خطأ فزواج فطلاق.!؟
سلام وشكر وامتنان لكل من ساهم في هذا الموقع بعلم وفائدة أنا متابعة من سنوات للموقع واستفدت منه جدا خاصة أنني أحب القراءة في علم النفس والمجتمع، ترددت كثيرا في الكتابة سأعتذر عن الإطالة ولكن قصتي طويلة وأتمنى من الدكتور الصبر ولتكون الصورة كاملة سأذكر التفاصيل سأحاول أن أتكلم بالتسلسل والترتيب قدر الإمكان بداية من الطفولة.!
لا أذكر طفولتي المبكرة كثيرا يمكنني أن أصف أني نشأت في بيت فيه خمس بنات فقير ليس من قلة المال ولكن لأن أبي كان عديم المسؤولية كان دائم الغياب بحكم عمله كسائق لا أذكر أني شاركت بأي أنشطة مدرسية كمسابقات الرياضة أو الرقص أو الفنون أو حتى رحلة مدرسية دائما كان الرفض بحجة الخوف علي من الذهاب وبأنني جميلة وكثير من المبررات التافهة.
وللعلم بأني كنت أنا وأخواتي الوحيدين هكذا عكس أقراننا من العائلة كبنات عماتي أو أعمامي حصلت لي صدمة كما أعتبرها في الصف الرابع الابتدائي أو الثالث حاول عامل مراهق في ورشة أمام بيتنا أن يكلمني وبعث لي رسائل على ورق بكلام تافه كأحبك ورسومات قلب وسهم وحصل على رقم المنزل وعندما اتصل أمي أجابت وتكلمت على أساس أنها أنا استغلت تشابه الأصوات عندما علمت أنه كلمني كان رد فعلها عنيف جدا لأنه بحكم بيئتنا ممنوع البنات يكلمون الأولاد.
وقد كنت نشأت على الفطرة كما يقال لم أعلم ما يخفيه عالم الكبار القذر أحضرت سكينا ووضعته على رقبتي وبقيت ساعات تستجوبني لتعلم ما حدود علاقتي مع الصبي وهددتني كثيرا وللعلم لم يكن لي علاقة سوى ابتسامات وورقات عليها رسومات أطفال طبعا أخفت الأمر على أبي بعد ذلك ظهرت علي بقع على الجلد وقال الطبيب أنها صدفية وسببها نفسي بعد سنة اختفت الحمد لله...
بعد فترة استيقظنا أنا وأخواتي الاثنتين لتنابع رسوم الأطفال كالعادة صباحا وعندما فتحنا التلفاز صدمنا بمشهد إباحي لرجل وامرأة عاريين وقتها لم أستوعب ما رأيت ولا أخوتي وتم ضربنا بشكل خفيف تأديبيا لا أعلم لماذا ! وعندما كبرت علمت أن أبي كان نسي برمجة الدش على قمر أوروبي بعدها.
استمرت حياتي عادية في الصف الخامس والسادس كنت محبوبة جدا في المدرسة وذات شعبية الجميع أصدقائي تمتعت بالجمال والذكاء والجاذبية وفي الأول إعدادي سافر أبي إلى دولة خليجية للعمل وأصبح غيابه يطول بدل من أن يغيب أسابيع أو شهرا أصبح يغيب 8 أشهر وللعلم لم يكن يعمل عند أحد كان حر العمل وسيد نفسه بدأت عيون الناس التي لا ترحم تحوم حولي مع بداية المراهقة وبدأ أبي يهين أمي بأخواتها وينعتهن بصفات العاهرات أمامنا وبأننا سنصبح مثلهم وتكرر ذلك اأثناء زياراته التي تدوم أسبوعين.
