العلاج بالكتابة : اكتبي لمجانين
أكره إخوتي الكبار، وحبٌ شديد للصغار
السلام عليكم وسامحوني لأنني اثقل عليكم. استشارتي السابقة عن عقد نفسية من الطفولة بسبب سوء معاملة الإخوة الكبار لي، فصار عندي نفور منهم لحد الساعة، يقابله ولعٌ شديد بأخوين توأمين أصغر. متعلقة بهما أكثر مما يجب إلى حد أني أحيانا أكون مزعجة بسبب اهتمامي الزائد. للتوضيح نحن 7 إخوة بنتان كبيرتان، وتقريباً كل واحدة في عالم يخصها، فعلاقتي بهما فاترة جداً وتزوجتا؛
يليهما أخوين، وهما سر بلائي بعدوانيتهما الشديدة عليَّ دون غيري، وأعلم ستقولون لي ألم تحاولي إصلاح الأمر، ألم تبذلي مجهود، والله بذلت جهوداً جبارة لا جدوى والأبوان يلاحظان وساكتان، فترسخ في نفسي عدم ثقة فيهما، وأن الأصل أن أكون مكروهة لا محبوبة، ولحد اللَّحظة لست عفوية مع الناس، وأفكر كثيراً قبل ما أحكي أخاف كلامي يكون سخيفاً.. الصغيران وحدهما منحاني الثقة والأمان، أحكي مثل ما أريد، وأغني وأضحك. كانا يضحكان معي، ولا يؤذياني أبداً كم أحبهما. أعتبرهما ابنيَّ، وأناديهما يا أولادي فهل هذا يضر.
صرت مرهفةً جداً بحيث أشفق كثيراً على الضعفاء، وممكن أبكي بشدة،إذا شاهدت أحداً يضطهد صغيراً،والله ليس عندي بارانويا لا والله، بس أعطف على الضعفاء لأن شعرت بمعنى الضعف والظلم، وحتى حين يساء لي لا أستطيع الإيذاء، وهذه بالمناسبة حالة غير طبيعية، لأننا بشر ولسنا ملائكة. يعني دائماً أفكر قبل ما أتكلم،وهذا مرهقٌ جداً، وإحدى أخواتي الكبيرات شرسة، بتعليقاتها فأكون حذرة جداً وشبه خرساء معها.
كيف أنفس عن غضبي أو قهري. كنت أكبت وأصاب بالصداع،ثم صرت أتنفس بالشتائم والسباب، بيني وبين نفسي طبعاً، وتطور الأمر إلى أن صرت أقول الكلام البذيء، والمصيبة صار عندي حقد على أهلي، فأسبهم في داخلي كثيراً وحتى أبي لم ينجو بل هو أكثر من أسب، وأنا أشعر نحوه بنفور كبير جداً،كل يوم يزيد النفور ويكبر، لأن أكتشف فيه شخص ضعيف الشخصية، وسلبي جداً والمواقف كثيرة صعب شرحها.
والله لست سيئة أبداً لكن يجوز مكبوتاتي كثيرة. فهل أجد في الطريقة السابقة: طريقة الكتابة علاج، أم ضروري طبيب نفسي. أعتقد ليس ضروريَّاً، لأن عندي وعي. أظن بطبيعة المشكلة، ولأن الأطباء الجيدين في عمان، وأنا بعيدة جداً عنهم،
فهل هناك ضرر نفسي في رعايتي للصغيرين وما زلت أراهما صغيرين دائماً.
جزاكم الله خيراً.
22/7/2016
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
علاقتك مع الإخوة الصغار ظاهرة طبيعية وصحية في جميع المجتمعات، تعكس الجانب الإنساني في شخصيتك، هذا الجانب من شخصيتك يكتمل بشاعرك الإنسانية تجاه المستضعفين.
ماذا عن المشاعر السلبية؟
المشاعر السلبية من غضب ويأس، تراود الجميع بصورة منتظمة، ويحاول الإنسان التعبير عنها وتفريغها، بين الحين والآخر، ولا يقوى على خزنها. الحقيقة هي أنَّ جميع المشاعر من حب وإلهام وسعادة وغضب. تحتاج إلى تفريغ، وغير قابلة للخزن. فيخزن البشر الطعام هذه الأيام، لكن حتى الطعام يصبح غير قابل للاستعمال بعد فترة، ومن يخزن المال يكتشف بأن قيمته تخفض مع الوقت. كذللك الحال مع المشاعر فهي عير قابلة للخزن.
إن وجدت من تتحدثين إليه فلا بأس، والكتابة تساعد، والموقع سيستلم ويقرأ، ويرد على ما تكتبين.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>: العلاج بالكتابة : اكتبي لمجانين ! م1