لا أتحمل واقعي
أنا هكتب بالعامية علشان دا أسهل علي وأنا آسفة إذا كانت الرسالة هتكون طويلة شوية. أنا مش عارفة بداية المشكلة منين. في الأول افتكرتها بعد جوازي بس أعتقد أنها بدأت من بدري. أنا أصغر إخوتي أمي خلفتني وهي معدية الأربعين سنة. ما كنتش بتهتم بي أوي من الناحية النفسية. كانت مهتمة أكثر بالناس والقرايب والمعارف وأنها إزاي تحوش لنا فلوس. والدي أستاذ جامعي والله يرحمه كان رجلا طيبا بس كان سايبنا بردة مش مركز معنا إحنا أولاده وكان برده مهتما بمعارفه وأصحابه وعلاقاته وحتى لما قعد من الجامعة لظروف صحية ماكنش مركز معنا لأنه كان كبر خلاص وعدا السبعين.
مش عارفة إذا كان نتيجة لكل هذا. لكن أنا كان عندي تبول لا إرادي استمر لحد يمكن لما بقيت ١٥ سنة، كانت عندنا بنت من البلد كانت مقيمة معنا وأنا في سن٦ سنين مثلا وهي كانت بتاع ١٦ أو ١٧ سنة. البنت دي كانت تتحرش بي وكانت تعتدي علي ومفهماني أننا كدا بنلعب. أمي ما كنتش مفهماني يعني إيه تحرش؟ ويعني إيه اعتداء إلخ؟ أدركت بعد ما كبرت أن هذا كان اعتداء. هذا الوضع استمر يمكن سنتين وبعدين البنت مشيت.
أنا كنت بعمل حاجة غريبة. أنا كنت بقفل على نفسي باب الأوضه وأتخيل أنني أي شخصية أنا عاوزاها وأتخيل الأشخاص اللي حوالي وأبدأ أعمل تمثيلية كبيرة وأنا البطلة. أنا كنت ببقى مدركة كويس أوي إن هذا مش حقيقي وأن هذا من تأليفي. كنت ببقى مبسوطة بحاجة زي كدا وكنت أحس أنني مخنوقة أوي لو الظروف ماسمحتش أني أعمل هذا كذا يوم وراء بعض. عادة في التمثيليات دي كنت ببقى شخصا ناجحا ومحبوبا ومختلفا وشخصيته قوية وجذابة الغريب أنا كنت شاطرة جدا في المدرسة وعندي أصحابي وبيحبوني وشخصيتي قوية كمان وأحيانا قيادية. وكان أساتذتي بيحبوني وبيعتبروني سابقة سني ومخي كبير.
أنا كان دايما نفسي أسافر وأشوف الدنيا ونفسي أتعلم في الخارج تعليم كويس. بس ماقدرتش ودخلت جامعة حكومية في الآخر لأن أهلي رفضوا حتى يدخلوني جامعة خاصة هنا في مصر فضلا عن أن يسفروني.
استمر الوضع هكذا لحد ما دخلت جامعة بحاجة بسيطة. جوزي اتقدملي. كنت فرحانة طبعا لأني ما كنش لي أي علاقات عاطفية مع شباب. إلا مرتين مثلا عملت شات مع ولد ولا اثنين وكنت في الآخر بفرمل نفسي.
خلصت ثانية جامعة وتزوجت. الدنيا كانت ماشية لطيفة. كان فيه مناوشات خفيفة بيني وبين زوجي بس عادية ما كنتش حتى بتخرج ما بينا وكنا بنحلها وخلصت السنتان على خير وتخرجت وكنت حاملا. هناك ملحوظةأنا مابطلتش عادة التمثيل اللي أنا كنت بعملها ولحد دلوقتي.
أثناء هذا كله كنت على طول حاسة أني ماشية غلط وواخدة حياتي في سكة غلط. وإيه اللي أنا عملته في نفسي؟! هو أنا عاوزة دلوقتي أفتح بيتا وأكون أسرة؟ أنا لسة في أول حياتي وعاوزة أكمل دراستي وعاوزة أشتغل وعاوزة أسافر وأنطلق وأشوف الدنيا.
