تبعات الرشد المبكر هل الانتحار هو الحل ؟
ماذا أفعل؟
عامي الـ 16 قد بدأ بالفعل وأنا للآن أجهل السبب وراء عيشي طوال هذا الوقت: Self harm ، اضطرابات طعام، نزعة انتحارية، صراع داخلي، إدمان إنترنت، اضطرابات فكرية اجتماعية دراسية، أفكار إلحادية؛ كل تلك العقد موجودة بشكل ابتدائي وفي كل يوم ستظهر أخرى جديدة تزيد من النعيم الذي أحياه، المشكلة الحقيقية أنها تتطور مع الوقت، تتطور بشكل مخيف والقلق حول تطورها يتطور كذلك أفكار غريبة تحتل رأسي. أفكار حول الحياة الدين الدراسة الناس وكل التفاصيل التي تحيطني.
مؤخرا بدأت أكره نفسي أيضا. أشعر بتقزز من كل تلك المواقف السخيفة -التي أكون بطلها عادة- بالماضي والحاضر. أعلم تماما أنه ما أن أبتدىء بأمر فسأعلق به بسبب أني لا أفعل شيء حياله والبيئة المحيطة بيئة حاضنة لكل الأمراض إن كانت عقلية أو نفسية، هي تضمن وصولها لحالة اللا شفاء، ولا أعرف حقا أين سيؤدي بي كرهي لشخص ملتصق بي كل الوقت، هو فقط سيجعل للانتحار فرصة أكبر لظهوره على أرض الواقع بما أنه موجود أساسا في قائمة أفكاري القابلة للتطبيق.
شيء آخر بدأ يأخذ حيز من عقلي. الشذوذ الجنسي، أكره وبكل معنى الكلمة العلاقة الجنسية الطبيعية بين الذكر والأنثى. أشعر بالتقزز منها بشكل يجعلني أتقبل أي علاقة مثلية أخرى -رغم أن الشذوذ من يفعل المفترض -عموما الأمر مضى عليه بعض الوقت، ونتيجة الوقت هذا أنه يمكنني القول الآن أني أنجذب لجنسي -بشكل غير جنسي تماما -بينما الجنس الآخر لا أشعر تجاهه بأي شيء عدا التقزز ربما. أعلم أن الأمر لا يجعل مني كشخص شاذ والقضية قضية أفكار فحسب، لكن للأمر أن يتطور وهنا الخطر.
أفكاري خارجة عن سيطرتي وهي السبب وراء أغلب مشاكلي أو كلها ربما البيئة المحيطة لها نصيب وافر، هي لعنة متجسدة على شكل عائلة حيث نملك تاريخ عائلي حافل بالأمراض النفسية وبعض العقلية أيضا.
القلق الذي يلازمني يجعل من حياتي لا تطاق بالفعل، أغلب الوقت أتعرض للانتقاد من جميع من حولي بصفتي الحلقة الأضعف داخل البيت، عدم قدرتي على الخروج من البيت أيضا يجعلني في وجه المدفع دائما (كفشة خلق)، سأتظاهر بالقوة وسينجح ذلك لكن الفوضى التي يخلفها داخلي تجعل من القلق يستولي علي بالكامل.
داخل البيت هو ما يشكل ثلثي حياتي بالفعل لذا له النصيب الأوفر من القلق الخوف الكره، الباقي سيكون من نصيب المدرسة، حيث أني في مرحلة دراسية حساسة جدا لا أدرس، فكرت بالتخلص من جهازي والانشغال بالدراسة، لكن كيف لهذا أن يحدث؟ لا أعرف من أين أبدأ وما الذي علي فعله.
قضية أني لا أدرس ليست وليدة اليوم... من ما يقارب ثماني سنوات لم أكن أدرس إطلاقا، باستثناء بعض الأوقات التي أمسكت بها الكتاب للقراءة (ردة عتب) مع هذا درجاتي ليست سيئة للغاية وهو ما جعلني أدخل الفرع العلمي كفرصة أقدمها لي رغم عدم ثقتي باستغلالها.
علاقة سيئة مع الله أمتلكها، وأفكار إلحادية تزورني بين الآونة والأخرى أعيش على حفة هاوية، لا شيء لأتمسك به أركن إليه، وأنا حقا حقا....
حقا لا أعلم ما الذي علي فعله.
