الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشكلتي باختصار أنني حدثت لي قصتان وأنا صغير ولا زال تأثيرهما عليّ كبيرًا حتى الآن، أول قصة وأنا عندي 11 سنة دخلت شوكة في قدمي وأمي أخبرتني أن كل شيء يصيب المسلم فيه خير له فكان ظني أن الله جعل تلك الشوكة تدخل قدمي فسببت الله (أستغفر الله العظيم) ثم تبت بعدها وندمت واستغفرت الله ولم تتكرر تلك الفعلة أبدًا، ماتت أمي وأنا عمري 11 عامًا، أبي كان قاسيًا معي ثم أصابه مرض الاكتئاب ثنائي القطب، فقدت الحنان بموت أمي وفقدت الأمان باضطراب أبي وعدم تفاعله معي في الحياة وسخريته مني في كل شيء أفعله والتعمد في التقليل مني والتحدي أنني لن أنجح.
في سن 14 عامًا حتى سن 18 عامًا نظرت أكثر من مرة لأخت أكبر مني ب 16 عامًا، نظرات شهوة جنسية لكن نظرات فقط، لا لمس لا تحرش لا فعل، فقط نظرات وتخيل، ثم تبت بعد ذلك وتوقفت تمامًا عن ذلك الموضوع في سن ال 18 تمامًا، لم يتكرر ذلك أبدًا من وقتها حتى الآن، لكنني بعد توقفي أدمنت المواقع الجنسية خاصة المتعلقة بزنا المحارم ومارست العادة السرية عليها، وأصبحت أفكار القصتين السابقتين في موضوع النظر وموضوع الشوكة تراودني كثيرًا وأشعر أنني فاشل وال guilty feeling وفقدان الاستمتاع بالحياة، والاكتئاب أخذ معي شكل نوبات حزن تتكرر كل فترة ثم مرحلة الوسواس القهري.
ذهبت إلى طبيبين نفسيين، الأول لامني وقال لي كيف تفعل ذلك؟ أنت مذنب، أنت تحتاج توبة لا علاجًا، وأعطاني علاجًا لم أتحمل آثاره الجانبية، الطبيبة الثانية كانت ألطف ومحادثتها أفضل وكانت تريحني بكلامها لكن دواءها كان يسبب لي الغثيان والقيء والصداع والنوم بكثرة شديدة يوميًا وانتظمت معها لمدة سنة على أربع زيارات كل مرة تكتب لي دواءً ولا أكمله لآثاره الجانبية المزعجة.
أنا في الأساس مريض قولون عصبي ومعدتي تضطرب كثيرًا، قالت لي أنت مريض وسواس قهري ديني وجنسي وتشاؤمي وعندك أفكار اندفاعية، المشكلة أنني لا أسامح نفسي على النظر لأختى ولا على قصة الشوكة، وكلما تذكرت ذلك أحزن بشدة، الموضوع أثر بشدة على حالتي الاجتماعية وتسبب في فشلي وتأخري كثيرًا عن أقراني في شتى مراحل ومجالات الحياة، فأصبحت لا أطيق العمل أكثر من 8 أشهر في أي مكان، مرعوب من الزواج كخطوة كبيرة وأنا الطفل الذي لم يتحمل مسئولية يومًا، مرعوب من السفر للعمل خارج بلدي لأنني مقتنع بالفشل وأنني سأفسد كل شيء.
أسوأ شيء هو أنني أحيانًا أضبط عقلي الباطن وهو يقول في نفسه وأعرف ذلك من خلال المشاعر، أشعر بعقلي الباطن يقول أنني لا أستحق فرصة ثانية أنا نظرت وقصة الشوكة، حياتي تفسد بسبب الوسواس القهري والذي سبب بدوره رهابًا اجتماعيًا واكتئابًا مصاحبًا له، العلاج الدوائي فشل بسبب عدم قدرتي على تحمل آثاره الجانبية.
أخبرت أختي الكبرى التي نظرت لها دون علمها وقلت لها أنا نظرت لكِ نظرات جنسية في فترة كذا وكذا وأريدك أن تسامحيني فقالت لي أسامحك وضحكت وقالت لي كل المراهقين يمرون بتجارب لكن لم يقلل ذلك من شعوري بالذنب، مع الوقت تعايشت مع الحزن لكن مع شعور دائم بالدونية وأنني أقل من الجميع لما فعلته من ذنوب وأنني لو نجحت في شيء فذلك محض صدفة ليس إلا. مارست رياضة الجري في المساحات الواسعة واختراق الضاحية لمسافات مثل 4 ل 8 كيلو مرة أسبوعيًا وبعد فترة مللت وتركت الأمر وهو كان يقلل قليلًا توتري وإحساسي بالذنب.