دلوقتي أنا مكبلة بمسؤوليات وبيت وزوج وكمان شوية طفلة، الدنيا كانت كل شوية تسود في عيني وأوقات أعيط وبعدين يمر الموضوع ويرجع يتكرر تاني. قدمت على دراسات عليا وبدأت فعلا بعد ولادتي ب٣ شهور تقريبا
حاجة أيضا أعتقد لازم اقولها أنا ما كنش عندي أي رغبة جنسية ناحية زوجي وكنت بديله بس حقه علشان شرع ربنا لكن أنا ما كنتش ببقى عاوزة. في نفس الوقت أيضا ماعنديش أي ميول مثلا ناحية الستات وكنت طبيعية وأنا مراهقة. بحتلم وبشوف أحلام يقظة وأعجب مثلا بشاب.
بعدما أنجبت ابنتي كانت أسوأ فترة. قمة التعاسة بالنسبة لي البيت أهملت فيه جدا وأهملت زوجي وكرهت نفسي أيضا. اللي خرجني شوية من الحالة دي الدراسات العليا علشان كنت شوية بحس بنفسي لما أروح الجامعة. نتيجة للإهمال بتاعي، زوجي جاء في لحظة وانفجر في واشتكى من إهمالي وهو كمان كان معتقدا أن صاحباتي لهن دور وأنهن يقوينني عليه. وهذا مش حقيقي.
وكان مش عاوزني أدخل امتحانات الدراسات العليا. وعدته أنني سأتحسن وبالفعل بدأت أبقى أحسن. هو بقى كان شايف أني بعك وكان يتخانق معي كل يوم في الامتحانات وينكد علي. بالعافية عدت الامتحانات. بعدها قعد معي وقال لي أنت زي الزفت وقرفتني وأداؤك كان ٠ على١٠ في الامتحانات. واستني بقى ٥ أو ٦ سنين تخلفيلك عيلين ثلاثه وتقفين على حيلك وبعدين ترجعين مرة ثانية لدراستك. معلومة مهمة أنا الأولى على دفعتي واحتمال كبير أتعين في الجامعة.
معلومة ثانية أنا قاعدة مع عائلته في نفس العمارة بس كل واحدة منفصلة وأمه بتدخل في حياتنا بشكل متغطي يعني تحفظه الكلام ويطلع هو يسمعه وهكذا. عائلته متقوقعة على نفسها جدا ملتصقين ببعض ويقولون كل حاجة لأمهم وأبيهم هناك تفاصيل كثيرة جدا في الموضوع لكن.
الخلاصة: أنا ناقمة جدا على حياتي وعلى وضعي. أنا كان نفسي في سني ده أكون بلف الدنيا وبشتغل الشغل اللي أناعاوزاة مش اللي يناسب بيتي وزوجي وبنتي وحماتي وووو.. مش عاوزة أشيل مسئولية أحدا غير نفسي. مش عاوزة أحط اهتماماتي وطموحاتي وأحلامي وأهدافي في آخر القائمة لما أحقق طلبات زوجي وبنتي وبيتي وفي الآخر إذا بقي وقت أبقى آجي أنا في ذيل القائمة، وأمشي ببطء السحلفاة العرجة، أنا بضرب نفسي مائة جزمة على غلطة عمري أنني تزوجت في هذا السن وناقمة جدا على أهلي اللي مفهمونيش أنا كنت داخلة على إيه؟
مش قادرة أعمل أي حاجة بنفس. لا أنظف بيتي بنفسي ولا أحب زوجي ولا أدلعه ولا أعطيه حقوقه الشرعية بنفسي. وبنتي حاسة أيضا بتقصير من ناحيتها. أنا عاوزة أرضى عن حياتي وأعيش مرتاحة بمنتهى البساطة ولا اضطر أن أهرب لخيال افتراضي وهمي أنا أصنعه لنفسي علشان أرتاح.
وآسفة على الإطالة.
وشكرا لكم.
