لا تتجاهلوني أرجوكم..!؟
السلام عليكم ورحمة الله، أود أن أشكركم على موقعكم ووقتكم وجهدكم للاستماع إلينا، وحل مشاكلنا، ثانياً قررت أن أكتب إليكم لعلي أجد من يسمعني ويفهمني ويساعدني أن أنسى الماضي وأتقدم في حياتي، ربما ستستغربون من رسالتي وقد تعتقدون أني فتاة سخيفة والله ولكم الحق في ذلك، ذلك لأني أريد أن أشتكي من أمي وأبي ومن أشياء حدثت في طفولتي ولا أستطيع أن أنساها رغم أنني الآن في الرابعة والعشرين من عمري، وربما هي أشياء سخيفة وتحدث لكل الأطفال في سني وبغبائي وحساسيتي أعتبرها أشياء مهمة وأضخمها، لكني أريد أن أبوح بها ولا يوجد أفضل منكم ليسمعني.
أولاً: أنا الفتاة الكبرى ولي أخويين أحدهم أصغر مني بعام والآخر بأربعة أعوام، في صغري كنت أعتقد أن أبي يكرهنا ويكره أمي، كنت أشعر أني وإخوتي وأمي فريق وهو فريق لوحده، وأشعر أنه يعيش معنا فقط لأنه يجب أن يعيش معنا وليس لأنه يحبنا، كان سريع الغضب ودائم الصراخ خصوصاً على أمي، كنت أتألم عندما أراه يعامل أمي بهذه الطريقة، ولا يمدحها أو يقبلها أو يقول لها كلمة طيبة أبداً على ما أذكر ولا حتى الآن في وقتنا الحالي، هذا ما جعلني أعتقد وأنا صغيرة أن الأزواج لا يحبون بعضهم، كنت أستغرب جداً عندما أرى أحد أقاربي مثل خالي أو عمي يمتدح زوجته أو يظهر حبه لنا وأعتقد أن هذا أمر غريب، الآن بعدما كبرت عرفت أن والدي كانا يعانيان من مشاكل في ملكية المنزل وأن صاحب البيت خدعهم وأن أبي خسر الكثير من المال وعلق في المحاكم واستمر هذا الحال قرابة عامين لهذا كان أبي عصبي دائماً، والحقيقة أني لم أؤمن أن أبي يحبني حقاً إلا عندما دخلت الجامعة، فقد تعرضت لصدمة شديدة من تغير المناخ حولي وأصبت بالخوف والقلق وكنت دائمة البكاء وأريد ترك الجامعة، لكن أبي كان يهون علي دائماً، ووقف بجانبي وعاملني بحب ولم يصرخ أبداً في وجهي، والآن وبعد تخرجي بعام ونصف لايزال أبي يظهر لي نفس الدعم، يوصلني للعمل، ويستمع لمشاكلي، الآن عرفت أنه يحبني، لكن بالنسبة لأمي أعتقد إلى الآن أنه لا يحبها، حتى أنني عندما أرتكب الأخطاء يقول لي: أنت مثل أمك، وكأن كلمة مثل أمك من المفترض أن تكون إهانة وليس مدحاً.
ثانياً: عندما كنت صغيرة حوالي سبع سنوات كان أخي دائماً ما يسبني قائلاً لي: يا سوداء يا فحمة وأشياء مثل هذه، وهذا لأني سمراء البشرة على عكس إخوتي ووالدي، والحقيقة أنه أيضاً كان يسب أخي الأصغر ويؤذيه دائماً لأنه سمين، أنا أعذر أخي لأن سبب سبه لنا حسب ما قرأت في علم النفس أنه وهو صغير كان أبي يصرخ في وجهه دائماً (فعلاً كان يفعل ذلك) ولأنه كان صغير لا يستطيع الرد فقد حول كبته هذا فوقنا وصار يسبنا نحن، إن الشخص الذي لا أستطيع مسامحته هو أمي، لأنها كانت تسمعه ولم توقفه، بل لم تكن تفعل شيئاً وكأن الأمر لا يعنيها.
أيضاً كنت دائماً ما أشعر أني قبيحة، وأقل من قريباتي أعني بنات عماتي وخالاتي اللواتي في سني، ففي الأعياد كنّا يتألقن بملابسهن وتسريحات شعرهن، وكانت خالاتي يمتدحنهن دائماً وأنا أقف بجوارهن ولكني لا أنال أي كلمة مدح أو إعجاب، لا ألوم أمي فهي لم يكن لها ذوق في اختيار الملابس كما أن حالتنا المادية كانت ضعيفة بعض الشيء، وكنت أكره شعري رغم أن الله حباني بشعر جميل لكن أمي كانت تسرحه لي نفس التسريحة وهي الضفيرة كل يوم، كنت أشاهد الفتيات بتسريحات مختلفة كل يوم، كنت أطلب من أمي أن تغير تسريحة شعري لكنها لم تكن تعرف كيف تفعل ذلك، وكانت ترفض أن تجعله مفتوحاً خوفاً من العين (رغم أنه من الأسهل أن تحصنني، لكنها لم تكن أبداً تحصنني)، لهذا كرهت شعري.
أنا أيضاً أشعر أني قبيحة لأن خالاتي (وكنّ شابات في ذلك الوقت) دائماً كن يجربن صوابين التبييض علي لكي تفتح بشرتي (أنا الآن أحب لوني وأشعر بالتميز به) وذلك بسبب أفكار مجتمعاتنا العقيم أن البيضاء هي الجميلة، وكن يقلن لي عندما تكبرين اعملي عملية تجميل لأنفك، فأدركت أن أنفي كبير ومسطح (وزاد إحساسي بقبحي) هذا وأنا عمري أقل من عشر سنين.
الشيء الآخر الذي لن أسامح فيه أمي وأبي وأهلي ولن أفعل، هو أنه عندما كنت صغيرة تقريباً في الصف الثاني الإبتدائي، كنا نعيش في بيت أخوالي لأن أبي كان مسافراً، وكان أخوالي وأمي يشاهدون دائماً الأفلام المصرية القديمة ويتركوننا نشاهد معهم أنا وإخوتي، وعندما تأتي مشاهد فاضحة وقبلات ساخنة وأحضان وجنس لم يكنّ يغيرنّ القناة، كانوا يدعوننا نشاهد معهم هذه المناظر، أمي من المفروض أنها تحمينا لم تكن تحرك ساكناً كالعادة، وعندما كنا نذهب للنوم كنت أتخيل هذه المشاهد وأعيد تكرارها في مخيلتي، ثم تطور الأمر وصرت أبتدع مشاهد في رأسي، وبدء يخرج لي سائل والحقيقة لم أكن أعلم ما هذا؟!
وأنا في العاشرة تقريباً، سافرت أمي وأبي للدراسة في إحدى الدول العربية، وتركونا أنا وأخي في بيت جدتي، وأخذوا أخي الأصغر، وكانوا يذهبون ويعودون لمدة عامين متقطعة، والحقيقة أن هذه كانت أفضل سنوات عمري، في ذلك الوقت بدء أخوالي بالإلتزام الديني، وقراءة القرآن ومشاهدة المحاضرات النافعة بدلا من الأفلام الهابطة، وقد تأثرث بهم أشد التأثر، صرت أقرأ القرآن والأذكار والتزمت بالصلاة، وكان لأخوالي مكتبة كبيرة كنت أطالعها وصار عندي حب للقراءة والإطلاع لازلت مستمرة فيها إلى الآن.
وبعد عامين سافرت مع أمي وأبي وإخوتي لذلك البلد كان عمري 12 في بداية مراهقتي، والحمدلله عشت عامين هادئين، لم يكن لدينا قنوات فضائية، لهذا لم أتربى على الأغاني مثل البنات في سني، وفي الإجازة الصيفية كنت أمكث ثلاثة أشهر في البيت لا أخرج منه إلا نادراً مع أهلي، وقتي كنت أقضيه في قراءة القرآن والنوم ومطالعة مجلات الأطفال التي كان أبي يشتريها لنا، كرهت ممارستي للتخيلات المريضة وتوقفت، صرت متدينة جداً، وأعني بهذا صرت متدينة بدون علم ولا توجيه، كان أبي يتضايق من تصرفاتي جداً، والحقيقة بعضها يضايق فعلاً، مثلاً كنت أجلس بالصالة وأبدء بالتسبيح بصوت عالي، كان أبي ينهرني، فكنت أحس بالحزن وأنه يكره الدين، الآن أتمنى لو أنه تعامل معي بطريقة لطيفة ويوضح لي أخطائي بلطف بدل نهري، كما كنت أطيل الصلاة وأحاول أن أخشع فيها، كان أبي أيضاً يصرخ علي ويقول لي أن الصلاة دقيقتين وبس ليست صلاة تراويح.
