الفصام .. دمر حياتي!!
بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حسناً .. أنا فتاة أصبحت في ال 15 من عمري قبل أيام قليلة، ومشاكلي تكاد تمزقني، إلي أكثر من 3 أسابيع تركت دراستي علماً من أني فتاة متفوقة دراسياً وتحصيلي العلمي مرتفع، مشكلتي التي دفعتني لترك دراستي هي أن الوزارة التعليمية عندنا في الكويت لم تعد تسمح لي بالذهاب للمدرسة بعدما كثرت محاولات الانتحار لي بالمدرسة .. حيث أني أحاول الانتحار في المدرسة يومياً إلى أن جعلوني أتغيب ولا أذهب سوى أيام الامتحانات، ففي المرة الأخيرة التي حاولت فيها الانتحار شربت "كلوركس" وتم استدعاء الشرطة والإسعاف، وكادوا يرسلونني إلى الطب النفسي لولا بكاء أمي وتوسلاتها، حسناً كل هذا ليس بيدي فأنا أعاني من فصام وأنا كرهت الاعتراف بهذا..
مشكلتي أن هناك كائنات فضائية تتحكم في جسدي وتستحوذ على عقلي وتجعلني أحاول الانتحار .. كنت آخذ عقاقير لكن أوقفتها لأني ذهبت لعيادة أخرى وكانت العقاقير: زولفت وريسبريدال وفي السابق سيبرالكس وزيبركسا وقد وصفت لي الدكتورة في العيادة التي أذهب إليها حالياً عقار كويتيابين (سيروكويل) وزولوفت وأمي ترفض أن آخذ هذه الأدوية بعد الآن لأن حالتي لم تتحسن عندما أخذت العقاقير السابقة وهذا يؤثر علي كثيراً فقد أصبحت في أوهامي مرة أخرى لأني بلا عقاقير.
الآن حالتي قد ازدادت سوءاً .. لم أعد أنا هي أنا .. عدت أرى أشخاصا لا أحد يراهم سواي وأحدثهم ولم أعد أميز بين الوهم والواقع، كل شئ أصبح مختلطا عندي، أصبحت يائسة لعجز الأطباء الذين ذهبت إليهم من علاجي، وفي إحدى المرات السابقة كادت طبيبة نفسية أن تجبر أهلي على إيداعي في المصحة العقلية، أشعر أنني مختلفة عن أقراني .. بشكل سلبي، فالكل كان يناديني في المدرسة بالمريضة النفسية والساحرة والمجنونة؛ لأني كانت تصدر مني أفعال لا أشعر بنفسي عند القيام بها مثل محاولتي لقتل زميلتي ذات مرة، الآن عند ذهابي للمدرسة وقت الامتحانات الجميع ينظر لي ويسخر مني، يكفيني ما أراه وأسمعه.
لا أحد يحبني الآن، لا صديقاتي اللاتي أراهم وحدي ولا صديقاتي الأخريات .. أمي أصبحت تبكي ليل نهار بسببي ولا أنكر أن أبي كذلك، حاولت الهروب من المنزل مرات عديدة، ما أحس به الآن أن هناك أحدا يبدل أفكاري ويراقبني من الأقمار الصناعية .. لم أعد أشعر بالخصوصية .. إنهم يعلقون على أفعالي باستمرار، ناهيكم عن عدم إحساسي بأن كل شيء واقعي!، لم أعد أهتم حتى بنظافتي .. تعرضت للتحرش الجنسي في طفولتي ولم أخبر أحدا .. وفي المدرسة زميلاتي كن قاسيات معي وكن يضربنني دائماً..
لست أدري ماذا أفعل الآن؟ مستقبلي !! إنه يتلاشى مني .. أرجوكم ماذا أفعل؟؟ أنا الآن أنتظر موعدي مع دكتورة نفسية وهو سيكون في هذا الأسبوع، لكن .. قد تلزمني بالذهاب للطب النفسي، وأنا لا أريد هذا لأنها تحاول باستمرار إقناع أمي بهذه الفكرة ... كل شيء إلا الطب النفسي .. ما العمل؟؟
سامحوني أطلت عليكم كثيراً لكن .. الله العالم بحالي وحده..
وشكراً على اهتمامكم برسالة فتاة فصامية فاشلة
03/12/2014
رد المستشار
السلام عليكم ابنتي الكريمة
أشكر لك تواصلك معنا وأشكر لك شجاعتك بتوضيح ما تمرين به من الضائقة النفسية والتي يتبين لي من استفسارك أنك أفضل علما بحالتك من والدتك. وقبل أن أبدأ بالاجابة على استفسارك أود أن ألفت نظرك بأنه ليس هناك إنسان فصامي. وأنا لا أحبذ استخدام هذا المصطلح. وإنما هناك الإنسان المصاب بمرض الفصام كما هناك الإنسان الذي يصاب بمرض السكر أو أمراض القلب.
إن ما تعانين من أعراض بعضها يعتبر أعراض لمرض الفصام. وهذه الأعراض "اعتقادك بأن الكائنات الفضائية تتحكم بك وتستحوذ عليك". وكونك "لا تميزين بين الوهم والواقع".... ولكن .. هذا ليس كل الفصام وتشخيص الفصام يحتاج إلى أعراض أكثر وضوحا. أما بالنسبة للأدوية التي وصفت لك من قبل الطبيبة النفسية فهما تستخدمان لحالات عديدة وليس بالضرورة لمرض الفصام. ولاتنسي أن من تأثيرات مرض الفصام "التدهور الدراسي" والحمد لله أنت مثابرة في دراستك. وسأعلق على هذه النقطة لاحقا..
إن تعرض فتاة للتحرش الجنسي في طفولتها أو مراهقتها يوثر عليها بشكل سلبي جدا. ومن الآثار السلبية هي الإصابة بالأمراض النفسية. وهناك ارتباط وثيق بين اضطرابات الشخصية والتحرش في الصغر. وإن من بعض أعراض اضطراب الشخصية الحدية الخلط بين الحقيقة والواقع دون الانحياز للوهم. أي أن الاتصال مع الواقع يكون موجودا.
ويحاول المصابون باضطراب الشخصية الحدية تكرار إيذاء النفس ومحاولات الانتحار والتي لا يفهم سببها إلا متخصص في علاج هذه الحالة. والمصابة تلجأ لهذه السلوكيات الغير سوية لإخفاء أو التحكم بشعورها. وحيث أن العامة يخافون من محاولات الانتحار فإن بعض المدارس لا تحبذ تواجد الذين يؤذون أنفسهم في المدرسة. بسبب عدم إلمامهم بهذه الحالات وعدم قدرتهم التعامل معها. ومن أعراض الشخصية الحدية عدم قدرة المصاب بإقامة علاقات دائمة مع المحيطين به. وهذا ينعكس على مزاجهم وحياتهم وتصرفاتهم. واحتمالية أن ما تتعرضين له في المدرسة بسبب حالتك النفسية.
وبعد قراءة استفسارك وجدت أنك تطلبين المساعدة وحقا تودين أن تتحسن حالتك وترجعين لمقعد الدراسة التي تحبينها. وهنا أنا أنصحك بالتوجه إلى طبيب نفسي متخصص في بلدك وإن لم يتواجد الذهاب لمركز في أحد الدول المجاورة لإجراء اختبار "Minnesota Multiphasic Personality Inventory" هذا الاختبار يساعد للوصول إلى التشخيص النهائي. ووصف العلاج المناسب لحالتك والشفاء بإذن الله. وهذا الاختبار يقوم به أخصائي نفسي اكلينيكي متدرب على إجراء هذا الاختبار.
أما بالنسبة للدخول إلى قسم الطب النفسي فهناك سببان أساسيان أولهما معرفة التشخيص سواء الفصام أو اضطراب الشخصية أو حمايتك من محاولات الانتحار. فإن توقفت عن محاولات الانتحار لم يكن هناك داعي لإدخالك الطب النفسي.
وأود أن أوضح لك بأن علاج الشخصية الحدية في الأساس علاج بجلسات نفسية مع جرعات من أدوية يعطى لمرض الفصام للتغلب علي الأفكار الانتحارية والأفكار الغريبة. ويحتاج العلاج إلى الاستمرارية والمداومة وأخصائي وطبيب متخصصين في هذا المجال. أما إن كان تشخيصك فعلا مرض الفصام فإن العقاقير الحديثة كفيلة بعلاجك إن استمريت عليها. وهناك أدوية جديدة تم إعطاؤها الترخيص للاستخدام في المراهقين وأيضا يستخدم في الشخصية الحدية ولا تتعارض مع الدراسة.
وختاما إن تشخيصك حسب ما تفضلتم به إما اضطراب الشخصية الحدية أو ربما وأقول ربما الفصام. وعلاجه العلاج النفسي والعلاج الدوائي معا وبإذن الله يكون فيهما الشفاء. ولا ننسى أن الابتعاد عن إيذاء النفس من أهم ركائز العلاج في هذه الحالات. أسعد الله يومك ولاضير في قراءة والدتك لردي على استفسارك فربما يلين قلبها وتساعدك على الاستمرار في العلاج.
ويمكنك الاطلاع على الروابط التالية:
الفصام
الاضطرابات الفصامية
أنواع الفصام (1)
أنواع الفصام (2)
الاضطرابات الفصامية
اضطراب الشخصية الحدية.... بين النظرية والممارسة
الشخصية الحدية... تحديات التشخيص السريري
ويتبع .....: الفصام يحتاج أعراضا أكثر وضوحا م