بارانويا أم وساوس أم أشياء أخرى؟
السلام عليكم وتحياتي لجميع المشرفين والمستشارين على موقع مجانين، أنا شاب عمري واحد وعشرون سنة بدأت لدي حالة لا أعلم إن كانت طبيعية أم لا وغالب الظن أنها ليست كذلك ففي أحيان كثيرة أرى أنه يستحيل أن يكون كل هذا يدور في فلك "الصدفة" فقبل أربع سنوات لم يكن يحدث كل هذا رغم أني لا أتذكر كثيراً الأحداث في هذه الفترة ولا أجزم أن هذه الحالة بدأت في هذا التاريخ فعلاً
أول ما أتذكر هو أني أصبحت حبيس فكرة أني مصاب بالإيدز نظراً لأن حلاقاً حينها جرحني ومسح الجرح بمادة "الشب" من أجل إيقاف الدم وربما يكون هذا الشب حاملاً للفيروس، هذه الفكرة استمرت طويلاً وعانيت منها الويلات لكن لا أعلم كيف اختفت لكن الظاهر أن فكرة أخرى حلت محلها،،
أول حالة أتذكرها جيداً هي أني ذات يوم قررت أن أستولي على حساب فيسبوك لصديق لي على سبيل التحدي والمزاح ليس إلا، فكان السبيل إلى ذلك مقهى الإنترنت الذي يقوم بالولوج إليه باستمرار فقمت بالدخول إلى هذا المقهى تدريجياً وقمت بإزالة نظام التجميد ووضع برمجية تقوم بجلب "الباسوردات" في الحاسوب الذي يجلس فيه في العادة... لكن قبل ذلك اكتشفت أن مسير المقهى قام بفرمطة ذلك الحاسوب، ويا ليته لم يقم بذلك ليس لأني لم أحصل على كلمة السر بل لأنه أصبحت تراودني فكرة هجومية على أن مدير المقهى هذا قام بتبليغ السلطات عن ما حدث.
وأن مديرية الجرائم المعلوماتية تقوم الآن بالتنقيب والبحث عن الفاعل وما هي إلا أيام قليلة حتى تصدر أوامرها بالقبض علي، ولهذا أصبحت كالمجنون أدخل للمقهى أحياناً عديدة في اليوم لأتأكد من تصرفات المسير هل هي مريبة أم لا، وأتذكر أنه في لحظة من اللحظات قام بنقل حاسوب من مكانه إلى مكان آخر وقام باستدعاء شخص آخر فظننت أن هذا الشخص من الشرطة وحللت ملامح وجهه وكدت أن أتأكد من ذلك بعد حمل ذلك الحاسوب إلى السيارة، وكنت حينها أقوم بادعاء أني جالس في المقهى وأحاول أن أترصد له لأتأكد فعلاً من حقيقة الأمر، واكتشف أنه بعد كل محاولة تأكد تزداد شكوكي أكثر وأكثر...... فوضعت فرضية قوية في نفسي على أن الشرطة ستأتي للمنزل قريباً وستحجز حاسوبي الشخصي للتأكد من وجود برنامج الاختراق ذاك، وحتى لو حذفته فلدى الشرطة وسائل متطورة لإعادة الملفات.
