الاكتئاب
أنا على طول بشعر بحزن وضيق وهموم وذنب كبير بس مش عارف ليه يعني بشعر بالذنب من أقل الأشياء حتى لو شفت واحد فقير أو مريض وعلى طول بحس بالاكتئاب, لو أني نويت أني أعمل حاجات أو أجيب حاجة أو أروح في مكان بكون فرحان وعادةً ما أحس أني قربت أعملها أو أروح أو مستني حجات أو فرصة من فترة وتقرب تيجي, أقول طب الحاجة دي لو حصلت إيه يعني إنت ليه فرحان كده هتعمل إيه يعني بيها,
وفي أوقات بحس فيها إني عايز أكون لوحدي فيها وأقعد لوحدي وعلى طول أحب العزلة, ولو سافرت وآجي أسافر تاني أفتكر السفرية الأولى وأقول يااااااه هكرر تاني دا ما كنش حلو, أروح واقف في الشمس تاني وبعدين مثلا أطلع على السلم وبعدين مثلا هاركب العربية يعني بفتكر الحاجات اللي حصلت بالسفرية الأولى حتى لو كانت حلوة وبتعقد منها وداه بيحصل معايا حتى في الشغل, آجي في الليل وأقول هاعمل كده وكده وأتعقد وأسيب الشغل على طول كده ومش بحب الأفراح ولا المناسبات ومعنديش ثقة أبدا أبدا في نفسي ولا في أي حاجة,
وبحس أني مش هاعرف أعمل أي حاجة صعبة, وحاسس إني معنديش شخصية, وخايف في المستقبل من حجات كتيرة مثلا, وفات شخص عزيز عليّ أو حد عزيز عليّ يمرض ولا حاجة وعلى طول قلقان من كل حاجة أقول أحسن يحصل كده ولا كده, لدرجة أني بقيت أدعي على نفسي بالموت وتركيزي وفهمي قلو قوي وضعفوا حتى ذاكرتي.
9/12/2016
رد المستشار
أنت تحمل من الموت بداخلك ما يكفي لتعطيل شعب يا ولدي!، والموت ليس هذا النوع من الموت المتعارف عليه حين نضع شخصا في القبر!؛ فأنت تخاف من الحياة رغم أنك تأكل، وتشرب، وتعمل!؛ فرعبك من الموت الحقيقي يجعلك ميتا رغم الحياة!؛ فتعطل نفسك بنفسك عن كل ما فيه حياة؛ فالحياة فيها انطلاق، فيها طاقة، فيها بناء، فيها ألم، فيها فرح، فيها حركة، فيها غضب، فيها فقد، فيها ونس، فيها موت؛ فتترك أنت كل مساحاتها؛ لتقف عن مساحة الموت فيها فقط؛ فيبتلعك هذا الموت رغم أنك لا زلت محسوبا مع الأحياء!، والحقيقة الأكبر أن الموت الذي يملأ كيانك هذا لا يخصك!؛ فالله تعالى خلقنا وأراد لنا أن نحيا تلك الحياة وجعل بداخلنا وفطرتنا الحرية، والقبول، والمسؤولية، والابداع، والحق، والأمل، ولكن إن لم تتغذى على نفس تلك الفطرة من خلال حياتك بدءاً من طفولتك؛ ستقف تلك الفطرة، وتتحول الحرية لخوف، وتتحول المسؤولية لهم، وغم، ويتحول الابداع لفوضى، ويتحول الأمل ليأس... فمن حول الأمل بداخلك ليأس يا ولدي؟؟.
...قد تكون طريقة تربيتك التي جعلتك لا تشعر بالأمان، أو مواقف صعبة ترسخت بسببها معاني القلق من الفقد في المستقبل؛ فأنت تعاني من القلق، والقلق جزء طبيعي منا، ولكن حين يكبر ويجعلنا نتعطل عن أدوارنا الحقيقية يكون قلقا مؤذيا يؤثر على التركيز، والتذكر، والنوم، والشهية، ويجعلنا أكثر توتراً عن الطبيعي، ويصحب معه صديقه اللصيق المعروف بالاكتئاب؛ فلتبدأ من طفولتك التعرف عما جعلك تقلق من الفقد، والموت حتى مت وأنت حيٌّ ترزق!،
لتبدأ رحلة نضوجك التي ستبدأ بصدق حين تقبل الموت!!، وتصدق أن الموت جزء من الحياة، وأن الموت ليس فناءاً ولا انتهاءاً لإنسان كان موجوداً، ولكن الموت هو "الطريقة" التي ينتقل بها الإنسان من الحياة للبرزخ، كما كانت الولادة هي الطريقة التي انتقل بها من الرحم للحياة، وكما سينتقل من البرزخ للقيامة بالطريقة التي سميت "البعث"، وسينتقل الناس من القيامة للخلود بالطريقة التي سميت "بالتطهر"، أو "الحساب".
فالقصة إذن ليست فناء، ولكننا نتالم للفقد، ومن حقنا نتالم، ولكن دون أن نحول الألم لبحر نغرق فيه بلا شطآن، فالأمان كل الأمان في "وجودك" أنت؛ فأنت من يأتي بالمال، وأنت من يفكر، وأنت من يكون أسرة ودفء، وأنت من يقدم للحياة والبشر شيء؛ هذا الحديث هو حقيقة الحقيقة، وهو كما يقولون "مربط الفرس"؛ وقد تحتاج بعد ما أوضحته لك لبعض الخطوات العملية المساعدة والتي ستجدها بالبحث في الاستشارات، والمقالات عن القلق وخصوصا عنوان القلق من الموت.... دمت طيبا.
واقرأ أيضًا:
الخوف من الموت
مرض الاكتئاب
ويتبع >>>>>: الموت في ثوب الحياة م