وسواس مثلية وتأنيب ضمير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أرجو الاهتمام برسالتي.
مشكلتي تبدأ من أيام الطفولة عندما كنت أنام بجوار قريب لي يكبرني بسنوات وكان يجعلني ألمس عضوه الذكري (اسف للألفاظ) وحدث هذا الموضوع أكثر من مرة وكنت أخاف أن أخبر أحدا بهذا الموضوع، ثم مرت مرحلة الطفولة وجاءت مرحلة المراهقة وبدأت معي بعمل الاستمناء المتبادل أنا وزميل دراسة لي في مرحلة الثانوية العامة وحدث هذا أكثر من مرة ثم توقفت عن هذا الفعل وتبت إلى الله ولكن أصبحت كل أفكاري الجنسية متعلقة بنفس الجنس ولكنها كلها أفكار مرتبطة بهذه الفعلة وكل احتلامي كان مع نفس جنسي وهو لمس عضوه الذكري.
علما بأني لم أتذكر أن قبل هذه المرحلة أن حدثت لي ميول نحو الجنس الآخر سواء كانت ميولا عاطفية أو جنسية حتى قبل الأشياء التي فعلتها هذه، ومرت مرحلة الثانوية وجاءت مرحلة الجامعة ودخلت كلية الهندسة وبدأت الالتزام إلى حد ما جيد من ناحية علاقتي بالله وبدأت في حفظ القرآن، ولكن ما كان يؤرقني هو أحلامي المزعجة مع أبناء جنسي وعدم وجود أي ميول سواء عاطفية أو جنسية ناحية الفتيات وأيضا الضيق عندما أجد أصدقائي يتحدثون عن البنات والإثارة وأشياء من هذا القبيل وكل هذا الوقت أصبحت مقتنعا ذاتيا داخل نفسي أني شاذ جنسيا ولكني لم أطلب العلاج نظرا لعدم المقدرة للذهاب لدكتور نفسي للظروف المادية.
ومرت هذه المرحلة وتوفقت وتخرجت من الكلية ثم جاءت مرحلة الدمار النفسي وهي مرحلة التجنيد وجندت جنديا في عام 2011 وفي أواخر مرحلة تجنيدي ظهرت لي أعراض غريبة وهي النظر إلى الأعضاء التناسلية للرجال وأصبحت أربط بين هذه الأعراض وبين ما حدث في الماضي.
وأصابني اكتئاب شديد وتأنيب ضمير واعتقاد أن هذا عقابا من الله إلى أن بدأت أن أبحث على الإنترنت حتى تيقنت أن هذه الأعراض خاصة بمرض الوسواس القهري وبحثت عن المشهورين في علاج هذا المرض من الأطباء النفسيين وبعد إتمام التجنيد ذهبت لطبيب نفسي متخصص جدا في علاج هذا المرض وبدأت مرحلة العلاج النفسي وحكيت له على بداية الحكاية وأكد لي أن هذا هو وسواس قهري وليس له علاقة بالشذوذ أو الميول المثلية وعمل لي مقياسا للوسواس وشخص حالة عدم الميول للنساء والاحتلام بالذكور أنها حالة وسواس مثلية وبدأ معي علاجا سلوكيا معرفيا وعلاجا دوائيا.
وفي بداية العلاج حدث شيء غريب جدا وهو وجود ميول جنسية ناحية الفتيات مع تحسن تدريجي من ناحية النظر للأعضاء الذكورية طبقا لجرعات العلاج ولكن سرعان ما حدثت انتكاسة وعدت إلى نفس الموضوع وهو عدم وجود الميول الجنسية للفتيات والاحتلام بالذكور وقطعت مرحلة كبيرة من العلاج حتى تخلصت من 90% من موضوع النظر إلى الأعضاء التناسلية؛
ولكن المشكلة التي تؤرقني وأنا مدوام على علاج الاكتئاب هي مشكلة عدم الانجذاب للفتيات والطبيب يتبع معي أسلوب علاج سلوكي بالنظر إلى الصور للفتيات والفيديوهات لأن هذا هو السبيل الوحيد الآن للعلاج علما بأني ظروفي المادية لم تسمح بالارتباط وأيضا الخوف من فشل العلاقة وظلم الفتاة التي سوف أرتبط بها وهذا الأسلوب العلاجي يجعل حالتي في تحسن من ناحية الميول الجنسي ولكن دائما عندي حالة تأنيب ضمير وشعور بارتكاب ذنب والطبيب يؤكد أن هذه وسيلة علاجية وهو أسلوب للخروج من معاناتي مع عدم الميول للفتيات.
آسف جدا على الاطالة وأود أن يكون هناك ردا من المستشارين الرائعين في هذا الموقع العظيم، وهل هذا الذي أنا فيه حرام أم حلال وبما تنصحونني؟
وشكرا جدا
19/5/2016
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع.
كتبت رسالتك بصورة عفوية وصادقة والحقيقة هي أن توجهك الجنسي الآن هو توجه مثلي ولا توجد في رسالتك أية إشارة إلى توجه غيري حاليا. في نفس الوقت تنفر أنت من هذا التوجه المثلي ولا تقبل به. في هذا العمر لا يوجد إلا سبب واحد وهو أنك تنفر من نفسك ومن ماضيك ولا تعرف ما هو المستقبل.
