السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا شاب مسلم عمري 24 درست هندسة ميكانيكة في سوريا وأجبرت أن أترك دراستي وأهلي وأن أسافر إلى خارج سوريا بسبب الحرب.
صفاتي أنني حساس جدا وخجول وهادئ ولطيف وأحب الناس جدا.
أقيم في تركيا منذ حوالي السنة والحياة مليئة بالضغوط والشوق إلى الأهل . ومنذ فترة الشهر تقريبا كنت ذاهبا إلى صلاة المغرب وقبل الصلاة شعرت أنني سوف أموت الآن استسلمت لهذه الفكرة وباشرت الصلاة أتتني حالة من الرعب الشديد تغير كل شيء من حولي أصبح جسدي يرتجف والعرق يتساقط مني كالمطر ودقات قلبي قوية وسريعة جدا وألم شديد في معدتي شعرت أنني في سكرات الموت بدأت بالتشهد بالصوت العالي وأنا في الصلاة فاجتمع أهل البيت من حولي ولكنني لم أمت ولكن شعور الموت رافقني والإحساس أنني في ساعتي الأخيرة.
اتصلت بدكتور الطوارئ في الليل فحصني وقال لي أنت سليم ولكن هذا شعور نفسي أنا لم أصدق ما قال . لم أستطع النوم ليلتها وذهبت في اليوم التالي إلى طبيب قلب وباطنية وقال لي أيضا أنت سليم ولكن تعاني من مشاكل نفسية. وما زالت فكرة الموت ترافقني وتشتد ويشتد الخوف أيضا ليس لي أي شهية للطعام ولا أقدر على فعل أي شيء أذهب إلى العمل وأنا خائف أن أموت في الطريق ولا أحد يعرفني وأنا بعيد عن أهلي وكيف سيعرف أهلي ما حصل لي.
اتصلت بأحد الأقارب الذي يعاني من مرض الاكتئاب وقال لي أنها أعراض اكتئاب وأنا لم أصدق. بحثت طويلا عن طبيب نفسي هنا في تركيا ولم أجد مما جعلني أتواصل مع طبيب على موقع الفيس بوك وقال لي أنها حالة هلع وخوف وقلق ويجب أن أتناول الدواء.
نقص وزني في عشرين يوما حوالي 10 كيلو وشعور الخوف يرافقني والأفكار السوداوية تلاحقني لم يعد لي أي لذة في الحياة فقررت أن أتناول العلاج الذي وصفه لي الطبيب وهو توفرانيل 25 ملم أتناول 3 كبسولات في اليوم. وبعد فترة عشرين يوما حلمت بحلم مزعج جدا جدا وفسرته على أن الموت يدق بابي وأتتني حالة الذعر مرة أخرى. ومنذ خمسة أيام أحلم كل يوم بحلم مزعج أكثر من الذي قبله.
الآن أنا خائف من كل شيء أخاف من الصلاة وأخاف من قراءة القرآن أخاف من النوم بسبب الأحلام المزعجة. ذهبت إلى شيخ أعرفه في تركيا وقال لي أن هذا من الشيطان ولكن أنا لم أقتنع وكلما هدئت من روعي أتذكر الأحلام وتأتيني حالة الذعر نفسها. واليوم الطبيب أعطاني دواءً إضافيا وهو سبرالكس كبسولة واحدة مع ثلاث كبسولات من توفرانيل.
تتطورت معي الحالة كل ما أنام أفيق وأشوف الأصدقاء وأخي المقيمين معي في البيت يتنفسون أو لا لست قادرا على النوم وكل فترة وجيزة أتصل بأهلي وأطمئن عليهم.
أتذكر جدي الذي توفي على يدي كيف كان منظره وأتذكر جدتي الذي توفت وهي نائمة جنبي وكل يوم أحلم بهم معا.
أخاف من المستقبل وأخاف أن أفعل أي شيء لأنني سوف أموت لا أدري ماذا أفعل أنا بعيد عن أهلي ولم أخبرهم بما بي أرجو منكم المساعدة والرد السريع ولكم جزيل الشكر والفضل.
24/6/2016
رد المستشار
أرحب بك يا "محمد" على موقعك الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، أولا الحالة النفسية والمزاجية المضطربة تنعكس على الحالة الوظيفية للجسم، وتؤدي إلى تسارع نبض القلب والدوخة، وبالطبع فإن فقر الدم أو الأنيميا، ونقص فيتامين (د)، ونقص فيتامين (ب) المركب، خصوصا فيتامين (B12) يساعد على زيادة تلك الأعراض.
