السلام عليكم ورحمة الله،
تحية طيبة وبعد، هذه المرة الخامسة التي أرسل فيها مشكلتي ولا يجيبني أحد، أعرف أن هناك ضغطاً كبيراً على الموقع، لكن أتمنى هذه المرة أن تتم الاستجابة إن شاء الله، وسأكتب مشكلتي مرة أخرى.
أنا شاب عمري 20 سنة، أدرس بكلية الطب السنة الرابعة، من أسرة متوسطة الحال من أب وأم وثلاثة أبناء. مشكلتي تتلخص في أني -والحمد لله- متفوق جداً في دراستي طوال عمري، وفي السنة الأولى والثانية من الكلية كنت من أوائل الدفعة ثم بدأ مستواي الدراسي في التدهور.
بصراحة اكتشفت أن شخصيتي لا يمكن معها أن أستمر في النجاح؛ النجاح ليس درجات وشهادة فقط! فأنا أعاني من خجل اجتماعي شديد، أكون معه مشدوداً عند محادثتي مع الناس ولا أعتاد عليهم بسرعة، وطبعاً أصحابي قلة أو بدأ عددهم يقل لأني أحس أن كل من حولي شخصيته وخبراته تتطور للأحسن إلا أنا، تتدهور للأسوأ.
كما أن علاقتي مع البنات سيئة جداً، يعني في حياتي ما كان لي علاقة بأي بنت، وفي الكلية لم يتغير ذلك، ليس لي أي علاقة بأي بنت ولو في مجال الدراسة والزمالة طبعاً، قد يرد أحدهم ويقول أني لست حالة فريدة في ذلك! نعم، هناك مثلي لا علاقة لهم بزميلاتهم، لكن السبب عندي مختلف.
مشكلة أخرى؛ طبعاً بما أني متفوق في الكلية فلا بد أن أشارك في تقديم محاضرات أمام الطلبة والأساتذة، لكن طبعاً كنت أتهرب، فأغيب يومها، أو أن أحد زملائي يقدم بدلاً مني لأني أحس أني لن أستطيع فعل ذلك، لن أقدر وربما أجد نفسي في موقف محرج لو تلعثمت أو احمر وجهي مثلاً. فإذا كنت كذلك في مواقف صغيرة كتلك، كيف سأصبح معيداً في الكلية -مثلاً- وأشرح للطلبة؟ إذن لا لزوم للمذاكرة، وليس من طائل وراء كوني من الأوائل، بل ربما أن أتركها لم يقدر عليها أفضل.
أما أكبر مشكلة تواجهني فهي أني أقلق بشدة وأخاف جداً من أقل موقف، واكتشفت هذا حين أنوي الذهاب في رحلة مع أصحابي، فتجدني أفكر في الأمر قبل شهر من موعدها ويساورني قلق شديد حول كيف سأتكيف مع المشاركين فيها وهم فرحين ويغنون في حين إني كئيب دوماً، وفي نهاية المطاف أقرر عدم الذهاب ولا أذهب. أيضاً، عندما أردت تعلم قيادة السيارة، كنت متوتراً وقلقاً خائفاً، ولم أتمكن من تعلمها ولم أكمل الدروس.
لك أن تتخيل كيف صارت ثقتي بنفسي، انعدمت تقريباً، وبت أهرب من كل شيء ولأريح رأسي! لا أدري متى ينتهي هذا كله؟! أعرف أنها وخيمة -وأني ممكن بسبب شخصيتي- وأني سأضيع حياتي؛ يعني أفشل في عملي وأتزوج زيجة فاشلة وأعيش أندب حظي كما حصل مع والدي. طبعاً يجب أن أذكر الأسباب التي ساهمت في تكوين شخصيتي:
1) شخصيتي تقريباً نسخة عن شخصية والدي، وربما والدي كان متفوقاً أكثر مني، بل كان من أوائل الجمهورية! لكن بسبب شخصيته -أيضاً- فشل في عمله وتزوج زواجاً فاشلاً غير متوافق، فوالدتي هي الأخرى لها نفس الشخصية تقريباً. والدي يهرب من المسؤولية ويعيش أغلب الوقت مع جدتي، وطبعاً الأولاد هم الضحية في النهاية.