أنهيت الثامن أو ثاني إعدادي كما نسميه وخلال العطلة الصيفية حلمت بشيء لا أنساه وكان أنني رأيت نفسي حامل وأمي قامت بتوليدي وعندما استيقظت صباحا ذهبت للمطبخ لأشرب الماء وأغمي علي هناك وعند الطبيب قال بسبب الحمى الداخلية استغربت كثيرا بحلم الحمل خاصة لم أكن مطلعة على أمور النساء حتى العادة الشهرية فقد كانت أمي لا تسمح لنا بالجلوس معها أثناء الحديث بتلك الأمور.
مع بداية العام الدراسي الجديد للصف التاسع (ثالث إعدادي) جاء أبي من الخليج وجاء عريس تقدم لخطبتي كان عمري 14 سنة رفضت فقد كنت أحلم بالدراسة وكانت أمي تقول أنها لن تعيد خطأ الزواج المبكر كما حصل معها الفارق أن ذلك الزواج كان دارجا أيامها ولكن أيامي أصبح قليلا جدا.
عماتي كلهن درسن في الجامعات وكان هناك اهتمام بالتحصيل العلمي، تمت الخطبة لأنها أصلا كان متفقا عليها بين ابي والعريس لم أكن أرغب بدخول عالم النساء المتمحور حول الرجل ورغباته الجنسية والبيتية من تنظيف وطبخ وخلافه لم أرى نفسي بذلك الموقع كنت أرى قيمتي أكبر من ذلك، كان عمره 30 سنة تم الضغط علي بطرق غير مباشرة كثيرة لا يسع ذكرها هنا.
تم الزواج بعد نهاية العام الدراسي بعد صدامات كثيرة مع أمي بالذات نظرا لأن والدي مسافر أتى مرتين خلال السنة عند الخطبة وعند العقد في المحكمة لم أستطع تحمل ذلك حاولت أن أطيعهم لأنهم يعرفون مصلحتي وهم أكبر سننا كما قالوا.....
استمر الزواج شهرين انخفض وزني كثيرا لا أعلم كم وصل ولكن عظام صدري ظهرت وعيوني أصبحت جاحظة كنت يائسة جدا تعرضت للسخرية كثيرا بسبب الخطبة غير المتكافئة بنظر الناس قبل العرس بشهر وأنا أمشي في الشارع قام أحدهم لم أنظر إلى وجهه حتى بإعطائي ورقة فيها رقمه قمت بالاتصال به ولم يكن يعرف هويتي كان الملجأ الذي أتحدث إليه ويسمعني بعد أن تم رفض الإصغاء لي من أهلي وأقاربي وكانت أمي تمنعني من زيارة أي فلانة لأني كنت أقول لها أني مرغمة على الزواج..... الجو العائلي متوتر لا يسمح لنا ابي بزيارة أي أحد من أهل أمي بحجة أنهم لا يشرفونه وعداوات بين أمي وعماتي بحجة أنهم ظلموها.
كان العريس يشعر بنفوري منه تجاهل ذلك بتشجيع من أمي بأني صغيرة ومشغولة بالمدرسة ولا أفهم وسأتغير بعد الزواج وكل البنات يمرون بهذه المرحلة بعد شهرين من الزواج وأهلي يزورونني في البيت اعترفت لهم بأني أكلم شابا وأحبه ولم أعرف وقتها تبعات تهوري وأصلا ذلك لم يكن إلا حبا زائفا في الحقيقة أصبحت وجوههم مرعبة ومصدومة في اليوم التالي أحضرني أبي إلى بيته وزوجي في العمل في 5 صباحا قام بضربي بشدة إلى أن تبولت على نفسي ولا اعرف إن كان قام بضرب أمي قبلي وأرجعني إلى بيتي طليقي كلمني وقال بأنه سيستر علي من اجل أخواتي البنات ويجب أن أتوقف عن التحدث مع الشاب العابث وكان فعلا عابثا وأعلم ذلك.
