أعينيّ جودا ولا تجمدا
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عام مشكلتي أني وحيدة ولا أعرف إذا كانت هذه مشكلتي أو لا؟؟؟ ليس لدي من أتحدث معه، أشعر بالوحدة بالرغم أنه يوجد لديّ بعض الأقرباء الذين يحبون التحدث إليّ ولكن أحب سماعهم لا التحدث إليهم ولا أعرف لماذا؟؟؟؟
أنا فتاة عادية لم أنجح في دراستي ولكن أنا بفضل الله حاصلة على عمل جيد، ولكن أشعر بالملل منه أريد الاستقالة بدون أي سبب يذكر!! إلا أنني لا أستطيع،
أكره والدي ولا أعرف لماذا ربما لأنه يثير غضبي بمجرد رؤيته!! هل هذا شعور مراهقة ؟؟ أشعر بالرغبة للحديث إلى طبيب نفسي ولكن لا أستطيع.
المشكلة الأكبر وهي أني لا أبكي، أريد البكاء ولا أستطيع!!! لذلك أقوم بجَرح يدي وحرقها لكي أبكي، بل أحيانا أقوم بجرح جسدي بأكمله، أحيانا تمرّ علي أشياء تافهة؛ فأبكي بشدة، أما الأشياء الصعبة أقابلها بالضحك،
أريد أستاذي د.وائل أنا أعتبرك مثلي الأعلى، أقرأ كل شيء عنك وأتابعك وأتعلم منك الكثير
فهل يمكن أن تخبرني ما هيَ عِلّتي؟؟؟
12/10/2017
رد المستشار
الابنة العزيزة "نونا" أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك ومديحك الذي نسأل الله أن يجعلنا أهلا له.
للوهلة الأولى تبدو وحدتك ناتجة عن طريقتك أنت في التعامل والتفاعل مع الناس فرغم إقبالهم عليك –كما ذكرت في إفادتك- إلا أنك تسمعينهم وربما تعطينهم آراء لكنك لا تتحدثين عن نفسك! ونحن بحاجة لمعرفة سبب ذلك من خلال مقابلة مع طبيب نفساني هذه واحدة.
وأما الثانية فهي رغبتك في ترك العمل بلا أسباب غير أنك لا تستطيعين! لا تستطيعين ماذا؟ غير واضح في إفادتك ما إذا كنت تملكين الإجابة على هذا السؤال، خاصة وأن هذا الكلام يجيء في السطر التالي لقولك أنك لم تكملي دراستك لكن الله وفقك إلى فرصة عمل جيد، فكيف يستقيم وصف العمل بالجيد الذي لا تشعرين معه بأنك ضيعت فرصة التعليم العالي مع وصفك لمشاعر الملل من ذلك العمل ثم رغبتك في الاستقالة لا لسبب إلا أنك لا تستطيعين.
كل هذا يهون يا ابنتي عندما تصدميننا بالثالثة وهي عدم القدرة على البكاء الذي ترغبين فيه إلى درجة اللجوء إلى جرح نفسك بل حرق يدك أحيانا من أجل أن تمكني من البكاء! وهنا لابد من وقفة يا بنيتي أقول لك فيها: إن العرض على طبيب نفسي في مثل حالتك أمرٌ لا مفر منه عقلا، وهو واجب شرعا؛ لأن مرضك هذا يتناقض مع قدرتك على حفظ أمانة الجسد، ونحن بصراحة لا ندري إذا ما كان سلوكك هذا متكررا أم لا واقرئي في ذلك:
إيذاء النفس المتكرر : وسواس أم إدمان؟
كذلك هناك ما يشير ربما إلى اضطراب في تناغم أفكارك مع مشاعرك -وإن كنت غير متأكد من ذلك- لكنني أعيد عليك النصيحة بضرورة العرض على طبيب نفساني مهما كان موقف أهلك من ذلك، عليك أن تصري وتذكري أن وصمة المرض النفسي : ليست من عندنا وأهلا وسهلا بك دائما؛ فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>>>>> : أعينيّ جودا ولا تجمدا م