بين الفصام وثنائي القطب
السلام عليكم الأخوة والأخوات المستشارين الأفاضل وأعانكم الله في هذا الصرح الذي يعتبر بمثابة منبر منير للمرضى، أما بعد...... هذه استشارة خاصة بأختي طلبت مني أن أنشرها وهي تنتظر الرأي السديد منكم على وعسى الله يخفف من معاناتها وهي كالآتي:
أولا: وقبل كل شيء مساء الخير بدأت معاناتي في الطور المتوسط حيث كنت من النجباء كانت معدلاتي بين14.15.16 كنت في الطور الأول متوسط والسنة التي تليها للأسف الشديد أخفقت في الدراسة حيث تحصلت آنذاك على معدل12 وشعرت بالخوف من الوالدين حيث أحضرت كشف النقاط إلى الوالدة قالت بدهشة سوف أفصلك عن الدراسة حيث بدأت عندي ما يشبه متلازمة نتف الشعر إذ كنت أنتف شعري وكنت أتلذذ بذلك وبعد معانات كبيرة تحصلت على شهادة المتوسط وانتقلت إلى الطور الثانوي بصعوبة كبيرة وكنت في الثانوية متشتتة التركيز ولا أنتبه إطلاقا.
في فصل الشتاء بدأت تنتابني وساوس عدة حيث كان والدي واسمه عيسى فكانت قناعتي بأنه هو فعلا المسيح عيسى وشخص يقطن في الحي هو المسيح الدجال وهكذا بدأت معاناتي مع المرض حيث كنت أصرخ متصورة قيام الساعة وقتل أبي للمسيح الدجال وكنت حين ذاك أصلي عكس القبلة استمرت معاناتي طيلة أسبوعين أو أكثر في رحلة بين الرقاة والأطباء، حيث أخذني الوالد إلى طبيب مختص في الأمراض العقلية والعصبية فوصف لي دواء ديباكين ونوفازين داومت على الدواء ستة أشهر تحسنت حالتي إلى حد بعيد فأوقف لي الطبيب تدريجيا الدواء، لكن بعد عام تقريبا من إيقافي للدواء رجعت لي تلك الوساوس الخبيثة المسيح عيسى والمسيح الدجال.....
أرجعني والدي لنفس الطبيب فوصف لي هالدول 120 قطرة في النهار مقسمة على 40صباحا 40 منتصف النهار 40مساءا ودواء باركديل 5مغ، حيث لم أرتح على هذا العلاج إطلاقا فأخذني والدي لطبيب آخر فوصف لي سوليان 200مغ أربع حبات وباركديل 5 مغ لارغاماد ارتحت نوعا ما فأصبحت أتعالج عنده كل شهرين وأحيانا كل 3 أشهر، إلى أن فجعت بموته حيث أخبرت في أحد مرات الذهاب للعلاج أنه توفي فأصبحت أشك أنها مؤامرة تحاك ضدي إلى أن وفقت في إيجاد طبيب آخر فوصف لي سوليان200مغ ثلاث مرات يوميا، وتغريتول400 مغ ثلاث حبات في النهار وأخبرني بأن حالتي هي "ثنائي القطب" وليست "فصام" فما رأيكم أنتم الأخوة المستشارين الفضلاء وبما تنصحوني ليخفف عني المعاناة وأجركم على الله.
23/1/2016
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
الأعراض التي تضفها السائلة هي في جوهرها - وباستثناء مسألة شد الشعر التي بدأت بها الأعراض - هي عبارة عن أفكار أو معتقدات خاطئة تسمى في علم النفس وهامات Delusions ، وهي تعتبر من الأعراض الأساسية للفصام وإن كانت تحدث أحيانا مع أمراض أخرى مثل الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ولكن هذا الأخير يتميز بنوبات من الاكتئاب الشديد يستمر لفترة ثم تحدث بالتناوب معها نوبات من النشاط الزائد والفرح أو الغضب الشديد المصحوب بتناقص في عدد ساعات النوم والكلام الكثير والشعور بالعظمة والغرور الزائد والإنفاق المبالغ فيه والجرأة الزائدة في كل شيء.
وفي غياب مثل هذه النوبات المتميزة بهذه الأعراض كلها أو معظمها فلا يمكن تشخيص الحالة على أنها اضطراب ثنائي القطب، كما أن ثنائي القطب يتميز بنوباته التي تأتي وتختفي فيظل المريض طبيعيا أو شبه طبيعي حتى تأتي نوبة أخرى، أما إذا كان المرض مزمنا ومستمرا فالأقرب أنه فصام مزمن، والفصام مرض يصيب التفكير والإدراك أساسا ويؤدي إلى اعتقادات خاطئة كما أسلفنا كما قد يؤدي إلى هلاوس سمعية أو بصرية ويحتاج إلى علاج مستمر، فننصح المريضة بمتابعة طبيب متخصص والانتقال إلى آخر في حالة غيابه بالسفر أو الوفاة
مع تنمياتنا بالشفاء
واقرئي أيضًا:
ربما وجداني وربما فصامي وربما اضطراب شخصية !
اضطراب وجداني و/أو وهامي غير معرف
اعترافات مجنون: فصام وجداني متابعة