منذ وفاة أبي: إنسان آلي يحاول الانتحار!
أنا مين؟؟
السلام عليكم، لو سمحت ساعدني قل لي أنا عندي إيه؟ بس ماتقوليش استشر طبيبًا نفسيًا مش هينفع. أنا حياتي مدمرة والله، أنا بكره الدنيا دي، ومش عاوزة أعيش فيها، وكل ما انتحر ما يحصلش حاجة، أنا هتجنن لدرجة أن عقلي بيقولي إنك ما بتمرضيش مهما حصل، وبقى عندي الفكرة دي، ومستعدة أعمل أي حاجة في نفسي، ولما حد بيلومني بقوله أنا ما بعياش أبدًا.
أنا حاسة أن حياتي كذابة أوووي من كتر حبي لاهتمام اللي حوالي بي رغم إنهم مهتمون بي، بقيت بمثل إنه بيغمى علي، بس لما بمثل بحس فعلا أنه يغمى علي بجد ما ببقاش فاكرة اللي حصل غير شوية حاجات بسيطة، أنا نفسيتي تعبت جدا، أصحابي سبتهم كلهم، وبقيت بعاملهم وحش جدًا، مش عارفة ليه، مش عاوزة أتكلم مع حد، ولا أشوف حد، مش بلاقي أي كلام أقوله، وبتكسف من الناس إنهم بيكلموني، وأنا مش بلاقي رد لكلامهم.
حاسة أن عقلي وقف وفي نفس الوقت عقلي بيكلمني، أنا أنا وبس مش راضي يسكت بيقولي اقتلي أهلك وأنت ترتاحين رغم أني بحبهم جدًا، ومش هقدر أعيش من غيرهم وهم كمان بيحبوني، وبيهتموا بي، بيقولي موتي نفسك أو اهربي، أنا بكرهه بكرهه أوي.
لو سمحت شف لي حلا أي دواء أي حاجة تخفف ده،
أنا مش عاوزة أموت كافرة ومش عاوزة أدخل مستشفى.
24/07/2015
رد المستشار
صديقتي؛
الكلمات التي اخترتيها لوصف حالتك توحي بالآتي:
فراغ عاطفي ووجداني (ليس هناك في حياتك ما له معنى بالنسبة لك وليس لك هوايات) فكر متحجر إما أبيض أو أسود وليس هناك مكان للألوان الأخرى ودرجاتها (إما الانتحار أو المستشفى وليس هناك مجال حتى لاستشارة الطبيب النفسي) غضب شديد نحو أهلك (أفكار الانتحار وقتل الأهل أو الهروب) غضب شديد نحو نفسك (أفكار الانتحار وترك الأصدقاء أو سوء معاملتهم بسبب عدم قدرتك على التواصل) تمحور حول الذات أو انتباه شديد لاحتمالات رأي الآخرين فيك (لا تجدين ردا عندما يكلمك الأصدقاء فمن الأسهل البعد عنهم).
عندما تقولين إن عقلك يكلمك أنت فقط، ما الغريب في هذا؟؟ أنت أول وأكثر شخص سوف يكلمه عقلك بطبيعة الحال، ثم من أفكارك وكلامك مع نفسك ومن قراءاتك وخبراتك في الحياة تستطيعين التفاعل والتواصل مع الآخرين.
أنصحك بدراسة نفسك ودراسة الآخرين، عند دراستك للآخرين يجب التركيز عليهم أولا وليس على رأيك أو مظهرك في أعينهم، أسهل وأبسط طريقة للتواصل هي الاهتمام بالآخرين وفهم الأشياء المهمة لهم بدون تصنيف للصواب والخطأ، رأيك بالصواب أو الخطأ في الآخرين هو رأيك فحسب وليس الحقيقة المطلقة، وبالعكس فإن رأي الآخرين فيك ليس الحقيقة المطلقة.
لديك نفس الفرصة المتاحة للجميع وهي أن نصنع من أنفسنا أناسًا راضين عن أنفسهم وفخورين بها بدون غرور أو كبر أو تكلف، هذه الفرصة دائما متاحة مهما كانت مرات الفشل والإحباط أو كمياتها.
من هي الشخصية التي تحبينها أو تحترمينها؟ ما الذي يميزها؟ ما الذي عليك فعله لكي تكوني مثلها؟
قد تعجبك جوانب معينة في كل شخص تعرفينه.... ما الذي عليك فعله والتفكير فيه والتفكير به (الأفكار والمعتقدات) لكي تصنعي وتنمي في نفسك هذه الجوانب والصفات؟ ماذا تريدين من حياتك؟ كيف تريدين أن تكوني في الحياة؟..... هذه الأسئلة هي بداية الطريق. يمكنك الاستمرار في الغضب والإحباط والحيرة أو يمكنك صنع حياة جديدة لنفسك. الاختيار يرجع لك في كل الأحوال.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.