ما الحل؟
السلام: أنا مراهقة في الـ15، ترددت في دخول الموقع، وشعرت مجرد كتابة استشارة في موقع للأمراض النفسية أمرًا مشينًا نوعًا ما، كما إن اسم الموقع أثار غصة داخلي، حتى بعد قراءة سبب التسمية، لكن ليس بقدر ما أعيشه يوميًا من اضطرابات سلوكية وفكرية.
لا أدري كثيرًا عن الطب النفسي، ونادرًا ما أستطيع إكمال كتاب متعلق بنفس أو التنمية، عمومًا قرأت قليلا عن الاضطراب الوجداني، شدني اسمه؛ لأنه فعلا يصف ما يحدث معي لكن مضمونه لا يتفق كما كنت أتوقع، لكن على ما يبدو أنا في طريقي لتلك الأمراض، فأنا أملك نزعة انتحارية لا بأس بها تأتيني أفكار مفاجئة بخصوص ذلك، وفي الأونة الأخيرة انحرفت نوعًا ما، لكن لم يتعدَ ذلك المشاهدة والقراءة لبعض الروايات الشاذة (boy x b) أصبحت أهتم بفرق الشبان الكورية، وأتابعهم يوميًا لساعات، لكن ما زلت في وضع يسمح لي بالسيطرة على الأمور، من المؤكد أن السبب الأول والأخير الفراغ، فالأمر ليس ممتعًا جدًا لأقضي كل ذلك الوقت عليه.
سلوكي غريب قليلا، في الغالب أنا وحدي، لا أرغب في الاختلاط، أو الحديث مع أحد، في أغلب الوقت تأتيني أفكار متضاربة، ورأسي يكاد ينفجر أفكر في طريقة تفكيري.
أخطط لفعل أمور عديدة، وفي الغالب هي أمور جيدة جدًا. ويمكن أن أتقبل الأمور، لكنني لا أفعل شيئًا، والبرمجة السابقة تفرض قوتها.
بالنسبة لعائلتي فنحن خمسة أفراد مع الأم والأب سبعة، أنا الرابعة بين إخوتي.
أثناء صغري كنت مدللة للدرجة التي مسحت بها شخصيتي، ما زلت أحمل توابع ذلك إلى الآن لكن بشكل أقل، علاقتي بإخوتي الأولاد سيئة، عانيت بسببهم كثيرًا، أما أختاي فهي ليست سيئة جدًا، لكن لا بد من المشاحنات، علاقتي بأمي سيئة سيئة جدًا، وهي تعاني بعض الأمراض النفسية، أما أبي فهي مضطربة، ولا بأس بالقول إنها جيدة، في المدرسة تظهر حالتي النفسية بشكل واضح، لا تروقني كل مواضيع كتبنا الدراسية، لذلك لا أدرس ما أكرهه منها، ودرجاتي متفاوتة بشكل كبير، معلماتي أول من يلاحظن ذلك؛ لهذا غالبا ما يتكلمن معي بهذا الشأن، أملك قدراتٍ جيدةً، وأتمتع بذكاء جيد كذلك، لكن حياتي كومة من اللا شيء، ولا فائدة منها، حسنًا لن أقول أكثر من ذلك أعتقد أن المعلومات كافية.
فأنا لن أستطيع وصف حالتي بشكل أفضل من وضع رسالة كتبتها أثناء نوبة اضطراب فكري، وبعد فترة قرأت الرسالة لأجد نفسي فعلا بحاجة لاستشارة ما حتى لو كنت سأصنف من المرضى النفسيين أو المجانين حتى، وتصنيفي أو عدمه لا يلغي معاناتي... مع العلم أن الخط الذي كتبت به يوحي أكثر من مضمون الرسالة بالهذيان والاضطراب النفسي.
وأيضًا من المهم الذكر أنني بعد قراءة الرسالة لم أذكر أني كتبت بعض أجزائها مع إنها كتبت بخط يدي، ومن فترة ليست طويلة... الرسالة تحتوي بعض الأفكار حول الآلهة والنفس، من الجيد التذكر أنها افكار منبثقة من عقل غير متزن...
