عدوة نفسك ؟ ربما لكن شجاعة : أكيد !
تكملة بعد زمن طويل
تحية طيبة وبعد/ دكتور سداد وأرجو أن تكون بخير وأنت خير من فهمني في استشارتي السابقة بخصوص التقدم في العمر والورطة العاطفية المؤلمة،
لم يتغير شيء في حياتي وما زلت وحيدة وتضاعف الشيب في رأسي وزادت تجاعيدي.. إنها سنة الحياة... إنها الطبيعة التي لا ترحم أحد.
بعد أشهر دكتور من رد حضرتك علي قبل أكثر من سنة ونصف... حاول ذلك الشاب العودة إلي.. ولكن عقلي تصرف.. ورفض العودة... عقلي كان يعلم أنها مجرد لعبة وكرامتي أيضا رفضَت العودة إليه... ولكن قلبي الملعون كان يحن كثيرا.. ولا يزال إلى الآن يحن... لو تعلم يا دكتور كم كنت سعيدة في تلك الأيام لعذرتني.. كنت قانعة بالقليل.. بفتات من وقته وبعض الكلمات الرقيقة رغم أن عقلي يعلم أنها أكاذيب.. لكن سعادتي لم تكن توصف! وها هو يحاول العودة.. لك أن تتخيل الجهد الكبير الذي بذلته كي أتماسك وأرفض... ربما ستقول لي: برافو هذا عين العقل... أتساءل هل هو فعلا عين العقل؟؟ الإنسان ليس عقل فقط... ماذا عن العاطفة؟؟؟ لا نصيب لك فيها... الأفضل أن تحتفظي بكرامتك... اللعنة على الكرامة بسببها أعاني من الوحدة الآن... معقول لم أجد بديلا عن ذلك الشخص؟؟؟ العيب فيّ أم في محيطي؟؟؟ العيب أنك هرمت كثيرا.. إنها الطبيعة التي لا ترحم.
هذا باختصار بعض الهذيان الذي أمر به كل يوم... النتيجة دكتور أنني وحيدة ويا ويلي من الشتاء القادم.
لقد بذلت جهدا جبارا كي لا أقع في فخ العواطف فذلك الشخص لا يحبني متأكدة من هذا... لو كان يحبني لما تلاعب بمشاعري أبدا أبدا حتى لو كان الزواج صعب بسبب بعض الظروف فكان بامكانه أن لا يؤذيني ويعلقني به ثم يتركني،
هذه هي حالتي العاطفية وطبعا لا يوجد حل سوى التكيف مع الوضع... ولكن هناك أمور تقلقني.
- أصبحت أشتم كثيرا كثيرا في سري وأشعر بارتياح كبير وكأنها طريقتي في التنفيس، تطور الأمر وصارت الشتائم أكبر والتجديف كذلك.. بل كلما كانت الشتيمة فظيعة شعرت بالتنفيس أكثر.. هل هذا طبيعي دكتور؟؟؟ أشتم أهلي... أشتم نفسي... أشتم زملائي... أشتم الباب مثلا حين لا يفتح... أشتم الكوب حين ينكسر وهكذا!!......... ماذا لو فقدت الرقابة مثلا على نفسي وأعلنت هذه الشتائم يوما؟؟؟، سيرى الناس ما يختبئ خلف الهدوء والطيبة، هل هذا وارد؟؟؟ وهل هناك حل لهذا؟؟؟
- أصبحت أنظر بإعجاب وهذا بسبب الحرمان العاطفي نحو الشبان الوسيمين، وكلما رأيت أحدهم يذهب خيالي بعيدا وأتخيله معجب بي.. بل أتخيل أنه سيطلبني للزواج... وأتخيل تفاصيل العرس هههه أصبحت متصابية فهؤلاء يطلبون بنات العشرين وليس واحدة في عمرك.