وظننت أني بالخيانة سيتم طلاقي جن جنوني عندما قال بأنه سيبقيني كنت حينها لا أتحمل الجلوس معه ولا رؤيته عندما علم بأني ضربت قام بإقفال الباب حتى لا يدخل أحد يؤذيني لم أكرهه لسوء في خلقه فهو ذو سمعة طيبه وأخلاق ولكن لم أتقبله ولم أحبه ولم يكن يعجبني أن أعيش بطريقته كنت أحس بتلك الفترة أني مجرد جسد لا قيمة له يتصرفون بي كأني بدون عقل ومشاعر لا أعرف كيف أصف شعوري في تلك الفترة فقد كنت أشعر باللاشيء.
عملوا لي تحليل حمل وطلع إيجابي تم اتهامي من قبل والدي بالزنا وأن الحمل ليس من زوجي للعلم حدود علاقتي مع الشاب لم تتجاوز الحديث على الهاتف ولقاءات قليلة خاطفة أمسك فيها يدي أو قبلة لا أكثر تدخل شخص يعرف والدي وكان حكيما جدا وهو من خلصني من ذلك وأخذ اعترافات خطيه من الشاب وزوجي بأن الشاب لم يقم أي علاقة معي وزوجي بعلم أن الطفل منه وأنا أشعر أن ذلك بنصيحة من أمي ليربطني وألغي فكرة الطلاق.
بعد التدخل الخارجي أمي تغير موقفها وقالت أمام الجميع بأني أجبرت طبعا أبي دائما مستعد للإنكار والدفاع عن نفسه وإلقاء اللوم على الآخرين تعرضت للتهديد والوعيد من أعمامي وجدتي لدرجة أنهم سيربطونني ويحبسونني في غرفة مهجورة داخل بيت غير مسكون لعمي ومنعهم من التنفيذ حملي وتوقف الضرب فطليقي قام بالتهديد بأن أي أذى للطفل لن يسكت عنه وكان ذلك بعد أن أخذني إلى طبيبة لتجهضني فلا داعي للطفل ونحن سننفصل وتراجع في آخر لحظة كي لا يكون مسؤولا عن قتل نفس.
تم الطلاق وأتممت عدة الطلاق وأنا حامل في بيت أهلي توقفت علاقتي مع الشاب مارس أبي وطليقي الضغط المادي لعلني أرجع قبل الولادة طليقي لم ينفق علي أبدا أبي كان يرسل كل شهر ما يعادل حاليا 150 دولار واكتشفنا لاحقا أنه في اليوم يحصل على 150 دولار نظرا للطفرة الاقتصادية التي حصلت وقتها كانت تنتابني حالات من البكاء الشديد والانهيار كنت أستيقظ وتحتي بركه من الدموع أو توقظني أمي بعد أن أيقظها صوت نحيبي وأنا نائمة كنت دائما أحلم أنني أرتدي ثوبا أحمر طويلا وشعري أسود وجميل.
بعد الولادة كان طفلي هزيلا وضعيف سافرت وعمره شهر بعد الفضيحة لم يسكت أعمامي وطالبوا أبي بالبقاء فلا يعقل ترك أم وبناتها الـ5 بدون رجل أو يأخذنا لنقيم معه وتم ذلك تركت طفلي مع والده وعمته وذهبنا إلى الكويت أصبح عمري 15سنة دخلت المدرسة ودرست المرحلة الثانوية فقد سجلت في الجواز كعازبة ولكني كنت غير الفتاة القديمة انعزلت تماما لم أكن أخرج من الصف ولا أكلم أحدا من الزميلات لم يكن لدي رغبة لأي شيء حينها في السنة الأخيرة تعرفت في المكتبة العامة على زوجي الحالي كان يعمل هناك عارضوا لأنه إماراتي ولكن أصريت وتزوجنا صدم عندما عاشرني لأني ما زلت عذراء كيف وأنا مطلقة ولدي طفل أخبرته أني ولدت قيصري بقي يقرأ عن احتمالية الحمل بوجود الغشاء واعتبر نفسه محظوظا أكملت الدراسة الفصل الأخير في بيت الزوجية أصبحت زوجة ثانية ولم أعلم كيف ستكون حياة الزوجة الثانية.