الرسالة:
حقًا لم لهذا أن يحدث؟ هل أنا أقف في دائرة ما؟ دائرة لم أنا هنا؟ دائرة السؤال أو.....
لا يمكنني سوى أن أكون بمكان واحد... مغلق.
هل الإلاه هو الوحيد الذي يملك الحرية... ونحن؟! هو في كل مكان وزمان وآن أما نحن ففي دائرة لعينة ما، وووووه ما هذا؟ لماذا ... ... ...؟
الرغبة الماضي المستقبل العالم الآخر وأنا والسيئ والجيد و..... ما هذا!؟ ولم السؤال أيضا
أأنفجر من الإلاه؟ ولم عليه أن يكون موجودًا؟ ولم عليه أن يخلقنا؟
و..... ونحن لم عبيد ولسنا آلهة؟ ... ... ... لم أنا ولم أنت؟ ليس من المستحيل أن أكون شخصًا آخر، ربما فعلا أكون أحدهم، نعم شخصان، لا ليس عجيبًا، العجيب أن نتقيد بقوانين الممكن والغير ممكن... وياه..... هي أمور أكبر... حسنًا.... هل بدأت أأخذ أسلوب السرد؟
هه!... نعم... ربما... حسنا... ... مشوش عقلي... ... هل... ... هه؟...... ربما... لا الأمر غير معقول وأنك تقع بها لكن. ... ... تلك الأمور أنت تقع بها..على أية حال نحن في حالة ما دائما... لسنا عقلاء إذًا مجانين، لسنا مجانين إذًا عقلاء... ... هه... ... ... آآه... ... ... حسنا نتذبذب هنا وهناك... ... ... نحن في حالة ما دائما... ... لا يمكن للا شيء أن يوجد... ... ... ... هه؟...... يا فتاة
ماذا يعني ذلك؟... يعني.. يعني.. إني... ربما.. لا.. ربما... تأثير لأفكار سابقة مختلة... ... ... حسنا... ... :) ... ... حالة عقلي] ... ... ...
حاولت سرد أكبر قدر من التفاصيل بها... ... ... بما فيها الابتسامة وآخر جملة... ... ... أتمنى من أحدهم مساعدتي في تشخيص حالتي... ... ... وإن كنت أحتاج علاجًا من نوعٍ ما ... ... ولكم جزيل الشكر...
04/07/2015
رد المستشار
صديقتي؛
من المعتاد جداً أن يسأل كلٌ منا هذه الأسئلة في فترةٍ ما من الحياة، دعيني أقول لكِ ما أعتقد حول ما كتبتِ في رسالتك وقد يكون سهلاً عليك استيعابه وفهمه لما فيك من ذكاء:
لقد خلقنا الخالق وجعلنا مخلوقات قادرة على خلق مصيرها الشخصي من خلال الاختيارات والأفكار والأفعال التي نمارسها أو نختارها، يريد الخالق فيما أعتقد أن نعبده حباً أكثر مما نعبده عبودية، أعتقد أنه يريدنا محبين بدلاً من مجرد عبيدٍ مفروضةٍ عليهم ظروفهم ومفروضةٍ عليهم الطاعة.
نحن أحرارٌ في اختيارنا لكل شيء في حياتنا، لقد نبغت في المواد التي تحبينها وأهملت المواد التي لا تروق لكِ، وهذا اختيار بنيت عليه درجاتك في الدراسة، ما الذي يمنعك من ممارسة بعض الفضول وبعض التفكير الإبداعي فيما يتعلق بموادك الدراسية (لا ينقصك هذا من وصفك لأفكارك المتضاربة والتي لا يمكن أن تحدث بدون تفكيرك في الشيء وعكسه أو ضده، وهو ما يميز التفكير التحليلي الإبداعي)، سوف يؤدي هذا إلى سهولة في تحصيلك للعلم والمعرفة واللذان سوف يعينانك على اختيارات أفضل وحياة أكثر ثراءً ومعنى.
