أعاني شكا فضيعا في وجود الله
كل الأدلة العلمية والمنطقية والدينية لم تقهر الوسواس القهري الذي عندي بسببه ينتابني خوف في إمكان أن يكن هذا العالم بلا إله. هذا الخوف لازمني أكثر من 10 سنوات الآن. لم أستطع الفرار منه سواء بتديني أو بابتعادي عن الدين، بل ازداد لما ابتعدت عن الدين ازداد له خوف آخر: ماذا لو يكون في النهاية موجودا؟
الآن هذا الخوف صرت مبصرا به ألاحظه أمامي، أقول الآن أنا عندي شك في إمكان وجود الله، لكني أرجو وجوده لعل يوما يصبح عندي يقين في وجوده، وهذا الرجاء هو ما يعطيني راحة عند القيام بأية ممارسة دينية خصوصا عند السجود. لكن الشك لا يفارقني أبدا وكل محاولات محقة بالنظر والدليل هي محض معركة خاسرة.
الأطباء شخصوا حالتي أنني أعاني من وسواس قهري سببه اضطراب ثنائي الأقطاب، والآن أنا في الحلقة الاكتئابية منه. الآن أتعاطى Risperidone+Valproate+Lorazepam، كيف تساعدونني حياتي تدمرت وصحتي تدهورت ودراستي في الحضيض، هل ستتحسن حالتي بالمداومة على استعمال العقاقير التي يصفونها لي؟ هل ستخلو حياتي من الشك والوسواس والخوف والقلق وأعود إلى حياتي الطبيعية من جديد؟
عندي حياة تنتظرني وفتاة ارتبطت بها وأخاف على علاقتنا من الضياع والتبدد بسبب هذا الذي أشكو منه، عائلتي مساكين لا يبخلون علي بشيء كي أتم دراستي وأنحج في حياتي وأنا منغمس في هذه الهواجس حتى العنق، ماذا أفعل؟ أنا محتار....
تنتابني أحيانا أفكار بالانتحار يصعب علي تجاهلها,
ساعدوني أرجوكم.
5/12/2015
رد المستشار
الأخ السائل العزيز؛
من الواضح أن ما تعاني منه هو مرض الوسواس القهري وهو مرض شائع والمعروف عنه أنه يهاجم الإنسان بأفكار غير منطقية تتناول أشياء هامة وعزيزة لديه مثل العقيدة في حالتنا. وهذه الأفكار تلح على الذهن على الرغم من محاولات الإنسان لتجنبها، ونحن نحب أن نطمئن السائل بأن هذا مرض كأي مرض آخر وليس ضعفا في الإيمان أو العقيدة، فلو كان الإنسان شاكا أو ملحدا لما كان يعاني من ذلك، وهناك الكثير من الملحدين أو الشاكين في وجود الله الذين لا يعانون من ذلك بل ويجاهرون به ويفخرون به، أما في حالة السائل فهو يرفض هذه الأفكار ويحاربها وهذا دليل على أهمية العقيدة بالنسبة إليه وأن هذا مرض يحتاج إلى علاج.
هناك تعليق بسيط على التشخيص والعلاجين المذكورين في نص السؤال، فليس هناك في الأعراض المذكورة في النص ما يؤيد تشخيص الحالة على أنها اضطراب ثنائي القطب، إلا إّذا كانت هناك أعراض أخرى لم تذكر، فإن لم تكن هناك أعراض أخرى فينبغي التعامل مع الحالة على أنها وسواس قهري فقط وعلاجها على هذا الأساس، وقد يقتضي ذلك تغيير في العلاج الدوائي لأن العلاج المذكور يركز على جانب الاضطراب الثنائي وليس هو العلاج الأمثل لحالة الوسواس القهري، فننصح السائل بمراجعة طبيبه أو غيره من المختصين لإعادة النظر في التشخيص والعلاج الدوائي مع الأخذ بأسباب العلاج السلوكي بإهمال الفكرة والانشغال عنها بالأفكار الإيجابية البناءة وغير ذلك من أساليب العلاج السلوكي
وشكرا
واقرأ أيضًا:
شك في كل شيء الله وما خلق !
وساوس السب والشكوك: محض الإيمان مشاركة