انطوائي، وانعزالي، ربما مجنون أو عندي توحد
عمري 42 عاماً، أعزب، أكملت دراسة الدبلوم، وحتى خدمتي العسكرية الإلزاميَّة منذ 2001م ومنذ ذلك التاريخ بدون عمل، مستقر أغلب الوقت دونَ عمل. مشكلتي الكبيرة لا أستطيع الاندماج مع الموجودين في مكان العمل، وهذا يسبب نفور متبادل بيني وبينهم، وأحس أني منبوذ، وهذا صعب جداً عليَّ لذلك أترك العمل، علماً أني لو تواجدت مع أناسٍ غرباء في أي مكان، ممكن أن أكونَ اجتماعياً جداً بينهم.
علاقتي مع الأهل تكاد تكون منعدمة رغمَ أني أسكن معهم، ليست لي أيَّ علاقات اجتماعية أو صداقات على أرض الواقع، بالرغم من أني حققت حضور اجتماعي على مواقع التواصل. يقالُ إني وسيم، لكن تركت هذه المواقع بسبب خذلان صديق نشأت علاقة حب وجنس ببننا. أصلاً أنا مثلي الجنس، لكنَّه تركني كما يبدو لأنه اكتشف حالتي، رغمَ أني متعلِّقً به، لكن آثرت عدم الاتصال.
مشكلتي الكبيرة كيف أندمج مع الناس على الأقل حتى أحقق استقلالي المادي، وأعالج نفسي، لست عاجزاً عن العمل بحد ذاته. عندي طموحات كثيرة لأحققها وأنا قادرٌ عليها، الصداقة والحضور الاجتماعي، وأهم شي العمل ولكن لا أستطيع مسك الخيوط، حتى أحقق شيء، تصيبني الخيبة كثيراً عندما أشاهد من هم في جيلي وأصغر وقد حققوا أشياء، وتعدوني بمراحل كثيرة، وحتى شخصياتهم المكتملة.
أجد خبرتي الاجتماعية بائسةً جداً مع الناس وأحوالهم، عندما أدخل ايَّ مطب أو حتى عندما أشاهد غيري وأرى حالي، لذلك أجد أنَّ أوَّل شيء، كيف أخرح مما أنا فيه من انعزالية، لا أستطيع التوظف، حاولت إيجاد عمل خاص بي، لكن أجد نفسي دونَ مهاراتٍ، استطعت الحصول على قرض مادي، لكني خائف أن لا أنجح في فعل شيء، وهذا يرتب مسؤولية قانونية في تسديد القرض، ولكن أجد نفسي ربما هي فرصتي لأجد عمل خاص. أنا حائر ماذا يجب أن أفعل تجاه ما أمُرُّ به.
بالطبع فكرت كثيراً بالانتحار لكن البقية الباقية من ديني تمنعني، علماً أني أصلي، كيف تمنيت أن أجد عملاً لي، وأن أذهب بعيداً وأؤسس لوضع جديد لي حتى أرد الاعتبار لنفسي أمام أهلي والأقارب والمعارف، وأيضاً أردَّ الاعتبار لأهلي أمام هؤلاء الناس، لكن كما يبدو كلَّها أحلام. أخاف أن يمر عمري وأنا باقٍ على هذا الحال البائس. كيف يمكن أنا أكون رجلاً ولستُ ولداً مثل ما احس تجاه نفسي، وتكون لي حياة طبيعية مثل الناس أقرباء ومعارف وناس تضع حساب لي تجاه أي واجب اجتماعي.
كتبت ما يخطر على بالي الآن وليس كلَّ شيء. أرجو تزويدي بحلٍ فقد قرأت الكثير، ومللت لا اريد شرحاً لحالي، لست بحاجة له. هذا الشيء يفيدكم أنتم أهل الاختصاص. أنا أبحث عن حلٍّ. لجأت إلى الدعاء والذكر حتى يخفف من حالي، لكن ليس على طول ينفع. أشعر بالاحباط الكبير تجاه نفسي وعمري الذي يمشي.
لا يتعدل الحال ولا الموت يفتكرنا
أعمل إيه ؟
15/8/2016
رد المستشار
أشكرك يا "باسل" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع للمرة الثانية ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله.
أولا أذكرك بقول الله تعالى: "... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." (الرعد:11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحث عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدأ بنفسك وتغير وتطور من نفسك ومن علاقاتك الاجتماعية؟؟؟ هل ستقرر أن تخرج من غرفتك المظلمة ومعاتبة نفسك يومياً؟؟؟ هل ستضع لحياتك هدف وتسعى لتحقيقه مع الآخرين؟؟؟
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرج من الدائرة المفرغة التي تعيش فيها، وتزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة, واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين، إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.. اكتسبوا كل ذرة فيها.
تعال نتفق سوياً أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودين مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيداً عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، فحين تدخل في منافسة مع أخر، قل: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقل لست مؤهلاً، اجعل فكرة سأنجح هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك. يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خطط تنتج النجاح، وينتج التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل، من خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تم برمجتها سلبياً الأمر الذي ترتب عليه احتكار ذاتك والعصبية.
ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به وهو أنه يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصل عليه بين يوم وليلة، ولكن عليك أن تتبع العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك، مما ينعكس إيجابيا على المحيطين بك، فعليك أن تبحث داخل نفسك على نقاط القوة في شخصيتك وتنميها، فلكل إنسان منا عقل اجتماعي social brain يتميز هذا العقل بأنه دوما يتفحص ويميز الوضع النفسي للآخرين، ويمكنه يصيب التوقع الأكثر احتمالا لتصرفاتهم معه.
لذلك إحرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك إيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
- عندما نضع أهداف وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف، مهما كانت صغيره تلك الأهداف.
- إقبل تحمل المسؤولية، فهي تجعلك تشعرك بأهميتك.
- تقدم ولا تخف، اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها، إفعل ما تخشاه يختفي الخوف.
- كن إنسانا نشيطا، إشغل نفسك بأشياء مختلفة، استخدم العمل لمعالجة خوفك، تكتسب ثقة أكبر.
- حدث نفسك حديثاً إيجابياً، في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة، واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة. تكلم، فالكلام فيتامين بناء الثقة ولكن تمرن على الكلام أولاً.
- حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات، كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
- إشغل نفسك بمساعدة الآخرين تذكر أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
- اهتم في مظهرك ولا تهمله، ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.
- لا تنسى الصلاة وقراءة القرآن الكريم يمد الإنسان بالطمأنينة والسكينة وتذهب الخوف من المستقبل، تجعل الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله في كل شيء.
والله الموفق تابعنا دوماً بأخبارك, فنحن نعتز بك صديقا دائما على موقعنا.
اقرأ على موقعنا:
للتخلص من القلق أحب نفسك
عن الصداقة والدراسة والمراهقة مشاركة
أرشيف عن تأكيد الذات
ويتبع >>>>>: كيف أندمج مع الناس ؟ خارطة طريق م