2) المشاكل التي بين والدي ووالدتي؛ والدي يعامل والدتي كأنها الشماعة لكل ما حصل له في حياته.
3) والدنا يعاملنا كأننا واجب مفروض عليه، وكأن وجودنا ذنبنا نحن.
4) العزلة التي نعيشها طوال عمرنا؛ ليس لنا أي علاقة بأقاربنا ولا هم لهم علاقة بنا، كما ليس هناك علاقات بأي أحد، وأظن الناس محقون قي ذلك "بلاش وجع دماغ أحسن".
5) مظهري. يعني أنا نحيف وضعيف جداً، وشكلي أصغر من أقراني مما يضعني موضع السخرية دائماً.
أنا آسف لو أطلت، فأنا أكتب هذه الرسالة لأني أحس أن مشكلتي تزيد مع الوقت، وأنا أعرف أني لو سكت عليها سأخسر كثيراً في حياتي، وقد تتفاقم ويتحول الاكتئاب والقلق اللذين أعانيهما لحالة مزمنة.
أتمنى أن يرد عليّ أحد فينصحني ماذا أفعل، أو يتكلم معي لأن لا أحد حولي تقريباً يمكنني محادثته، فليس هناك من يهتم أصلاً بمشكلتي، ولا أحد يحس بمشكلتي فكلهم يتهمونني بأني أتدلل و"أتلكك".
أتمنى أن يتم الرد على رسالتي لأن هذه فعلاً المرة الخامسة، وبدأت أفقد الأمل في أن يرد أحد عليّ.
وشكراً مقدماً لحضراتكم.
22/03/2009
رد المستشار
الأخ العزيز "محمد"، السلام عليكم؛
أعتذر نيابة عن الموقع عن تأخر الرد لكن لم يصلني خطابك إلا منذ عدة أيام. وبعد....
يبدو من خطابك أنك مصاب بالرهاب الاجتماعي على خلفية سمات وسواسية بالشخصيةـ وهذا ما أدى بك إلى اختلال لثقتك بنفسك، ومن ثم فأنت بحاجة للتوجة إلى طبيب نفسي في أقرب وقت، على ألا يقتصر علاجك على العلاج الدوائي فقط لأنك تحتاج معه إلى العلاج السلوكي المعرفي أيضاً والذي ينفع كثيراً في حالتك.
ويضيف د. وائل أبو هندي الابن العزيز محمد أهلا وسهلا بك على مجانين وعذرا لتأخرنا..... والذي جاء بسبب تكرار المشكلات المشابهة لمشكلتك إلى الحد الذي لم يشجع أيا من المستشارين على الرد وحتى مجيبك كان مقتضبا أكثر من اللازم كما ترى.... لكن مهم أن أؤكد لك وللسادة متصفحي الموقع أن هذه هي المرة الأولى التي تصلنا فيها مشكلتك هذه من الطريق الشرعي لإرسال المشكلات ولسنا مسئولين عن غيره...... أتفق مع مجيبك في حاجتك للعلاج الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي والنصيحة هي ألا تتأخر في التحرك لطلب العلاج.... واقرأ أيضاً على مجانين:
على أي شيء يعتمد التفوق
البائس
كيف تعرف نفسك؟ نصائح عملية
حدد هدفك.. ثق بنفسك.. وتابعنا
كل الحكاية...الثقة بالنفس.. متابعة
تطوير الذات
الرهاب الاجتماعي والمحاولات والمتابعات
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.
ويتبع>>>>: رهاب اجتماعي وسكات شخصية قسرية م