والخوف من الأشياء والمواقف أمر طبيعي عند البشر عند التعرض لموقف معين، مثل: الخوف من الحيوانات الجارحة، والزواحف، وعند مقابلة المسؤولين، أو التقدم للوظائف والمقابلات الشخصية، حيث يرتفع هرمون الأدرينالين، ويزيد نبض القلب، وتحدث بعض الرعشة، وينتهي الأمر بانتهاء الموقف، وترجع الأمور إلى طبيعتها بعد ذلك، ولكن قد يتحول الخوف إلى حالة مرضية تسمى الرهاب أو الفوبيا Phobia ، ولها صور وأشكال متعددة، منها الخوف من الأماكن المغلقة، والخوف من المرتفعات، والخوف من بعض الحيوانات والزواحف، والخوف من الموت، حينها يسمى ذلك الخوف بالرُهاب أو "الفوبيا".
والرهاب أو الفوبيا هو خوف شديد مفرط غير عقلاني، وغير مبرر من حالة معيّنة أو سلوك معيّن، ينطوي على شعور بالخطر وخوف من الأذى، وبالتالي يؤدي لمحاولة الشخص الهروب من المواجهة مع هذا الموقف أو هذه الحالة، فمثلاً من يخاف الأماكن المرتفعة يكون لديه دوماً شعور بالرعب من السقوط عند التواجد في مكان مرتفع، فيحاول دوماً الابتعاد عن مثل تلك الأماكن، وتنتشر "الفوبيا" بشكل واضح عند النساء أكثر من الرجال.
وفي بعض الأحيان ومع فقد عزيز في الأسرة أو الأصدقاء خصوصا الفقد المفاجئ في حادث أليم يتولد ذلك الشعور بالخوف الشديد أو الرهاب، ويتحول إلى حالة مرضية يصاب الإنسان فيها باحمرار الجلد والرعشة الشديدة والتعرق الغزير، ويصاب بنوبة هلع وصراخ قد تنتهي بالإغماء، كما يعاني المريض من برودة ورجفة الأطراف، ودوار شديد، وشعور بالغثيان والقيء، وضيق التنفس والشعور بالاختناق مع ألم واضطرابات في المعدة، وتسارع نبض القلب وعدم السيطرة على الانفعالات الطبيعية.
وعلاج الخوف المرضي بالإضافة إلى الأدوية، يتم بالتكيّف مثل الاسترخاء والهدوء ذهنياً وجسدياً بدلاً من الذعر والخوف، ومعرفة أن الموت مرحلة يليها مراحل أخرى، ويؤدي ذلك لزوال الرُهاب تدريجياً.
وهناك نوع من العلاج عن طريق مجموعات الدعم، ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون نفس المشكلة، وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصاً يشاركهم مشكلته ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه، الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيداً، خاصة أن الشعور بالوحدة يدفعه لمزيد من الاكتئاب.
ثانيا: أحب أن أتناول معك تعريف وسواس الموت هو نوع من الاضطراب النفسي الذي يسبب القلق، مما يجعلك تشعر بالانزعاج، وتسمى هذه الحالة أيضا برهاب الموت، يصاب بعض المرضى بهذا المرض النفسي، مما يجعلهم يفكرون كثيرا بطريقة سلبية حول الموت وذلك في محاولة لتجنبه، وهناك ثلاث فئات من قلق الموت، يتم تصنيفهم بناء على أسبابها والآثار المؤلمة التي تسببها.
1. وسواس الموت المفترس: يظهر هذا النوع ، الذي يجعل الشخص منخرطاً نحو أفكار القتال والطيران، وهذه الأفكار التي تركز عليه العديد من أحداث الهجوم أو التهديد، وفكرة البقاء على قيد الحياة هي الفكر الوحيد التي تشغل عقولهم معظم الوقت، أفضل الطرق للتغلب على هذا النوع هو اعتزام التغلب الذاتي على جميع الصعوبات المادية .
2. افتراس وسواس الموت: يحدث هذا النوع من القلق إذا كان الشخص قد هاجم أي شخص، يمكن لأي شخص أن يصيب شخص آخر بضرر، يتأثر هؤلاء الأشخاص من الأفكار التحفيزية على اتخاذ الإجراءات العدوانية.