عانيت من الزواج السري، الرفض من قبل أهله وعدم المساواة في الإنفاق فبيته الأول يسبقني بأشواط من الناحية المادية والرفاهية تم اتهامي بأني طماعة وتزوجته لمصلحة وأنجبت بنتا وولدا وتم طلاقه من الأولى بعد زواجي بـ 3 سنوات بطلب منها وقامت بعمل خلع الحمد لله حافظت على بيتي ولم أندم على اختياري وزوجي رجل بكل معنى الكلمة ولأجل ذلك تمسكت به ظلمني أحيانا ولكن بحكم ظروفه التي كانت أقوى منه هو حنون ذو قلب طيب ودين وعقل أحب حياتي بقربه.
ولدت ابني بعمر الـ20 وأصابني بعدها خمول في الغدة الدرقية حزنت جدا ولم أستوعب أنه يجب أن آخذ دواء طوال عمري وتغير جسمي بدءا من تساقط الشعر وجفاف البشرة إلى الشعور بالاكتئاب أحيانا قمت بممارسة الرياضة والاستمرار عليها قمت بضبط أكلي وضعفت عشرة كيلو ورجعت للوزن الطبيعي يحصل لي رعشة وتنميل في اليدين والأقدام شخص الطبيب ذلك بضغف في الأعصاب.
أشعر أن ما يحصل لي بسبب الماضي والضغوط التي حصلت لي أشعر بالضعف لم أعد أحتمل الصدمات أضعت ابني مرة لمدة عشر دقائق بدأت يداي ترتعش وقدماي وبدأت أبكي كثيرا لم أعد أرغب بالحزن ولكنه يلازمني أفكر في أطغالي في مسؤولياتي مضى على زواجي سبع سنين تقريبا تنقلت خلالها في 5 بيوت وشقق أرغب بالاستقرار والنجاح سئمت من التحطيم والإلغاء الذي مورس علي ومحاولة فرض أسلوب حياة لأعيشه.
الحمد لله أـن زوجي يدعمني ويساندني وهو بيت أفكاري وأسراري ولكن عند أي خطوة أرى أولادي أمامها أحبهم كثيرا ولكن أحزن عندما أرى من بعمري في الجامعات أو في تجربة الحمل الأولى والفرحة بينما أنا أنجبت 3 الأول بظروف طلاق والثانية بزواج سري والثالث برفض ونفور أهل زوجي كرهت الحمل وعذاب الولادة أحسه بدون فائدة أكره نظرة الشفقة أتمنى أن أعرف أناس جدد لا يعلمون عن ماضي وطفلي كنت أتصل لبنتي أكلمه وبعدها انشغلت بأولادي أثناء الحمل والولادة، الآن بعد أن كبر لا يعطونه الهاتف لأكلمه حاولت إرسال بعض الهدايا أو المال ولم يقبل شيء كله يرد.
لا أعلم ما نوع الدين الذي يرد هدية الأم ولكن أعتقد هذا ثمن تدفعه المرأة لمجرد أن تفكر أو تختار لا أعلم ماذا سأجيب طفلي الذي تركته أكيد سيكون عنده أسئلة غاضبة ربما أخبروه أني ميتة لا أعلم أحاول أن أجد نفسي ولكن لا أعلم ماذا أحب وبماذا أبرع وما هي موهبتي.
سجلت بدورة لتعلم المكياج أتقنته ولكن لم أستطع الاستمرار فيه كعمل سجلت كورس لتعلم الخياطة وانسحبت منها وتعلمت صنع الكب كيك والتزيين وبرعت به ولكن لم أرغب في جعله مشروعا تجاريا أكره الطبخ والمطبخ ومع ذلك تعلمت طبخ الطاجين المغربي والكشري والملفوف المصري وبعض الأكلات الخلجية والسلطات الإيطالية دخلت عدة كورسات لتعلم اللغة الإنجليزية لم أستمر بسبب أسعار الكورسات ونحن الآن نبني بيت العمر كما يقولون.
استمعت للأغاني الأسبانية وأحب الموسيقى أحب أن أسافر أحب الكتابة والقراءة أتمنى تعلم السباحة وأتمنى أن أركب الخيل يمنعني من الأخيرة أنني امرأة ونادي الخيل فيه رجال نشأتي جعلتني أكره أنني فتاة بعد أن كبرت تغيرت نظرتي لنفسي بدأت أستمتع بأنوثتي جربت الحياة الاجتماعية مع الجيران وصداقات النساء لم تعجبني أكره مجالس الثرثرة والقيل والقال والاستعراض بالمظاهر المادية والحروب الكلامية الباردة بين النساء تعرضت لهذه المواقف أكتفي بابتسامة بلهاء لا أعرف كيف أرد ولا الفائدة من الرد وبعدها أندم على ضعفي امامهن.
ساعدني استماعي لمحاضرات إبراهيم الفقي ومصطفى محمود والشعراوي ومصطفى أبو اسعد وقرائتي لبعض الكتب فتحت حساب لي في كل من مواقع السوشيال ميديا لفترة من الزمن ولكني مللت هجرتها كلها أحسست بأني أسيرة لها لا أعلم ماذا أفعل أتمنى أن أصنع مستقبلا وحياة مثل كل شاب وشابة.!
ظروفي في تحسن وأشكر الله على ذلك ولكن الزمن يمضي فشهادتي الثانوية مضى عليها 5 سنوات سأبحث عن كلية ربما تقبلني سجلت في كلية دراسة عن بعد لم أستطع أن أفهم شيء لا أستطيع القيام بالدراسة الذاتية اعتمدت في أيام المدرسة على شرح المعلمين وكنت أحفظ من المرة الأولى.
حياتي فيها كثير من التفاصيل ذكرت أبرزها وآسفة جدا لكبر مشاركتي والوقت الذي ستأخذه للقراءة وأكرر شكري لكم.
أتمنى إذا أردتم نشر مشاركتي حذف بعض الأشياء الخاصة أو التي ممكن ان تدل على شخصي أتحرى السرية والخصوصية من فضلكم.
16/6/2016
* وبعد يوم واحد أرسلت:
ضياع في الماضي
أرسلت مشكلتي ونسيت ماذا كتبت فيها أتمنى حذف بعض التفاصيل الخاصة إذا أردتم نشرها نظرا لكوني متزوجة ولا أريد أن يقرأ الملأ ذلك وأترك لكم التقدير أتمنى أن أقرأ رد دكتور سداد أو دكتور وائل أن أمكن ذلك نسيت ان أكتب عن علاقتي بأهلي في الاستشارة الأولى لا يوجد تواصل مع أهل أمي أو أهل أبي وأشعر بالضيق لذلك كأني مقطوعة من شجرة وأستعر من جنسيتي وكنيتي وعائلتي علاقتي بأخواتي ممتازة أبي أقوم باحترامه ومعاملته بالمعروف ولكن مشاعري كلها نفور واحتقار في قلبي أمي في الماضي كنت أبرر لها أراها ضحية ولكن تبدلت نظرتي كليا أراها الآن شريكة في كل شيء وتتحمل جزءا من المسؤولية حتى ولو كان برضاها وسكوتها عن الظلم من قبل أبي أو أي أحد غيره.
أحب زوجي كثيرا وأطفالي هم كل حياتي الفارق بيننا 20 سنة ولكن لا أشعر بها متفاهمين على أصغر الأشياء وهذه نعمة كبيرة تنتابني مشاعر سلبية دائما بأنني مقصرة بحق أولادي وأشعر دائما بأن التربية صعبة جدا لا عرف كيف أتعامل معهم نفسيا يؤنبني ضميري لأني لا أقرأ لهم قصة قبل النوم أو أجلس معهم وهم يلعبون أضعف كثيرا أنا أمامهم لا أسيطر بالسجل الكافي لما فيه مصلحتهم ومنعهم عن أكل الحلويات مثلا.!