2/10/2015
رد المستشار
أرسلت هذه الاستشارة إلى مستشار مجانين أ.د السيد صالح..... وكان أن ابتلي بوعكة صحية سلمه الله منها ووعد بإكمال الرد الخميس القادم وكنا أرسلنا الاستشارة إلى جوادنا الجواد د. سداد جواد التميمي صباح الأمس وهذا رده:
شكراً على استعمالك الموقع.
من الأفضل التركيز على حالتك النفسية في الوقت الحاضر. العطل الوظيفي الاجتماعي والشخصي والعائلي في غاية الوضوح وتعلقك بطفلتك يبدو وكأنه دون المقبول. علاقتك بالزوج في تدهور مستمر وتشعرين بالنقمة على قرارات الماضي والحاضر وليس لديك أي فكرة للتحرك نحو المستقبل. عانيت من اضطراب الاكتئاب بعد الولادة حيث تصفين شعورك بالتعاسة وبدلاً من البحث عن وسيلة لتحسين حالتك النفسية والتعلق السليم بطفلتك اتجهت نحو دراسات عليا للهروب من قلب الظلام النفسي الذي تعيشين فيه منذ الطفولة. لا أظن أن الدراسات العليا والتفوق التعليمي سيخرجك من هذا الظلام لن يثير إعجاب زوجك وطفلتك الآن ولا في المستقبل.
الاكتئاب الذي تصفينه في غاية الوضوح هو اكتئاب جسيم ومزمن ويحتاج في البداية ولفترة لا تقل عن عام واحد لعقاقير مضادة للاكتئاب ترفع من مستوى حالتك المزاجية وتضع حداً لتدهور تواصلك مع الآخرين ومع الحياة بصورة عامة.
العلاج بالعقاقير لوحده لا يكفي وهناك العديد من القضايا المعلقة في رسالتك التي تحتاج إلى كلام مع معالج نفسي ولفترة طويلة. هذه القضايا المعلقة متعددة ومعيقة للشفاء في المستقبل.
من يقرأ استشارتك يرى بكل وضوح بأنك كنت ضحية إهمال أسري وهذا لوحده يفسر استمرار التبول اللاإرادي حتى منتصف أعوام المراهقة. هذا الإهمال الأسري يفسر كذلك تعرضك للتحرش والاستغلال من فتاة أخرى. هذه الظروف دفعتك نحو العزلة والبحث عن الأمان في عالم الخيال. ما ساعد في عدم تفسخ شخصيتك هو مستوى ذكاء عالي وبيئة تعليمية جيدة ولكن مؤسسات التعليم مرحلة مؤقتة ينتقل بعدها الإنسان إلى العمل ومواجهة تحديات الحياة.
وتصميمك على الدخول في دراسات عليا بعد 3 أشهر فقط من الولادة يفسر تأثير البيئة التعليمية في الماضي. كانت التعليم والمدرسة منفى هاجرت إليه للبحث عن الأمان والسعادة وساعد في تلبية احتياجات نفسية واجتماعية وعائلية ناقصة في الماضي. أما الآن فأنت سيدة متزوجة وأم ولن تنجح الدراسات العليا في سد احتياجاتك الناقصة وتأهيلك للشعور بالسعادة.
التوصيات:
1- البداية هي الخروج من حالة الاكتئاب الجسيم والمزمن. هذه الخطوة تبدأ بزيارة استشاري كفؤ في الطب النفسي.
2- هناك زوجك وطفلتك وطموحك التعليمي. التعليم كان المهجر من قلب ظلام الماضي والهروب من البيت والتحرش. اليوم الهروب إلى مهجر الدارسات العليا كارثة لك ولزوج وطفلتك وما ساعدك في الماضي لن يساعدك في الحاضر.
3- التعلق بابنتك يتطلب التخلص من الاكتئاب وجهودك أنت. التعلق بزوجك قد يحتاج إلى جهود مكثفة من الطرفين تبدأ بالكلام الصريح واتخاذ الخطوات لبناء أسرة متماسكة وقوية.
4- أنت بحاجة إلى كلام من خلال علاج نفسي.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
مرض الاكتئاب
معاناة وألم: الدواء لا يكفي!!
العلاج الذاتي قد لا يكفي
العلاج المعرفي للاكتئاب قد لا يكفي