من أدب الأكل لعق الأصابع قبل غسلها
شكر وعتاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخي الكريم الدكتور وائل أبو هندي ألف شكر على اهتمامك وعلى إجابتك في استشارة من أدب الأكل لعق الأصابع قبل غسلها التي نبهتني إلى أن طفلي يريد أن يذكرني بأنه طفل، فبارك الله في هذا الموقع وفي جهده الطيب وبارك فيك.
أخي وائل لي عتاب صغير وهو أنك ظننت بنا غير الحق وهو أن منازل الغربة قد أنستنا هدي نبينا بقولك الجازم (لكنكم في البيت على ما يبدو تتبعون آداب المائدة الغربية...، وقولك مفاجأة أخرى أعرف أنها غائبة عنك وهي سنة لعق الأصابع).
فأنا ولله الحمد حاصلة على شهادة ليسانس في الشريعة الإسلامية، وأستاذة تعليم ثانوي لتدريس الشريعة وخوفا على عدم إتقان أولادي للغة العربية وأمور الدين أخذت عطلة تستمر منذ 5 سنوات وعطلت تحضير ماجستير في مقارنة الأديان أملاً في أن أستطيع أن أنشئ أولادي على هدي محمد صلى الله عليه وسلم، والحمد لله ابني الأكبر يحفظ قرابة الجزء من كتاب الله وبعض الأحاديث، وهو لم يكمل خمس سنوات، ويعرف جزءا كبيرا من سيرة المصطفى عن ظهر قلب، وأغلب قصص الأنبياء، أما الثاني فهو يحفظ قدرا لا بأس به من كتاب الله كما أنهما يعرفان أغلب الأذكار.
ويشهد الله أننا نجتهد معهم بكل طاقتنا لإدراكنا ووعينا بأن المجتمع الذي نحيا فيه يختلف عن المجتمع الإسلامي، كما أنه وبتوفيق من الله سيلتحق الابن الأكبر بالمدرسة الإسلامية في شهر "جانفي" إن شاء الله. وأخيرا شكرا لك مرة ثانية، وبارك الله فيكم. والسلام عليكم.
27/8/2017
رد المستشار
الأم الفاضلة أهلا وسهلا بك مرةً أخرى على موقعنا مجانين، وشكرا على متابعتك، وثنائك الطيب، الحقيقة أنني لم أسئ الظن بكم كأسرة باعتبار أنكم تعيشون في الغرب وأعرف أن معظم إن لم يكن كل أصدقاء إسلام أون لاين.نت، هم من المسلمين المستمسكين بدينهم وثقافتهم أينما وجدوا على وجه الأرض، لكن الرسالة التي أردت إيصالها من خلال ردي عليك هي رسالة للجميع، لأسرنا كلنا، فقيمة المأكول بالفعل غائبة عن معظمنا، ونظرة إلى ما يخرج في سلة مهملات كل بيت تكفي لبيان ذلك.
وغريب أنك في متابعتك لم تجيبي على كل أسئلتي التي سألتها لك، صحيح أنني لم أسأل أسئلة مباشرة، لكنني كنت أنتظر معرفة الفارق السِّنيِّ بين ابنيك الأوسط والصغير، وإن كان من الممكن أن يكون التخمين الذي خمنته في ردي عليك جاء صحيحا أو قريبا من الصحة فلم تجدي داعيا لذكر تفاصيل أكثر، وإن كنت أعطيتني الفارق السني بين الأكبر والأوسط، المهم أن معظم متابعتك جاءت دفاعا عما تخيلت أنه اتهام، وفي غمرة انفعالك نسيت أن تقولي لي كيف ستتصرفين؟
ولم تقولي لي أيضا إن كنت مستعدة وزوجك للالتزام بلعق الأصابع بعد الأكل؟ أمام الولد الصغير الذي يمسح يديه من أثر ما علق بها من طعام بعد كل مرة يضع فيها طعاما بيده في فمه؟
هل أنت وزوجك مستعدان للحديث مع الولد عن بركة الطعام؟ لم تذكري لي شيئا من ذلك، وإنما اكتفيت بأن شكرتني على ما بينته لك من أن ابنك الأوسط يحتاج إلى تذكيرك بأنه طفل ما يزال بحاجة لك، عفوا لا شكر على واجب، ولكن كيف ستتصرفين؟
صحيح أن أسرتك أسرة بفضل الله ملتزمة وأنت شخصيا تفقهت كثيرا في الدين، وبتحفيظ القرآن لأبنائك تهتمين، ولكنك لم تجيبيني على سؤالي بخصوص طريقة الأكل، ودون أن تعتبريه اتهاما بأنكم تأثرتم بالغرب، فما أشير إليه هو أن أدب المائدة الإسلامي غائب عن معظم بيوتنا، وكلنا في الغرب وفي الشرق نسينا جزءًا كبيرا منه، بل إنني أحسب أن المرأة المسلمة التي تعيش في الغرب أقل إسرافا في تعاملها مع الأكل من المسلمة التي تعيش في بلادنا، مَنْ ما تزال تحضُّ أبناءها على عدم ترك شيء في صحن الطعام، (الذي نضع فيه من البداية قدر حاجاتنا؟)، من تعلم أبناءها أن الوضوء قبل الأكل من السنة؟
باختصار..
أريدك أن تتابعي معي ولو النقاش حول الكيفية التي نعيد بها أدب الأكل الإسلامي إلى موائدنا؟ بمفاهيمه ومضامينه الأصيلة وليس فقط مجرد الشكل؟ وأن تطمئنيني على ما فعلته في مشكلة ابنك الأوسط، أليس كذلك تكون المتابعة، حتى ولو اخترت لها عنوان "شكر وعتاب"؟
بارك الله فيك، وكل عام وأنت والأسرة، وأمتنا كلها بخير كل عيد أضحى، وأهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك .