أطباء جاهلون !
كيف أتخلص من غبائي!
مشكلتي أني أعاني من فراغ عاطفي فظيع وشهوة جنسية عالية . غير متزوجة ولم أُخطب ولا مرة في حياتي. جربت أن أشغل نفسي بالعمل دوامين وغيره لكن الجوع العاطفي يعود.... أكره نفسي فلا أحد بجانبي يخبرني أني جميلة أو أنه يحبني وأعاني من الجنس الآخر .
سؤالي هو كيف أتخلص من احتياجي للجنس الآخر في حياتي لأنه لا أمل لي في الزواج أنا أعاني من هذا الفراغ منذ 3 سنوات. دخلت بعلاقة جنسية في النت وانتهت وندمت ولن أعود. وأفادتني التجربة بأني أصبحت أكثر حرصاً على نفسي.
أريد أدوية للتخلص من حاجتي العاطفية لا تحدثوني باسم الدين فهو لا يعني لي أي شيء .
أريد حلا عمليا!!!
13/7/2018
رد المستشار
الأنسة "ميمي"...
لم يكن كتابك يحوي إلا القليل من شذرات، دعيني أولاً اقرائك قليلاً .. أنت نفس يعذبها الشقاء ويعزبها فراغ عاطفي... وتحدث نفسك بشكٍ خامر قلبك الذي قُيِد بسلسلة وهمٍ "كيف أتخلص من احتياجي للجنس الآخر".
آنستي.... ليس الحب فقط وليس الجسد فقط ما تحتاجه المرآة بل إنساناً ورفيقاً... هما ما تحتاجه الأنثى... والمرآة ما تحتاجه في كل لحظة من حياتها أن تشعر بأنها امرأة. هناك امرآة متواضعة الجمال ولكنها تفيض أنوثة وثقة بالنفس.... فالأنوثة احساس ورضى المرآة بذاتها وقدرتها على التواصل والارتباط مع الجنس الآخر.
ومرت السنون لتبلغي من العمر عقدين وسبعاً، وأنت دؤبة وغارقة بعملك، وجاهدة بنفسك ليجمعك خطبة أو قراناً بينك وبين رجل، لكنه لم ياتي أو لم يحن وقت ظهوره. ليس توق نفسك للعمل فقط.... بل توقك إلى حب يملأ كيانك وحياتك.... ولما عميت العيون عنك، فلم يتستطع أحداً يرى ليقول لك أنك جميلة.... لم يسمع أحد ندائك ولشدّة احتياجك لمشاعر حب قويّةٍ تملؤ نفسك، نشأ الفراغ العاطفي.... هذا الفراغ الذي سرى بعواطفك في أودية "النت" وحط رحاله في عالم الشهوة لتشبعي حاجة جسدك.... هنا بكت وناحت نفسك.... ضجت روحك وضج جسدك.... كفى....
أنستي.... عندما لم تجدِ من يغدق عليك حنانه ومحبته ويشعرك بمكانتك وقيمتك كأنثى، هنا كان كرهك لنفسك، وفقدان أملُك في الزواج واحساسك بالوحده واحساسك بالفراغ العاطفي.... ما لبثتي في فراغك حتى صدمك واقعك بتجربتك في الجنس عبر النت.
وبعيداً عن بعض الأسباب الذي تتمثل في الأسرة، العادات والتقاليد في نظرتها للفتاة، التمييز بين الذكور والإناث، إذلال الفتاة وعدم إعطائها حقها. ما أود أن أقول لك أن الفراغ العاطفي أو الجوع العاطفي ينطلق من داخلك وليس من الآخرين. لربما هذا الجوع أصابك من فجر طفولتك وحرمتي من الحنان والحب، ما جعلك تبحثي عن الحب والحنان أو تستجدي من حولك أن يقولوا كلمة جميلة.... جل ما أخشاه عليك أن تتوسلي أو بالأصح أن تتسولي عاطفياً؛ أي تستدريِ مشاعر الآخرين نحوك ليقتربوا منك ويمنحونك الحب والعطف والحنان وربما الجنس.
بما أن مشكلتك واضحة فما عليك إلا أن تبذلي قليلاً من الجهد وأن تتحلي بالصبر. لا تيأسي مهما كان الجوع العاطفي. وبما أن النفس قد تفتر وتضعف فى لحظة ما، قاومي هذا الضعف.
أنت منغمسة في عملك.... لكن لابد من أن تكون لك شبكة علاقات أسرية واجتماعية أو نشاط ثقافي. حاولي أن تكون أكثر قرباً من الأسرة وفتح حوار. عبّري عن عواطفك بإعطاء المحبة والاهتمام والرعاية لمن حولك. لا تتسرعي في رفض فكرة "كيف أتخلص من احتياجي للجنس الآخر".... بل خذي الأمر بروية وهدوء.
احرصي على كسب الأصدقاء، وبخاصة الأفاضل منهم فحياتك دائماً مرتبطة بالآخرين فتؤثرين فيهم وتتأثرين بهم. لتكن حياتك أملا عبر اليأس وانتصارا على اليأس....
آنستي.... أنت في هذه اللحظة لربما كنفس لا رفيق لها....... فالعريس قادم من قلب الفجر.... فإن لم تدركي ما أعنيه فانتظري شروق الشمس.... لتلاقي عريسك مع الغروب........ فصبراً جميلاً........
لك احترامي
ويتبع>>>>>> : أطباء جاهلون ! م1