أخشى أن يتطور الأمر وارتكب حماقة ما، والأمر الآخر المحزن أصبح الشيوخ هم من يطلبوني.. أشعر بالإهانة حين يطلبني شخص على أبواب السبعين... صحيح تعطلت أموري.. ولكن زواج كهذا أعتبره انتحار... لا أستحق أن يحدث لي هذا.
- بخصوص العلاقة الفاشلة السابقة... أحيانا وليس دائما يحدث لي حنين كبير وشوق مؤلم: ما زلت لحد الآن أتذكر الكلمات الرقيقة [والكاذبة ايضا] التي كان يرددها لي.. ما زلت أتجسس على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي... ما زلت أتأمل صوره بحنين.. ما زلت أتمنى أن لو يعود... والأسوأ أشعر بالندم لأنني رفضته حين رجع...
إنني أقتات عاطفيا على حفنة من الأكاذيب،
إنها جريمة أرتكبها بحق إنسانيتي.
27/10/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة.
الإنسان يبحث دومًا عن فخ العواطف وإن وقع فيها قد لا يخرج منها وإن قرر الخروج منها يفعل ذلك وينجح.
لكن حين يخرج الانسان من الفخ العاطفي فالاحتمال الكبير هو أنه سيترك آثار الدمار على الفخ فقط.
أنت آنسة على مقدرة عالية من الوعي وربما تجنبت فخ العواطف لفترة طويلة أو لم تعثري على الفخ الذي يسد احتياجاتك العاطفية والشخصية والفكرية، لذلك عليك دومًا أن تراجعي هذه الاحتياجات وتعيدين تقييمها وتبحثين عن طريقة لتلبيتها، لا تستحقين هذا الانتقاد اللاذع لشخصك ولا تنتقدي الطبيعة ولا يفقد الإنسان جاذبيته بسبب العمر ولكن العكس هو الصحيح أحيانًا
لديك القدرة على التعامل مع من تقابلين ولديك المقدرة على مراعاة الحدود وعدم تجاوزها ولكن عليك أيضًا أن تبحثي عن الموازنة بين احتياجاتك المختلفة وتلبية ما ينقصك، الإنسان لا ينتظر الحب ولكن يبحث عنه.سلوك الشتائم والتنفيس عن النفس ليس بغير الطبيعي ما دام الانسان يفعل ذلك في عزلته وفي حديثه مع نفسه وهو يراجع ظروفه البيئية وأزماته، لست من النوع الذي سيشتم الناس علانية ولن تفعلي ذلك لا في المستقبل القريب ولا البعيد، ولكن تنفيس الإنسان عن عاطفة الغضب من الأفضل أن يتم عن طريق الحديث عن نفسه مع من يثق به، وخير وسيلة للتخلص من مشاعر الغضب هو حديث الإنسان عن روايته بكل صراحة مع من يثق به وهم كثر.
تصل قسوتك وانتقادك لنفسك الذروة عند الحديث عن النظر لشاب وسيم، لا تتحرشين بأحد وليس ما تفعلينه هنا مما لا يفعله غيرك٫ وإن أرسلتك العاطفة نحو دنيا الأحلام لفترة مؤقتة فلا بأس في ذلك، هذا السلوك والخيال الذي يصاحبه يؤدي إلى شعور بالسعادة والأهم من الشعور بالسعادة الذي يتميز بأنه لا يدوم، هي الطريق إلى هذا الشعور، إن كان ذلك يحصل بين الحين والآخر وتشعرين بالارتياح معه فلا داعي لهذا الانتقاد لنفسك.
مراجعة الذكريات من نوعين:
الأول: تراجع الذكريات الحلوة.
الثاني: تراجع الذكريات القاسية.أنت من النوع الأول وربما ذلك يعكس نضوجك العاطفي والفكري.
لا أحد يعلم ماذا ينتظره وأي فخ سيقع فيه ولكن حديثك وشخصيتك تشير إلي أن السعادة ستقابلك قريبا بإذنه تعالى.وفقك الله وحفظك.
ويتبع>>>>> : عدوة نفسك ؟ ربما لكن شجاعة : أكيد ! م1