ابن أخي يرفض هندسة القاهرة
السلام عليكم ورحمة الله
في البداية تحية مني لجميع العامليين في الموقع أنا متابع للموقع من فترة طويلة
هذه المشكلة خاصة بابن أخي
حصل على الثانوية العامة بمجموع ممتاز وكان المجموع مفاجأة للجميع حتى والديه, التحق ابن أخي بهندسة القاهرة وهنا بدأت المشكلة, رفض طريقة التدريس يريد قسم ميكاترونكس وهذا القسم لا يوجد في هندسة القاهرة.
يريد الآن الهجرة لألمانيا ويريد من والده أن يصرف عليه مبالغ طائلة في دورات لغة ولا يريد استكمال الدراسة, تواصلت معه وتحدثت معه لكنه من النوع الذي يسمع ولا ينفذ إلا ما في رأسه, التحق ابن أخي بعمل مندوب مبيعات لشركة لفترة مؤقتة في هايبر ماركت, عندما رأى والديه في الهايبر رفض التحدث معهما لأنه في العمل, المهم أنه حقق مبيعات هائلة ولكنه تشاجر مع مديره وترك العمل.
نقطة مهمة أنه أراد اقتناء كلب قبل الثانوية العامة ولم يسمع لنصحنا وفعلا اقتنى كلبة ألماني يقضي معها وقتاً طويلاً, نقطة مهمة أخرى أن مجموعة في الثانوية لم يحققوا مجموع هندسة وسافر واحد من هذه المجموعة لألمانيا, نقطة مهمة حدثت مشاكل بين الأب والأم وتدخلنا لحلها وكان يقف مع أمه ضد والده, نقطة مهمة ابن أخي ترتيبه الثاني بين شقيقته الكبرى المتفوقة بهندسة القاهرة وشقيق الأصغر لا يهتم بالتعليم.
نقطة أخيرة ظل أخي سبع سنوات في شقة قانون جديد بسيطة حتى أتم تشطيب منزله الواسع والحمد لله فكانت نقلة نوعية للأسرة.
11/12/2016
رد المستشار
صديقي
يبدو أن ابن أخيك لديه غضب شديد ضد والده ويحاول أن يعاقبه عن طريق إجباره على دفع المبالغ الطائلة وإبقائه في حيرة من حيث مستقبل ابنه وتعليمه..يبدو أيضاً أن هذا قد يكون السبب في شجاره مع مديره وترك العمل بالرغم من تحقيقه لنجاح باهر...لا مانع من أن يكون الغضب عاماً وشاملاً العائلة القريبة بأكملها لأسباب مختلفة، أهمها كثرة النصائح والتوجيهات.. ليست وظيفة الأبناء أن يفكروا ويتصرفوا كما يرى أو يعتقد الآباء..كل إنسان فريد من نوعه ويناسبه نوع معين من الإرشاد والتعليم والمنافشة.
تعجبت من نصحكم بألاّ يقتني كلباً أو حيواناً أليفا...لماذا؟ أليس من الواضح أنه يقضي أوقاتاً طويلة مع الحيوان الذي يحبه بدون شروط؟ أليس هذا نتيجة طبيعية لملله وغضبه من الحب المشروط؟ (أغلب الظن أيضاً أنه يتم مقارنته بأخته في محاولة للتحفيز عن طريق إحساسه بالعار أو الخزي، مما يؤلمه ويهدم ثقته بنفسه وتقديره لذاته)
قد يكون أسلوبه نابعاً من رفضه وتمرده على كثرة النصائح ومحاولة إقناعه بآراء الآخرين بدون أن يهتم أحد بما يريده هو أو ما يحيره في الحياة.
الرغبة في السفر غالبا ما تكمن في الرغبة في البعد عن تدخل من لا يحس أنهم يهمهم أمره حقيقة..يريد أن يستمع إليه أحدهم بدون نصائح وأن يتفهم أحدهم حيرته وغضبه قبل أن يقول له أنه على الطريق الخطأ.
إذا كان يريد الهجرة إلى ألمانيا فلا ضير إن كان بالإمكان..ولكن لماذا الهجرة ولماذا ألمانيا؟ لمجرد أنه يقلد صاحبه؟ لماذا؟ ما هو الدافع؟
ولماذا تكلف كورسات اللغة أموالا طائلة؟ ولماذا لا يمولها هو من عمله؟
أنصحك بأن تستمع له بدون نصائح وأن تحاول أن تفهم مشكلته الحقيقية.
من الممكن أيضاً أن تطرح عليه مراجعة معالج نفسي لمناقشة أموره مع شخص محايد.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
واقرأ أيضًا:
اختيار التخصص
التعثر الدراسي بين الصيدلة والهندسة
التردد والوسوسة بين الصيدلة والهندسة
التعليق: أعتقد أن جزء من مشكلة هذا الشاب هو رغبته في التمرد على الجيل الأكبر متمثلاً في أبويه وعمه، أحياناً يهاجم الجيل الأكبر الأبناء ويريد أن يرسم له طريق حياته متعللاً بخبرته في الحياة، المشكلة إن الشاب تتم أحياناً مهاجمته بإنه لا يذاكر دروسه ولن يفلح في حياته، ويبدو أن هذا ما حدث في هذه الحالة بدليل إنه حصل على مجموع أكبر مما توقعه أبواه، هنا يشعر الشاب أنه عليه ألا يسمع كلام والديه وأنه أدرى بمصلحته
وربما هذا هو ما دفعه للعمل، وتفوق في عمله ليثبت لنفسه ولأبويه أنه يستطيع النجاح ويستطيع اتخاذ القرار، لكنه سرعان ما ترك العمل لأنه لم يرد فعلاً هذه الوظيفة.
أعتقد أنه يريد أن يثبت صحة قراراته مرة أخرى عن طريق اختيار مجال الميكاترونكس وألمانيا مكاناً لتعليمه، قد يكون هذا فعلاً مجالاً جيداً للعمل وقد لا يكون، وقد تكون ألمانيا المكان الأنسب للدراسة وقد لا تكون، المشكلة هي أن الخسارة ستكون كبيرة في حالة ما إذا كان القرار خاطئا، خسارة الأموال والوقت، وفرصة الضياع في بلد غريب.
أعتقد أنه يجب أن تكفوا عن معاملته كطفل لا يعرف مصلحته بل معاملته كشاب بالغ يمتلك جزءاً من الخبرة في الحياة، وقد يرى ما لا ترون أنتم، بدلاً من طلبكم في الاستشارة أن نقنعه بأن هندسة القاهرة مناسبة، يجب أن تتحاوروا سوياً وتحاولوا إقناعه أنتم، وفي نفس الوقت عليكم الاستماع له ومحاولة الاقتناع برأيه، يجب أن تجلسوا جلسة (ندّية) بدون تحيز مسبق للسن أو الخبرة
استمعوا له ووصلوا رأيكم، حاولوا أن تصلوا سوياً لقرار يرضي الجميع، عندما يرى احترامكم لرأيه، وعندما يصل للقرار بنفسه بناءً على المعطيات، سيتخذ القرار ويدافع عنه أكثر منكم، لكن عندنا يُعطَى له القرار بدون أخذ رأيه، لن يقتنع به أبداً
آسف على الإطالة لكن أردت توصيل وجهة نظره كشاب نظراً لاقترابي منه (نسبياً) في العمر