3. وسواس الموت الوجودي: هذا الشكل من وسواس الموت قد يكون ذو شكل متطرف، يتميز هذا القلق بالخوف الشديد من المستقبل، وحتى يؤدي إلى تغييرات في نمط الحياة والروتين، وسواس الموت الوجودي يمكن أن يزيد من الأفكار والآراء لتحقيق ثروة كبيرة وقد تكون غير متناسبة، من الأفضل محاول تجنب كل الأفكار المتعلقة بالموت.
أعراض قلق الموت: صعوبات في التنفس، الذعر، خفقان القلب، فقدان السيطرة، التنفس الشديد، الشعور بالوحدة، جفاف الفم، الغثيان
علاج وسواس الموت
وسواس الموت هو عرض يركز على بعض الأفكار حول الموت، قد يكون علاجه صعباً بعض الشيء لاحتياجه إلى التحفيز الذاتي على عدم الخوف، ويمكن معالجته عن طريق مساعدة المريض وتقويته لتخطي هذه الأفكار السلبية. كما يمكن اتخاذ بعض التدابير العلاجية وهي الأفضل التي يمكن أن تساعده في تعديل توقعات المريض، ومن النقاط الهامة في العلاج:
القيام بتقييم الخطر الحقيقي للمخاطر الصحية الحقيقية والتي يمكن تجنبها بسهولة.
حماية نفسك من وسائل الإعلام التي تقدم محتويات تبث الخوف والقلق.
التأمل حيث أن الخوف والقلق يؤدي إلى استجابة الجسم للإجهاد، وتحفيز الجهاز العصبي الذي يزيد من خطر المرض، فالتأمل البسيط يزيد من استجابة الضغط النفسي ويحفز الاسترخاء، مما يسمح للجسم بالتخلص من الخوف والقلق.
اليقين التامّ بأنَّ الموت أمرٌ مقدّر على كلّ الخلق وبأنَّ الموت ليس لك وحدك؛ بل سبقكَ إليه مليارات البشر، وسيُصيب كلّ إنسان مهما علا شأنه وازدادت منعته، وبإيمانك الجازم بأنَّ الموت مُقدّر من عند الله سيزداد منسوب الثقة، ويبدأ الخوف بالتلاشي رويداً رويداً.
التجهّز للموت يُعين على المرء استقباله؛ لأنّ من أعدَّ للأمر عُدّته خيرٌ من الغافل، ويكون التجهّز للموت بالإكثار من الطاعات والإيمان بالله عز وجلّ وبرسولهِ صلّى الله عليه وسلّم، وإذا كُنت على طاعة دائمة وعلى ذكرٍ دائم فإنَّ الله لن يقبضكَ إلاّ على طاعة وعلى برّ، وستكون عاقبتك بإذن الله إلى الجنّة.
الإحسان إلى الناس والخلق وعدم الإساءة إليهم، فأنت عندما تظلم وتتمادى في العدوان إلى الناس فلا شكَّ أنَّ ذلك سيضع الخوف في قلبك؛ لأنّك تعلم عِلم اليقين بأنّ إساءتك للآخرين هي من أنواع الظلم الّذي يُعاقب عليه الميّت، ويُخشى عليه العذاب في القبر ويوم القيامة.
المُبادرة إلى التوبة بينك وبين الله، وكذلك أرجع الحقوق فوراً إلى أصحابها؛ لأنَّ التوبة والإنابة إلى الله وكذلك أن تطلب من الناس الذين أخطأت في حقّهم أن يُسامحوك سيزيد من راحتك النفسيّة، ويجعلك لا تقلق من فكرة الموت كما لو أنّك على غير توبة أو إنابة.
حاول أن تطرد الأفكار التي تتكرّر في ذهنك حول الموت وما بعدَ الموت، وليكُن تركيزك على ما ينفعك، وبأن يكون الموت سبباً في أن تُقدّم الخير في الدّنيا لا أن تكتئب وتحزن وتقلق، لأنّك مأمور بالإنتاج وتقديم الخدمة لك ولمن حولك من الناس، وحاول أن تجلس مع أصحاب الطاقات الإيجابيّة الّذين يُثيرون التفكير لديك بكلّ نافع ومُفيد، وخصوصاً عندما تملأ أوقات فراغك بالمشاريع النّاجحة والرياديّة التي تجعلك إيجابيّا بعيداً عن الهموم وعن التفكير السلبي.
واقرأ أيضًا:
هلع واكتئاب وسواس الموت
وسواس الموت
وليد ووسواس الموت م
من الحشيش لنوبة الهلع لوسواس الموت
من نوبة هلع إلى وسواس الموت
وسواس الموت أم وسواس المرض أم؟
وسواس الموت والشهقة والهلع !