتي وما أشعر به فوضعي النفسي أتابعه وقائيا فمقياسا مع المجتمع حولي لا أصل للحاجة لدرجة العقاقير!! السنة الماضية فعلا احتجت للعلاج من الوسواس القهري وتعالج ولم أنكر من البداية أما الآن!!!
أنا بالنسبة للمجتمع مستقيمة ومتزنة نوعا ما أما أغلبهم بصراحة فلا ولا والدليل ما يحدث بنا العرب من ظروف صعبة فهل الجميع بحاجة لعقاقير؟؟؟ ثانيا أتمنى توضيح المقصود بالاضطراب الوجداني أنا قرأت عن الموضوع وأحب أتمنى أن تفيدني
اللهم يا رب بليلة الجمعة اجزي د.سداد وموقع مجانين الخير بالدنيا والآخرة
اللهم آمين
25/09/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
رغم كل الظروف القاهرة التي يمر بها العالم العربي وغيره فإن الغالبية من السكان تشعر بحالة من القناعة والارتياح أو الرضى أو حتى بلحظات من السعادة والهناء لا تقدر بثمن. ولكن هناك من السكان من لا يشعرون بالقناعة والارتياح أو الرضى وبين الحين والآخر لا يستطيعون الشعور بلحظات من السعادة والهناء أبداً. هذا ما نسميه الاضطراب الوجداني الاكتئابي. نسبته في العالم السعيد لا تختلف عن نسبته في سكان العالم التعيس ولذلك نسميه اضطراب وجداني اكتئابي. ستقيم أكبر مؤسسة ثقافية إعلامية (غير طبية) مؤتمراً في لندن الشهر القادم لتوعية الناس حول الاضطراب الوجداني وسيتحدث فيه كبار الشخصيات التي لا يشك أحد بأنها من الممكن أن تشعر بالاكتئاب.
ولكن مصطلح الاضطراب الوحداني يتجاوز حدود الاكتئاب إلى الهوس الذي يهاجم بعض البشر أحياناً ويشعرون بين الحين والآخر بالفرح والابتهاج بشدة حتى يطغى ذلك على سلوكهم الاجتماعي. تستمر هذه النوبات من 2 إلى 12 أسبوعاً في الغالبية العظمى منهم وهذا ما نسميه بالثناقطبي والسبب يعود إلى أن الهوس يتبعه الاكتئاب لفترة طويلة.
بعد ذلك بدأ الطب النفسي يدخل مصطلحات أخرى على طبيعة التقلبات الوجدانية والمزاجية ولكنها كلها تشترك بعامل واحد هو ظهور الاكتئاب بين الحين والآخر في التاريخ المرضي.
العقاقير لا تنفع إلا في وجود اضطراب وجداني يصل إلى عتبة التشخيص الطبي. العقاقير المضادة للاكتئاب لا فائدة منها إلا إذا كان الإنسان مصاباً باضطراب طبي نفسي ولذلك لا فائدة من تعاطيها إذا كان الإنسان يشعر بعدم السعادة بسبب ظروف بيئية وإلا لتم إضافتها إلى الماء الذي نشربه.
وفقك الله.