أعينيّ جودا ولا تجمدا م
أعينيّ جودا ولا تجمدا
أستاذي دكتور وائل هذه ثاني رسالة أبعتها لك وأول رسالة تم عرضها بعنوان (أعيني جودا ولا تجمدا).. شكرًا أستاذي على ردّك على رسالتي ولكن من الواضح أني كتبت الرسالة بسرعة شديدة فلم يسعني سرد التفاصيل بدقة
أولا: أنا أعاني من الوحدة منذ صغري، كما أخبرتني أمي بأني كنت طفلة منطوية لا تحب اللعب إلا لوحدها فهل هذه مشكلة؟؟؟
ثانيا: أشعر بكره كبير لوالدي ويؤسفني أن أقول ذلك ولكن لا أدري ما السبب ولكن اتضايق جدًا بمجرد رؤيته ولا أعرف السبب!!!
ثالثا: مررت في حياتي بتجربة حب واحدة انتهت بفشل كبير بيني وبين رجل كان يكبرني بـ 18 عام ومتزوج ولدية 3 بنات في البداية بدأت كصداقة ومن ثم تطورت إلى حب وأيضا إلى جنس، لم أفقد سيدي عذريتي ولكن كانت علاقتي معه كبيرة ومتطورة وانتهت بابتعاده عني بحجة أنه لا يستطيع الزواج مني ولا ترك عائلته.
رابعا: بعد فراقي عانيت من الآتي:
1_إحباط شديد من المستقبل ورغبة في الاستقالة من العمل والاستقالة من الحياة.
2. كثرة النوم والشعور بالتعب والإرهاق فور استيقاظي.
3. كثرة لدي الرغبة في جرح نفسي وحرق نفسي رغبا في البكاء.
فهل ما أشعر به يندرج تحت اسم الاكتئاب أو لا؟
أتمنى أن لا تطلب مني الذهاب إلى طبيب لأني لم ولن أستطيع، أريد الحل منك وإذا كنت أحتاج إلى دواء أرجوك اذكر لي اسمه، هذه نبذه مبسطة عن أحوالي وعن ما أشعر به.
14/11/2017
رد المستشار
الابنة العزيزة: أهلا وسهلا بك وشكرا على متابعتك.
تسألين في إفادتك هذه (أولا: أنا أعاني من الوحدة منذ صغري كما أخبرتني أمي بأني كنت طفلة منطوية لا تحب اللعب إلا لوحدها فهل هذه مشكلة؟)، والحقيقة أنها كثيرا ما تكون مشكلة يا ابنتي، أو قولي تكون نذيرا بمشكلة فيما بعد من مراحل العمر -عسى الله يجعلها لا تكون- لكن الانطواء في الطفولة إلى حد اللعب وحيدة عادة ما يكون علامة على عدم السواء النفسي.
وثاني ما كررت عرضه في المتابعة بعدما ذكرته في المشكلة الأصلية، هو كرهك لوالدك فتقولين: (أشعر بكره كبير لوالدي............. ولكن أتضايق جدا بمجرد رؤيته ولا أعرف السبب)، وهذه معلومة قد تفيد في وضع خطة العلاج وربما في إضفاء بعض الفهم على تاريخك النفسي الأسري، ولكننا قد نكونُ أجهل منك بالسبب يا ابنتي مع الأسف، رغم أنه مهم.
وأما ما ذكرته ثالثا فكان علامة كبرى على الخلل النفسي الاجتماعي الذي عانيت منه -وما تزالين لأسباب غير واضحة- وقد لا تكونين أنت نفسك واعية بها، فأن تقعين وأنت في هذه السن في حب رجل متزوج يكبرك بعقدين من الزمان أو يكاد، وتصل الأمور بكما إلى حد ما وصلت فأمرٌ نحمد الله أن خلصك منه رغم أنك تتمنين غير ذلك؛ كنت –أو ما زلت- مع الأسف.
وأما الأعراض فأعراض اكتئاب غالبا وإن كانت حكاية جرحك أو حرقك لنفسك هذه -وبالشكل الذي تصفين والسبب الذي تطرحين- غير مريحة بالنسبة لي إلا أن تكون علامة على اضطراب أعمق ربما في الشخصية وربما...... وربما.......
كيف لي إذن أن أصف عقارا وألا أقول لك اذهبي للطبيب نفسي؟؟؟ والله تمنيت لو أستطيع لكنني يا ابنتي لا أستطيع.
واقرئي أيضًا:
طيف الوسواس OCDSD إيذاء الذات Self Harm