هل من دواء للعن الذاتي
أعاني من مرض انفصام الشخصية منذ سنة 1996 والواقع أن الهواجس بكوني مراقباً من المخابرات ابتدرتني منذ السنة الثانية من كلية الطب سنة 1992. أول نوبة مصحوبة بالتهيؤات والهلاوس والهذيان تخيلت معها أن ملكا يأمرني بأن أحب ابنته...
وبواقع مرة كل سنتين تجتاحني انتكاسة فصامية أخالني فيها أتواصل مع الأميرة هائماً بحبها، مراقباً بمختلف الوسائل من طرف المخابرات الدولية من كل دول العالم...قوم يقرؤون أفكاري العظيمة التي بعضها نظريات قائمة الذات ومن شأنها أن تغير العالم...ونظريات في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي وأخرى في إصلاح الإدارة والاقتصاد في المغرب، وتصيبني حكة شديدة في جسدي وما أن أحك من ذاتي جزءاً حتى أحسبها رسالة من طرف ما.
كنت حفظت القرآن عند الباكلوريا تحت إشراف أب قاسٍ جاف الطباع دائم الصراع والعنف مع والدتي، فيما كان يمارس علي عنفاً معنوياً كان يمنعني من السلام عليه والكلام معه في ظل ترهيب نفسي شديد ولمدد طويلة جداً.... تخرجت من كلية الطب في 2000.
في عام 2002 زوجني والداي تحت إلحاح والدتي التي كنت أكثر الإفصاح لها عن رغبتي الانتحار وذلك بعد أن وجدت عملاً بسيطاً بأجرة زهيدة بعيداً عن ميدان الطب وكنت آخذ عقار الببورتيل كحقنة شهرية ولا أفهم حقيقة فيم ذلك ولماذا وما معنى الاعراض التي انتابتني وما إذا كانت ستعود
وفيما يشبه المعجزة تم تعييني بعد الزواج بـ 15 يوما في قرية نائية، وصاحبتني زوجتي مسافة 1300 كلمتر لتلك القرية النائية القاحلة لتفاجئ بي بعد حملها بطفلتنا الأولى سنة أولى زواج أتحدث بكلام غير مفهوم وهلاوس وقصائد في حب الأميرة وأبيها وتوجسات من جنده وحرسه ثم توهمات بأن الأميرة تطلب مني الزواج بطبيبة في المركز الصحي المجاور ثم خروج بغير اتجاه عشرة كلمترات أتتبع أثر فضلات الغنم لأنه طريق المرأة المغربية وزوجتي تتبعني مثقلة بحملها لا تفهم لا ما أصابني ولا ما أصابها في مأساة يعجز عن تحملها الصخر ولا تكفي لبكائيته دموع كأنها بحار الدنيا ولا حتى براكينها.
كل ذلك في ظرف مادي قاهر لأن الوزارة لم تصرف أجرتي فملفي غير مكتمل، ويراف بي المندوب ويهبني عطلة استثنائية الحق فيها بزوجتي التي سبقتني إلى مدينتي الأصلية في الشمال، ثم آخذ عطلة مرضية وتهدأ الأعراض.........
وأعود إلى عملي وتتكرر النوبات منذئذ كل 3 سنوات ويزداد إلى مكونات الهذيان بها التي تتجاوز مددها الستة أشهر بل وربما السنة تهيؤات بأن زوجتي تخونني فأصبح عنيفاً تجاهها وتتمزق زوجتي المسكينة بطفلتيها فيما أكتب القصائد وأضع خططاً لمواجهة كيد عائلتي والمخابرات الدولية وأفتتح روايات وأذكر الله كثيراً بالموازاة مع الهلوسات وأخذ شهادات طبية تارة وتارة أغيب عن العمل
بكلمة واحدة لطف من الله عظيم حضر: آخر نوبة كانت السنة الفائتة إثر مشاكل عائلية رهيبة بين ورثة والدي تنازلت فيها عن نصيبي هرباً من المشاكل وترشحت لدبلوم جامعي حتى أحسن من وضعيتي...وأنا أهذي بحب أميرتي تقدمت للامتحان وكتب الله لي النجاح وتحسنت وضعيتي المادية وكنت قد انتقلت إلى مدينتي في الشمال منذ 2009،
