رجل الكهف : لست مازوخيا غدا وأراهن! م
لا طعم للحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ سأحاول أن أختصر في مشكلتي وأتمنى أن تجاوبوني عليها بأسرع وقت. أنا شاب أبلغ من العمر 16 سنة أعيش مع أهلي، وهنا تكمن المشكلة فأنا منذ سن 15 سنة أي قبل سنة تقريبا أو أقل بدأت تصيبني حالات اكتئاب شديد جدا جدا. أشعر بالوحدة وبالذات أني في الفترة الأخيرة لم أعد أخرج مع أصدقائي وأصبحت جليس غرفتي وأحيانا يمر أسبوع كامل دون أن أخرج حتى إلى البقالة.
وعلاقتي بأصدقائي ساءت في الفترة الأخيرة فلم أعد أطيقهم ولا أخرج معهم ولا أكلمهم إلا في المدرسة فما عدت أعتبرهم إلا زملاء فقط ولا أراهم أو أكلمهم إلا في المدرسة، مع أني أعرفهم منذ أن كان عمري 7 سنين، فأنا يا أستاذي الآن لا أثق في أحد بلا أصدقاء أجلس دائما في المنزل أشعر بأنني مكروه من الجميع مما سبب لي كره أو خوف للخروج من المنزل في بعض الأحيان، أي أنني أحيانا أخرج لأنجز عملا ما فأكون طبيعيا وأتكلم مع الناس بكل أريحية وثقتي بنفسي تكون عادية جدا؛
وأحيانا أخرج من البيت كرجل الكهف لا أريد أن يكون هناك أناس بشكل مزدحم ولا أريد الذهاب إلى أي تجمع كان وأحيانا أفكر بالعودة فقط كي لا أدخل بالازدحام فهل هذا رهاب اجتماعي، وإذا كان كذلك لم يأتيني أحيانا فقط وليس بشكل دائم. ثم إنني في هذا العمر كما ذكرت تأتيني وساوس بأني وحيد ولا أعرف كيفية التعامل مع الناس وهكذا فهل هذه مجرد أفكار تأتي لأشخاص مثلي ويتخلصون منها مع مرور الوقت أم إنها فعلا حقيقتي، وأود أن أقول أني في طفولتي كنت ذاك الولد المحبوب من الجميع سواء من العائلة أو من أصدقائي في المدرسة أو جميع من يلتقى بي.
كنت دائما الشخص اللامع كما يقولون ولا أحس بنفسي بين أصدقائي إلا وأنا القائد بينهم وإذا كنت كالتابع أعارض أي فكرة تعرض علي فكانت دائما كلمتي المسموعة وكنت أشعر منذ الصغر أنني سأكون شخصا ذا منصب أو مكانة اجتماعية في المستقبل بعكس الآن تماما.
أنا الآن لا أصدقاء لي وإذا ماشيت أحدهم أكون أنا التابع لا يوجد لدي أفكار أشعر بأنني ممل وغبي ولا أقدر حتى على إمتاع الغير بأحاديثي كما كنت سابقا فلماذا، ما الذي تغير علي حتى أصبحت هكذا. ودائما يأتيني شعور بأني أريد الاستقلال بحياتي الشخصية عن أهلي وأريد أن يكون لي حياة خاصة فيني أنا بعيدة كل البعد عن جميع من أعرفهم الآن فهل هذا طبيعي؟
حقا من كل قلبي أود التغيير لكنني لم أستطع حتى الآن أن أغير شيئا. أنا الآن أريد البحث عن أصدقاء جدد عسى أن يتغير هذا الفكر الأسود الكئيب ولكنني أشعر بأني لن أستطيع تكوين أي صداقات بعد اليوم وسأبقى وحيدا طول حياتي إلى آخر يوم في عمري.
فما هو الحل يا دكتور أرجو أن تجيبني بأسرع وقت
وآسف إن لم أصف المشكلة بشكل دقيق.
23/9/2016
رد المستشار
الابن الفاضل "علاء" أو "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكراً على متابعتك واستعمالك خدمة استشارات مجانين.
إذن انتهت مشكلة المازوخية ولم تعد تشغلك وهذا جيد، وأنت الآن مهتم بمشكلة اكتئابك وانعزالك عن الناس، وانكسارك الداخلي...... كل ما تعاني منه يسمى في الطب النفسي اضطراب الاكتئاب الجسيم، ولا يوحد في إفادتك ما ينافي ذلك. حتى تقلب الحال ووجود أوقات تشعر فيها بأنك أفضل حالا كما يفهم من قولك (أحيانا أخرج لأنجز عملا ما فأكون طبيعيا وأتكلم مع الناس بكل أريحية وثقتي بنفسي تكون عادية جدا) أمر ممكن الحدوث مع المكتئبين.
لا يوجد شيء أصح الآن من عرض نفسك على أقرب طبيب نفساني ليؤكد تشخيص الاكتئاب ويصف لك ما يلزم من علاج، وتذكر ما حذرناك منه من أن المكافحة الشخصية للاكتئاب كثيرا ما تخدع فلا تسرف في الانتظار وتأجيل الخطوة الأهم للخروج من معاناتك.
عليك مفاتحة أسرتك أو الأقرب من أفرادها لمساعدتك في الوصول إلى الطبيب والحصول على العلاج اللازم وتابعنا فقط بعد اتخاذ هذه الخطوة وأهلا بك دائما على مجانين.
واقرأ على مجانين:
اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression
مرض الاكتئاب
العلاج المعرفي للاكتئاب (17)