فرس الحواجز..!؟
شكراً جزيلاً لك. الإجابة التي لامست عقلي وقلبي. أوضحت لي بعض الإجابات لأسئلة راودتتي طوال سنوات، لكن لن تذكري لماذا علي الرجوع لطبيب نفسي. هل أعاني من الاكتئاب أو من الإحباط. أريد أن أعرف مسمى علتي، لكي أتعامل معها. ماهي حاجاتي الفطرية التي أهملتها. كيف علي أن أختار عدم المعاناة، وأنا لازلت أسيرتها ولم أخترها. سامحيني لكثرة الأسئلة، ولكني مشوشة قليلاً.
بالنسبة للشخص الذي نصحتني أن أشاركه حزني ومشاعري، فإني شاركت زوجي بكل صراحة، ودون حدود وهو من جلس معي أثناء كتابتي للاستشارة الأولى..... لا أتوقع أنني سأقابل شخصاً مثله، ليحبني بلا شروط وشاركت بعض الأشياء مع أخواتي لكني لم أستطع تجاوز مامر بي.
لا أعلم لماذا كرهي ولومي لأهلي تزداد، ولا تنقص خاصة أنهم مازالوا في شقاق وخلاف، بالرغم من وجود أحفاد فأختي التي تصغرني تزوجت في سن 14 ولم تجبر على ذلك، لكنها طفشت من جحيم المنزل، والتي تصغرها أيضاً تزوجت "برضاها" أيضاً بسن 14 من رجل مغربي ولله الحمد أن هذه المغامرة الغير محسوبة العواقب أثمرت عن زيجات ناجحة، وكانت بمثابة المنقذ، وأعطت البيئة الخصبة لهن ليكبرو في جو عائلي صحي، والحمد لله لذلك سأقرأ الكتاب الذي نصحتيني به وسأحاول أن ألتزم بما فيه
ونسيت أن أخبرك أنه يصعب علي الذهاب إلى طبيب نفسي لعدم توفره في نطاق منطقتنا،
وأكرر شكري لكم بكل ود.
8/7/2016
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا صديقتي "الفرس الرائعة"؛
حدث معك أربك استقرارك العاطفي، والنفسي، لذا لا أجدك تعانين من مرض نفسي واضطراب بقدر ما تعانيه من ألم شديد موجع يشعرك بمرارة في نفسك، وأثر نفسي لصدمات مررت بها، ورغم أننا نعتبر أن الشخص الذي يمر بصدمات نفسية متكررة، أو حتى غير متكررة لكن كان لها أثرها البالغ على الإنسان لابد وأن يعاني من اضطراب نفسي، إلا أن علاجه يرتبط بمرور الوقت، ويرتبط أكثر بالاستبصار، والتعامل الصحي مع ما حدث له، ولقد بدأت تلك الخطوة بارسال رسالتك لنا، أرجو الرجوع لاجابتي الاولى كل فترة، وتذكري أننا هنا من أجلك.
أما عن تساؤلاتك فيما يخص أوجاعك الجسمانية؛ فنعم الجسم أقرب ما يكون للنفس؛ فكلما زاد الحمل على الجهاز النفسي كلما حمل الجسم عنه شيئا؛ فيشعر الشخص بآلام عضوية تماما، إلا أن سببها الحقيقي يكون نفسيا بجدارة، وكلما شفي الشخص من أوجاعه النفسية كلما خفت أعراضه الجسدية بمرور الوقت طال، أو قصر، فجهازنا النفسي خلقه الله سبحانه يتحمل ضغوطا كبيرة لفترات زمنية كبيرة، ولكنه حين يرتبك، أو يمرض يكون مرضه عميقا يحتاج لوقت ودأب وجهد؛
وقد يستعين بالجسد ليحمل عنه مما يتحمله، فيستجيب الجسد له، وبالعلاج النفسي، والدوائي يشفى كلاهما بإذن الله؛ فلتتابعينا هنا قدر إمكانك لتتخطي معاناتك رويدا رويدا حتى تسنح لك فرصة التواصل مع معالج نفسي ماهر يعينك على طريق التعافي.
واخيرا تذكري أن النضوج يعني التعامل مع معاناتنا على ألمها، وصعوبتها بشكل صحي ومختلف لنتمكن من السير قدما بلا معاناة تقعدنا، حتى مع وجود الألم، فالمعاناة هو الغرق فيما يؤلمنا دون اكتساب أدوات للنجاة؛ كأننا نتألم فقط لنتألم ونتألم ونظل في مكاننا دون حراك مع زيادة العجز، لكن الألم شعور إنساني طبيعي يأتينا حين تحدث أمور تعذبنا، ونرفضها، ونكرهها، لكن بالتعانل الصحي والنضوج يقف الألم على مساحته دون أن يتحول لمعاناة تقعدنا عن التحرك للأمام؛
فكلما تذكرت تصرفات والدك، ووالدتك تذكري معها أنهما كانا غير ناضجين، وفشلا في التعامل مع مشكلاتهما، وأن والدتك كانت تعاني ما تعاني ولم تجد من يعلمها غير ما عرفت، وأن الرجال ليسوا كلهم أبوك؛ فأزواج إخوتك، وزوجك خير دليل، ولا تتعجلي في مسامحتهما، وإن لم تأتي فلا ضير، فأنا أراكي شجاعة، ونبيهة وستتجاوزين المعاناة بإذن الله.
دمت طيبة راضية طموحة
ويتبع >>>>: فرس الحواجز م1