7/1/2016
رد المستشار
صديقتي؛
إن تقييمك لاستمرارك فيما أنت فيه وتدهور الأمر بسبب عدم اتخاذك لأية خطوات لتصحيح الوضع هو تقييم عقلاني ومنطقي.... وهذا بالطبع يطرح سؤالا منطقيا وهو لماذا تصرين على أن تبقي في دور المفعول به، بلا رغبة في التغيير أو الإمساك بزمام حياتك؟ ما الذي يمنعك من أن تريدين حياة من نوع آخر؟ ما هو القانون الذي تستندين إليه أو تستسلمين له لكي تبقين في حالة الصراع مع كل هذه الأفكار والمخاوف؟
كلنا أبطال لمواقف في منتهى السخافة في الماضي والحاضر... هكذا نتعلم عن طريق التجربة والخطأ، ليست لدينا طرق أخرى للتعلم سوى أخطائنا وأخطاء الآخرين.... ليس هناك داع للتقزز من هذا.
وجود شخص تكرهينه وملتصق بك (لا ندري من هو) وفي بيئة مريضة وفهمك لهذا في سنك يدعو للإعجاب بذكائك وبصيرتك ويدعو أيضا للحيرة لأنك لا تستخدمينهما لفائدتك، لماذا يذهب كل تركيزك لما يضايقك؟ لماذا لا يذهب إلى ما تريدين؟
إذا كنت تكرهين من حولك فلماذا لا تستخدمين هذا في شحذ الرغبة في التفوق لكي تكون لديك الأدوات والآليات للتعامل معهم أو الانفصال عنهم؟
نأتي لأفكارك عن الجنس:
تكرهين وتتقززين من العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة.... لماذا؟ كيف تكرهين ما لا تعلمين؟
العلاقة الجنسية عندما تمارس بين حبيبين يحبان أنفسهما وبعضهما البعض هي علاقة روحية في المقام الأول، لا تلومي الجنس أو تكرهيه لأن أغلب الناس لا يفهمون عمقه ولا يمارسونه إلا كالبهائم، خصوصا من يستخدمون الدين للحصول على الجنس الحيواني الغريزي على أنه "حق شرعي".
أما العلاقة المثلية فليس فيها احتمال التكامل من ناحية الطاقة المتكاملة (اتحاد الذكر والأنثى) ومن الناحية الروحية وبالتالي فهي حيوانية إلا في حالات نادرة جدا وهي عندما يجتمع مثليان أو مثليتان أدى خلل في تكوين المخ أثناء الحمل في كل منهما إلى تكوين الميول المثلية.
إن كنت تكرهين والدك لأنه جاف عاطفيا وغريب الأطوار فوالدك ليس النموذج الذي يلخص كل الرجال، وبالمثل فأمك لا تلخص جميع النساء ورغبتك في الحصول على الحب من الإناث في أغلب الأحيان سوف تجعلك تنجذبين لمن ليس لديهن الحب الذي تريدين.... عليك بحب نفسك أولا.
لأنك لا تحبين نفسك (وهذا لا يعني الغرور أو الأنانية) ليس لديك سوى القلق والخوف والكراهية لمن حولك ولما في مصلحتك خصوصا تعليمك أو دراستك، ما الذي يمنعك من التركيز فيما هو في مصلحتك إن لم يكن عدم محبتك لنفسك؟
درجاتك ليست سيئة بالرغم من قلة استذكارك وهذا يدل على ذكاء، لماذا لا تستخدمين ذكائك في تصميم شكل المستقبل الذي تريدينه وإرساء خطة له؟ لماذا لا تستخدمينه في بناء نفسك بدلا من هدمها والتمسك أو الاختباء وراء أفكار كلها تدور حول الرفض: رفض للمذاكرة، رفض لله، رفض للدين، رفض للأهل، رفض لنفسك، رفض للجنس، ورفض للحياة عامة..... هل هناك نتيجة لكل هذا إلا رفض نفسك وسعادتك ومصلحتك؟
أنصحك بأن تنتبهي إلى أن مستقبلك سوف يكون من صنعك، تبنيه بتوجيه أفكارك نحو ما تريدين بدلا من التركيز على ما ترفضين.
أنصحك أيضا بمراجعة معالج نفساني لمناقشة كل هذه الأمور مع شخص محايد بطريقة دورية ومستمرة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب