الكتابة بالجرح نبش الإكتئاب م1
ما العمل؟
الدكتور الفاضل قاسم من جديد أعود... وأنا أتسوق العلاج من طبيب لطبيب لم أجد بعد الدواء الناجع لي, يا دكتور زرت أطباء نفسيين وليس أطباء أعصاب وبت فأرة تجارب لكل واحد... بيدي الدواء وليس الشفاء فما العمل؟ طمحت لبعض الهدوء من عواصف تغزوني فجربت ما أمليت علي مشكوراً لكن كأني لا أبتلع دواء بل هواء... فما مشكلتي... هذا العناء يكلفني حياتي رغم كونها عرجاء...
- أحس بإختناق حتى بالهواء.
- أفقد أعصابي بأي حديث أو حوار معي وأصدقك القول أول حل يرد لدماغي هو شق شراييني والغرق بالدماء...
- أقتلع شعري, وأتلذذ بذلك ولا يهمني إن أصبحت صلعاء.
- لا يعرف النوم طريقا ً لعيوني... وهذا الداء أطال البقاء, كلما رددت قل أعوذ برب الفلق... لعلها تصد الأرق وتسكت شظايا القلق.... لكن صدقني كأن جسدي بين أفاع ذات بلق...
- رغم نجاحي العلمي والأكاديمي, وتفوقي بشهادة عليا... أجد نفسي إنسانة معاقة إجتماعياً, لا أجيد أبجديات الحياة...
- قلبي يا دكتور لا يعرف الخوف, لا أعلم هل هي قوة, حماقة, شجاعة, تحدي, تمرد... لا تهمني القوانين
ولا يناسبني الخضوع... وربيت على الحرية وليس القمع... ولعل شخصيتي وضعتني بكثير من المشاكل... فلا تعلم كم مرة أنهيت خدماتي من عملي... كم مرة وقفت في وجه مديري... وليس من أجلي بل من أجل زميلة أو زميل ظلمه أمامي أو أهانه أمامي... لا أطيق السكوت في الوقت الذي يرتعد به البقية من المدير فليذهب للجحيم.
- أحلامي شهادة جديدة أعلقها فوق الحائط..... وليس ثمة جديد.
- أعمل في مختبر جنائي, ولك أن تتخيل الضغط والتوتر في عمل كهذا.
ما العمل؟
ما مشكلتي؟
25/01/2015
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
تم تحويل الاستشارة لغياب الدكتور قاسم كسروان حالياً.
ملاحظات عامة:
قرأت رسالتك الحالية والسابقة وفيها إشارة إلى ما يلي:
٠ احتمال اصابتك باضطراب وجداني وهو الاكتئاب الجسيم.
٠ التلميح باستعمال عقاقير مهدئة.
٠ عدم الاستجابة لعقاقير من أصناف عدة وفي نفس الوقت غموض أهداف العلاج بالعقاقير.
٠ غياب معلومات شخصية سوى عملك في مختبر جنائي وتعرضك لضغوط مهنية.
الأهم من ذلك كله هناك أكثر من إشارة واضحة الى ضعف وظيفة التنظيم العاطفي أو الانفعالي Emotional Regulation السيطرة على النزوات والاندفاع في التعامل مع الآخرين، وبالتالي الحفاظ على احترام وتقدير النفس. هذا الاختلال خلق مشكلة لك في التعامل مع الآخرين وهذا بدوره يزيد من ضعف التنظيم العاطفي أكثر والميل إلى التهور في السلوك مع الآخرين. بعبارة أخرى تم خلق حلقة مفرغة تحاولين السيطرة عليها باستعمال عقاقير مهدئة وبالطبع استجابتك للعقاقير التي تشيرين إليها في رسالتك السابقة ضعيف الأمل على أقل تقدير.
والسؤال هو ما هو تشخيصك الطبي النفسي؟
٠ عدم الانتظام الوجداني بحد ذاته لا يعني إصابتك باضطراب وجداني جسيم مثل الاكتئاب أو الثناقطبي من النوع الثاني. لا يمكن استبعاد كليهما أيضاً إن كان باستطاعتك سرد تاريخك الشخصي والطبي بصورة واضحة فليس أمامي سوى استشارتين يمكن تفحصهما.
٠ الاحتمال الثاني هو الاستعمال غير الصحيح لعقاقير مهدئة بصورة عفوية أولا تحول تدريجياً إلى مشكلة إدمان نفسي أو عضوي. بعبارة أخرى أدى استعمال هذه العقاقير إلى خلق الحلقة المفرغة أعلاه في التنظيم العاطفي.
٠ الاحتمال الآخر هو حملك لعصاب مزمن لم يتم التخلص منه بعد دخولك العقد الرابع من العمر. هذا العصاب حاله حال أي عصاب آخر يحتوي على مشاعر غضب. لا تعلمين كيف تتعاملين مع الغضب وتستهدفين به الآخرين أحيانا والكارثة استهدافك لنفسك أنت. لا يتم التخلص من الغضب عن طريق العقاقير والأهم من ذلك تخلصك من العصاب الثقيل الذي تحملينه.
وما هو الحل؟
٠ ليس هناك مفر من مواجهة عدم الانتظام العاطفي والعصاب أيضاً.
٠ عدم الانتظام العاطفي يحتاج إلى عقاقير توازن المزاج وعليك بمناقشة هذا الأمر مع طبيبك الاستشاري. كذلك لابد من مواجهة احتمال استعمالك لعقاقير مهدئة بصورة غير صحية والتخلص منها.
٠ أما التخلص من العصاب فهذا يحتاج إلى علاج كلامي. حالتك تشير إلى حنين واشتياق غير شعوري للتعايش مع كائنات ترعاك كما ترعى الأم طفلها وتخفف من آلآم الاكتئاب. هذا صعب التحقيق في الحياة وربما عليك الصراحة في تقييم احتياجاتك الناقصة في الحياة والسعي إلى تلبيتها.
وفقك الله.