كنت أحزن جداً من أبي، أحس أنه يظلمني، ماذا يريد مني، هل يريدني أن أنحرف لكي يصبح سعيداً، والحقيقة لم أكن أطيل الصلاة بشكل غير معقول بل كان الوقت الذي أصلي فيه معقول جداً، تقريباً ثمان دقائق لصلاة الظهر أو العصر أو الصلاة التي فيها أربع ركعات وخمس للمغرب والفجر، أما صلاة الفجر فهي حكاية أخرى، كانت أمي الوحيدة تواظب عليها، لكنها لم تكن توقظنا لها، إلى أن طلبت منها أن توقظني فصارت تفعل، لكنها لم تكن توقظ إخوتي، كنت أستغرب منها جداً أنها لا تريد لهم الخير، وأبي كان يغضب إذا صحونا لصلاة الفجر فهي برأيه غير ضرورية، ويجب على الإنسان أن يصليها وقت ما يصحوا وليس بالفجر فقط، المهم أني صرت محل سخرية أخي مجدداً هذه المرة كانوا يقولون لي أني مطوعة، ومن المقاتلين المطوعين (مثل أصحاب القاعدة يعني)، وكنت أحزن بشدة فمن المفروض أن يدعمونني لا أن يسبوني، لم أفهم أبداً لم يفعلون هذا، كل ما أعرفه أني إذا لم أكن أفعل أفعال صالحة فعلى الأقل أن أدعم أولئك الذين يفعلون الصالحات، أو على الأقل أتركهم وشأنهم لا أن أسبهم.
عندما عدنا من سفرنا كان أبي يسخر من أفعالي (ومطوعتي) أمام عماتي وبناتهم، وهذا الشيء مستمر إلى الآن الفرق الوحيد أني أرد عليه ولا أسكت، يضحكون علي لأن صلاتي طويلة دائماً، رغم أنها كما قلت ليست أكثر من ثمان دقائق وكما سمعت بأحد البرامج أن العلماء قسموا الوقت واعتبروا الصلاة زكاة الوقت وقسموا الصلاة الأربع ركعات سبع دقائق تقريباً، أي أني لست مخطئة، وصارت بنت عمتي أيضاً تضحك علي، الآن أشعر برغبة بأن أدعي الإلحاد وأني تركت الإسلام فقط لكي أخيفهم (رغم أني لا أعتقد أنهم سيهتمون أصلاً).
في الثانوية عدت لممارسة العادة السرية التي لازلت مستمرة فيها إلى الآن، أسأل الله أن يسامحني، لكني ألوم أمي وأبي، فلو لم أشاهد هذه الأفلام ربما لم أكن سأقع بهذا الفعل، وأيضاً لأنني وأنا صغيرة كنت أحياناً أستيقظ من النوم وأشاهد أمي وأبي يمارسون الجماع، كنت أخاف بشدة وأحاول العودة للنوم غصباً حتى لا أسمع شيء، ذلك لأننا جميعاً أنا ووالدي وإخوتي ننام في غرفة واحدة، لا أعلم لماذا في بلادنا ينام الجميع في غرفة واحدة، فهو مضر للصغار، وأيضاً للكبار فعندما كبرنا أنا وإخوتي كنا نسهر وهذا يمنع أمي وأبي من الاستمتاع، لأننا نسهر على الكتب أو الكمبيوتر حتى وقت متأخر، وإلى الآن نحن ننام في غرفة واحدة أنا وأمي وأبي، وأيضاً أحياناً أستيقظ من النوم وأراهم يمارسون الجماع لكني أنام بهدوء ولم أعد أشعر بالقلق.
أيضاً أمي وأبي لم يمتدحونني أبداً في حياتهم، لم يكونوا يقولون لي أنني ذكية أو جميلة (صحيح أني لست جميلة، ولكني أرى خالاتي يمتدحن بناتهن دائماً)، وأبداً لم يشتروا لي هدية أو يمتدحونني أو يقبلونني (عندما أحصل على المركز الأول في المدرسة)، ودائماً عندما أرتكب الأخطاء ولو كان خطئاً بسيطاً فهم يصفونني بالغباء ويصرخون بشدة ويشعرونني بالذنب الشديد، أتذكر عندما سافرنا بالطائرة انسكب كوب الشاي فوقي، وعندما جاءت المضيفة ارتعبت واعتقدت أنها ستصرخ علي (فهذا ما كان يحصل عندما أسكب كوب الشاي في المنزل)، ولكنها عندما حضرت قالت لي لا يهم الشاي، المهم أنتي هل تأذيتي، هل أنتي بخير، صرت أنظر لها كالبلهاء، لأول مرة في حياتي أعي أني فعلاً أهم من كوب الشاي، وأيضاً في صغري مررت بفترة أن أمي كانت تجبرني على شرب الفلفل الأحمر المطحون بالقوة وأنا أبكي إذا ما ارتكبت خطاء ما، ولكنها كانت عصبية لأنها تشرب أدوية مانعة للحمل وهذا ما سبب عصبيتها.
الحقيقة لو رأيتمونني في أرض الواقع لن تصدقوا كلامي، فأمي وأبي أطباء مرموقين في المجتمع، وقد أحسنوا تربيتنا، ووالدتي يتمناهما أي أحد، وهما يحببننا ويبذلان جهدهما لإسعادنا، وأنا وإخوتي دائماً ما يمتدح الناس أخلاقنا (وإننا ولاد ناس)، والحمد لله نحن متفوقين في دراستنا، لسنا تافهين في اهتماماتنا كالشباب الآن، لا أريد أن أظلم أمي وأبي فهم يحبوننا ويتعبون من أجلنا، لكني لا أستطيع أن أسامحهم في الأشياء التي حصلت لي في طفولتي بسبب جهلهم بأصول التربية الصحيحة.