ففكرت أن علي تغيير الهارد ديسك الداخلي وبهذا لن تستطيع التأكد فعلاً أني أنا هو الشخص المتسبب في الجنحة، فقمت برمي ذلك الهارد ديسك في مكان خلاء بعد رميه أرضاً ومحاولة تكسيره،، ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد بل ظللت كالمجنون أنظر للنافذة كلما سمعت صوت دورية الأمن أو سيارة جديدة واقفة أمام باب منزلنا ثم أظل في النافذة دقائق لأتأكد فعلاً أنه ليس من الشرطة وظللت في نفس الفترة أدخل لتحميل المسطرة الجنائية للـتأكد من مدة تقادم الجنح لأرتاح فوجدتها أنها عدلت وأصبحت سنتين فقلت في نفسي هل أظل هكذا إلى أن تنتهي سنتين؟ فأنا لست متأكداً أن الشرطة ستلاحقني؟ وغالباً هذه مجرد أوهام لكن هذه الأفكار سيطرت علي فعلاً وسيطرت على ثمانين في المئة من تفكيري،
وأصبحتُ لا أستمتع بالحياة وبمجرد أن أنسى الموضوع قليلاً وأكون ضاحكاً مع الأصدقاء سرعان ما أتذكره ويعود لي العبوس والقلق ليس بسبب إمكانية أن يتم سجني فعلاً، بل لتبعات ذلك على حلمي بأن أكون مـحامياً، وبالفعل أصبحت تختفي هذه الشكوك تدريجياً بعد كل أسبوع وبعد أن سألت العديد من الأصدقاء حول الأمر (لم أخبرهم بالحادثة بل سألتهم عن مدى إمكانية البحث عن مرتكبي الجريمة الإلكترونية) فأجابني العديد منهم أن ذلك مجرد هراء ولا يطبق إلا نادراً وبعد مرور حوالي أربعة أشهر اختفت هذه الشكوك بشكل كامل،لتبدأ بعدها بحوالي ستة أشهر فقط معاناة نفسية أشد من هذه
بدأت هذه المعاناة بعد أن تناولت مخدراً شعبياً عندنا هنا يسمى المعجون وهو يستخلص من بقايا عشبة القنب الهندي وجذوره وبعض حبوبه، وهو لأنه مجرد بقايا فهو رخيص جداً وتكلفة "دموقة" منه والتي يمكنك أن تتعاطى منها أكثر من خمس مرات لا تتعدى دولاراً واحداً تقريباً، فلما تناولتها أحسست بإحساسات جميلة وتغير في المزاج وأشياء أخرى إذا بدأت بسردها فسأتجاوز الهدف من الموضوع باعتبار أنها تستحق ربما موضوعاً آخر، ولعل أبرزها السعادة والنشوة وثقل في الوقت وابتهاج عام وتسلسل الأفكار والنقاشات العميقة، وعمق التفكير إيجابياً وسلبياً والاستهتار بالمشاكل والاستمتاع بالأصوات والموسيقى وتضخم الأصوات وازدياد الشهية بشكل كبير الخ..
لكن بعد انتهاء المفعول الذي دام حوالي خمس ساعات أحسست بنعاس رهيب لم أحس بمثله في حياتي ونمت فعلاً أكثر من أربعة عشر ساعة ولما استيقظت أحسست بانقباضات معوية وآلام رهيبة وتقيؤات ومغص ودوخة وأعراض التسمم الغذائي بصفة عامة، فطمأنت نفسي وقلت أنها ليست المرة الأولى التي تأتيني فيها تسممات عابرة،، لكن مع مرور الساعات والأيام اختفت معظم الأعراض لكن الألم البطني ظل مستمراً بدون انقطاع يزداد حدة ثم يخف وانتظرت أن يختفي فلم يحدث ذلك، فقررت الذهاب لزيارة الطبيب ففحصني تشخيصاً سريرياً ثم أعطاني دواء مضاد للتقلصات ودواء الفخار المضاد للغازات فتناولته وتأخر مفعوله ونجح فعلاً في إيقاف التقلصات المستمرة، لكنه فشل في فعل ذلك بعد تناولي لأي وجبة ثقيلة كانت أم خفيفة بل مجرد التفكير في تناول أي شيء يولد داخلي رهبة وخوفاً لأني أعرف مصيري، آلام شديدة جداً وتشنجات مستمرة وانقباضات تمنعني من النوم أحياناً.. إنه العذاب العضوي والنفسي......
ندمت في اليوم الذي فكرت فيه في تناول المخدر اللعين" تباً له" أمي وعائلتي أخبرتهم أني تناولت أكلة سريعة في الخارج فصدقتني المسكينة" أنا شخص سيء" أنا نكرة، أفعالي شيطانية، كيف أفعل هذا، يا رباه إذا عرفت أمي ما الذي حدث فعلاً وأنا الذي تربيت على الترهيب من المخدرات، مجرد ذكر ذلك في البيت يعني صدمة قوية جداً باعتبار هذا الموضوع "طابو" عندنا، مجرد الحديث عن متعاطي المخدرات تعقبه دائماً عبارة "الله يستر" وشجب وشتى أنواع الإدانة.....
حالتي الصحية جد متدهورة دوخة وإرهاق ونقص مستمر في الوزن، ما هذا؟ إنه السرطان نعم سرطان أيامي باتت معدودة لكن يا فتى كيف عرفت أنه السرطان ولم تفحص حتى؟
هذا ما كان يدور في بالي حينها لساعات طوال لا أرتاح فيها، كنت كل يوم أذهب للميزان لأزن نفسي وأحياناً مرتين في اليوم للتأكد باعتبار أن مرض السرطان من أعراضه فقدان الوزن وظللت أذهب يومياً حتى جمعت مزبلة من أوراق الميزان بلغت أزيد من أربعين ورقة
ووزني وصل فعلاً إلى الحضيض ثمان وأربعون كيلو، إضافة إلى هذا كنت كلما أذهب لدورة المياه وكلما أنهيت قضاء حجاتي لا بد من فحصها للتأكد، أن هناك قطرات دموية والتي هي من أعراض مرض سرطان القولون وكنت أجد أحيانا أجلاف طماطم وكنت أظنها فعلا ذلك لكني أزلت الفكرة بعد أن تأكدت بالملموس أن أجلاف الطماطم لا تهضم... وهكذا كلما كنت أدخل للمرحاض أتأخر أزيد من عشر دقائق لدرجة أني كنت أثير حنق من كان ينتظرني إن وجد...