بالنسبة للأفكار الانتحارية فهي أغلب الظن نتيجة لتقدير ذاتي سيء والذي هو على غير ما يعتقده الكثيرون، نتيجة للتدليل في الطفولة. الحب الحقيقي يتطلب الحنان وليس التدليل، التدليل يمنع الشخص من مواجهة تحدياتٍ تصقل النفس والعقل وتؤدي إلى الحكمة، واحترام الذات، والاعتزاز بها (لا علاقة لهذا بالأنانية أو الغرور). أعتقد أننا كلنا هنا في هذه الحياة لكي نتعلم من خبراتنا، وأعتقد أن من أهم الدروس التي علينا تعلمها هو الحب، حب النفس وحب الآخرين وحب الله. لهذا تحث كل الأديان على المشاركة والعطاء والإيثار والصبر على الناس.... وفي كل هذا ممارسة للمحبة والرحمة والحكمة.
الرغبة في الانتحار أيضاً تحتوي على عنفٍ وغضبٍ نحو النفس أو نحو الآخرين (الذين سوف يعلمون كم أخطأوا معنا ويندمون على ما فعلوا عندما نختفي من الحياة). الفراغ الذي فرضتيه على نفسك لا شك أيضاً وأن له دورًا في أفكارك الانتحارية. فعندما تخلو حياتنا من الأهداف والغايات التي تحفزنا وتحمسنا (بسبب الفضول والتفكير الإبداعي) لا نجد سبباً للعيش ونمل الحياة وكل ما فيها.... لدينا الاختيار: إما أن ننظر للحياة على أنها هدية من الله أو على أنها عذاب فرضه علينا الله بلا ذنبٍ لنا. الانتحار فعلٌ غبيٌ أبله؛ لأنه حلٌ نهائيٌ ينهي حياة الشخص نهائياً في حين أن المشكلة أياً كانت فهي مجرد مشكلة مؤقتة..... الحياة كلها مؤقتة.
من ناحية أخرى، يبدو أن لدى البشر عمومًا نوعًا من الرغبة في الموت، ربما لأننا نفطن إلى قلة أهمية هذه الحياة ونتوق للحياة الحقيقية الخالية من الزيف والتكلف والعدوان والخوف والغضب والمشاكل التي لا معنى لها إذا ما أخذنا حجم كوكبنا بالنسبة للكون في الاعتبار. نتوق إلى الرجوع إلى أصلنا ومنشأنا، إلى الله الذي نفخ فينا من روحه. بالمناسبة أي نفخة من روح الله يعصى عليها أو يصعب عليها شيء أو تخاف من شيء( سؤال يستحق التأمل.
لماذا أنا ولماذا أنت؟ لكي نتعلم من بعضنا البعض ونكمل بعضنا البعض، لكي نساعد بعضنا البعض ولو عن طريق التحدي؛ للوصول إلى الحكمة التي تليق بخليفة الله في الأرض. نحن مجانين وعقلاء وما بينهما، كل ما هو غير ممكن يصبح ممكنناً بشيء من الوقت والمجهود.
أنصحكِ بممارسة عدة نشاطاتٍ وهواياتٍ وأن تمارسي الكثير من الفضول نحو العلم، والكثير من التفاعل مع الآخرين..... حاولي التقرب من أبيك وإخوتك، كل منهم باللغة التي سوف يفهمها وبالطريقة المناسبة له أو لها، مع مراعاة إحترامك لنفسك وللمبادئ التي تريدين أن تكون ميثاق حياتك.
في حالة ما إذا كثرت الأفكار الانتحارية فعليك بمراجعة الطبيب أو المعالج النفساني.
وفقكِ الله، وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويتبع >>>>>>>>: تبعات الرشد المبكر هل الانتحار هو الحل؟ م