أشعر بأن حالتي الصحية تسوء فالرعشة في يدي تزداد وأحس بخدر أو تنميل في أماكن بوجهي ك الخد أو الشفاه في الحقيقة لا أعرف لماذا راسلتكم ولما كتبت كل ذلك هناك كثير من المشاعر لا أستطيع ذكرها خاصة فترة العلاقة الخاصة مع طليقي كنت أبكي عندما يقترب مني وأغطي وجهي لم أكن أستطيع النظر إليه شعرت بالاشمئزاز وكأنني أغتصب باسم الزواج وكنت أصاب بحالة من التشنج حينها أريد أن أنسى كل ذلك وأحاول
أتمنى أن أجد في جوابكم ما يعينني عل الطريق الذي أجد فيه ذاتي ونفسي
شاكرة سعة صدركم مئات المرات.!
17/6/2016
رد المستشار
طوال سطورك لم أتمكن من تخيلك سوى فرسة... تعجزها حواجز حديدية مضروبة على حفر عميقة خانقة في كل مرة تحاول فيها السير قدما؛ فتقع وتتأثر، وتجرح، ولكن في كل مرة تقع فيها ينقذها جمالها الداخلي ويأبى ألا يحضر وبقوة مع كل محاولات من حوله بوأده ودفنه حيا؛ فوجوده هو ما يجعل نفسك الحقيقية لا زالت تهفو للعلم، وتستمتع بالموسيقى، وتجد متنفسها في القراءة والكتابة!،
فما أجملك... ولأن أيامنا ثلاثة...... الأمس والآن وغدا؛ ولأنك موجودة "الآن"؛ فوجب عليك التعامل الصحي مع الأمس لتتمكني من "الوجود الحقيقي لك كما خلقك الله" في غدك؛ فالأمس كان سلسلة من الجرائم والتي لا يمكن وصفها بكلمة أخرى، ولو تخليت عن منطق وخبرة الممارسة النفسانية لرأيت معك أن أباك الذي ينعت أمك، وأخواتها بأقذر ما يمكن أن تنعت به الأنثى في شرفها ويظل هو ليلا يشاهد أفلاما إباحية ينسى أن يغلقها حتى لا يراها أطفاله، ويهرب ثم يهرب ثم يهرب من مسؤولياته بأنه "مجرم" أجرم في حق ما نفذه بمحض إرادته في قرار الزواج، وما نتج عنه من بشر يحتاجون أبا يحتويهم، ويدعمهم، ويشجعهم، ويكون لهم حضنا وسندا،
وكذلك والدتك وأنا بعيدة عن فهم الذات من الداخل فهي كذلك "أجرمت" في حقك كثيرا، وأخرجت كل عقدها، ومخاوفها المتخيلة فيما فعلته بالتصرف الأحمق حين ظلت ممسكة بالسكين ساعات وساعات لتستخرج منك الحقيقة، أو بالصمت حين رأت، وسمعت، وحضرت مأساة زواجك الأولى، ولكن.... دراستنا للبشر عن عمق جعلتنا نرى ما لا يراه غيرنا، ولعل الله تعالى لرؤيته يسمح للبشر أن يتوبوا، ويعطيهم مساحة للتغير والتطوير والاستغفار!؛
فوالدك كان في يوما ما طفلا يحتاج للحب، والثقة، والطمأنة، والرقابة الحانية الناضجة، وحتما لم يجد منها شيئا، وكذلك وصل لوالدتك كم من الرعب على ما يتعلق بالشرف، والطهر، والجنس عموما ما يجعل ركبتاها تصطكان خوفا، ورعبا، من اقتراب رجل من فتياتها، وعجزت أن تجد طرقا للتواصل معكم بغير طريقتها!؛ فتكتشفين أن ما أجرموا به في حقك هو نفسه بسبب ما عانوه من قبل!؛
ولكن ما يهمني الآن هو أنت.. فمن أجرم وقسى عليك مخطئا كان أو عن جهل نفسي وتربوي، لن يكون بقدر خطئك أنت في حق نفسك الآن؛ فالأمس مهمته الوحيدة "التعلم"، أما تحويله لبحر عميق تغرقين فيه فهو الإجرام في حق نفسك وباختيارك!!؛ وحتى تتمكني من الخروج سالمة من غرق الأمس.. تحتاجين أن تقومي بعدة أشياء غاية في الأهمية..
