رسائل الأمس م
هل أُعاقب على أخطاء الماضي؟
رسائل الأمس والحاضر قد شارفت على الانتهاء، لا أعلم ماذا أقول سوى أن الله اختار لي النهاية. أخبرتك بمشاكلي ولكني لم أخبرك أني فوق ذلك كلَّه كنت رفيعة جداً، ربما أشعر بذلك لأن أمي وأبي والناس يخبرونني بذلك. حاولت أن أغير ذلك بذهابي لأكثر من طبيب, وعندما بدأت أزيد في الوزن، رفض أبي أن يعطني أموال لأكمل. لا أنكر إنها كانت من أسعد أيامي لتخلصى من كلام أمي وأخواتي وسخريتهم مني منذ أكثر من سنة.
قررت أن أساعد نفسي بنفسي فأنا صيدلانية قررت أن آخذ كورتيزون ولم أزد في الوزن, فقررت أن أزيد الجرعة انتقاماً من نفسي وتوقفت فجأة, تعبت بعدها فترة, ولكني عدتُ لطبيعتي من ثاني، فلجأت إلى الهرمونات, وأخذت جرعة كبيرة منها, وأزود الجرعة يوم بعد آخر. وهذه المره زاد وزني. نعم كسبت مديح الناس, ولكني خسرت نفسي، تغير صوتي، وظهرت من فترة nodule على الـthyroid لم يستطع الأطباء تحديد هل هي malignant أم لا. ولكني أنتظر فأنا أعرف أن الnodule ممكن أن تكون بسبب هذه الهرمونات, وأن هناك احتمال أن تكون ورما.
الطبيب يريد مني أن أنتظر شهرين حتى نعرف هل هي ورم سرطاني أم لا. لن أخبره بما حدث، سأنتظر قدري، سآنتظر النهاية.
أمي كانت تدعو عليَّ دايماً وتقول لي -قالك القل وتعب السر- افرحي يا أمي فالأسرار التي تتعبني كثيرة, افرحي يا أمي فدعوتك استجاب لها. أحيانا أسأل الله هو مينفعش كان يبقى عندي حاجة واحدة حلوة. مينفعش أن يكون عندي أم حنينة، طب أب طيب. طب أكون ناجحه في دراستي، طب أكون اجتماعية وعندي أصحاب أو حتى جسمي يبقى عادي زي كل الناس. لماذا أدفع أخطاء هم السبب فيها.
فالآن أنا تغيرت، أصبحت أكثر ثقة في نفسي، لا أعبأ بكلام الناس عن جسمي، أتجنب أمي وعندما يتطلب الأمر المواجهة أواجه، أصبح لي رأي, ولا أحقِّر من نفسي قطعت أى كلام يربطني بالدكتور اللذى كلمتك عنه, أصبحت أبحث عن نفسي, واهتم بمستقبلي.
أخذت كورسات لأطور نفسي أبحث عن منحة لأسافر بعد إنهاء دراستي هذا العام، أشعر بأنني وحيدة فيه, ولكني على الطريق الصحيح, فلماذا بعد هذا كله يعاقبني الله على أخطائي الماضية،
لماذا يعاقبني على حياة ليس لي دخل بها.
15/7/2016
رد المستشار
أهلاً بك يا ابنتي؛
أقدر تماماً جهدك الكبير في محاولاتك للتغيير، وأشعر بفقدانك لونس العلاقات، والحب، والقبول غير المشروط، ولكن أخشى أن يكون تغيرك "غشيماً، مندفعاً"، فيتحول من تغيير حقيقي أدعوك له، لمحاولات "شيك" للبقاء على ما أنت عليه؛ فلقد حدثتك عن الكره، والغضب الذي حين يسيطر يفقدنا توازننا، ويجعلنا في خسارة تجر أخرى، وحدثتك عن احتياجاتك ما هي وكيف تحصلين عليها بشكل صحي وحقيقي، فتحولت لنظرات وعلاقة تسيء لقلبك ومشاعره، وحدثتك عن حجم عائلتك بداخلك ومساحتها في حياتك، ولا زالت هي محو رئيسي في حياتك؛ فأنا أحب تغييرك الحقيقي، والذي سيتطلب منك أن تقتربي من نفسك الحقيقية، وتقبلينها بصدق كما هي.
حتى خطوة تعديل ما ترفضينه فيها سيكون خطوة ثانية لا خطوة أولى لتنجحي في التغيير الحقيقي؛ فلقد حان الآن وقت الاقتراب من نفسك الحقيقية البعيدة عن التشويه الذي طالك ممن حولك وصدقتيه حتى آذيت نفسك، ثم تنسبي ذلك لمعاقبة الله لك، فالله تعالى أعطاكِ عقلاً، ونفساً طيبة راضية؛ لم يصنها والديك لسبب أو لآخر عن جهل نفسي، أو جهل تربوي.
إلا أنه حدث؛ فلا عقاب كما تتصورين، بل رسالة تحتاجين تفهمها بعمقٍ وصدق أكثر من هذا؛ لتتعرفي على احتياجاتك المشروعة جداً، وعلى مسئوليتك الذاتية في التعامل الصحي مع التشويه الذي حدث لتكفي عن استخدام شماعة -والداي السبب- حتى صرت طبيبة متفوقة متميزة؛ فما حدث قد حدث، وحدث لغيرك مثله، وربما أكثر، لكن يظل الفرق الحقيقي تعاملنا مع ما يحدث لأننا مسؤولون عن نوعية وجودنا في تلك الحياة؛ فمنا من يختار نوعية وجود غاضبة حانقة، وآخرون يختارون نوعية وجود ناضجة مستبصرة متميزة، وآخرون يختارون وجوداً سطحياً تافهاً.... إلخ.
فلتختاري نوعية وجودك في ظل تلك الظروف لتفخري بنفسك بصدق سواء كنت رفيعة جداً، أو بدينة جداً.
ويتبع:>>>>>> رسائل الأمس م2