السلام عليكم يادكتور؛
عندي مشكل في وضوئي حيث يطول مكوثي في الحمام، وذلك بسبب الغائط حيث أشعر باستمرار خروجه مما يرهقني كثيرا خاصة عند الإمساك، وهذا يحدث لي عند الوضوء فقط حيث أني كانت أعاني قبل ذلك من تسلط الغازات عند الوضوء، والآن أصبحت مشكلتي في الغائط.
أرجو منك تقديم نصيحة تفيدني
وشكرا لكم
20/2/2016
رد المستشار
الأخ الفاضل "توفيق" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، برغم عدم كفاية التفاصيل في رسالتك لتوضيح الأمر للمتصفحين فإنني سأحاول التخمين بناء على ما تعملته من المرضى الموسوسين بوساوس التهيؤ للعبادة (التطهر والوضوء) ووساوس مبطلات هذا التهيؤ (كخروج الريح أو خروج نقطة من أحد السبيلين)...
كنت تعاني من تسلط الغازات أثناء الوضوء ولعل معرفتك بالحكم الفقهي الخاص بذلك ساعدتك وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر واضح : روى ابن ماجه "إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيمد شعره من دبره فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" صدق صلى الله عليه وسلم.
ومعناه أن عليك ألا تلتفت للمشاعر الخادعة التي تصيب الموسوسين بالمبطلات فيظن الواحد منهم أن وضوءه انتقض أو أن صلاته بطلت أو طوافه (متعك الله بزيارة بيته الحرام) فجاء الأمر المحمدي بتجاهل ذلك وصرف الانتباه عنه.
وكذلك عن عبَّاد بن تميم عن عمه أنه شكا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة. فقال: «لا ينفتل -أو لا ينصرف- حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا» رواه البخاري ومسلم. وبالطبع، كلما قاوم الموسوس وفكر في ما قد يخرج منه، كلما ازداد إحساسه واستشعاره، وكثرت تهيؤاته، لهذا فخير دواء ألا تكثر التفكير بهذا، ولا تقلق منه.
أما تعاني منه الآن فأمر آخر كثيرا ما يعيق الموسوسين ونادرا ما يجذب له انتباه المعالجين وهو إحساس الموسوس أثناء عملية الإخراج بأن الإخراج لم ينتهي... وأنه لابد وأن يستشعر انتهاءه وإلا فإن شيئا سيخرج أثناء الوضوء فيبطله أو أثناء الصلاة فيبطلها، ولهذا الأمر علاقة بنقيصة معرفية شعورية لدى الموسوس ربما يضخمها خوفه وقلقه من إبطال العبادة وهي الشعور بعدم الاكتمال Incompleteness أو خلل الشعور باكتمال الفعل سواء كان الفعل إفراغ المستقيم من الغائط أو المبال من البول أو كان الفعل غسل اليدين.
ما ننصح به يا "توفيق" هو:
أولا فك الارتباط بين التغوط والوضوء فلا يشترط أن تتغوط قبل كل وضوء كما أخشى أنك تفعل، وحبذا لو عودت نفسك على التغوط بعد تناول الطعام ثلاث مرات.
وثانيا أن تكتفي بمشاعر فراغ المستقيم الأولى ثم تستنجي على أن تهمل الوسواس بأن شيئا ما زال يجب أن يخرج وربما الانشغال بأن شيئا ما سيخرج أثناء الوضوء أو الصلاة... أهمل هذا كله.....
وثالثا بما سبق ننصحك فإن عجزت يا "توفيق" عن التعافي وحدك، فإن عليك الاستعانة بمعالج نفساني وتابعنا بالأخبار.
واقرأ على مجانين:
وسواس خروج الريح والتكبير وخلافه!
ويتبع >>>>>>>>>>>>: وسواس استكمال الغائط المستمر م