خيالي الجنسي مريض لإدمانى مواقع الجنس المتعلقة بزنا المحارم، مع أنني لا أتخيل ذلك على محارمي، انتهى أمر المحارم معي للأبد _الحمد لله_، لكن موضوع تأنيب الضمير لم ينتهِ كما لو أن الأنا الأعلى قد تسلط عليّ، يأتينى شلل النوم كثيرًا أو ما يعرف بالجاثوم وظللت فترة مقتنعًا أنه مس طائفي من الشيطان إلى أن عرفت أنه اضطراب ما بين مرحلة قبل الاستيقاظ وإرسال المخ الإشارات للجسد لكي يستيقظ.
أشعر أن مشكلتي تكمن في أن يقول لي أحد أنت كويس أنت مش وحش وهذا ما فعلته الطبيبة معي لكن ذلك لا يدوم لأكثر من يوم وأعود كسابق عهدي، موضوع الفراغ و ملء الفراغ يقلل بالطبع من تلك الأفكار لكن لا ينهيها، موضوع الفلوكسيتين وأنه SSRI لم ينجح معي لآثاره الجانبية، لي أخ كان مريضًا بشيء نفسي يسبب له رؤية هلاوس سمعية وبصرية لكنه تعالج وتعافى بالكامل، لم أجد أمي ولا حتى أبي معي بقوة خلال مراحل نموي المختلفة، لا أبرر أي أخطاء فعلتها أنا أنضج من ذلك الخطأ خطئي وإن كنت سأطلب المغفرة فمن الله وليس من إدارة الموقع.
أنا أسرد لك الأمور كما تحدث، لم يكن لي أصدقاء كثيرون على مختلف مراحل حياتي إلا بالجامعة وهي صداقات ليست قوية بل صداقات يمكن القول أنها زمالة، ليس لي صاحب أجلس معه فأفصح له عما في صدري، إخوتي ينظرون لي دائمًا نظرة المقصر وخاصةً أنني ضاعت مني 4 سنوات منذ أن تخرجت وعمري 21 إلى الآن وعمري قارب على ال 26 ضاعت ولم أستفد شيئًا ولم أتغير ما زلت كئيبًا وحزينًا ونادمًا، للشيطان بالتأكيد دور، وللمواقع الإباحية دور، لكن ما الحل؟
هناك شيء لاحظته على نفسي، شهوتي للجنس ليست جنسية ليس هيجان للأنثى ومفاتنها، إنه هيجان مشاعر، أشعر بهيجان مشاعر وأنني أرغب في احتضان الأنثى وممارسة العاطفة معها فأنا أفتقد في الأنثى العاطفة لا الجسد وعندها يساومني ذلك الشعور أهرع إلى المواقع الإباحية ولكن لا ألبث أن أمل منها فأفتح منها ما هو متعلق بالمحارم، لا أدري لماذا أتعلق بذلك؟!
قد يكون لصعوبته أو لأنه صعب التطبيق فهو أمتع مثلًا، لا أتخيله على أحد محارمي لكن أتلذذ بالفكرة وقد يكون ذلك تحت مسمى فساد الخيال، أحاول كل شهر أو اثنين الامتناع التام لمدة 14 يومًا ثم لا ألبث أن أعود بعدها لسابق عهدي ولا أمل المحاولة في التوقف لكن دون جدوى، عندي دونية وخوف من أن تكون قدراتي أقل من المطلوب فلا أقدم في وظائف كبيرة وعندما تعرض عليّ وظيفة كبيرة كواسطة أخاف بشدة أن أتقدم لها حتى لا أكسف واسطتي مع صاحب العمل الذي قد يكتشف أني غير كفء.
تقديري العام أيام الدراسة هو امتياز مع مرتبة شرف عليا، أخاف من الزواج، أحيانًا أمشي في الشارع وتنتابني نوبة تشبة الـ panic attack لكنها مش panic إنها شعور أن الناس تتفرج عليّ وأنني مكسوف أوي وعاوز أصل البيت بسرعة حاجة زي أل social phobia، الأدوية التي لم أتحمل آثارها الجانبية هيparoxetine , escitalopram , aripiprazole , trittico والأخير كان بسبب عدم قدرتي فترة من حياتي على النوم وشدة الأرق فكتبته الطبيبة لي.
