التشخيص 100% آسف لا نستطيع! م1
أعينوني على الاهتداء لسواء السبييل.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أرجوكم أن يجبني الدكتور وائل أبو هندي أو الدكتور سداد جواد التميمي أو أحد المتخصصين المتمرسين بالإجابة عن الإشكالات الدينية وإني إذ أطلب منكم هذا الطلب لا أريد بذلك أن أقلل من شأن مجيبي في الاستشارات السابقة الدكتور نبيل نعمان وإنما فقط ليطمئن قلبي فأرجوكم مرة أخرى أن تنزلوا عند طلبي كما أتمنى من مجيبي على هذه الاستشارة أن يطلع على مضمون الاستشارات السابقة حتى تكتمل عنده الصورة وسأكون في غاية السعادة إن أعطاني قراءته لهذه الاستشارات,
كما أرجوكم مرة أخرى أن تحذفوا بياناتي الشخصية من استشاراتي السابقة فأنتم تعرفون الوصمة التي لازالت تطارد المريض النفسي داخل مجتمعاتنا العربية (كنت قد طلبت ذلك منكم في استشارتي السابقة لكن لم تفعلوا شيئا).
تحسنت في عام 2015 ولله الحمد حيث تبلغ نسبة التحسن حتى 60 بالمائة أو أكتر بقليل في بعض الأحيان ويعود الفضل في ذلك بعد الله عز وجل إلى تشبثي بأخذ الدواء بل أكتر من ذلك إنى لأعزو تحسني هذا إلى زيادتي في جرعة الاسيتالوبرام من تلقاء نفسي حيث تدرجت في الصعود من جرعة 20 ملغ إلى جرعة 40 ملغ التي آخذها حاليا فكان لها أثر واضح على جودة حياتي. ولم أكن أن أزيد من الجرعة إلا بعد تفكير مطول والإطلاع على بعض المقالات والمنتدييات الأجنبية وبعدما ضقت ذرعا بحالي ووضعي النفسي المتأزم فقررت أن أزيد الجرعة حتى وصلت إلى هذه الجرعة والتي أعتبرها قصوى وغير قابلة للزيادة والأهم من ذلك أنها مِؤقتة
نوبات الهلع اختفت تماما ولله الحمد والوسواس القهري حتى وإن كان حاضرا فهو خفيف وغير مزعج, القلق الاجتماعي مازال حاضرا إلى حد ما حيث أني مازلت أهتم لرأي الناس بي وأسعى أن أترك انطباعا جيدا لديهم أما فيما يخص العرض النفسي التنفسي كما سميته سابقا في استشاراتي السابقة فقد اضمحل بشكل كبير ولم يعد يزعجني.
الاكتئاب خف هو الآخر ويزداد غالبا بالمساء بحلول الظلام لكن الوضعية عموما لابأس بها ولله الحمد
لكن لازالت هناك أشياء تؤرقني أتمنى منكم أن تساعدوني في إيجاد حلول لها:
المجال الروحاني: من الواضح حسب تقديري الشخصي وقبل ذلك ما قاله لي أحد المعالجين النفسانيين أن لدي عدم اتزان في ميزان اللذة والألم وعلى ما يبدو أنني وجدت شيء من اللذة في إطلاعي على علم المستقبليات ولو بشكل سطحي وأصبحت أجد لذة في الإيمان أن الإنسان سيعيش كتيرا وقد يصبح في يوم من الأيام خالدا وأنه لابد وأننا لسنا وحدنا في هذا الكون غير أني أجد في اعتقادي في هذه الأمور تناقضا صارخا مع اعتقاداتي الدينية حتى أني أصبحت أشك في ديني ذلك أنه يناقض العلم والطموح العلمي البشري,
والمشكلة أنني أجدني بين مطرقة وسندان فأما المطرقة فهي أنه تأتيني بين الفترة والأخرى لحظات خشوع وبكاء من خشية الله وأتذكر الماضي حين التزمت في تلك المدة القصيرة فتشتاق نفسي إلى الله عز وجل وتدمع عيناي ويتحرك لساني بذكر الله ويخشع قلبي وترتفع روحانياتي وأما السندان فإني عندما أكون في حضرة العلم وما يمكن له أن يصنعه وخاصة التنبؤات العلمية المستقبلية أتحمس وأحس بمتعة كبيرة في مطالعة هكذا مواضيع,
أسئلتي:
قراءتكم لاستشاراتي الماضية (قراءة المجيب الجديد) إن كان في الإمكان؟
هل العلم يتناقض مع الدين وبالضبط هل علم المستقبليات يجرنا إلى الكفر؟
المرجو أن تجيبونني بلغة المنطق لأنها هي اللغة التي أفهمها ويرتاح لها عقلي بعيدا عن الإجابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع
أتمنى ألا يخيب ظني بردكم وأن يكون وافيا شافيا لأني أحب الدين وأريد أن أملأ هذا الفراغ الروحاني الكبير حتى يصلح أمري وأكون نافعا لنفسي ولأمتي
ولكم جزيل الشكر
31/12/2015
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
الطرح في الاستشارة الأولى وهذه الاستشارة منطقي وشرعي ويجب علي وعلى الآخرين احترام وجهة نظرك. لا يجوز ربط أفكارك الوجودية باضطراب الاكتئاب والكثير من الأسئلة التي تطرحها يتناقش فيها الكثير ولا يجوز وضعها في قطب الإيمان والإلحاد وإصدار الحكم على الإنسان بإيمانه أو إلحادة.
