عذراء المشاعر!!! مهدورة الكرامة والشباب!!!
خايفه اتجوز!
كثيرا من القلق لأشياء لا تستحق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا فتاة عمري ٢٤ أدرس في الجامعة تخصص محاسبة، وزني 56 وطولي 162، مسلمة من سكان المملكة العربية السعودية، الحالة المادية جيدة جدا الحمد لله، الشهية للأكل جيدة مالم تحصل انتكاسات كما سأورد في هذه الرسالة.
مشكلتي تكمن في كوني شخصية وسواسية أفكر أكثر من اللازم وفي أتفه تفاصيل الأمور؛ مثلا لو كنت سأخرج غداً صباحاً فلا أستطيع النوم من كثرة التفكير والقلق، ولو كنت سأقوم بشيء بعد أسبوع أجهز له بأدق التفاصيل متى سأخرج مثلا ومن سيقلني وماذا لو حصل شيء سيئ كيف سأتعامل معه وماذا لو وماذا لو...
أريد كل شيء أن يكون كاملاً ومثالياً وأحس أنني أستنقص ممن تتأخر مثلا في الحضور أو تتأخر في حل الواجب
أفكر كثيرا في جدولي وتنظيمه ويجب أن أقوم بكل الأمور في وقتها.
أمي أجرت عملية وأصبحت مسؤولة عن المنزل وقبل ذلك أصبحت في حالة تفكير مفرط في كيفية إدارتي للمنزل وكيف سأطبخ وكيف سأقوم بكل شيء بشكل مثالي وصار تفكيري منصرف في الكيفية أحيانا أقضي ساعات طويلة وأحيانا أياما وهي تسيطر علي ولا أستطيع التخلص منها، كما أنني أحب الروتين ولو تغير شيئاً بسيطا أصاب بالاكتئاب وآلام الصدر وقد يستمر أسبوعا، كما لو سافرنا اكتئب، عسر المزاج أحيانا ينتابني بلا سبب، كما أني أخاف المجاهيل.
أخاف أن تكفني هذه المخاوف عن التقدم في حياتي المهنية مستقبلا أو الاجتماعية، فهذه هي مسيرة الحياة متغيرة دائماً سواءً كان التغيير جيد أو سيئ، مرة ذهبنا في رحلة مع الجامعة لشركة كبيرة أطمح منذ مراهقتي بالعمل فيها وما إن رجعنا انتابني اكتئاب عظيم استمر يوما مع جهلي بالسبب حتى اللحظة.
دقتي هذه ساعدتني في التفوق الدراسي ولكنها أصبحت عبء علي. أصدقائي قلة قليلة لأني لا أجد من أتوافق معه في التفكير، كنت مصابة بحالة قلق واكتئاب في السابق وراجعت الطبيب النفسي وخف بشكل كبير. استمر العلاج تقريبا سنة، علاج سلوكي مع أدوية "سيبراليكس"، وكنت اكتئب عند العودة للدراسة بعد الإجازة مع بكاء وانطواء ويخف بعد أسبوع تقريبا، ثم حصلت لي كارثة نفسية وهي انفصالي عن خطيبي بعد أن تم عقد القران كان هذا الشخص قد وضعني في الجو الشاعري الرومانسي مع تمادي جنسي وصلت الأمور بيننا لأوجها جنسيا عدا أنه لم يدخل بي ثم انسحب فجأة من غير أن يقول أي شي بعد ما انتقد كل شيء بي؛ شخصيتي وملابسي وذوقي وبأني قديمة وكلاسيكية ولا أعرف شيء والجدير بالذكر أنني تغيرت تدريجيا من حينها لأصبح شخصا فيّ كل ماكان يتطلع إليه لا أعرف إن كان ذلك بقصد مني أو لا. استمر الاكتئاب سنة وراجعت الطبيب النفسي "مستشفى الأمل" وتمكنت من التخلص من ذلك بعد جهاد نفس طويل وبحار من الدموع.
كنت في مراهقتي على علاقة بشخص لفترة طويلة أراد خطبتي ولكن لم تتم بسبب معارضة الأهل ولكني لم اكتئب طويلا كما حصل، قد تكون هذه أبرز المآسي التي مررت بها في حياتي وأثرت علي نفسيا، الآن أحس أنني من الصعب أن أرتبط بأي شخص أجهله أو يكون به خصلة لا تعجبني لا سيما أننا هنا لا نتعرف على الخاطب قبل الملكة وهذا الشيء جعلني أنفر من الزواج بشكل كامل!
كنت في السابق شخصية أكثر تركيزا على الماضي وتحسرا عليه أما الآن فلم يعد يهمني ماذهب وصرت أركز على المستقبل أحيانا أخاف منه وأحيانا يكون تركيزي على ما سأقوم به كما أسلفت، أعرف أن مخاوفي أحيانا سخيفة جدا ولكني لا أستطيع إيقافها، كما أنها تأتي وتذهب تشتد وتعود لتقل وهكذا حسب الظروف والمثيرات الخارجية وتبعا له يزداد ويقل خوفي.
ذات مرة كان علي تقديم عرض في الجامعة لم أستطع النوم لأسبوع كامل، كان نومي متقطع وأشعر بألم شديد في القلب وخفقان وعدم انتظام في التنفس ولكن أثناء العرض لم أشعر بكمية هذا الخوف بل استحقرت قلقي والوقت الذي أضعته فيه.
كذلك أحيانا يتعلق في ذهني أفكار لفترة وتذهب وتأتي أفكار مختلفة كخوفي من العنوسة مثلاً.
والدي شخصية صارمة، ناقد حتى أن البعض يشعر بأنه عسكري من شدة التزامه بالروتين، صارم في المواعيد صارم في العلاقات والكلام صارم في الدين لدرجة روتينية أيضاً، علاقتنا معه رسمية ونخاف منه لأنه عصبي أحيانا يصرخ لمجرد أن هناك منديلا في الأرض، وأحس أنه قد يكون له دور في ما أحس به بشكل أو آخر.
علاقتي بأمي جيدة ليست صديقتي تماما ولكني أرتاح بجانبها، وكذلك أخواتي أحس بأنهم كالصديقات، لدي أخ لا أرتاح له كثيرا خصوصا أنه يلمح لي أحيانا بكلام سيئ.
أتمنى لو تعطوني استراتيجية أستطيع أن أتبعها بلا طبيب نفسي فقد مللت العيادات وحفظت معظم أساليبها ولا أريد لأحد من أهلي أن يعرف عن وساوسي هذه.
راسلت موقع آخر وأخبرني أنني أعاني من اضطراب يعرف بالشخصية الوسواسية أو القهرية، ومنذ أن عرفت التشخيص أصبحت أرمز أكثر على طريقة تفكيري بشكل وسواسي أكثر متعب جدا جدا يخف ويشتد.
أريد أن أتخلص من الخوف الزائد والنوم المتقطع عند التفكير بالمهام وعسر المزاج الذي يأتي بلا مبرر والكآبة.
إن كانت الأدوية ستساعد فلا مانع لدي شرط أن لا أنتكس أو أن أعتمد عليها.
أشكركم مقدماً وأرجو من الله أن يجعلكم سببا في خلاصي من هذا الهم
02/04/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
أشار إلي الموقع باستشارتين لك. الاستشارة الأولى كانت تحت عنوان عذراء المشاعر مهدورة الكرامة والشباب في شهر إبريل 2012 وكانت تتعلق بأزمة عاطفية. أما الاستشارة الثانية فكانت في اليوم الأول لهذا العام تحت عنوان مشكلة عاطفية اجتماعية دينية متراكمة وفيها إشارة إلى طلاقك مرتين. أما هذه الرسالة فمطلعها هي استنتاجك بأنك شخصية وسواسية تبحث عن الكمال وبعدها نجد بأن هذا الاستنتاج توصلت إليه بعد مراسلتك موقعاً آخر شخص حالتك بأنك شخصية وسواسية قهرية. لا يمكن استبعاد صياغة الرسالة بصورة توضح هذه الشخصية والمبالغة في وصف السلوك الذي يتطابق مع هذه الشخصية.
استشارتك الأولى قبل ثلاثة أعوام تم صياغتها بأسلوب واضح وعاطفي في غاية البعد عن الاسترسال في التفاصيل المملة للمصاب باضطراب الوسواس القهري أو الشخصية الوسواسية. أما الرسالة الثانية فهي تتعلق بتهميشك عائليا بسبب الطلاق مرتين وخوفك من الزواج وهي أيضاً في غاية الوضوح وخالية من تفاصيل مملة.
من جراء وصولك إلى هذا التشخيص من قبل موقع آخر لا بد لك من أن ترسلي رسالة ثانية توضح لنا تاريخك المرضي والشخصي والأعراض التي تعانين منها ومتى بدأت.
احتمالات التشخيص:
1- الاستشارة الحالية والسابقة لا تشير إلا إلى اضطراب الاكتئاب. هناك وصف من القلق والنوم المتقطع وعدم الشعور بالسعادة.
2- البحث عن الكمال والمثالية والدقة في العمل قد يتم وصفها بصفات شخصية حصارية (وسواسية) ولكن هذا لا يعني بالضرورة إصابة الفرد باضطراب الشخصية الحصارية (السواسية).
3- البطء الحصاري (الوسواسي) علامة في غاية الأهمية في تقييم الحصار المعرفي (الوسواس القهري) والشخصية الحصارية (الوسواسية). هذا ما أسميه بظاهرة الوقت الضائع والرسالة غير مقنعة بوجود مثل هذه الصفات الشخصية ولا يمكن الجزم بأنك اكتسبت صفات شخصية من أب شديد الصرامة وليس بالضرورة يمتلك شخصية حصارية (وسواسية).
توصيات الموقع:
٠ ليس هناك أدنى شك بإصابتك باضطراب الاكتئاب. تحسنت سابقاً مع العقاقير وعليك بمراجعة استشاري في الطب النفسي والإصرار على علاج بالعقاقير وعلاج كلامي.
٠ لكي نصف شخصية بالحصارية (الوسواسية) فلا بد من معاناة المريضة من هذه الشخصية منذ بداية أعوام المراهقة وتأثيرها اجتماعيا وتعليماً ومهنياً عليها. القاعدة هي أن البطء الحصاري (الوسواسي) يؤدي إلى الوقت الضائع ويزداد تدريجيا مع العمر. ظهور هذه الصفات بعد أزمات عاطفية واكتئاب يشير إلى اكتئاب لم يتم حسمه بالعلاج.
في انتظار رسالة ثانية. وفقك الله.