آخر زيارة كانت للطبيبة شهر 8 السابق وقالت لي وقتها أنت تحسنت كثيرًا ولكنني أتحسن فقط عندما أراها وتكلمني وعندما أذهب يعود لي الحزن، من أشكال الانحراف الجنسي في خيالي فيما يتعلق بموضوع المواقع الإباحية المتعلقة بالمحارم هي أنني أعشق زنا الابن لأمه أو لأي سيدة كبيرة في السن حتى لو ليست قريبته، أعشق النساء الكبيرات في السن، لا أعرف هل لذلك علاقة بموضوع أنني يتيم الأم أم لا؟!
أغلب الناس تحبني وأصدقاء الجامعة يحبونني لكنني لا أحب الاحتكاك بهم كثيرًا لأنهم جميعًا ناجحون في العمل وفي الزواج وأخشى الاحتكاك بهم وأن أحسدهم، أخاف أن أحسدهم فأقلل من الاحتكاك بهم، كما أنهم عندما يحكون لي عن نجاحهم أحزن على نفسي، وأحيانًا لا يريد بعضهم ذكر أحداث مهمة أمامي خوفًا من أن أحسده كصديق قال لصديق أمامي مبروك على الخطوبة فقال له بعد أن نظر له أنا مخطبتش.
بعض أصدقاء الجامعة قالوا لي يحزننا حالك، أنت أثرت فينا جميعًا وجعلتنا نغير أغلب عيوبنا عبر نصائحك لنا لِمَ لا تنصح نفسك و تتغير ويحسبونه هينًا؟ أحيانًا تنتابني فكرة فأتحمس لها بشدة مثل تربية الحمام أو شراء حوض سمك أو اشتراك في جيم أو حتى السفر للمصيف وحدي وأتحمس للفكرة بطريقة هوسية مثل أل craving ثم يأتي اليوم الذي يليه فأشعر بمدى تفاهة أفكاري بالأمس وما هذا الهبل الذى كنت سأفعله؟
أيضًا أنا قدمت أوراقي للعمل في إحدى الدول العربية لكن أنتظر ردًا وانترفيو منهم لكن في داخلي أنا مرعوب من السفر ولا أريد السفر لكن أسعى لعل وقتها أكون قد شفيت وأيضًا أبي وأخي يضغطان عليّ في ذلك الأمر، أريد أن أتزوج لكنني نفسيًا غير سوي وغير متماسك، وذلك يؤخر فرص العمل الجاد الذي بدوره يفشل أي خطط زواج مستقبلية، الموضوع أشبه بالبيضة الأول ولا الفرخة.
أتمنى أكثر من شيء في نهاية رسالتي:
أولًا: مع احترامي لكافة القائمين على الموقع أتمنى حجب رسالتي وحجب موقع بريدي الإلكتروني لأن العديد من معارفي قد يصادف أن يقابلوا رسالتي فيعرفوا عني كل تلك الأسرار وهي أسرار غاية في الخطورة لو عرفها الناس والمعارف عني.
ثانيًا: الدكتور أبو هندي أتمنى أن يرد هو بالذات على رسالتي لأنها متعلقة بالوسواس القهري الذى أعتبره وسواسًا مستعصيًا.
ثالثًا: هل هناك نصيحة حتى أستطيع مسامحة نفسي خاصة موضوع أختي؟ أختي كانت ترتدي ملابس قصيرة ومتعرية على اعتبار أن من حقها الراحة في بيتها، لكنني كنت في مرحلة فوران ولم أستطع التحكم في ذلك الفوران إلا بعد تعلم العادة السرية لا أبرر خطأ وهذا مبدأ معروف في الشرع والتوبة وحتى في الطب النفسي، أنا أسرد وقائع.
رابعًا: هل سأتخلص من الدونية والرهاب الاجتماعي ووساوس الدين والجنس والتشاؤم المستقبلي، أكرر أتمنى حجب البريد الإلكتروني الخاص بي حتى لا يتعرف الناس عليّ من خلال بريدي الإلكتروني،
شكرًا لكم إدراة الموقع، أتمنى أن يجعل الله نهاية الطريق عندكم فقط كان طريقًا طويلًا طوله 11 عامًا وكله مؤلم ومحزن وبدون رفيق،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
26/9/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
تم تحويل استشارتك للإجابة عنها. أما حجب الاستشارة ومحتوياتها فسأترك هذا الأمر لإدارة الموقع.
يمكن النظر إلى استشارتك من بعدين:
1- البعد الأخلاقي: فيما يتعلق بما تسميه الإدمان على المواقع الإباحية والشعور بالذنب من جراء هذه الخطيئة وبالتالي حصر ما تعانيه في إطار الوسواس وينتهي الأمر بإطلاق المواعظ تجاهك كما فعل الطبيب النفسي الأول الذي راجعته. هذا الطريق لا علاقة له بالطب النفسي ولا فائدة منه.