أنا الآن تخليت عن التزامي بالدين، أصلي متثاقلة، لا أقرأ القرآن، بل لا أريد حتى سماعه، تخليت عن كثير من مبادئي، أنا أيضاً شديدة القلق، وأفكر دائماً بالموت عندما تواجهني أبسط مشكلة، ولو لم أكن مؤمنة كنت انتحرت وأنا في الصف الأول الإبتدائي، وطبعاً أمي وأبي لا يهتمون، لماذا هم كذلك؟؟
04/03/2015
رد المستشار
حين نتزوج دون أن نعي لماذا نتزوج؟، وما هو الزواج؟، وماهي الأبوة الصحية والأمومة الصحية، وحين يغيب عن أذهاننا مسؤوليتنا تجاه كل هذا فلا محل للإعراب حينئذ لمهنة الطب التي يتخفى فيها الآباء؛ فلا تكررين على نفسك كلمات خرقاء ومعاني سقمنا من التشبث بها كالبغباء يورثها جيل لجيل، وأنت ذات الفطرة السوية السليمة بفضل الله يا ابنتي؛ فسطورك أبدا لم تكن بلهاء، وألمك عما حدث ويحدث ليس تافها للأربعة والعشرين من عمرك؛ فالله تعالى العظيم الودود أعطانا فطرة من عنده يملؤها الجمال، والحب، والخير، والمسؤولية، والحرية، وقبولنا لأنفسنا بلا شروط، والقدرة على قول لا، وأشياء أخرى لا تكفيني صفحات موقعنا لسردها؛
ويعطي الله الآباء أطفالهم بتلك الفطرة السوية التي تتعلم من أخطائها، والتي تتطور بقربها من مسئوليتها وما هو مطلوب منها، والتي تبدع حين تتحرر من قيود لم ينزل الله بها سلطان؛ فتحلق في الإبداع والإضافة وإثراء العالم، فوالداك رغم مهنة الطب التي يمتهنوها إلا أنهم جهلاء بأنفسهم وأدوارهم ومسؤولياتهم، فلم يعرفوا من الحياة سوى تحصيل العلم في الكتب، ولم تتعدى مسؤولياتهم تجاهكم سوى إطعامكم وإلباسكم وضمان تعليم يشبه تعليمهم ليكون أولادهم امتدادا لهم؛ فكالعادة كما نرى كل يوم وكل لحظة آباء يتزوجون بما ورثوه من فهم مغلوط ومشوش ومشوه، أو بما حملوه من ألم وحرمان في بيوت آبائهم فلم يتمكنوا من القرب من أنفسهم واحتياجاتهم الأخرى فتعاملوا مع الزواج كعبء وضرورة جنسية واجتماعية، والتي ينتج عنها أبناء يثقلون أكتافهم بمتطلباتهم المستمرة!!؛
فما أقبحها ثقافة وما أثقلها من عبء؛ فألمك من حقك التعبير عنه، ومن حقك أن تقبليه ومن مسؤوليتك أن تفهمي سببه وتقبلي ما حدث من أخطاء كبيرة في تربيتكم مع عدم موافقتك عليها؛ ومن مسؤوليتك من الآن أن توقفي المزيد منها تحت أي ظرف من الظروف؛ فمسؤوليتك تجعلك تقولين "لا" التي تفيقك وتنضجك؛
ولكن قولك "لا" تلك يجب أن تكون "لا" مختلفة عن "لا" التي تصدر من أطفال صغار؛ والتي تخرج منهم متوترة وغاضبة، وفيها صراخ وعويل، فـ "لا" التي أقصدها هي "لا" مسؤولة ناضجة مستقرة هادئة؛ تجعلك ترفضين مالا يجب أن يحدث معك وتوصل لمن حولك أنك تعنيها وتتحملين تبعاتها من توبيخ، أو عقاب، أو غيره كدفاع منهم لما اعتادوه معك، وكذلك من المهم أن تعرفي بجانب ما تمليه عليك فطرتك التي لازالت تتنفس بداخلك أنهم لم يكونا متعمدين لإيذائك فكما قلت قد يكونا ضحايا لتربية خاطئة من الأصل، وأن "نضوجك" قرار منك أنت، وأن مسؤوليتك تجعلك تحافظين على سلامتك النفسية مهما كان ومع اياً من كان؛ بنضوج وهدوء ستتمكنين أنت أن تكوني إنسانة ذات فطرة سليمة وطبيبة كذلك...
ويتبع>>>>>> : أطباء جاهلون ! م