أصبحت موسوعة في سرطان القولون وكتبت في محرك البحث عشرات المرات هذه العبارة "أعراض سرطان القولون" وكلما أجد أعراضاً أراها فعلاً موجودة في حالتي حتى أنه في يوم من الأيام تأكدت فعلاً أني مريض بالسرطان فقررت التوبة والصلاة لعل الله يغفر لي وأنتظر فقط اليوم الموعد يوم فراق هذه الحياة، واستجمعت قواي وأخبرت أمي عن إمكانية إصابتي بالسرطان لأن الأعراض تنطبق علي فعلاً فرأفت لحالي وذهبنا للطبيب، وهذا بعد صراع طويل لأني كنت أرفض هذه الفكرة رفضا قاطعاً لأنه حينها إذا فحصني سأتأكد فعلاً وسيزيد الأمر سوءاً إذا تأكدت... ذهبنا فعلاً وقام بفحصي وقام بعمل فحص بالصدى لبطني وأعطاني أدوية وقال لي ما عندك شيء، وكم فرحت حينها لأني ظننت أن المعاناة النفسية على الأقل ستنتهي لكن زادت المعاناة سوءاً بعد اكتشافي عن طريق البحث مرة أخرى أن سرطان القولون لا يفحص إلا بالمنظار... يوووه مرة أخرى تأكدت أني مريض ولن أعمل المنظار لأني سأتأكد أكثر وسأخفي الأمر عن أمي هذه المرة، لكن ظلت نفس الفكرة تراودني وتعذبني حتى أعطاني أخي بعض المال وقال لي اذهب عن طبيب اختصاصي في الجهاز الهضمي والكبد وأفحص عنده...
لكني لم أذهب والسبب هو أني أخاف تلك اللحظة التي يواجهني فيها الطبيب بعبارة "ابني أنت مريض بورم وسنعمل على إزالته" وظللت أفكر في هذه اللحظة عشرات المرات في الليل والناس نيام وفي النهاية امتنعت عن الذهاب ثم انتهت معاناة القولون تدريجياً لتبدأ معها معاناة أخرى
هذه المرة مع سرطان المعدة والسبب أني اكتشفت أن تشخيصي السابق لحالتي لم يكن صائباً، وإنما كان عندي سرطان معدة وهو الذي أثر على القولون وباختصار تكررت نفس معاناتي السابقة مع شكوكي في سرطان القولون، وذهبت لطبيب وتقريباً نفس المعاناة والاختلاف الوحيد أن هذه المرة عندي سرطان معدة وهذا بعد بحثي الكبير عن هذا المرض في جوجل فاق عدد مرات بحثي عن القولون سابقاً وهكذا دواليك حتى بدأت معاناة أخرى
لكن هذه المرة مع البواسير التي أولتها هي أيضاً لسرطان قولون أو سرطان بواسير لكن بدأت الشكوك تختفي تدريجياً كلما تحسنت حالتي وانتهت الشكوك تماماً لما صحيت والحمد لله واختفت جميع الأعراض السابقة
وبعدها مرت أكثر من سنة مطمئن البال وعدت للدراسة وعدت نشيطاً كعادتي وكسبت الوزن الذي فقدته وانتهت المعاناة الجسدية والنفسية ونجحت في سنتي الثانية بالجامعة بامتياز واشتغلت في مقاولة أثناء إجازتي الصيفية، وباختصار عادت الأمور إلى مجراها الطبيعي حتى ذلك اليوم وهو أوائل شهر أكتوبر الماضي حينما كنت أتجول في مكان خلاء فجاء كلب ضال ولمسني بأسنانه "عضة خفيفة" فوق سروالي، لكني لم أهتم بها لأنها لم تجرحني ولا أي شيء لكن الخطأ القاتل الذي ارتكبته بنظري هو أني لمست مكان العضة في السروال بيدي، وربما أكون حملت الفيروس بيدي ولمست عيني وأصبت بداء السعار القاتل ولكي لا أكرر الأمور فقد بدأت نفس المعاناة النفسية