2- البعد الطبي النفسي: وصياغة حالتك من خلال النماذج الأربعة التي نستعملها في الطب النفسي.
تشير في رسالتك على ما أظن أنك تخرجت من كلية الصيدلة في عمر مبكر (21 عامًا) وبدرجة الشرف الأولى. من المتوقع أن الخريج المتوفق أكثر حظاً من غيره في الحصول على عمل والانتقال من مرحلة الطالب إلى مرحلة الإنسان العامل. لم يحدث هذا معك ولا تزال عاطلًا عن العمل تنتظر فرصة الهروب من محيطك إلى محيط آخر ربما يسكون أكثر نجاحاً في سد احتياجاتك الناقصة. يمكن تفسير هذا الحدث بإصابتك باضطراب نفسي جسيم أدى إلى تدهور مستوى أدائك الوظيفي وبالتالي ظهور الرهاب الاجتماعي ورهاب الساحة. لو كانت مشكلتك تكمن في إصابتك باضطراب القلق لتخلصت منه تلقائيًا خلال عام أو عامين.
فقدت الوالدة في عمر مبكر وكان تعلقك بالوالد متأزمًا بسبب مرضه النفسي. في الوقت الذي نجحت فيه أختك بالجواب الصريح حول استفسارك للحصول على صك غفران منها تراك غير قادراً على استعمال دفاعات نفسية ناضجة كالتي تملكها الأخت الفاضلة. سيقول لك الطبيب النفسي إن إجابة الأخت تعكس نضوجها النفسي مقابل عدم نضوجك أنت. هذا التفاوت في النضوج النفسي لا يمكن أيضاً تفسيره إلا بإصابتك باضطراب نفسي جسيم.
فقدان الأم والتعلق المتأزم بالأب بعد ذلك يؤدي إلى عملية استيطان نفسية غير شعورية للإنسان الذي كنت تنظتر الرعاية منه. عملية الاستيطان هذه غير شعورية وهي لكائن شرير هو الأب.
الطفل الذي يفقد والدته لسبب أو آخر يحمل داخله عواطف قوية سلبية لا يعرف كيف يتعامل معها ولا يعرف كيف يصارع هذه الكائنات الذي كان يجب أن ترعاه؟ هذا الصراع يصل قمته في نوبات الاكتئاب ومواجهة التحديات. بما أن الإنسان لا يقوى على صراع من رحل وصراع من لا يزال موجوداً لكي يعاقبه يتوجه نحو طريق ارتدادي وبدائي. في حالتك كان هذا الطريق هو ما تسميه الإدمان على مواقع مبتذلة حول زنا المحارم وما أسميه التفسخ البدائي. كل ذلك يطفو على السطح حين يصاب الفرد باضطراب نفسي جسيم. وهذا أيضاً يفسر السلوك الذي تشير إليه في استشارتك.
الشعور بالذنب وبهذه الشدة يقترب من حافة الذهان الاكتئابي. قد تختفي أعراض الاكتئاب جزئيًا ولكن تفسخ الإنسان وتدهور أدائه الوظيفي يستمر وبالتالي يصبح الذنب وهاماً لا يستطيع الإنسان التخلص منه. بعبارة أخرى مسار الاكتئاب الذهاني أحياناً وبدون علاج لا يختلف تماماً عن مسار الفصام بدون علاج وحالتك واحدة منها.
التشخيص:
1- اكتئاب ذهاني.
2- اضطراب الثناقطبي.
3- لا يوجد أي دليل على ما تسميه بالوسواس القهري.
التوصيات:
1- أنت مصاب باضطراب نفسي جسيم مزمن وعليك الحديث مع طبيبتك النفسية حول العلاج.
2- أنت بحاجة إلى عقار مضاد للذهان مع مضاد للاكتئاب. لا أحب التعليق أو التوصية بعقار معين لأنك تحت إشراف استشاري آخر.
3- تتحمل الأعراض الجانبية وتتحدث مع طبيبتك حول السيطرة عليها. لا إلا في شفائك كلياً من المرض دون العقاقير.
4- يجب أن تكون مراجعتك كل أسبوعين وتدخل في جلسات كلامية منتظمة لا تقل عن 12.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
اكتئاب ذهاني: وخوف من دوامة العلاج النفسي
علاج الاكتئاب الذهاني
اكتئاب ذهاني أم ذهان وأعراض اكتئاب ؟
اكتئاب ذهاني Psychotic Depression
اكتئاب شديد وربما أعراض ذهانية
أعراض ذهانية وجدانية مختلطة؟؟
ويتبع >>>>>>: اكتئاب ذهاني ... ما كل تفكير شديد وسواس ! م