قل لنفسك آن الآوان
لا أعرف ماذا أقول؟
أرسلت من قبل استشارة ولم يتم الرد. لذا أرسل هذه الاستشارة وأرجو أن أستفيد. عندي مشكلة مع زوجتي وأرسلت من قبل استشارة نشرت باسم الجنس الناعم قبل تقريبًا أربع سنوات وقد قمت وقتها بعرض الاستشارة والرد على زوجتي لقراءتها وللاستفادة منها معًا، لكنها بعد قراءتها قامت بكل هدوء بنفي كل ما قيل من رد المستشار وقالت (أنا معنديش الحاجات دي) المهم خلينا في الوقت الحالي.
تتزايد المشاكل مع زوجتي وبالأخص عند سفري وجلوسي وحيدًا في الغربة لكن عمومًا لا أتوقع أن يكون بعدي هو السبب, في الغالب المشاكل حسب نهاية كل مشكله يكون السبب هو أنا! من وجهة نظر زوجتي دائمًا أنا من يقوم باختلاق المشاكل من لا شيء وأفتعل الخناقات والنكد وأنها (زهقت من كتر الكلام ده).
كل ما أفعله أنني عندما أرى شيئًا أو تصرفًا أو تفكيرًا لا يعجبني أتكلم فيه معها وأقول لا أريد هذا الشيء فترد علي وتقول (ليه؟؟) أبدأ أنا طبعًا في محاولة إقناعها بسبب رفضي أو قبولي لهذا الشيء, و هي من المستحيل أن تقتنع نهائيًا فتبدأ المشاكل وتنصرف عني وتقول لي (أنا زهقت أنت مبتزهقش من الكلام) وتقول أن كل ما أعترض عليه كلها أمور تافهة ولا تستاهل كل هذه المشاكل.
في القريب بدأت أعرف متى أتوقف عن الكلام وتعلمت أن أتوقف عن الكلام عندما تقول لي (ليه؟؟) أو عندما تسألني عن وجهة نظري. أو عندما أشعر بأنها تقول لي (حاضر) وخلاص وعندما يحدث نفس الموقف يتكرر نفس الخطأ وكأنني لم أقل شيئًا وهذا الذي كان يدفعني بأن أصر على إقناعها في الماضي. لكن الآن أنا أكتفي بأن أقول ما أريده أو ما لا أريده وفقط. لا أدخل في أي مناقشات معها. وهي كانت تقول لي أن ما أريده سوف تفعله في النهاية سواء هي مقتنعة أو لا. فلذلك قررت أن أتوقف عن إقناعها حتى لا تزيد المشاكل ويزيد عندي إحساس أنها لا تحبني مثلا لأنها غير مقتنعة بكلامي. فقررت التوقف عن إقناعها أخيرًا.
المشكلة الآن أنني اكتفيت وأنا في الثلاثين من عمري أنني أصبحت إنسانًا بلا أصدقاء، فعلا كل من في حياتي عبارة عن معارف وزملاء وكل شخص لديه أصدقاؤه أما أنا فبلا أصدقاء كنت أرسلت مشكلة أيضا من قبل، لكنها من فترة طويلة أتوقع من أكثر من 10 سنوات أو 13 سنة، لدرجة أنني لا أتذكر عنوانها بالضبط لكن كان مضونها أنني تركت أصدقائي من فترة طويلة وبدون سبب عند دخولي إلى الجامعة مباشرة شعرت بشعور غريب وابتعدت عن كل الناس واكتفيت بمشاهدة التلفزيون والنوم فقط. إلى الآن أصدقائي القدامى يعرفون بعضهم ويتقابلون أما أنا فأعيش في الماضي أو في الأوهام، ولا أملك أي صديق حتى إذا تكلمت مع أحد منهم فيكون كأني أتكلم مع شخص أصبح غريبًا عني مجرد أن أطمئن عليه وفقط. لا أملك أي أصدقاء.
لماذا أحكي لكم هذه المشكة؟ لأنها تؤثر على علاقتي بزوجتي أيضًا. فبما أنني لا أملك أي صديق بالفعل فحياتي كلها عبارة عن زوجتي فقط. لدي ثلاثة أولاد، أعتبر زوجتي صديقتي وزوجتي وكل شيء هي من أحكي لها هي من أشكو لها. أقصد بذلك أنني لا يوجد أحد آخر أصلا فذلك يجعلها (تزهق) مني. بسبب مسئولية الأولاد والبيت فأنا أعتبر عالة عليها زائدة. هذا ما تقوله لي (أنا حاسة أنني بدل ما عندي 3 عيال حاسة أنني عندي 4) عموما فعلا حياتي الخالية من الصداقة تجعلني لا يوجد في حياتي إلا زوجتي وهذا شيء منفر.
يوجد مشكلة أخرى كانت تحدث لي لكن وأنا صغير لا أتذكرها كثيرًا لكن خطرت على بالي فسأقولها لكم ممكن أن تفيد. كنت وأنا صغير جدًا تقريبًا في الصف الرابع أو الخامس الابتدائي كنت أشعر دائمًا أنني أريد أن أواسي الأطفال الأصغر مني سنًا. بمعنى أنني كنت أقول لصديق من أصدقائي في الفسحة مثلا أذهب وأضايق أو أضرب هذا الطفل الصغير غالبًا أختار طفلا يكون في الصف الأول الابتدائي مثلا حتى أكون أنا كبير بالنسبة إليه.