ليس كل ما هو مدون في كتب الحديث صحيح ويجب أن لا يتعارض مع العلم الحديث. أشرت في رسالتك الأولى إلى حديث منسوب للمصطفى (ص) حول أعمار أمتي بين 60 -70عاماً. لا يصعب على أي إنسان أن يستنتج بأن هذا الحديث لا صحة له فلم يكن معدل عمر الإنسان أكثر من 25 عاماً منذ ذلك العصر حتى القرن التاسع عشر واليوم معدل عمر الإنسان تجاوز 70 عاماً. من الصعب أن تتصور بأن الرسول الكريم كان لديه الوقت للحديث عن بحوث ميدانية في ذلك الوقت.
لا يوجد أي حرج في علم المستقبليات Futurology وكان مؤتمر لندن لهذا العام مزدحماً بعلماء تشهد لهم الحضارات بدورهم في تقدم البشرية. لك الحق أن تبحث في هذا الأمر ولا يتعارض مع الدين.
الدين يلبي احتياجات الإنسان الروحية والعلم يلبي احتياجات البشرية المادية والفكرية والصحية. استعمال الدين لوضع العلم تحت المجهر عملية فاشلة وغير علمية واستعمال العلم لنقض الزخم الروحي للدين عملية فاشلة أيضاً. من الأفضل عدم حشر الدين في العلم ولا حشر العلم في الدين. محاولة تفسير البحوث العلمية من خلال نصوص دينية شائعة في جميع الأديان السماوية وغير السماوية ولكنها غير علمية وتتناقض مع المنطق.
أما رحلتك مع الاكتئاب فحسناً ما فعلت. رفع جرعة العقار هو الذي ينصح به الطب النفسي وتم تدوينه في بحث علمي قبل أربعة سنوات فيما تسمى STAR Study. من الأفضل أن تستمر بمراجعة طبيب نفسي وتتحدث معه حول علامات الانتكاس المبكر وكيفية تجاوزها وكذلك عن طول مدة العلاج.
نصيحتي لك أن لا تتخلى عن الدين فهو يسد احتياجات روحية للإنسان وحتى الذي لا يؤمن بالباري عز وجل يتمسك بعقيدة ما تسد هذا البعد الروحي في حياته. كذلك لا تتخلى عن علم المستقبليات فهو لا يتعارض مع الدين ولا تضع كل ما تقرأه تحت مجهر الدين لفحصه.
لا أظن أن الموقع هو المكان للتعمق في هذه الأمور وعلى الجميع احترام آراء الغير حتى وإن كان لا يقبل بها.
وفقك الله.
التعليق: البعض أصبح يفصل العلم والدين بحجة أنهم لا يمكن أن يجتمعا، وهنا يدخل المريض في دوامة الأسئلة، ألم نُخلق لنعرف ونتعلم؟
لماذا المنظومة الدينية لا تشتمل على كل شيء؟؟
ولماذا المنظومة الدينية لا تلبي احتياجاتنا الأخرى كالعلم؟ لماذا خلقنا الله إذن؟
ولماذا لم يُشرع لنا منظومة دينية شاملة لكل احتياج بشري؟؟
وربما تتفاقم لديه رغبة الموت لشعوره بالعبثية وبأن الحياة غير مكتملة