السابقة وتغير فقط السبب هذه المرة ليست الشرطة ولا السرطان، وإنما السعار وأصبحت حياتي جحيماً بسبب تسلط الفكرة وأصبحت تسيطر على تفكيري لدرجة أنه بعد أسبوع من الحادثة ذهبت للمستعجلات مع الثالثة ليلا كالمجنون أدخل وأخبر الأطباء أني تعرضت للعضة للتو لكي آخد اللقاح رغم أني أعلم عدم جدواه، لأني تأخرت أكثر من ثمان وأربعين ساعة المنصوص عليها أثناء بحثي عن مرض السعار، وهذه العبارة بدورها كتبتها أكثر من ثلاثين مرة في محرك البحث وفي العديد من المواقع الطبية حتى أصبحت موسوعة في مرض السعار طبيعته وتكوينه وسريانه وأعراضه الخ،
لكن الطبيب أخبرني أن السعار لا ينتقل سوى عن طريق العض أو لمس لعاب الكلب لجرح مفتوح وأن حالتي لا تستدعي للقلق لكوني لم أصب بالفيروس فطمأنني قليلا، لكن رغم ذلك عادت لي نفس الفكرة لكوني لم أخبر الطبيب عن إمكانية أن تلمسه يدي وينقل من يدي لعيني فقررت أن أذهب لمصالح حفظ الصحة بالرباط مباشرة، وفعلا استقليت الحافلة وذهبت ورحبوا بي وأخبرتهم أني تعرضت لعضة كلب وعلي أخذ المصل فطلبت مني الطبيبة هناك أن أعود يوم غد صباحا، لأن المصل لا يكون سوى في الصباح ولما عدت في الصباح تأكدت أن ذلك اللقاح والمصل مجاني فطلبت مني مزيدا من التفاصيل فلما أخبرتها ضحكت وقالت لي لا تخف يا ولدي وشرحت لي بدورها شرحا وافيا وخرجت مرتاح البال حينها...
انتهت هذه الحكاية والآن حكاية أخرى وهي التي تواكبني حاليا وتخلق لي نفس التوجس النفسي ولا علاقة لها بالأمراض هذه المرة
المشكلة بدأت لما دخلت ذات صباح للمرحاض ونسيت أن أقفل الباب فدخلت زوجة أخي التي لا أتحدث معها منذ أربع سنوات بسبب توتر العلاقة بيننا فجأة بعد ظنها أنه فارغ ووجدتني واقفا وسروالي منزل قليلا فرأت عضوي أو ربما رأته لست متأكدا، لكن غالبا ستكون رأته، ولأنني كنت خاملا حينها كان عضوي مرتخي جدا –وأستسمحكم على الأوصاف- فبدأت لدي الوساوس وهجوم الأفكار مرة أخرى أنها رأته بهذه الحالة وربما تظن فعلا أن هذه حالته دائما وربما يذهب تفكيرها إلى أبعد من ذلك، وتظن أني عاجز جنسيا لأن عضوي صغير جدا وهذا فيه انتقاص لرجولتي وربما لما أقرر الزواج أن تخبر هي زوجتي المستقبلية بالأمر وتحدث بيننا مشاكل وربما لن أتزوج على هذه الحال إذا استغلت هي هذا المعطى خصوصا أنها تكرهني، وكالعادة أصبحت هذه الفكرة تؤرقني وما زالت لحد كتابتي لهذه الأحرف وأفكر فعلا في طريقة ما مهذبة لأبين لها عكس ذلك.
كأن أظهر أن عضوي منتصب تحت السروال لما أكون نائما وتمر هي بقربي والعديد من الأفكار لكني أرفضها لأني أحس أنها غير منطقية وليست أخلاقية والغريب أني أتأكد فعلا من الأمر لأنها أصبحت تلبس ملابس فاتنة ولا تخجل مني كعادتها، إذا أظهرت مفاتنها قربي وأشياء أخرى رغم أني أتجاهلها لكن هذا يعني بنظري أنها لم تعد تعتبرني رجلا ولا مشكلة عندها ما دمت لست رجلا من وجهة نظرها كيف تخاف أو تخجل من واحد مثلي .
سأتوقف عند هذا الحد وأطلب منكم أن تجيبوني عن سؤالين الأول هو مدى منطقية آخر حالة ذكرت والتي ما زلت أعاني من تبعاتها حتى الآن؟ وثانيا ماهي التأويل الصحيح لحالتي النفسية هل هي بارانويا أم وسواس أم قلق أم أشياء طبيعية وصدقوني أن هذه الأشياء تعذبني وتنغص علي الحياة حقا مع العلم أن لا علاقة لها بالمخدر لأن الحالتين الأوليتين حدثا قبل تناولي له، وأضيف معلومة أخرى أني ما زلت أتعاطاه لحد الساعة من حين لآخر لأنه ينسيني معاناتي ولو مؤقتا، رغم أني توقفت عن تعاطيه لمدة تفوق شهرين الآن
وشكرا للمجيب مسبقا الذي أتمنى إذا أمكن أن يكون الدكتور سداد أو الدكتور وائل أبو هندي
ودمتم بود
8/1/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
سؤالك الأول حول منطقية الحالة الأخيرة والإجابة عليها لا تختلف عن الإجابة عن الحوادث الأخرى وجميعها غير منطقية ناتجة عن:
1- عدم توازن حالتك الوجدانية.
2- ميولك الدفاعية النفسية تميل إلى التوجه نحو عملية زورانية لمواجهة الضغوط البيئية.
الحادثة الأخيرة لا تختلف عن حادثة الإيدز والإنترنت والمخدر وجميعها تبدأ بصورة حادة وتنحدر نحو عملية ذهانية زورانية. جميع الأفكار غير منطقية وإطارها واحد لا غير وهو الإطار الزوراني. قد يضع البعض إطاراً وسواسياً أو حصارياً لهذه الأفكار ولكن الوصف الموجود في الاستشارة يبتعد جداً عن حدود حالة عصابية ويدخل في مساحة ذهانية.
ثم هناك الاضطراب الوجداني الاكتئابي الذي تصفه بوضوح في الرسالة.
الاستنتاج
رسالتك تكشف عن نوبات اكتئابية ذهانية ومن الأفضل أن تراجع استشارياً في الطب النفسي للعلاج لفترة لا تقل عن عامين.
انتكست أكثر من مرة وستنتكس بالتأكيد ثانية.
وفقك الله.
واقرأ أيضاً:
أعراض ذهانية زورانية
التفكير الزوراني والتفكير الوسواسي
الأفكار الزورانية بين الوسوسة والذهان
الاضطرابات الزورانية : اضطرابات التشكك Paranoid Disorders
ذكريات الذنوب والمناخ الزوراني م
اكتئاب على خلفيية ربما زورانية م2
ويتبع>>>> : زورانية واكتئاب وأشياء أخرى م
التعليق: السلام عليكم ياسين والأستاذ التميمي
المشكلة في الحالات الزروانية أنّ لا ترى ظروفها بشكل يخوّلها الخروج منها دون أن تخلق وضعية حرب وعداء جديدة مع محاولة الخروج الجديدة. البشر بطبيعتهم يقعون في اخطاء استدلالية حتى دون أن يكون لهم ميول زروانية أو وسواسية، فما فعلت مثلا في قضية "إثبات الفحولة" لإنسانة لا علاقة لك بها خير مثال، فبعد أن حصل ذلك الموقف المحرج في الحمام، أخذت الفكرة بمجامع فكره وإدراكاتك، فصرت تلاحظ ما لم تلاحظه من قبل...
تحيّز معرفيّ un biais cognitif فبدأتَ تفسّر تصرفات لا أظنّها كانت غائبة، ولكن ما كان غائبا، هو تفسيرك إياها وتأويلها المزعج بالنسبة لك، إذ الإغراء والظهور بملابس فاتنة بسبب أنها قللت من دفاعاتها أمام "شاب غير مكتمل الرجولة"! لن يكون بنفس المذاق إن كان بسبب أنها تريد إغواء "فحل" ! ربّما ستشعر النفس بالنشوة أكثر ولن تحاكِم التصرفات بالنظرة السابقة !
أنصحك بألاّ تركز على الأعراض التي تختلف كل مرة، وأن تركز على علاج مستمر وجاد تطلبه من مختصّ يضع لك برنامجا معرفيا لتعديل أفكارك ومفاهيمك والأهمّ طُرق استدلالك ونظرتك لذاتك أمام الناس، وجانب سلوكي يقلل من التصرفات المعززة للوساوس كالبحث عشرات المرات عن المرض، لتشخيصه بالإيجاب في الأخير. وما علمتَ أنّ أي تشخيص من غير خبير يأخذ طابعا مثل هذا! وأن الإنسان يميل لجعل "مطابقة" بين ما يقرأ وما يشعر حتى يفسّر ما عنده تفسيرا منطقيا موجودا... وما أسهل التشخيص الخاطئ إن كان من غير المختص ذي الخبرة شفاك الله وعافاك