التحسن الذي حدث بعد بداية العلاج واستعمال العقاقير قد يكون مصدره عامل الإيحاء فقط وتحسن حالتك الوجدانية.. لا يدوم أمد هذا العامل طويلا وسرعان ما تلاشى. رغم أنك تسميه انتكاسة ولكن الحقيقة أن استجابتك كانت للحالة النفسية التي تمر بها ولكنك أزمتك وعقدتك النفسية لم يتم فكها.
من الصعب صياغة استشارتك في إطار الوسواس القهري فقط حتى إذا كان الوصف الموجود في الرسالة حول النظر إلى الآخرين سلوك قهري.
صياغة الحالة النفسية:
تشير أكثر من مرة إلى القلق والاكتئاب وتأنيب الضمير وهذا يشير إلى أن حالتك العاطفية غير مستقرة ومصدرها أزمتك حول الميول المثلية وغياب الميول الغيرية. أنت أشبه بإنسان تم استعماره بأفكار لا يقوى على التعامل معها ويحاول التخلص منها وهدفه الحرية والاستقلال. هناك من يشير عليك بأن قبولك بهذه التوجه المثلي هو الاستقلال بعينه وهناك من سيقول لك عكس ذلك. ما هو واضح في رسالتك بأنك تحاول الاستقلال من هذا التوجه ومعالجة أزمة وجودية في حياتك. هذه الأزمة لها عدة جوانب وأبعاد منها:
- محاولة الإنسان اكتشاف مصدرها. يبحث الإنسان عن عوامل اجتماعية وعائلية وراء تسلط هذا التوجه عليه. تشير في رسالتك إلى علاقتك بقريب منك في مراحل الطفولة والصراحة هذه التجارب شائعة في بعض المجتمعات ولكنها لا تفسر هذا التوجه الجنسي.
- قابلية الإنسان على التعلق العاطفي. هذا القابلية على التعلق العاطفي تولد في الطفولة ويلعب الأب والأم دورهما في ولادتها وتطورها ونضوجها حتى إذا ما غادر الابن البيت يشعرون بالأمان بقدرته على التعلق عاطفيا بمن سيسد احتياجاته العاطفية. هذا لم يحدث معك كما هو واضح بعلاقتك بشاب آخر في مرحلة المراهقة. الوصف الموجود في الرسالة وصف لعلاقة جنسية غير ناضجة وخالية من العاطفة ولا تختلف عن الاستمناء.
- فشلت في إقامة علاقة عاطفية مع ولد وبنت والسبب في ذلك هو عدم قدرتك على التعلق العاطفي سواء مع ذكر أو أنثى. لديك ما هو أشبه بالرهاب من الشعور بالجاذبية تجاه النساء وحتى المثلي لا يتردد في التعليق على جاذبية بعص النساء بصورة أو بأخرى. أما أنت فليست لديك القابلية على عمل ذلك وكأن هناك حاجزا نفسيا يحرسه كائن سيعاقبك بقسوة.
رحلة العلاج:
الصراحة هي أن طاقم تفكيرك ومواجهة التحديات كما هو في الرسالة لا يميل إلى استعمال طاقم عقلي نفسي وربما يفسر ذلك لجوء الاستشاري إلى استعمال نموذج سلوكي معك. المفضل هو التركيز على الأزمات العاطفية ودراسة رحلتك النفسية والعاطفية والتعامل معها في العلاج النفسي. هذا التوجه في العلاج ربما سيساعدك في تغيير ميولك الجنسية وإن فشل في ذلك فعلى الأقل يساعد على تحمل أو التخلص من الألم العاطفي الذي تعاني منه.
إن كنت لا تملك هذا الطاقم العقلي النفسي فعليك بالبحث عنه والتدريب على استعماله.
هل يجب أن تتزوج؟
كلا لأنك ستظلم الفتاة وعليك تأجيل البت في هذا الأمر. متى ما تخلصت من الكائن الذي يحرس هذا الحاجز بينك وبين السعادة فعند ذاك عليك باتخاذ القرار: إما تتزوج أو لا تتزوج.
هل الذي أنت فيه حلال أو حرام؟
الموقع هو للصحة النفسية ويتعامل مع من يستشيره من خلال هذا البعد. الحكم حول الحلال والحرام في حالتك لا يصدر إلا من الله عز وجل. أما الموقع فيقول بأنك لم تظلم أحدا ولا أظنك ستفعل ذلك في المستقبل. لا أدري من ظلمك ودفعك إلى هاوية لا تعرف كيف تخرج منها. لا أظنك تقوى على تسلق سلم حلزوني لتخرج من هذه الهاوية وربما من يعالجك سيعينك في هذه الرحلة.
وفقك الله.
التعليق: كالاستشارة المعنونة بالعنوان غير اللائق (الله هو زوجي)، أجد أن العنوان هنا فيه مشكلة أيضًا، فهو غير معبر عن الموضوع!
يظن من يقرأه أنه سيجد الحكم الشرعي للعلاج بالصور، بينما هو غير موجود، والإجابة طبية صادرة من طبيب لم يعطِ أيّ حكم في الأمر ...!!!!!