أولها.. أن تتحدثي وتعبري عن مشاعرك فيما حدث بكل ما فيه من ألم، ووجع وألا تتفادي إطلاقا أي نوع من المشاعر ستجدينها بداخلك؛ فتقبلي مشاعر الغضب، والرفض، والألم، والكره لأي ما يكون منهم جميعا بلا محاذير، بلا حدود.. فالتعبير عن مشاعرك بوضوح تام وقبول وجودها بحجمها مع شخص تستأمنينه على نفسك، وتتأكدين من قبوله لك، وتتأكدين من عدم حكمه عليك، أو أنه سيقوم بدور الواعظ سيكون شخصا مناسبا لتلك المهمة، ولقد ذكرت أن علاقتك بإخوتك علاقة جيدة جدا فلتبحثي فيما بينهم عمن يتوفر فيهم ما ذكرته تماما تماما، وإن لم يكن فلا ضير، بل والأفضل القيام بتلك الخطوة مع معالج نفسي ماهر يساعدك؛ فما ستنفقينه على شفائك الداخلي أهم بكثير من دراستك؛ لأن شفائك الداخلي هو أصل نجاحك في أمومتك، وشراكتك الحقيقة لزوجك، ودراستك، وكل شيء، فلا تستهيني بذلك أبدا،
وما أقصدة بقبولك لتلك المشاعر الصعبة ليس معناه الموافقة، ولا معناه الاستسلام، ولا معناه الشجار مع تلك المشاعر.. فقط قبول وجودها الآن بلا حكم بلا موافقة بلا شجار بلا استسلام، وخذي وقتك فيه ولا تتعجلي.... فقط لا تتجرعي الألم في صورة المعاناة، فالألم أمر لن يمكننا تفاديه، فهو جزء من الحياة، وعلينا قبوله كما شرحت لك معنى القبول، وعلينا احترام ألمنا بل والحداد على ما حدث لنا دون أن نحوله لمعاناة؛ فالمعاناة ليست ألما، المعاناة عدم تحمل مسؤولية نضوجنا، ورفضنا للتعامل الصحي مع الألم؛ فالألم لن نتفاداه.... لكن المعاناة اختيار!.
ثانيا.. -ولا تنتقلي لثانيا أبدا قبل أن تأخذي وقتك في أولا.... ثم تنتقلي- أن تعترفي بأنك تحتاجين أن ترفقي بنفسك، وتتواصلي مع نفسك بحب، وتعاطف، وأن تتمكني من رؤية جمالها الداخلي الذي تم تشويهه، إلا أنه لا زال موجودا ينبض ويتنفس ويرغب في الوجود... فتبدئين في التعرف على احتياجاتك الفطرية،- وقلت فطرية؛لأنها موجودة داخل كل البشر أنا وأنت وأولادك، وأبويك، وزوجك السابق الخ- أي حقوقك التي لم تحصلي عليها، فتتعرفي على حقك في الوجود كما خلقك الله بلا تشويه، وحقك في أنك تستحقين الحب بلا شروط، وحقك في أن تقبلي نفسك كما هي، وحقك في أن تكوني حرة، وحقك في تحمل تبعات مسؤوليتك الذاتية عن اختياراتك المبصرة، وحقك في أن تفرحي، وحقك في أن تقولي لا... وتبدئين في تصديق تلك الحقوق التي أعطاها الله سبحانه لكل إنسان وشوهها إنسان آخر كان في حياته، وتمارسين تلك الحقوق حتى مع التعثر، والخوف، والتردد، والصعوبة.... فحين نمارس حقوقنا بتدرج وتراكم نتحرر بصدق من سجون الماضي.
ثالثا.... تبدئين في رؤية المشهد كما هو قدر إمكانك؛ فوالدك ووالدتك عانا معاناة شديدة في حياتهما بلا جدال حتى وإن لم يشاركوكي في معرفتها؛ ولكن للأسف لم يتمكنا بزواجهما أن يفهما حقيقة معاناتهما؛ فيتوادان، ويتراحمان، ويشاركان بعضهما الحياة بتحدياتها، ومتعتها، فظل كل منهما حبيس آلامه وسجونه، وأخرج غضبه، وخوفه، وما يهدده في الحلقة الأضعف؛ فوالدك ارتاح في الغياب، وإخراج غضبه وآلامه في والدتك لأنها الأضعف، ووالدتك اختارت الصمت، والخنوع، وأخرجت غضبها وخوفها في أولادها لأنهم الأضعف، وظلت العلاقة بينهما متأزمة فاشلة، وكان المخرج هو إيجاد "كبش فداء" لهذا الفشل؛ وهذا يحدث في أسر كثيرة جدا، فلو قصتك هذه لم تتكرر مع إخوتك؛ ففي الغالب كنت أنت كبش الفداء الذي يوضع عليه كل ما فشلت العلاقة بينهما في إصلاحه.. والعجيب والصادق جدا في كل ما قلته أنهما يفعلان ذلك بدون وعي، وإدراك لكل ما ذكرته لك عنهما!.
رابعا... عرفنا من خبراتنا أن مهما تعرض الإنسان لألم، أو قسوة، أو رفض، أو أي شيء في علاقاته القريبة مع والديه؛ يصلحها علاقة صحية حقيقية في حياته حتى لو كانت علاقة واحدة!؛ فلتغذي نفسك بعلاقة حقيقية صحية حتى لو واحدة؛ فيها تطمئنين على نفسك، ولا يتم الحكم فيها عليك، ويتم سماعك، واحترام مشاعرك السلبية والإيجابية، وتشعرين فيها أنك محبوبة بلا شروط؛ فقد تكون تلك العلاقة مع زوجك، مع أحد إخوتك، مع جارة، مع والدة صديق لابنك مثلا، مع المعالج.. مع أي إنسانة تتوفر فيها تلك الأمور.
خامسا.... تتوقفين عن أي شيء تفعلينه مبنيا على الخوف، أو الإحساس بالذنب؛ فكل تصرف تفعلينه الآن مبنيا على أحدهما هو لا يمت بصلة لك أنت كما أنت الحقيقية؛ فنحن بشر يخطىء، ويفشل، ويقصر، ويضعف ولكننا نتجاوز ذلك بقبولنا لكل هذا فنتعلم ونتحسن، وابدئي بهدف أقوى من دراستك الآن فأنت لا زلت صغيرة، ولا زالت طرق التعلم متعددة، ولا زال رزق الله يهبه لعباده بالسعي والتوكل عليه؛ فليكن هدفك الأصلي الآن هو أنت، وشفائك الداخلي، وتصالحك مع ما مضى لتمضي في مستقبل مختلف؛
وحين تفعلي تلك الخطوات بصدق وتأخذين وقتك فيها؛ ستجدين من نفسك أمورا كنت تتصورين صعوبتها؛ فستجدين نفسك مقبلة على حياتك، تتمكنين من التواصل مع نفسك أفضل، ووتواصلين مع أطفالك أفضل، وتتمكنين من التصالح مع كل ما حدث، بل وتتمكنين من التصالح بصدق مع والديك، وتتمكنين من إيجاد حل مقبول للتواصل مع ابنك الأول ولو بعد حين، وأقترح عليك أن تتواصلي مع معالج نفسي بالأساس، وإن لم تتمكني الآن فأقترح عليك الحصول على كتاب د. أوسم وصفي اسمه مهارات الحياة فيه جزء عملي وتدريبات وشرح أكبر لجزء كبير مما قلته لك. هيا ابدئي أيتها الفرسة الواعدة.
ويتبع >>>>: فرس الحواجز م