وعندما يذهب صديقي لضربه فيجعله يبكي أذهب أنا لمواساته والطبطبة عليه وأقول له (معلش) وأوصله إلى فصله حتى ينتهي من بكائه. وأحيانًا كنت أذهب إلى فصله وأطمئن عليه وهو في الفصل حتى يستغرب المدرس وقتها ويقول لي من أنت؟ هل أنت أخوه؟ وأنا أقول لا أنا صديقة. لكنها كانت مرات معدودة ونسيت هذا الشيء بعدها ولم يتكرر. لكنني أشعر أنه يتكرر مثلا الآن لأنني في الغالب ممكن أن أكون بالفعل أفتعل المشاكل ثم أقوم بعدها بمواساة زوجتي! هل هذا ممكن؟ وأيضًا أنا غالبًا لا أقبل الاعتذار منها بمعنى أنها عندما تعتذر في كثير من الوقت أزيد في المشكلة حتى تغضب هي فأقوم أنا بمواساتها ومصالحاتها. هل أنا مريض؟ أنا لا أعلم.
في النهاية أقول إنني لا أعلم كيف أتعامل مع زوجتي وهل أنا المشكله أم هي أم نحن الاثنان؟ أنا دائمًا أقول إن المشكلة يجب أن يكون سببها طرفين ما دامت حصلت ما بين طرفين إلا إن كان طرف منهم مريضًا أو مجنونًا.
لا أعلم هل طريقتي في التوقف عن الكلام معها وعن إقناعها؟ هل هذه هي الطريقة الصحيحة؟ هل أستمر على ذلك؟ هل هي عندما لا تقتنع بكلامي هل هي بذلك مخطئة؟ هل عندما ترى أفعالي واعتراضاتي كلام فارغ وتافه؟ هل هي مخطئة أم أنا المخطئ؟ أيا كان من المخطئ أنا أريد حلا.
أنا أعمل وأنجح في عملي وأتكلم مع الناس بكل طبيعية لست منغلقا أو كارهًا للحياة بالعكس أنا فقط ليس لدي أصدقاء فعليون.
آسف على الإطالة. ربنا يبارك فيكم إن شاء الله.
28/8/2015
رد المستشار
يبدو أن وحدتك ليست كلها سلبية؛ فلقد تمكنت من رؤية ما تفعله بنفسك منذ صغرك؛ فخط الشخصية الرئيسي يظل كما هو وإن تبدلت الظروف والأشخاص ومساحات العلاقات مادام لم يطرأ عليها تغيرات من العيار الثقيل، فكل ما أحتاجه منك الآن بعد تلك الرؤية الغاية في الأهمية لطبيعة فهمك عن نفسك ومشاعرك هو أن تزيد من تواصلك مع نفسك بدرجة أعمق؛ وكلما بدأت برصد إحساسك، ثم التعرف على الفكرة العميقة من ورائها كلما خفتت الضوضاء داخلك، وكلما توقفت عن افتعال المشكلات.
وسأعينك ببعض التساؤلات دون أن ترد عليها بشكل سطحي فلا تصل لشيء حقيقي، ولكن رد عليها بدرجة من العمق والهدوء؛ فأنت في حالة سجال مع زوجتك في شكل مناقشات وتقييم لما تم فعله، أو ما لم يتم فعله..... لماذا؟ لتثبت أنك الأكثر فهمًا وأهمية أم ماذا؟
ركز في أن إحساسك لا ينتج عن الموقف إطلاقا، ولكن ينتج عن تفسيرك أنت للموقف كما ذكرت أنك تشعر بالضيق لرفضها عمل شيء معين، فأنت لم تشعر بالضيق لرفضها ولكن لتفسيرك أنت لرفضها بأنها لا تحبك، وهنا الخطأ، وأتمنى أن تعود لقرار الوحدة؛ لماذا لا تصادق بالفعل هل تخاف من القرب؟ أم تخاف من مسئولية العلاقات، أم لا تثق في الآخر وتطمئن على نفسك ومشاعرك الداخلية معه؟ أم هناك سبب آخر؟
وأنا معك أن المشكلة تحدث بسبب الطرفين، ولكن هتاك طرف قد لا يكون مجنونًا ولا مريضًا نفسيًا، وإنما يزيد من وجود المشكلات لأن لديه أمورًا لا زالت عالقة لم تحل بداخله؛ فيحتاج لحلها أولا حتى لا يظل شريك حياته يدفع فاتورة حساب قديمة دون أن يشعر؛ فلتحل ما لم تحله سابقًا أولا؛ فقد تجد شيئًا ما بينك وبين والدك، أو والدتك، أو مواقف وعلاقات سابقة؛ وحين تحلها ستتمكن من سماع صوت الهدوء والسلام النفسي بداخلك، وستتمكن من التعامل مع تحديات حياتك مع زوجتك دون أن تجعلها تدفع فواتير قديمة لا تخصها، وستجعلها تدفع فقط فواتيرها الخاصة بها بنضج ومسئولية، هيا ابدأ ونحن معك.
ويتبع >>>>>: أنا ولا هي؟ قل لنفسك آن الأوان م1