زوجتي
غريبة جدًا، فعلا لا أعلم هل لا أفهم نفسي، أم لا أفهمها أقصد زوجتي؟
متزوج من 7 سنوات تقريًبا. عندي 3 أطفال الحمد لله، مازلت لا أعلم المشكلة في؟ أم فيها؟
هي (حسب ما أراها) إنسانة خلوقة متدينة عاقلة هادئة متزنة لا تغلط أبدا بالكلام أو بالفعل تحب وترعى أولادها جدًا وتعطيهم حياتها تشعر بالناس وتهتم بهم.
أنا....، لا أعلم من أنا!! أنا إنسان مخطئ كثيرا بالقول والفعل لا يهدأ لي بال بسهولة أناني متعجرف متسلط مترقب للأخطاء!!
زوجتي تهتم بي مثل ما تهتم بأختها وبأولادها (هم أولادي أيضا) عندما نصل في الحديث إلى مفترق في التفكير تبدأ المشكلة. إذا كان موضوعًا عامًا لا يخص البيت ولا يخص طريقة تفكير زوجتي في حياتنا فأنا أجادل لكن ليس كثيرًا عندما أعلم أنها مختلفة معي. ففي النهاية هو موضوع عام.
أما عندما أشعر أن الكلام يخص البيت ويخص سلوكها معي كزوج أو كأم للأولاد فأنا أجادل ولا أهدأ أبدا. هي تنأى بنفسها عني في هذا الوقت. تبتعد وتقول (طيب أنا هقوم أنا بقى) (أنا هدخل أنام أو أنيم العيال) أنا أشعر هل أنا حقير إلى هذه الدرجة؟ هل أنا طفل يجادل فتقوم عنه أمه لأنها (مش فاضية له). وصلت الأمور بيننا مرة للطلاق. بسبب هذا الإحساس عندي، فلا يقبل رجل من زوجته هذا (التطنيش). أسأل نفسي النساء معظمهن كن يشتكين من (تطنيش) أزواجهن لهن. لماذا (تطنشني) زوجتي؟!! هل يوجد رجل على وجه الأرض يقبل هذا التعامل من زوجته؟؟
أنا أتحدث كثيرًا، هي تهرب بمخها من هذا الحديث.
السؤال هنا: كيف أتعامل مع هذا (التطنيش) منها. عندما أصالحها وأقول كلامًا حلوًا تعود إلي وتكون (مبسوطة) عندما أتكلم في شيء أراه فيها أو رأي مختلف تقول (هنرجع تاني. أنت بتدور على المشاكل)، هل الحل أن أسكت؟ هل الحل أن أرى أشياء لا تعجبني ولا أتكلم؟
عندما أتكلم وتناقشني ماذا يجب علي أن أفعل؟ أنا أناقشها فعندما تراني مصر على ما أقول تقول جملها المعتادة (طيب أنا قايمة) ماذا علي أن أفعل؟ أنا لم أتزوجها زواج صالونات، أنا رأيتها وأحببتها وتقدمت لخطبتها،
ما الحل في رأيكم؟
أنا بدأت أكرهها وأكره نفسي.
10/08/2015
رد المستشار
هل الحل أن أسكت؟؟، هل الحل أن أوافق على أشياء لا تعجبني؟.... لا بالطبع، الحل هو أنت تسأل نفسك سؤالا مهما يغيب عنك، أو تغيبه أنت عنك دون أن تدري. ألا وهو: مع من تتحدث؟؟ مع من تنتقد؟ مع من توجه شحنة النقد والتأنيب وتجلسه أمامك كأنه مذنب؟؟؛ فأنت لا تتحدث لزوجتك بالمرة، فأنت تتحدث لشخص، أو أشخاص أخرى وتلبسهم لزوجتك!، فابحث عن من جعلك تقارن نفسك بالآخر دائما.
أبحث عن مدى رضاك وراحتك في علاقتك مع أبوك، وأمك؛ فأنت تحتاج للغوص في داخلك أنت لا هي؛ فلتبحث عن مشاجرتك هذه لماذا ومع من؟، فهي حين تقوم من أمامك تعي بشكل ما على مستوى من مستويات وعيها أنك لا تتحدث لها هي، وإن لم تتمكن من التعبير عن ذلك، وتطنشيها ليس تطنيشا، ولكنه الاسلوب التي اضطرت إليه لتتكيف مع تهوراتك النفسية معها، ولأنها متصالحة مع ذاتها وشبعت من الحب والحنان سواء في بيتها، أو تصالحت مع حرمانها منه بشكل صحي، فالحب والحنان ليس المقصود به الأكل والشراب والملبس والتعليم؛
فحب والديك لك بلا شروط واهتمامهم بما يحزنك، وما يسعدك، ودعمك وقت الاحتياج والاحساس والتقدير لمشاعرك، وتعزيتك وقت الألم، واحترام تفاصيل كيانك وان لم يتبنوه، والسعي لتحقيق ما تريده أنت لا مايريدونه هم.... وغيره الكثير الذي يطول شرحه، هو حقيقة الحب وحقيقة الاهتمام، فأنا أدعوك للمزيد من النضوج النفسي الذي يبدأ بمعرفة نفسك الحقيقية، والتعرف على مشاعرك وتسميتها.
وتذكر آلامك والنوح عليها بلا غرق، لتبدأ مشوار التصالح بداخلك بصدق، وحينها ستكف عن تلبيس زوجتك أي آخر، وستكف عن موقف الأستاذ والتلميذ، وستكف عن تفسير تصرفاتها بتفسيرات تؤلمك، أو تفسيرات أقل ما يقال عنها أنها خاطئة...... دمتما بخير.
ويتبع >>>>>: أنا ولا هي؟ قل لنفسك آن الأوان م