رهاب اجتماعي وسمات شخصية قسرية
شخصية تجنبية
أنا صاحب المشكلة السابقة رهاب اجتماعي وسمات شخصية قسرية
الحمد لله تمكنت من إنهاء الكلية بتقدير امتياز، ولكن ليس بترتيب عالٍ نتيجة أني كنت دائما في حالة من الاكتئاب وأتهرب من المحاضرات في آخر سنتين، زرت طبيبا نفسيا وتناولت العلاج sertralin لمدة 6 شهور ولم يحدث تحسن ثم توقفت.
أنا الآن في نهاية العام ال 26 اخترت تخصصا فيه الكثير من الضغط العصبي ويحتاج إلى مهارات اجتماعية عالية واستقلت منه بعد سنة من التدريب، وأعيش حالة اكتئاب وفقدان لثقتي بنفسي، ولم أتقدم للعمل مرة أخرى حتى الأن منذ 6 شهور، أنا الآن في حالة اكتئاب شديد فأنا مازلت انطوائيا وليس لي أي علاقات خارج حدود الزمالة.
أخاف من تحمل المسئولية بشدة وأخشى إن تزوجت أن ينتهي الزواج بالفشل ويتحمل الأبناء النتيجة، وليس عندي الثقة الكافية للبحث عن الزوجة المناسبة. كنت متدينا وأحافظ علي الصلاة في المسجد، والآن لم أعد أصلي حتى الجمعة، منذ 4 سنوات أشعر بالاكتئاب الشديد كلما أرى زملائي يعيشون حياة طبيعية ومنهم من تزوج وأنجب ونجح في حياته العملية وأنا أتراجع مع الوقت، فقدت الرغبة في العمل والمذاكرة لأني أعرف أني سأظل وحيدا ولن أستفيد شيئا من النجاح في العمل. ابتعدت عن أصدقائي في الفترة الأخيرة وأقضي وقتي كله على الانترنت أو في النوم،
لا أعرف ما أفعل فأشعر أن العمر يمر بي والوضع يزداد سوءا.
شكرا
08/01/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح والهناء.
ملاحظات نفسية دينامية:
اطلعت على استشارتك في عام 2009 ورسالتك الآن في عام 2015.
في عام 2009 كان العمر: 20 -25 ولكن في مضمون الرسالة تشير إلي عمر 20 عاماً والآن تقول إنك تبلغ من العمر 26 عاماً. على ضوء ذلك يمكن القول بأن عمر 20 عاماً في الرسالة الأولى هو الصحيح. لكن العجيب في الرسالة الأولى إشارتك إلى أنك طالب في كلية الطب في السنة الرابعة، وهذا يعني بأنك دخلت الجامعة في عمر 16 عاماً. رغم أن هناك من يدخل الجامعة قبل عمر 17-18 عاماً ولكن لا يدخل لدراسة الطب لأن دراسته تحتاج إلى صفات شخصية ونضوج من الصعب تواجدها في عمر 16 عاماً.
بعد ذلك يستمر هذا الغموض في اختيارك لتخصص فيه الكثير من الضغط العصبي واستقلت منه بعد سنة من التدريب. هناك أكثر من إشارة في رسالتك الأولى والثانية حول تفوقك وذكائك ووراثتك لهذا الذكاء من الوالد المعزول عاطفيا وفعلياً عنك. بالطبع هذا يقود أي عامل في الصحة النفسية إلى ملاحظة كثرة استعمال التشقق أو الانفلاق النفسي Splitting في التعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية ويتساءل لماذا فقدت المقدرة على استعمال قدراتك المعرفية للتخلص من سلوك تجنبي Avoidant Behaviour في غاية الوضوح في الرسالتين ولا يحتاج إلى إيضاحات أكثر.
لكن ما يهم الطبيب النفسي ليس ما تذكره ولكن الذي لا تذكره وتتجنبه فعلاً؟ ما تذكره في غاية الوضوح وما لا تذكره قد تكون على علم به أو لا تعلمه ولكنه يشكل بؤرة عقدتك النفسية ودفاعاتك العصابية Neurotic Defences التي أصبحت تتمسك بها خوفاً من مواجهة عقدتك النفسية وعدم مقدرتك على تجاوزها.
هناك إشارة في رسالتك الأولى حول النحافة والوزن لم تتطرق إليها في الرسالة الثانية ومن جراء ذلك لا أستطيع تقييمها. أما المبررات المتعددة حول بيئتك العائلية فهي مجرد مبررات يمكنك أن تضعها جانباً وتبدأ بمواجهة التحديات.
ملاحظات طبية نفسية:
بعيداً عن الصياغة أعلاه أنت بلا شك مصاب باكتئاب جسيم وتدخل مرحلة التفسخ الشخصي. تفتقر إلى الاندفاع ولا تعرف معنى المتعة وتعاني من قلق مستمر. رسالتك الأولى كانت في 2009 والثانية 2015 وسيقول لك كل طبيب بأنك مصاب باكتئاب جسيم وتعاني الآن من النوبة الثانية وستداهمك الثالثة قبل 2020. لا شك أنك نجحت في اجتياز الاختبارات ولم يمنعك الاكتئاب وربما كنت في فترة هدنة.
التوصيات:
1- من أنت بالضبط وما هو تاريخك الشخصي؟ تكلم بصراحة أكثر.
2- الاكتئاب يحتاج إلى عقار أو أكثر وعلاج لمدة عامين على الأقل تحت إشراف استشاري.
3- بعدها أنت بحاجة إلى علاج كلامي يكشف لك عقدتك البؤرية وكيف تتجاوزها، دون ذلك لن تعرف السعادة.
وفقك الله.