حالياً ضغوط العمل الرهيبة التي تفاقمت بعد هيجان المجتمع في الربيع المأساوي العربي حيث يقدم الطبيب للمجتمع كإنسان يستغل المواطنين وحيث المواطنون المتقدمون لطلب الخدمات الصحية متوترون وانتقاميون وحيث أغلب الموظفين انتهازيون يتملصون من العمل ليلقوه على عاتق من لا تغطية نقابية ولا اجتماعية له
ومن جهة أخرى توترات زوجتي وثوراتها بسبب ألم الماضي وكبد الحياة
كل هذا أو بالأحرى شرارة واحدة منه يوقظ لدي اضطراباً قديماً لا أعرف الفكاك منه: اللوم الذاتي واللعن الذاتي حيث ألعن ذاتي وألعن المقدسات الدينية وتضطرب حالتي ويضيق صدري الأمر الذي يزيد الطين بلة مع زوجتي ويألم لذلك بنيتاي
حالياً أنا مرتاح مادياً أتوفر على سكن أكملت مصاريف قرضه، رؤسائي في العمل عموماً راضون على مردوديتي المهنية حيث أبذل جهداً كبيراً في مطالعة الأدبيات الطبية فلدي حقيقة في تكويني الطبي ثغرات، كما أن صدى عملي لدى الساكنة والمنتخبين جيد عموماً، علاقتي مع زوجتي ينغصها توترات العمل وعناد صغيرتي أحياناً
ومشكلتي الكبرى التي أطلب منكم مساعدة لحلها:
اللعن الذاتي وأفكار غير لائقة بحق الذات الإلهية
7/1/2017
رد المستشار
زميلنا الفاضل الكريم
أهلا ومرحبا بك على موقعنا، وشفاك الله وعافاك مما تعانيه.
مشكلتك المرضية واضحة كالشمس كما أسلفت أنت (انفصام الشخصية) تشتمل على الضلالات والهلاوس (ملكا يأمرني بأن أحب ابنته، مراقبا بمختلف الوسائل من طرف المخابرات الدولية من كل دول العالم) كما تعاني من اضطراب القوة المتحكمة في التفكير (يقرؤون أفكاري العظيمة).
ورغم المرض وتعدد الانتكاسات (منذ السنة الثانية من كلية الطب، كل سنتين تجتاحني انتكاسة) وصلت إلى درجة دكتوراه في الطب مما يؤكد ما ندعوا عليه دائما, وهو أن المرض العقلي مهما كان صعبا فلا يعيق الإنسان اجتماعيا وأكاديميا طالما اكتشف مبكرا وواظب على المتابعة والعلاج.
تعرضت للعنف الأسري بأنواعه (أب قاس جاف الطباع، عنف معنوي). وأفكار انتحارية (رغبتي الانتحار). تعرضت لضغوط أسرية كبيرة (توترات زوجتي وثوراتها، مشاكل عائلية رهيبة بين ورثة والدي) يعقبها انتكاسات مميزة. مع اكتئاب تفاعلي (اللوم الذاتي واللعن الذاتي ويضيق صدري)
أخي الحبيب
رغم أنك لم تشر إلى الخطة العلاجية التي تنتهجها ولا إلى الأدوية التي أنت عليها ولا مدى انتظامك من عدمه، لكنني أرى أننا لن نختلف في التشخيص لعله فصام عقلي أو وجداني. وبالنسبة للعلاج أرى التالي
أولا لابد من المتابعة المنتظمة المستمرة بلا توقف مع طبيب نفسي يهتم جيدا بالجانب الإنساني من خلال جلسات شبه منتظمة لتفريغ الضغوط وتنمية شخصيتك لمواجهتها والتعامل مع أفكارك الاكتئابية والوهامية علي السواء, مع خلق مناخ أسري جيد يساعدك على منع الانتكاسة كل فترة.
ثانيا عمل جلسات زواجية لتقييم علاقتك بزوجتك وتحسين العلاقة بينكما مع تنمية مهارات التواصل والتوافق الزواجي.
عزيزي
أنت نموذج رائع لمن يعاني من أصعب الاضطرابات النفسية, ومع ذلك استطاع النجاح أكاديميا وعمليا واجتماعيا وزواجيا ووالديا، فلا تبخس نفسك حقها ولكن ساعدها على التميز أكثر وعلى الوصول للمكانة التي تستحقها رغم معاناتك.
وفقك الله وتابعنا بأخبارك
واقرأ أيضا:
بين الفصام والثناقطبي (ثنائي القطب)
اضطراب الفصام الوجداني Schizoaffective Disorder
إشكالية الفصام الوجداني
بين الفصام الوجداني وتواكب الاكتئاب والفصام
ويتبع >>>>>>>: هل من دواء للعن الذاتي؟ الفصام الوجداني ؟ م